إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

زهير المغزاوي لـ"الصباح": حركة الشعب في حاجة إلى قيادات جديدة.. والصندوق هو الفيصل

- من غير المجدي تفرد قيس سعيد بالقرار والرأي دون تشاركية موسعة

-المؤتمر يتضمن تقديم ورقات خاصة بتعديل النظام الداخلي للحركة

- المرحلة القادمة ستكون أكثر تعقيدا في ظل الوضع الاستثنائي

تونس – الصباح

أكد زهير المغزاوي، الأمين العام لحركة الشعب، أن التحضيرات اللوجيستية والمضمونية لعقد المؤتمر الانتخابي للحركة المقرر تنظيمه من 24 إلى غاية 27 من مارس الجاري بقصر المؤتمرات بالعاصمة بصدد وضع اللمسات الأخيرة. وبين أن هذا المؤتمر المرتقب سيسجل حضور شخصيات سياسية ووطنية تونسية وأجنبية سيتم الإعلان عنها خلال الأيام القليلة القادمة. 

وكشف المغزاوي في حديثه لـ"الصباح"، أن برنامج هذا المؤتمر يتضمن تقديم ورقات خاصة بتعديل النظام الداخلي للحركة إضافة إلى مشاريع برامج اقتصادية وتربوية واجتماعية سيتم عرضها ومناقشتها في نفس المناسبة التي ستجلب معها الجديد على مستويات عديدة، حسب تأكيده لأن هدف كل القيادات والأعضاء هو إنجاح هذا المؤتمر الذي يتزامن مع ظرفية ووضع استثنائيين، وذلك بناء على ما يمكن تقديمه من تقييم وتقديم تصورات ومشاريع جديدة الهدف منها تطوير الحركة وتعزيز موقعها ودورها في المشهد السياسي وفي مستوى القواعد الشعبية أيضا في ظل المسؤوليات المضاعفة التي أصبحت تضطلع بها اليوم حركة الشعب بعد أن أصبحت في المركز الثالث في عمليات سبر الآراء حول الأحزاب والحركات والقوى السياسية، وفق تقدير محدثنا. 

وأضاف المغزاوي قائلا:"أعتقد أنني لا أجانب الصواب إذا قلت إن حركة الشعب نجحت في تحقيق تطور هام في وقت وجيز وحافظت على موقعها في المشهد السياسي ونجحت في تعزيزه بعد أن كانت أثناء تنظيم المؤتمر الانتخابي الأول سنة 2016 عندما كان لنا ثلاثة مقاعد بالبرلمان واليوم نعقد مؤتمرنا الثاني بعد أن أصبح لنا 15 مقعدا في البرلمان المجمد. لذلك من المؤكد أن يكون المستقبل أفضل طالما يحرص أبناء الحركة على تطوير مشروعهم السياسي والفكري الشامل في كنف المشروع الوطني الطموح والرائد".

موضحا أن أبناء الحركة حرصوا على تنظيم هذا المؤتمر في موعده مهما كانت الظروف في إطار الالتزام وتأكيد أن من ينادي بالديمقراطية يجب أن يؤكد ذلك عمليا على أرض الواقع وليس مجرد شعار يرفع للتباهي به أو توظيفه في المعارك السياسية فقط.

كما أفاد زهير المغزاوي أن الحركة تسعى أيضا لتجديد قياداتها نظرا للوضعية الاستثنائية التي تمر به البلاد والمرحلة القادمة الصعبة التي تنتظر الجميع، وفق تأكيده، مشددا على أن المسؤولية في المرحلة القادمة ستكون مضاعفة وجد صعبة وأن الحركة يجب أن تكون في أحسن ظروفها لتكون مع قوى سياسية ووطنية أخرى على أتم الاستعداد وذلك لا يكون حسب قوله: "إلا وفق وجود برامج وتصورات جديدة تتماشى ومقتضيات المرحلة".

كما بين المغزاوي أن الحركة اليوم في حاجة إلى قيادات جديدة والترشح مفتوح للجميع وأن الصندوق هو الفيصل لاختيار الأقدر لأن المرحلة القادم ستكون صعبة وأكثر تعقيدا. موضحا أن الحركة تفتح أبوابها للسياسيين والناشطين المدنيين الصادقين المؤمنين بأهداف ومبادئ الحركة السياسية والوطنية. ولم ينكر أن المرحلة القادمة ستسجل "عزيزات" جديدة للحركة.

ولم يخف محدثنا متابعته لجانب من الانتقادات التي تواجهها الحركة في المرحلة الأخيرة وفسر ذلك بثلاثة أسباب منها ما هو صادق ونابع من غيرة البعض على الحركة واعتبر التعاطي معها يكون بشكل جدي فيما فسر السبب الثاني بكون قيادات حركة الشعب لم ينجحوا في بعض الأحيان في إيصال الأفكار للناس فيما يعتبر الشق الآخر من المنتقدين  هم بالأساس منافسون سياسيون وأن نقدهم نابع من قلقهم من نجاح الحركة. مضيف في نفس السياق قائلا: "البعض ينتقدنا بسبب ثبات موقفنا الداعم والمساند لمسار 25 جويلية. لأن عددا كبيرا من الأحزاب والسياسيين وغيرهم كان ينادي ويدعو إلى حل البرلمان وتدخل الجيش لوضع حد للمهازل المسجلة في البرلمان والمشهد السياسي ككل خاصة بعد تفشي الفساد وانخراط المنظومة السياسية فيه لينقلب هؤلاء على مواقفهم في هذه المرحلة وهؤلاء لا يمكن التعاطي مع نقدهم وآرائهم بجدية". لأن الأهم بالنسبة للحركة هو ضمان الاستعداد للانتخابات التشريعية القادمة.

وضع سياسي معقد

وفي تطرقه للوضع السياسي الراهن أكد المغزاوي أن المرحلة القادمة ستكون أكثر تعقيدا في ظل الوضع الاستثنائي والتحديات الاقتصادية الصعبة وتأثير العوامل الخارجية على الوضع العام في بلادنا أساسا منها الأوضاع الإقليمية وعدم استقرار الأوضاع في ليبيا إضافة إلى التداعيات السلبية للحرب الروسية الأوكرانية على الوضع في تونس كما البلدان النامية والعربية تحديدا.

وبالعودة إلى موقف حركة الشعب من الوضع العام في تونس في هذه الفترة أفاد أمين عام حركة الشعب أن قيادات الحركة يحافظون على موقفهم الداعم والمساند لمسار 25 جويلية الذي يعتبره مسارا إصلاحيا بالأساس لكنه لم يخف مواقف الحركة المنتقدة لسياسة إدارة المرحلة لرئيس الجمهورية قيس سعيد. وأضاف قائلا: "صحيح أننا كنا ولا زلنا مساندين لمسار 25 جويلية لكننا عبرنا عن مواقفنا المنتقدة لسياسة رئيس الجمهورية في إدارة المرحلة واختلافنا مع الطريقة المعتمدة. لأن الأولوية في تقديرنا كانت مراعاة الجوانب التي دفعت للتحرك الرافض والغاضب في ذلك اليوم وهي تقريبا نفس مطالب ثورة 2011 المعلقة في علاقة بالوضع الاجتماعي والاقتصادي بالأساس. إلا أن هذه المسائل في رأينا في الحركة أنها لم تأخذ حظها الكافي واللازم من قبل سياسة سعيد. بل أقول أن هذا لم يحدث للأسف وكان توجهه وتركيزه إلى مسائل سياسية ودستورية ليست من أولويات المواطن ولا الدولة".

كما اعتبر المغزاوي أن الجانب الخلافي الآخر مع سعيد يتمحور حول التشاركية ومبدأ الحوار الذي تعتبره الحركة عنصرا أساسيا للخروج من الأزمات فيما يواصل سعيد رفضه. لأنه يعتبر 25 جويلية ليس انجازا للرئيس وحده وإنما هو نتيجة نضالات وحركات ممتدة خلال السنوات العشر الأخيرة لذلك يرى أنه من غير المجدي تفرد قيس سعيد بالقرار والرأي دون تشاركية موسعة ومطلوبة. في المقابل حث رئيس الجمهورية على ضرورة الالتزام بالروزنامة والعمل على ألا تطول المرحلة الاستثنائية.

 

نزيهة الغضباني

 زهير المغزاوي لـ"الصباح": حركة الشعب  في حاجة إلى قيادات  جديدة.. والصندوق هو الفيصل

- من غير المجدي تفرد قيس سعيد بالقرار والرأي دون تشاركية موسعة

-المؤتمر يتضمن تقديم ورقات خاصة بتعديل النظام الداخلي للحركة

- المرحلة القادمة ستكون أكثر تعقيدا في ظل الوضع الاستثنائي

تونس – الصباح

أكد زهير المغزاوي، الأمين العام لحركة الشعب، أن التحضيرات اللوجيستية والمضمونية لعقد المؤتمر الانتخابي للحركة المقرر تنظيمه من 24 إلى غاية 27 من مارس الجاري بقصر المؤتمرات بالعاصمة بصدد وضع اللمسات الأخيرة. وبين أن هذا المؤتمر المرتقب سيسجل حضور شخصيات سياسية ووطنية تونسية وأجنبية سيتم الإعلان عنها خلال الأيام القليلة القادمة. 

وكشف المغزاوي في حديثه لـ"الصباح"، أن برنامج هذا المؤتمر يتضمن تقديم ورقات خاصة بتعديل النظام الداخلي للحركة إضافة إلى مشاريع برامج اقتصادية وتربوية واجتماعية سيتم عرضها ومناقشتها في نفس المناسبة التي ستجلب معها الجديد على مستويات عديدة، حسب تأكيده لأن هدف كل القيادات والأعضاء هو إنجاح هذا المؤتمر الذي يتزامن مع ظرفية ووضع استثنائيين، وذلك بناء على ما يمكن تقديمه من تقييم وتقديم تصورات ومشاريع جديدة الهدف منها تطوير الحركة وتعزيز موقعها ودورها في المشهد السياسي وفي مستوى القواعد الشعبية أيضا في ظل المسؤوليات المضاعفة التي أصبحت تضطلع بها اليوم حركة الشعب بعد أن أصبحت في المركز الثالث في عمليات سبر الآراء حول الأحزاب والحركات والقوى السياسية، وفق تقدير محدثنا. 

وأضاف المغزاوي قائلا:"أعتقد أنني لا أجانب الصواب إذا قلت إن حركة الشعب نجحت في تحقيق تطور هام في وقت وجيز وحافظت على موقعها في المشهد السياسي ونجحت في تعزيزه بعد أن كانت أثناء تنظيم المؤتمر الانتخابي الأول سنة 2016 عندما كان لنا ثلاثة مقاعد بالبرلمان واليوم نعقد مؤتمرنا الثاني بعد أن أصبح لنا 15 مقعدا في البرلمان المجمد. لذلك من المؤكد أن يكون المستقبل أفضل طالما يحرص أبناء الحركة على تطوير مشروعهم السياسي والفكري الشامل في كنف المشروع الوطني الطموح والرائد".

موضحا أن أبناء الحركة حرصوا على تنظيم هذا المؤتمر في موعده مهما كانت الظروف في إطار الالتزام وتأكيد أن من ينادي بالديمقراطية يجب أن يؤكد ذلك عمليا على أرض الواقع وليس مجرد شعار يرفع للتباهي به أو توظيفه في المعارك السياسية فقط.

كما أفاد زهير المغزاوي أن الحركة تسعى أيضا لتجديد قياداتها نظرا للوضعية الاستثنائية التي تمر به البلاد والمرحلة القادمة الصعبة التي تنتظر الجميع، وفق تأكيده، مشددا على أن المسؤولية في المرحلة القادمة ستكون مضاعفة وجد صعبة وأن الحركة يجب أن تكون في أحسن ظروفها لتكون مع قوى سياسية ووطنية أخرى على أتم الاستعداد وذلك لا يكون حسب قوله: "إلا وفق وجود برامج وتصورات جديدة تتماشى ومقتضيات المرحلة".

كما بين المغزاوي أن الحركة اليوم في حاجة إلى قيادات جديدة والترشح مفتوح للجميع وأن الصندوق هو الفيصل لاختيار الأقدر لأن المرحلة القادم ستكون صعبة وأكثر تعقيدا. موضحا أن الحركة تفتح أبوابها للسياسيين والناشطين المدنيين الصادقين المؤمنين بأهداف ومبادئ الحركة السياسية والوطنية. ولم ينكر أن المرحلة القادمة ستسجل "عزيزات" جديدة للحركة.

ولم يخف محدثنا متابعته لجانب من الانتقادات التي تواجهها الحركة في المرحلة الأخيرة وفسر ذلك بثلاثة أسباب منها ما هو صادق ونابع من غيرة البعض على الحركة واعتبر التعاطي معها يكون بشكل جدي فيما فسر السبب الثاني بكون قيادات حركة الشعب لم ينجحوا في بعض الأحيان في إيصال الأفكار للناس فيما يعتبر الشق الآخر من المنتقدين  هم بالأساس منافسون سياسيون وأن نقدهم نابع من قلقهم من نجاح الحركة. مضيف في نفس السياق قائلا: "البعض ينتقدنا بسبب ثبات موقفنا الداعم والمساند لمسار 25 جويلية. لأن عددا كبيرا من الأحزاب والسياسيين وغيرهم كان ينادي ويدعو إلى حل البرلمان وتدخل الجيش لوضع حد للمهازل المسجلة في البرلمان والمشهد السياسي ككل خاصة بعد تفشي الفساد وانخراط المنظومة السياسية فيه لينقلب هؤلاء على مواقفهم في هذه المرحلة وهؤلاء لا يمكن التعاطي مع نقدهم وآرائهم بجدية". لأن الأهم بالنسبة للحركة هو ضمان الاستعداد للانتخابات التشريعية القادمة.

وضع سياسي معقد

وفي تطرقه للوضع السياسي الراهن أكد المغزاوي أن المرحلة القادمة ستكون أكثر تعقيدا في ظل الوضع الاستثنائي والتحديات الاقتصادية الصعبة وتأثير العوامل الخارجية على الوضع العام في بلادنا أساسا منها الأوضاع الإقليمية وعدم استقرار الأوضاع في ليبيا إضافة إلى التداعيات السلبية للحرب الروسية الأوكرانية على الوضع في تونس كما البلدان النامية والعربية تحديدا.

وبالعودة إلى موقف حركة الشعب من الوضع العام في تونس في هذه الفترة أفاد أمين عام حركة الشعب أن قيادات الحركة يحافظون على موقفهم الداعم والمساند لمسار 25 جويلية الذي يعتبره مسارا إصلاحيا بالأساس لكنه لم يخف مواقف الحركة المنتقدة لسياسة إدارة المرحلة لرئيس الجمهورية قيس سعيد. وأضاف قائلا: "صحيح أننا كنا ولا زلنا مساندين لمسار 25 جويلية لكننا عبرنا عن مواقفنا المنتقدة لسياسة رئيس الجمهورية في إدارة المرحلة واختلافنا مع الطريقة المعتمدة. لأن الأولوية في تقديرنا كانت مراعاة الجوانب التي دفعت للتحرك الرافض والغاضب في ذلك اليوم وهي تقريبا نفس مطالب ثورة 2011 المعلقة في علاقة بالوضع الاجتماعي والاقتصادي بالأساس. إلا أن هذه المسائل في رأينا في الحركة أنها لم تأخذ حظها الكافي واللازم من قبل سياسة سعيد. بل أقول أن هذا لم يحدث للأسف وكان توجهه وتركيزه إلى مسائل سياسية ودستورية ليست من أولويات المواطن ولا الدولة".

كما اعتبر المغزاوي أن الجانب الخلافي الآخر مع سعيد يتمحور حول التشاركية ومبدأ الحوار الذي تعتبره الحركة عنصرا أساسيا للخروج من الأزمات فيما يواصل سعيد رفضه. لأنه يعتبر 25 جويلية ليس انجازا للرئيس وحده وإنما هو نتيجة نضالات وحركات ممتدة خلال السنوات العشر الأخيرة لذلك يرى أنه من غير المجدي تفرد قيس سعيد بالقرار والرأي دون تشاركية موسعة ومطلوبة. في المقابل حث رئيس الجمهورية على ضرورة الالتزام بالروزنامة والعمل على ألا تطول المرحلة الاستثنائية.

 

نزيهة الغضباني

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews