إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

لضمان نجاح موسم الحج لسنة 2025.. إجراءات جديدة تجنبا لتكرر المأساة.. وقطع الطريق أمام "السماسرة"

تونس-الصباح

إلى اليوم مازالت صور وفيديوهات المئات من حجيجنا الذين شردوا في العراء دون مأوى أو زاد ودون ماء، ما أدى إلى وفاة العشرات خلال الموسم الفارط للحج في ذاكرة كل تونسي.

 صور لن ينساها أي تونسي خاصة وأن العشرات راحوا ضحية التخاذل والمتاجرة بأحلام مواطنين كانت أكبر آمالهم أداء شعيرة الحج، صور تفرض الاستعداد كما يجب لموسم الحج القادم حتى لا تتكرر المأساة.

انطلاق الاستعدادات للموسم القادم

وحول الاستعدادات للموسم القادم للحج انعقدت مساء الجمعة 1 نوفمبر 2024 بمقرّ وزارة الصحة جلسة عمل مشتركة جمعت وزير الصحة مصطفى فرجاني بوزير الشؤون الدينيّة أحمد البوهالي، بحضور عدد من كبار مسؤولي الوزارتين وممثلين عن شركة الخدمات الوطنية والإقامات، لتقييم أداء البعثة الرسمية للحج لعام 2024 واستعراض الإجراءات الضرورية لضمان نجاح موسم الحج لسنة 2025.

وقد تناولت الجلسة سبل تحسين وتنظيم موسم الحج لعام 1446هـ/2025م، وتم التطرق إلى الإشكاليات التي شهدها الموسم الماضي، بغية تحديد النقائص والعمل على تلافيها، إذ يتنزل الاجتماع في إطار التزام الوزارتين بتقديم أفضل الخدمات للحجيج التونسيين، وضمان موسم حج ناجح وآمن للجميع من خلال تعزيز التعاون والانسجام بين المتدخلين بجميع اختصاصاتهم لتأمين سلامة وصحة الحجيج.

وقد أكد وزير الصحة على أهمية تكاتف الجهود بين مختلف الأطراف لإنجاح البعثة الرسمية للحج في الموسم المقبل، وللغرض تم اتخاذ جملة من الإجراءات المشتركة تتمثل خاصة في توفير الكميات اللازمة من الأدوية والمستلزمات الطبية وذلك لضمان تزويد البعثة الرسمية بكميات كافية من الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لتلبية احتياجات الحجيج، بما يساهم في تقديم رعاية صحية فورية وفعالة.

ومن بين الإجراءات أيضا التدقيق في التأهيل الصحي للمترشحين للحج عبر تعزيز إجراءات الفحص والتأهيل الصحي لضمان قدرتهم الصحية على أداء المناسك، وذلك عبر اختبارات دقيقة وشاملة.

 ولعل أبرز إجراء للحيلولة دون حالات الضياع إعداد خطة عمل محكمة ودقيقة للمناطق المقدسة وتحديد المسؤوليات والأدوار لكل الأطراف المعنية خلال الأيام الدراسية المقبلة التي ستنظمها شركة الخدمات الوطنية والإقامات، إلى جانب إنشاء خلية تنسيق عمليات الحج تضم ممثلين عن جميع الأطراف المتدخلة، بهدف تجميع المعلومات وتحديثها بشكل فوري، وتوفير بيانات دقيقة حول سير عملية الحج.

وقد تقرر أيضا تعيين ناطق رسمي بمكتب شؤون حجاج الجمهورية التونسية لتقديم المعلومات اللازمة وتيسير التواصل الإعلامي.

 كما يعتبر توفير تكوين خاص للمرشدين الدينيين المرافقين للحجيج في مجال الإسعافات الأولية، لضمان التدخل السريع في الحالات الطارئة، من أهم القرارات. كذلك الشأن بالنسبة للإجراء المتعلق بإطلاق منظومة رقمية تتضمن البيانات الشخصية والصحية للحجيج، لاستخدامها في المناطق المقدسة بهدف تحسين متابعة الحالات الصحة، مع وضع برنامج توعية متكامل وشامل للحجيج يشمل كافة المتدخلين في عملية الحج، بهدف تزويدهم بالإرشادات اللازمة للحفاظ على سلامتهم وصحتهم.

قطع الطريق أمام "قشارة" و"سماسرة"

وحول انطلاق الاستعدادات لموسم الحج والإجراءات المعلن عنها اعتبر محمد الياس بن عثمان رئيس لجنة الحج والعمرة بالجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة لـ"الصباح" أنها إجراءات مهمة وتتنزل في إطار حسن الاستعداد للموسم القادم وتفادي ما حصل لحجيج بيت الله الحرام خلال الموسم الفارط والذي وصفه بالمأساوي.

واعتبر أن من أهم الإجراءات التي يجب اتخاذها، وفق رأيه، قطع الطريق أمام "قشارة" و"سماسرة" الحج أو ما يطلق عليهم تسمية (Les abatteurs)"متصيدي الفرص"، الذين يتحملون مسؤولية ما حل بالحجيج خلال موسم الحج الفارط، بالتعاون مع عدد من مرافقي العمرة، الذين خيل إليهم بفضل ما لديهم من الخبرة قدرتهم على تنظيم الحج ومرافقة الحجيج لأداء هذه الشعيرة التي تتطلب تنظيما محكما وإحاطة بالحجيج.

وأبرز أنه من المهم اتخاذ كل الجهات المعنية من وزارة الشؤون الدينية وإدارة الحدود والأجانب والشركة الوطنية للاقامات للاحتياطات اللازمة والانتباه خاصة لكل من يتحصل على تأشيرة شخصية أو سياحية قبل أشهر قليلة من انطلاق موسم الحج، مبينا أن عددا كبيرا من الذين أدوا شعيرة الحج غادروا تونس قبل شهرين وحتى قبل ثلاثة أشهر واستقروا بالمملكة العربية السعودية إلى حين انطلاق الموسم، رغم علمهم أن هذه التأشيرات غير مصرح لها بالحج .

وأبرز رئيس لجنة الحج والعمرة بالجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة أنه من المهم اتخاذ كل الاحتياطات وردع كل مخالف للقانون من أجل الوقوف دون ظاهرة الحج الموازي التي شهدها الموسم الفارط.

مراسلة للمساهمة في تنظيم الحج

وكشف محمد الياس بن عثمان رئيس لجنة الحج والعمرة بالجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة لـ"الصباح" أن الجامعة راسلت سلطة الإشراف من أجل فتح المجال أمام وكالات الأسفار لتنظيم الحج خاصة بالنظر إلى ما تتمتع به الوكالات من خبرة واسعة في مجال تنظيم العمرة ومعرفتها بالمسارات المتبعة والميدان وعلاقاتها المتميزة بالجهات المعنية في السعودية، حيث يمكن لوكالات الأسفار تنظيم الحج بأسعار تفاضلية وبمنتوج وخدمات أفضل وفي وقت أقل لا يتجاوز الأسبوعين وليس كما هو اليوم في حدود الشهر.

وشدد أن استبعاد وكالات الأسفار من تنظيم الحج تحت إشراف الدولة وفي تعاون تام مع وزارة الشؤون الدنية، شجع المارقين على القانون، خلال الموسم الفارط، للإقدام على هذه الخطوة التي كانت نتائجها مأساوية.

وبين أن سلطة الإشراف أكدت أن فتح الحج لوكالات الأسفار يتطلب قرارا من أعلى هرم السلطة.

 وشدد مصدرنا على أن وكالات الأسفار على استعداد تام لدعم وإسناد الشركة الوطنية للاقامات عبر التكفل بتنظيم حج جزءا من الحجيج، ولمزيد ضمان حقوقهم اعتبر أنه من المهم إبرام عقد إسداء خدمات، مع إفراد كل وكالة أسفار برمز الاستجابة السريعة QRC من اجل التعرف على وكالة الأسفار التي نظمت العملية والحجيج التابعين لها .

مشيرا إلى أن كل هذه الإجراءات من شأنها إنجاح موسم الحج القادم خاصة بالنظر لما تمتلكه وكالات الأسفار من خبرة واسعة في المجال.

حنان قيراط

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 لضمان نجاح موسم الحج لسنة 2025.. إجراءات جديدة تجنبا لتكرر المأساة.. وقطع الطريق أمام "السماسرة"

تونس-الصباح

إلى اليوم مازالت صور وفيديوهات المئات من حجيجنا الذين شردوا في العراء دون مأوى أو زاد ودون ماء، ما أدى إلى وفاة العشرات خلال الموسم الفارط للحج في ذاكرة كل تونسي.

 صور لن ينساها أي تونسي خاصة وأن العشرات راحوا ضحية التخاذل والمتاجرة بأحلام مواطنين كانت أكبر آمالهم أداء شعيرة الحج، صور تفرض الاستعداد كما يجب لموسم الحج القادم حتى لا تتكرر المأساة.

انطلاق الاستعدادات للموسم القادم

وحول الاستعدادات للموسم القادم للحج انعقدت مساء الجمعة 1 نوفمبر 2024 بمقرّ وزارة الصحة جلسة عمل مشتركة جمعت وزير الصحة مصطفى فرجاني بوزير الشؤون الدينيّة أحمد البوهالي، بحضور عدد من كبار مسؤولي الوزارتين وممثلين عن شركة الخدمات الوطنية والإقامات، لتقييم أداء البعثة الرسمية للحج لعام 2024 واستعراض الإجراءات الضرورية لضمان نجاح موسم الحج لسنة 2025.

وقد تناولت الجلسة سبل تحسين وتنظيم موسم الحج لعام 1446هـ/2025م، وتم التطرق إلى الإشكاليات التي شهدها الموسم الماضي، بغية تحديد النقائص والعمل على تلافيها، إذ يتنزل الاجتماع في إطار التزام الوزارتين بتقديم أفضل الخدمات للحجيج التونسيين، وضمان موسم حج ناجح وآمن للجميع من خلال تعزيز التعاون والانسجام بين المتدخلين بجميع اختصاصاتهم لتأمين سلامة وصحة الحجيج.

وقد أكد وزير الصحة على أهمية تكاتف الجهود بين مختلف الأطراف لإنجاح البعثة الرسمية للحج في الموسم المقبل، وللغرض تم اتخاذ جملة من الإجراءات المشتركة تتمثل خاصة في توفير الكميات اللازمة من الأدوية والمستلزمات الطبية وذلك لضمان تزويد البعثة الرسمية بكميات كافية من الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لتلبية احتياجات الحجيج، بما يساهم في تقديم رعاية صحية فورية وفعالة.

ومن بين الإجراءات أيضا التدقيق في التأهيل الصحي للمترشحين للحج عبر تعزيز إجراءات الفحص والتأهيل الصحي لضمان قدرتهم الصحية على أداء المناسك، وذلك عبر اختبارات دقيقة وشاملة.

 ولعل أبرز إجراء للحيلولة دون حالات الضياع إعداد خطة عمل محكمة ودقيقة للمناطق المقدسة وتحديد المسؤوليات والأدوار لكل الأطراف المعنية خلال الأيام الدراسية المقبلة التي ستنظمها شركة الخدمات الوطنية والإقامات، إلى جانب إنشاء خلية تنسيق عمليات الحج تضم ممثلين عن جميع الأطراف المتدخلة، بهدف تجميع المعلومات وتحديثها بشكل فوري، وتوفير بيانات دقيقة حول سير عملية الحج.

وقد تقرر أيضا تعيين ناطق رسمي بمكتب شؤون حجاج الجمهورية التونسية لتقديم المعلومات اللازمة وتيسير التواصل الإعلامي.

 كما يعتبر توفير تكوين خاص للمرشدين الدينيين المرافقين للحجيج في مجال الإسعافات الأولية، لضمان التدخل السريع في الحالات الطارئة، من أهم القرارات. كذلك الشأن بالنسبة للإجراء المتعلق بإطلاق منظومة رقمية تتضمن البيانات الشخصية والصحية للحجيج، لاستخدامها في المناطق المقدسة بهدف تحسين متابعة الحالات الصحة، مع وضع برنامج توعية متكامل وشامل للحجيج يشمل كافة المتدخلين في عملية الحج، بهدف تزويدهم بالإرشادات اللازمة للحفاظ على سلامتهم وصحتهم.

قطع الطريق أمام "قشارة" و"سماسرة"

وحول انطلاق الاستعدادات لموسم الحج والإجراءات المعلن عنها اعتبر محمد الياس بن عثمان رئيس لجنة الحج والعمرة بالجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة لـ"الصباح" أنها إجراءات مهمة وتتنزل في إطار حسن الاستعداد للموسم القادم وتفادي ما حصل لحجيج بيت الله الحرام خلال الموسم الفارط والذي وصفه بالمأساوي.

واعتبر أن من أهم الإجراءات التي يجب اتخاذها، وفق رأيه، قطع الطريق أمام "قشارة" و"سماسرة" الحج أو ما يطلق عليهم تسمية (Les abatteurs)"متصيدي الفرص"، الذين يتحملون مسؤولية ما حل بالحجيج خلال موسم الحج الفارط، بالتعاون مع عدد من مرافقي العمرة، الذين خيل إليهم بفضل ما لديهم من الخبرة قدرتهم على تنظيم الحج ومرافقة الحجيج لأداء هذه الشعيرة التي تتطلب تنظيما محكما وإحاطة بالحجيج.

وأبرز أنه من المهم اتخاذ كل الجهات المعنية من وزارة الشؤون الدينية وإدارة الحدود والأجانب والشركة الوطنية للاقامات للاحتياطات اللازمة والانتباه خاصة لكل من يتحصل على تأشيرة شخصية أو سياحية قبل أشهر قليلة من انطلاق موسم الحج، مبينا أن عددا كبيرا من الذين أدوا شعيرة الحج غادروا تونس قبل شهرين وحتى قبل ثلاثة أشهر واستقروا بالمملكة العربية السعودية إلى حين انطلاق الموسم، رغم علمهم أن هذه التأشيرات غير مصرح لها بالحج .

وأبرز رئيس لجنة الحج والعمرة بالجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة أنه من المهم اتخاذ كل الاحتياطات وردع كل مخالف للقانون من أجل الوقوف دون ظاهرة الحج الموازي التي شهدها الموسم الفارط.

مراسلة للمساهمة في تنظيم الحج

وكشف محمد الياس بن عثمان رئيس لجنة الحج والعمرة بالجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة لـ"الصباح" أن الجامعة راسلت سلطة الإشراف من أجل فتح المجال أمام وكالات الأسفار لتنظيم الحج خاصة بالنظر إلى ما تتمتع به الوكالات من خبرة واسعة في مجال تنظيم العمرة ومعرفتها بالمسارات المتبعة والميدان وعلاقاتها المتميزة بالجهات المعنية في السعودية، حيث يمكن لوكالات الأسفار تنظيم الحج بأسعار تفاضلية وبمنتوج وخدمات أفضل وفي وقت أقل لا يتجاوز الأسبوعين وليس كما هو اليوم في حدود الشهر.

وشدد أن استبعاد وكالات الأسفار من تنظيم الحج تحت إشراف الدولة وفي تعاون تام مع وزارة الشؤون الدنية، شجع المارقين على القانون، خلال الموسم الفارط، للإقدام على هذه الخطوة التي كانت نتائجها مأساوية.

وبين أن سلطة الإشراف أكدت أن فتح الحج لوكالات الأسفار يتطلب قرارا من أعلى هرم السلطة.

 وشدد مصدرنا على أن وكالات الأسفار على استعداد تام لدعم وإسناد الشركة الوطنية للاقامات عبر التكفل بتنظيم حج جزءا من الحجيج، ولمزيد ضمان حقوقهم اعتبر أنه من المهم إبرام عقد إسداء خدمات، مع إفراد كل وكالة أسفار برمز الاستجابة السريعة QRC من اجل التعرف على وكالة الأسفار التي نظمت العملية والحجيج التابعين لها .

مشيرا إلى أن كل هذه الإجراءات من شأنها إنجاح موسم الحج القادم خاصة بالنظر لما تمتلكه وكالات الأسفار من خبرة واسعة في المجال.

حنان قيراط