إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تونس تفقد أهم من وثّق وأرّخ ونقد فيها الأدب والثقافة ..المستشرق والمفكر جان فونتان في ذمة الله

رحل عن عالمنا مؤرخ وناقد الادب التونسي جان فونتان اول امس الاحد 2 ماي 2021 ورحيله كان مؤسفا وموجعا للمثقفين في تونس اذ يعسر ان نجد طالبا او باحثا جامعيا لم يلتجئ له يوما ولم يطلب مساعدته ولم ينر سبيله بالكتاب المناسب والفكرة المناسبة كيف وقد كان مختصا في تاريخ الادب التونسي ومنذ ورود خبر انتقاله الى رحمة الله تعالى تهاطلت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التعازي وقد ابّنه عدد كبير من الذين استفادوا من خدماته الجليلة ومن نصائحه ومساعداته فلم يكن يبخل على احد ممن كانوا يقصدونه سواء كانوا تلاميذ أو طلبة العلوم الانسانية أو دارسين وباحثين ..                                                         كان ابنا بارا لتونس أحبها واختار العيش فيها فبادله التونسيون الحب والاحترام مسح دموع المظلومين والسجناء واعتبرهم ضحايا الظروف القاسية وكان صديقا لكل المثقفين  وقد ابّنوه بحرقة ومن بينهم الناقد محمد صالح بن عمر الذي كتب على صفحته في الفايسبوك : "كان الفقيد يحمل شهادة دكتوراه الدّولة في الآداب العربيّة وقد قضى فترة طويلة من حياته في دراسة الأدب التونسيّ فألّف عنه أكثر من عشرين كتاباً. وعلى الرّغم من  هذا الجهد الجبّار الذي بذله في خدمة تونس فقد رُفِضَت له مراراً الجنسيّة التونسّية لأنّه مسيحيّ العقيدة وقسّ ولا أدري إن مُنحتْ له بعد الرابع عشر من جانفي2011 ".

بثقة تامة هذا مرجع ويجب ان يرجع

كنت اظن انه يعرفني ويتذكرني لذا كان يتفانى في البحث معي عن المراجع ويترك مشاغله الكثيرة ليفسر لي مصطلحا او يوضح لي فكرة ويقبل دون ان يماطل او ان يتلكأ ان اجري معه أي لقاء صحفي او احصل منه على تصريح قصير وسرعان ما اكتشف انه لا يعرفني وانه لا يتذكرني ولكنه هكذا كان يتصرف مع كل من يقصده ..لقد كان متواضعا ويحسن الاستماع للآخر ويجعلك وأنت تحاوره تحس بأهمية ما تقوله فقد كان متسامحا مع ما كان يطرح امامه من افكار وأسئلة يرى فيها احكاما مسبقة فيدعو الى مزيد المطالعة والإطلاع على ما كتب في الغرض. كان انسانيا في تعامله مع الآخر وهذا ليس لأنه كان "قسا " من الآباء البيض بل لأنه كان شغوفا بالأدب التونسي -وهو اول وأكثر من كتب عنه وعرف برموزه – ويرانا مبتدئين ونحتاج الى المساعدة والتاطيرللسير في الوجهة الصحيحة دون ان يحاول التاثير علينا او اقناعنا بل كان يساعدنا على ان نصل وحدنا لما يخدم بحثنا او مقالنا حتى وان كان يختلف مع قناعاته ومعتقداته (مسيحي). لم تكن الابتسامة تفارق محياهوهو يسعى لتوفير المراجع ويقول " هذا مرجع نادر يجب ان يرجع ليستغله غيرك " .. كنت دائما اسال نفسي وأقول من ادراه ان هذا المرجع النادر سيعود له وللمكتبة وكيف يمكن له ان يتعامل بكل هذه الثقة مع الآخر وهو لا يعرف عنه شيئا غير شغفه بالأديب التونسي او بالبحث الجامعي ؟

والذين كانوا يقصدونه لا يمكن ان يحصر لهم عدد لأنه كان في خدمة الادب التونسي منذ جاء الى تونس سنة 1956 ليدرس الثيولوجيا ومنذ قرر ان يدرس اللغة العربية في ستينات القرن الماضي وقد أنجز اطروحة مرحلة ثالثة حول "التمرد الديني عند الأدباء اللبنانيين في القرن 19"، ثمتحصل على شهادة الدكتوراه عن رسالة حول أدب توفيق الحكيم نشرها لاحقا تحت عنوان "الموت-الانبعاث: قراءة في أدب توفيق الحكيم" (1978).وقد ترك بصمة عميقة في الثقافة التونسية لكثرة ما نقده من ابداع وخاصة في كتابه " عشرون عاما من الادب التونسي " الذي انجزه بعد ان تحصل على الإجازة في اللّغة والآداب العربيّة من جامعة تونس سنة 1968،وكتابه تاريخ الأدب التونسي الصادر عن دار سيراس كان ثمرة 18 سنة من العمل، بحث قبل اعداده عمن كتبوا في تونس منذ القرن السادس قبل الميلاد الى حدود 1994، واهتمم بمن عاش هنا وكتب بالبونية والعبرية والاسبانية والعربية. وكان جان فونتان يؤكد ويعتبر ان هذا التاريخ مهم جدا لتونس وللتونسيين خاصة وأننا حين نذهب الى بلدان جنوب الصحراء لا نجد عندهم ادبا قديما، بينما تقف تونس على 2005 سنوات من الادب. وهذا بالنسبة اليه يدل على ان الخلفية العقلية التونسية موجودة في هذا التاريخ. وقد كان كثيرا ما يؤكد على ان اغلب من اطلعوا على كتابه هذا اندهشوا من هذا التاريخ ومن هذه الثروة.

اهتم بالأدب التونسي عموما وبتفاصيله ايضا

اصبح جان فونتان منذ سبعينيات القرن الماضي أحد أنشط رجال الثقافة في تونس وابرز وجوهها اولا لأنه مثّل جسرا بين الثقافتين العربية والفرنسية ثانيا لأنه اهتم بالتأريخ للأدب التونسي. وقد أصدر سنة 1985 كتابه "ملامح من الأدب التونسي (1976 -1983)، ثم موسوعة "تاريخ الأدب التونسي من خلال النصوص" في ثلاثة أجزاء وقد اكمل جزها الثالث والأخير سنة 1999.

لم يؤرخ جان فونتان للأدب التونسي فقد وإنما اهتم ايضا بالتفاصيل وبالكتابات النسائية في تونس في كتابه "الكاتبات التونسيات"، وبمكانة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في الابداع التونسي في كتابة "صورة بورقيبة في الأدب التونسي"، وكما اصدركتاب "الأدب التونسي باللغة الفرنسية".

هي كتابات بحثية ومراجع وكتب نقدية استفاد منها الباحثون والجامعيون والطلبة وجعلته نجما يتلألأ في سماء الثقافة التونسية واسما يتردد في الجامعة التونسية لكنه لم يكتف بتلك العلاقة بل انه ربط علاقات متينة مع التلاميذ والطلبة والمثقفين التونسيين والإعلاميين اثناء اشرافه على مكتبة معهد الآباء البيض ب "معقل الزعيم" بالعاصمة وعلى مجلة معهد الآداب العربية الجميلة " ابلا " وقد كانت فضاء مهما لمناقشة المسائل الفكرية والأدبية.

ومكتبة معهد الآباء البيض حسب ما سبق ان صرح لنا به الكاتب والناقد احمد ممو على اثر احتراق جزء منها سنة 2010 هي :" .. وريثة نشاط " الآباء البيض" بتونس وكذلك المطبوعات التي صاحبت الفترة الاستعمارية، المتمثلة في عديد المجلات المختصة (الفلاحة، التاريخ، الجغرافيا، الاجتماع، الاقتصاد،...) ومن أهمها "المجلة التونسية" التي بدأت نشر أعدادها في سنة 1894 وامتدت حتى خمسينات القرن 20، قبل أن يتحول عنوانها ومحتواها، وهذه المطبوعات رغم ما تتسم به من نظرة استعمارية مغالية أحيانا، إلّا أنّها تمثل أهم الوثائق الغنية بالمعلومات عن قرابة قرن من الزمن.

هذه المكتبة جمعت العديد من النصوص المرقونة والكنانيش والأوراق الميدانية لمجموعة من البحاثة في مجالات الجغرافيا والجيولوجيا والتقنيات الأثرية بداية بجيل "الاستكشاف العلمي لتونس" تخصصت مجلة "إبلا" منذ انبعاثها في مطلع ثلاثينات القرن 20 في تحليل تركيبة المجتمع التونسي وتبين تحولاته الاجتماعية والفكرية، مع تفتحها منذ مطلع سبعينات القرن 20 على الثقافة العربية بمختلف الأقطار العربية الأخرى، وخاصة المشرقية منهـا."

بورقيبة كرمه ووسّمه ونحن هل نحفظ ذكره

و"ابلا "هو اسم مؤسسة بحثية بعثت في 18 نوفمبر من سنة 1926 واسم مجلتها التي تصدر باللغتين العربية والفرنسية وتنشر فيها البحوث الأدبية والنقدية والتاريخية و"الأنثروبولوجية" وغيرها مما يهتم بالحضارة العربية الإسلامية من الزاويات التونسية. ومقرها بنهج جامع الهوى بالمدينة العتيقة.

استاذ الرياضيات والمترجم وعازف الكلارينات والمحب للمسرح والسينما والموسيقى الهادئة والمالوف التونسي،اهدى لابلا مكتبته الخاصة وفيها 3000 كتاب ومن بينها كل الكتب الادبية التونسية منذ الاستقلال الى الي الآن،اضافة الى كتبه التي لا يمكن عدّها ولا حصرها والتي فاق عددها 25 مؤلفا بين عربية وفرنسية وهي على ذمة الباحثين التونسيين هذا المثقف الفرنسي الجنسية والتونسي الروح واللسان كان ملتزما بكل قضايا التونسيين .

جان فونتان كرمه الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة واعترف بأفضاله ووسمه ولعلنا لاننساه ونوليه حظّه من الذّكر والاهتمام والدّراسة، بقدر ما عرف هو بأدبنا وترجمه وجمّل صورة تونس في الخارج وساعد الطلبة والباحثين .

علياء بن نحيلة

تونس تفقد أهم من وثّق وأرّخ ونقد فيها الأدب والثقافة ..المستشرق والمفكر جان فونتان في ذمة الله

رحل عن عالمنا مؤرخ وناقد الادب التونسي جان فونتان اول امس الاحد 2 ماي 2021 ورحيله كان مؤسفا وموجعا للمثقفين في تونس اذ يعسر ان نجد طالبا او باحثا جامعيا لم يلتجئ له يوما ولم يطلب مساعدته ولم ينر سبيله بالكتاب المناسب والفكرة المناسبة كيف وقد كان مختصا في تاريخ الادب التونسي ومنذ ورود خبر انتقاله الى رحمة الله تعالى تهاطلت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التعازي وقد ابّنه عدد كبير من الذين استفادوا من خدماته الجليلة ومن نصائحه ومساعداته فلم يكن يبخل على احد ممن كانوا يقصدونه سواء كانوا تلاميذ أو طلبة العلوم الانسانية أو دارسين وباحثين ..                                                         كان ابنا بارا لتونس أحبها واختار العيش فيها فبادله التونسيون الحب والاحترام مسح دموع المظلومين والسجناء واعتبرهم ضحايا الظروف القاسية وكان صديقا لكل المثقفين  وقد ابّنوه بحرقة ومن بينهم الناقد محمد صالح بن عمر الذي كتب على صفحته في الفايسبوك : "كان الفقيد يحمل شهادة دكتوراه الدّولة في الآداب العربيّة وقد قضى فترة طويلة من حياته في دراسة الأدب التونسيّ فألّف عنه أكثر من عشرين كتاباً. وعلى الرّغم من  هذا الجهد الجبّار الذي بذله في خدمة تونس فقد رُفِضَت له مراراً الجنسيّة التونسّية لأنّه مسيحيّ العقيدة وقسّ ولا أدري إن مُنحتْ له بعد الرابع عشر من جانفي2011 ".

بثقة تامة هذا مرجع ويجب ان يرجع

كنت اظن انه يعرفني ويتذكرني لذا كان يتفانى في البحث معي عن المراجع ويترك مشاغله الكثيرة ليفسر لي مصطلحا او يوضح لي فكرة ويقبل دون ان يماطل او ان يتلكأ ان اجري معه أي لقاء صحفي او احصل منه على تصريح قصير وسرعان ما اكتشف انه لا يعرفني وانه لا يتذكرني ولكنه هكذا كان يتصرف مع كل من يقصده ..لقد كان متواضعا ويحسن الاستماع للآخر ويجعلك وأنت تحاوره تحس بأهمية ما تقوله فقد كان متسامحا مع ما كان يطرح امامه من افكار وأسئلة يرى فيها احكاما مسبقة فيدعو الى مزيد المطالعة والإطلاع على ما كتب في الغرض. كان انسانيا في تعامله مع الآخر وهذا ليس لأنه كان "قسا " من الآباء البيض بل لأنه كان شغوفا بالأدب التونسي -وهو اول وأكثر من كتب عنه وعرف برموزه – ويرانا مبتدئين ونحتاج الى المساعدة والتاطيرللسير في الوجهة الصحيحة دون ان يحاول التاثير علينا او اقناعنا بل كان يساعدنا على ان نصل وحدنا لما يخدم بحثنا او مقالنا حتى وان كان يختلف مع قناعاته ومعتقداته (مسيحي). لم تكن الابتسامة تفارق محياهوهو يسعى لتوفير المراجع ويقول " هذا مرجع نادر يجب ان يرجع ليستغله غيرك " .. كنت دائما اسال نفسي وأقول من ادراه ان هذا المرجع النادر سيعود له وللمكتبة وكيف يمكن له ان يتعامل بكل هذه الثقة مع الآخر وهو لا يعرف عنه شيئا غير شغفه بالأديب التونسي او بالبحث الجامعي ؟

والذين كانوا يقصدونه لا يمكن ان يحصر لهم عدد لأنه كان في خدمة الادب التونسي منذ جاء الى تونس سنة 1956 ليدرس الثيولوجيا ومنذ قرر ان يدرس اللغة العربية في ستينات القرن الماضي وقد أنجز اطروحة مرحلة ثالثة حول "التمرد الديني عند الأدباء اللبنانيين في القرن 19"، ثمتحصل على شهادة الدكتوراه عن رسالة حول أدب توفيق الحكيم نشرها لاحقا تحت عنوان "الموت-الانبعاث: قراءة في أدب توفيق الحكيم" (1978).وقد ترك بصمة عميقة في الثقافة التونسية لكثرة ما نقده من ابداع وخاصة في كتابه " عشرون عاما من الادب التونسي " الذي انجزه بعد ان تحصل على الإجازة في اللّغة والآداب العربيّة من جامعة تونس سنة 1968،وكتابه تاريخ الأدب التونسي الصادر عن دار سيراس كان ثمرة 18 سنة من العمل، بحث قبل اعداده عمن كتبوا في تونس منذ القرن السادس قبل الميلاد الى حدود 1994، واهتمم بمن عاش هنا وكتب بالبونية والعبرية والاسبانية والعربية. وكان جان فونتان يؤكد ويعتبر ان هذا التاريخ مهم جدا لتونس وللتونسيين خاصة وأننا حين نذهب الى بلدان جنوب الصحراء لا نجد عندهم ادبا قديما، بينما تقف تونس على 2005 سنوات من الادب. وهذا بالنسبة اليه يدل على ان الخلفية العقلية التونسية موجودة في هذا التاريخ. وقد كان كثيرا ما يؤكد على ان اغلب من اطلعوا على كتابه هذا اندهشوا من هذا التاريخ ومن هذه الثروة.

اهتم بالأدب التونسي عموما وبتفاصيله ايضا

اصبح جان فونتان منذ سبعينيات القرن الماضي أحد أنشط رجال الثقافة في تونس وابرز وجوهها اولا لأنه مثّل جسرا بين الثقافتين العربية والفرنسية ثانيا لأنه اهتم بالتأريخ للأدب التونسي. وقد أصدر سنة 1985 كتابه "ملامح من الأدب التونسي (1976 -1983)، ثم موسوعة "تاريخ الأدب التونسي من خلال النصوص" في ثلاثة أجزاء وقد اكمل جزها الثالث والأخير سنة 1999.

لم يؤرخ جان فونتان للأدب التونسي فقد وإنما اهتم ايضا بالتفاصيل وبالكتابات النسائية في تونس في كتابه "الكاتبات التونسيات"، وبمكانة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في الابداع التونسي في كتابة "صورة بورقيبة في الأدب التونسي"، وكما اصدركتاب "الأدب التونسي باللغة الفرنسية".

هي كتابات بحثية ومراجع وكتب نقدية استفاد منها الباحثون والجامعيون والطلبة وجعلته نجما يتلألأ في سماء الثقافة التونسية واسما يتردد في الجامعة التونسية لكنه لم يكتف بتلك العلاقة بل انه ربط علاقات متينة مع التلاميذ والطلبة والمثقفين التونسيين والإعلاميين اثناء اشرافه على مكتبة معهد الآباء البيض ب "معقل الزعيم" بالعاصمة وعلى مجلة معهد الآداب العربية الجميلة " ابلا " وقد كانت فضاء مهما لمناقشة المسائل الفكرية والأدبية.

ومكتبة معهد الآباء البيض حسب ما سبق ان صرح لنا به الكاتب والناقد احمد ممو على اثر احتراق جزء منها سنة 2010 هي :" .. وريثة نشاط " الآباء البيض" بتونس وكذلك المطبوعات التي صاحبت الفترة الاستعمارية، المتمثلة في عديد المجلات المختصة (الفلاحة، التاريخ، الجغرافيا، الاجتماع، الاقتصاد،...) ومن أهمها "المجلة التونسية" التي بدأت نشر أعدادها في سنة 1894 وامتدت حتى خمسينات القرن 20، قبل أن يتحول عنوانها ومحتواها، وهذه المطبوعات رغم ما تتسم به من نظرة استعمارية مغالية أحيانا، إلّا أنّها تمثل أهم الوثائق الغنية بالمعلومات عن قرابة قرن من الزمن.

هذه المكتبة جمعت العديد من النصوص المرقونة والكنانيش والأوراق الميدانية لمجموعة من البحاثة في مجالات الجغرافيا والجيولوجيا والتقنيات الأثرية بداية بجيل "الاستكشاف العلمي لتونس" تخصصت مجلة "إبلا" منذ انبعاثها في مطلع ثلاثينات القرن 20 في تحليل تركيبة المجتمع التونسي وتبين تحولاته الاجتماعية والفكرية، مع تفتحها منذ مطلع سبعينات القرن 20 على الثقافة العربية بمختلف الأقطار العربية الأخرى، وخاصة المشرقية منهـا."

بورقيبة كرمه ووسّمه ونحن هل نحفظ ذكره

و"ابلا "هو اسم مؤسسة بحثية بعثت في 18 نوفمبر من سنة 1926 واسم مجلتها التي تصدر باللغتين العربية والفرنسية وتنشر فيها البحوث الأدبية والنقدية والتاريخية و"الأنثروبولوجية" وغيرها مما يهتم بالحضارة العربية الإسلامية من الزاويات التونسية. ومقرها بنهج جامع الهوى بالمدينة العتيقة.

استاذ الرياضيات والمترجم وعازف الكلارينات والمحب للمسرح والسينما والموسيقى الهادئة والمالوف التونسي،اهدى لابلا مكتبته الخاصة وفيها 3000 كتاب ومن بينها كل الكتب الادبية التونسية منذ الاستقلال الى الي الآن،اضافة الى كتبه التي لا يمكن عدّها ولا حصرها والتي فاق عددها 25 مؤلفا بين عربية وفرنسية وهي على ذمة الباحثين التونسيين هذا المثقف الفرنسي الجنسية والتونسي الروح واللسان كان ملتزما بكل قضايا التونسيين .

جان فونتان كرمه الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة واعترف بأفضاله ووسمه ولعلنا لاننساه ونوليه حظّه من الذّكر والاهتمام والدّراسة، بقدر ما عرف هو بأدبنا وترجمه وجمّل صورة تونس في الخارج وساعد الطلبة والباحثين .

علياء بن نحيلة

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews