إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مؤتمر "كايزان 2024.. تونس تقود التحول نحو الإنتاجية والجودة في إفريقيا

تونس- الصباح

افتتحت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة ، فاطمة ثابت شيبوب بالتعاون مع الوكالة الدولية للتعاون الياباني  (JICA)  ومنظمة التنمية للاتحاد الإفريقي (NEPAD-AUDA)، امس ، النسخة التاسعة من المؤتمر السنوي "أفريقيا كايزان 2024" المنعقد يومي 28 و29 أكتوبر الجاري بالعاصمة تونس. هذا الحدث البارز يُعقد للمرة الثانية في تونس، ويجمع حوالي 155 مشاركًا، بينهم 85 تونسيًا و70 أجنبيًا، يمثلون 23 دولة من مختلف أنحاء العالم، من بينها مصر، جنوب إفريقيا، بوركينا فاسو، الأرجنتين، كولومبيا، الكاميرون، الكوت ديفوار، إثيوبيا، غانا، اليابان، هولندا، كينيا، ناميبيا، جزر الموريس، السنغال، صربيا، زامبيا، زيمبابوي، ماليزيا، والمالاوي.

مؤتمر"أفريقيا كايزان" وأهدافه

يهدف هذا المؤتمر إلى نشر وتوسيع مفهوم "كايزان"، الذي يُعرف بمنهجية التحسين المستمر، في القارة الإفريقية. ويأتي تنظيمه في تونس اعترافًا بتقدم البلاد في تطبيق مبادئ "كايزان" وتميزها في هذا المجال، وخاصة في القطاع الصناعي.

وتُعد تونس واحدة من الدول الرائدة في القارة الإفريقية في تبني منهجيات التحسين المستمر على المستويين الداخلي والخارجي. وتستند هذه المبادرة إلى تعاون فني طويل الأمد بين وزارة الصناعة التونسية والوكالة اليابانية للتعاون الدولي. هذا التعاون الذي انطلق سنة 2006، ساهم في تحقيق نتائج إيجابية ملموسة، لا سيما في تعزيز الجودة والإنتاجية لدى المؤسسات الصناعية التونسية.

وكشفت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة، فاطمة ثابت شيبوب، في تصريح لـ"الصباح"، على هامش المؤتمر عن توجه لإحداث هيكل وطني قار لتحسين الجودة والإنتاجية ضمن وزارة الصناعة، يهدف إلى نشر ثقافة التحسين المستمر في مختلف القطاعات الاقتصادية في جميع ولايات البلاد، وأيضا على المستوى الافريقي.

وأكدت الوزيرة أن الوزارة تعمل على التعاون مع وزارتي الصحة والتكوين المهني، إضافة إلى دعم الخبرات الوطنية في هذا المجال، من خلال تنظيم دورات تكوينية وتقديم مساندة فنية تعتمد على الخبرات التونسية. كما أشارت إلى أن الهدف هو جعل تونس مرجعًا في هذا المجال على المستوى الإفريقي.

وأضافت الوزيرة أن الهيكل الجديد سيتجاوز المستوى الوطني والصناعي ليشمل بعدًا إفريقيًا أوسع، وذلك ضمن برنامج التعاون للفترة 2024-2028. وسيركز البرنامج على التعاون في قطاعي المناجم والشركات العمومية، مع دمجهما في منظومة "كايزان"، بهدف الاستفادة من الفرص الاقتصادية وتحقيق اندماج أكبر مع الدول الإفريقية ، بما يعود بالفائدة الاقتصادية لتونس.

من جهته، ثمن سفير اليابان بتونس، اوسوغا تاكيشي، في تصريح لـ"الصباح" المشاركة الدولية الواسعة في المؤتمر الذي تحتضنه تونس، لافتا الى ان الهدف الأساسي هو متابعة الاجراءات المنبثقة عن "تيكاد 8"، وآفاق برنامج "كايزان" ، والذي ساهم في تأهيل المئات من المؤسسات التونسية والإفريقية على حد سواء، مشيرا الى تواصل الدعم الياباني لتونس عبر تنفيذ العديد من البرامج والمشاريع.

وبين السفير الياباني ان برنامج "كايزان" والذي تشرف اليابان على جزء كبير من آلياته، أثبت نجاعته في اعادة تأهيل العديد من المؤسسات التونسية والإفريقية، وهو برنامج استفادت منه المؤسسات التونسية على مستوى الدعم التقني والتدريب المهني، وتبادل الخبرات في العديد من المجالات والقطاعات، بما مكن هذه المؤسسات من الرفع من جودة منتوجاتها والصمود امام الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها من حين الى آخر.

وشهد مؤتمر "أفريقيا كايزان 2024" مشاركة واسعة من دول إفريقية وأوروبية وآسيوية، مما يعزز من أهمية الحدث على الصعيد الدولي. ويأتي ذلك في إطار الجهود المشتركة بين تونس واليابان لنشر ثقافة "كايزان" في مختلف القطاعات الاقتصادية، سواء على المستوى الوطني أو الإفريقي.

وتمحورت أعمال المؤتمر حول عدة موضوعات رئيسية، تتعلق بتطبيقات "كايزان" في مختلف القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك الصناعة، الصحة، التكوين المهني، والشركات العمومية. وتم تسليط الضوء على تجارب ناجحة من تونس ودول أخرى في تطبيق هذه المنهجية. كما سيتم تخصيص اليوم الثاني من المؤتمر للاحتفاء بالمؤسسات الفائزة في مسابقة "كايزان أفريقيا"، التي تُنظم ضمن فعاليات المؤتمر.

دور تونس في نشر ثقافة "كايزان"

على صعيد متصل، افاد مدير البنى التحتية والطاقة في الوكالة الجديدة للشراكة من أجل تنمية أفريقيا (AUDA-NEPAD)، أمين إدريس، في تصريح لـ"الصباح" ان مشروع "كايزان" الياباني ساهم في تأهيل قرابة 18 الف شركة في إفريقيا منذ الإعلان عنه، لافتا الى نجاعة البرنامج في توفير كل الإمكانيات للشركات الإفريقية ومرافقتها تقنيا وتأهيلها لمواكبة التغييرات العالمية.

وشدد أمين إدريس، على ضرورة ان تواصل تونس في نهج مواكبتها للتغييرات التكنولوجية، خصوصا وانها تملك بنية تحتية تعتبر متطورة مقارنة بالدول الإفريقية، كما تتمتع بالخبرات والكفاءات التي يمكن التعويل عليها مستقبلا.

وحذر أمين إدريس من عدم مواكبة الدول الإفريقية للتغييرات التقنية والرقمية، مشددا على ضرورة ان تعمل دول إفريقيا معا لردم هذه الهوة التي تزداد يوما بعد يوم بفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي، داعيا الى مواكبة هذه التغييرات حتى لا تتحول السوق الإفريقية الى سوق مستهلكة فقط امام التطورات الحاصلة في الدول المتقدمة.

وتعتبر تونس نموذجًا يحتذى به في تطبيق مبادئ "كايزان" في القارة الإفريقية. فمنذ إطلاق برنامج "كايزان" في تونس في عام 2006، تمكنت البلاد من تحقيق تقدم ملحوظ في هذا المجال. وقدمت الوكالة اليابانية للتعاون الدولي دعمًا فنيًا لتونس، مكنها من مساعدة أكثر من 200 مؤسسة صناعية في تحسين جودة الإنتاجية. هذا التحسين شمل زيادة في الإنتاجية بنسبة تصل إلى 100% في عدة خطوط إنتاج.

إضافة إلى ذلك، تمكنت 7 مؤسسات تونسية من الحصول على الجائزة الإفريقية "كايزان" منذ إحداثها في عام 2019. يُعد هذا الإنجاز دليلًا على التزام تونس بنشر ثقافة التحسين المستمر، وسعيها لتصبح مرجعًا في هذا المجال على مستوى القارة الإفريقية.

برنامج التعاون التونسي الياباني

وفي إطار الجهود المستمرة لتحسين الجودة والإنتاجية، أعلنت وزارة الصناعة والمناجم والطاقة عن انطلاق المرحلة الثالثة من برنامج التعاون الفني التونسي الياباني. يمتد هذا البرنامج لفترة أربع سنوات (2024-2028)، ويهدف إلى نشر ثقافة التحسين المستمر في مختلف القطاعات الاقتصادية على الصعيد الوطني والإفريقي أيضًا.

هذا البرنامج الجديد يتضمن إنشاء هيكل وطني قار لتحسين الجودة والإنتاجية، وتعزيز الخبرات الوطنية في هذا المجال. ويهدف أيضًا إلى توسيع نطاق تطبيق مبادئ "كايزان" ليشمل جميع الولايات التونسية وكافة القطاعات الاقتصادية، مع تقديم دورات تدريبية ومساندة فنية تعتمد على الخبرات التونسية.

البعد الإفريقي لمنهج "كايزان"

بالإضافة إلى البعد الوطني، تسعى تونس إلى تعزيز دورها كمرجع إفريقي في مجال تحسين الجودة والإنتاجية. ويتماشى هذا التوجه مع أهداف برنامج التعاون التونسي الياباني، الذي يهدف إلى نشر ثقافة "كايزان" في دول إفريقية أخرى. تونس تسعى من خلال هذا البرنامج إلى دعم المؤسسات الإفريقية في تحسين إنتاجيتها وجودة منتجاتها، مما سيساهم في تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الإفريقية.

وقد أكد المسؤولون التونسيون أن هذه المبادرات تأتي في إطار رؤية شاملة تهدف إلى إدماج الشركات التونسية والإفريقية في الأسواق العالمية، وخاصة السوق الإفريقية، من خلال تطبيق منهجيات "كايزان"، حيث ستتمكن هذه الشركات من تحسين تنافسيتها على الصعيد الدولي، ما يمكنها من الوصول إلى أسواق جديدة وتعزيز مكانتها الاقتصادية.

وفي إطار مؤتمر "أفريقيا كايزان 2024"، تم تقديم عدة شهادات وقصص نجاح لمؤسسات تونسية تمكنت من التموقع في السوق العالمية بفضل تطبيق منهجيات "كايزان". من بين هذه المؤسسات، تلك التي نجحت في دخول سوق المنتجات "الحلال"، بفضل جهودها في تحسين جودة منتجاتها وتطبيق معايير التحسين المستمر.

مبادرة "كايزان" في إفريقيا

وتعود جذور مبادرة "كايزان" في إفريقيا إلى مؤتمر طوكيو الدولي السادس للتنمية الإفريقية ، حيث تم الإعلان عن الترويج لمفهوم "كايزان" في القارة الإفريقية. ومنذ ذلك الحين، شهدت المبادرة تقدمًا كبيرًا في عدة دول إفريقية، بفضل التعاون بين الوكالة اليابانية للتعاون الدولي ومنظمة التنمية للاتحاد الإفريقي (NEPAD-AUDA).

وتسعى هذه المبادرة إلى تحسين مستوى الجودة والإنتاجية في المؤسسات الإفريقية، مما يعزز من قدرتها التنافسية على الصعيدين الإقليمي والدولي. ويعتبر المؤتمر السنوي "أفريقيا كايزان" أحد أهم الفعاليات التي تسهم في نشر هذه الثقافة في القارة، حيث يتم من خلاله تبادل الخبرات والتجارب بين الدول المشاركة.

ويأتي انعقاد النسخة التاسعة من مؤتمر"أفريقيا كايزان 2024" في تونس تأكيدًا على الدور الريادي الذي تلعبه البلاد في نشر ثقافة التحسين المستمر، سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي. وبفضل تعاونها الوثيق مع اليابان ومنظمات إقليمية ودولية، تمكنت تونس من تحقيق تقدم كبير في هذا المجال، مما جعلها نموذجًا يُحتذى به في إفريقيا.

ويُعد هذا المؤتمر فرصة هامة لتعزيز التعاون بين الدول الإفريقية في مجال تحسين الجودة والإنتاجية، وتطبيق منهجيات "كايزان" التي أثبتت فعاليتها في تعزيز التنافسية الاقتصادية. ومن المتوقع أن يسهم المؤتمر في تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الإفريقية، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات متعددة، بما ينعكس إيجابًا على الاقتصادات الإفريقية في المستقبل.

 سفيان المهداوي

مؤتمر "كايزان 2024.. تونس تقود التحول نحو الإنتاجية والجودة في إفريقيا

تونس- الصباح

افتتحت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة ، فاطمة ثابت شيبوب بالتعاون مع الوكالة الدولية للتعاون الياباني  (JICA)  ومنظمة التنمية للاتحاد الإفريقي (NEPAD-AUDA)، امس ، النسخة التاسعة من المؤتمر السنوي "أفريقيا كايزان 2024" المنعقد يومي 28 و29 أكتوبر الجاري بالعاصمة تونس. هذا الحدث البارز يُعقد للمرة الثانية في تونس، ويجمع حوالي 155 مشاركًا، بينهم 85 تونسيًا و70 أجنبيًا، يمثلون 23 دولة من مختلف أنحاء العالم، من بينها مصر، جنوب إفريقيا، بوركينا فاسو، الأرجنتين، كولومبيا، الكاميرون، الكوت ديفوار، إثيوبيا، غانا، اليابان، هولندا، كينيا، ناميبيا، جزر الموريس، السنغال، صربيا، زامبيا، زيمبابوي، ماليزيا، والمالاوي.

مؤتمر"أفريقيا كايزان" وأهدافه

يهدف هذا المؤتمر إلى نشر وتوسيع مفهوم "كايزان"، الذي يُعرف بمنهجية التحسين المستمر، في القارة الإفريقية. ويأتي تنظيمه في تونس اعترافًا بتقدم البلاد في تطبيق مبادئ "كايزان" وتميزها في هذا المجال، وخاصة في القطاع الصناعي.

وتُعد تونس واحدة من الدول الرائدة في القارة الإفريقية في تبني منهجيات التحسين المستمر على المستويين الداخلي والخارجي. وتستند هذه المبادرة إلى تعاون فني طويل الأمد بين وزارة الصناعة التونسية والوكالة اليابانية للتعاون الدولي. هذا التعاون الذي انطلق سنة 2006، ساهم في تحقيق نتائج إيجابية ملموسة، لا سيما في تعزيز الجودة والإنتاجية لدى المؤسسات الصناعية التونسية.

وكشفت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة، فاطمة ثابت شيبوب، في تصريح لـ"الصباح"، على هامش المؤتمر عن توجه لإحداث هيكل وطني قار لتحسين الجودة والإنتاجية ضمن وزارة الصناعة، يهدف إلى نشر ثقافة التحسين المستمر في مختلف القطاعات الاقتصادية في جميع ولايات البلاد، وأيضا على المستوى الافريقي.

وأكدت الوزيرة أن الوزارة تعمل على التعاون مع وزارتي الصحة والتكوين المهني، إضافة إلى دعم الخبرات الوطنية في هذا المجال، من خلال تنظيم دورات تكوينية وتقديم مساندة فنية تعتمد على الخبرات التونسية. كما أشارت إلى أن الهدف هو جعل تونس مرجعًا في هذا المجال على المستوى الإفريقي.

وأضافت الوزيرة أن الهيكل الجديد سيتجاوز المستوى الوطني والصناعي ليشمل بعدًا إفريقيًا أوسع، وذلك ضمن برنامج التعاون للفترة 2024-2028. وسيركز البرنامج على التعاون في قطاعي المناجم والشركات العمومية، مع دمجهما في منظومة "كايزان"، بهدف الاستفادة من الفرص الاقتصادية وتحقيق اندماج أكبر مع الدول الإفريقية ، بما يعود بالفائدة الاقتصادية لتونس.

من جهته، ثمن سفير اليابان بتونس، اوسوغا تاكيشي، في تصريح لـ"الصباح" المشاركة الدولية الواسعة في المؤتمر الذي تحتضنه تونس، لافتا الى ان الهدف الأساسي هو متابعة الاجراءات المنبثقة عن "تيكاد 8"، وآفاق برنامج "كايزان" ، والذي ساهم في تأهيل المئات من المؤسسات التونسية والإفريقية على حد سواء، مشيرا الى تواصل الدعم الياباني لتونس عبر تنفيذ العديد من البرامج والمشاريع.

وبين السفير الياباني ان برنامج "كايزان" والذي تشرف اليابان على جزء كبير من آلياته، أثبت نجاعته في اعادة تأهيل العديد من المؤسسات التونسية والإفريقية، وهو برنامج استفادت منه المؤسسات التونسية على مستوى الدعم التقني والتدريب المهني، وتبادل الخبرات في العديد من المجالات والقطاعات، بما مكن هذه المؤسسات من الرفع من جودة منتوجاتها والصمود امام الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها من حين الى آخر.

وشهد مؤتمر "أفريقيا كايزان 2024" مشاركة واسعة من دول إفريقية وأوروبية وآسيوية، مما يعزز من أهمية الحدث على الصعيد الدولي. ويأتي ذلك في إطار الجهود المشتركة بين تونس واليابان لنشر ثقافة "كايزان" في مختلف القطاعات الاقتصادية، سواء على المستوى الوطني أو الإفريقي.

وتمحورت أعمال المؤتمر حول عدة موضوعات رئيسية، تتعلق بتطبيقات "كايزان" في مختلف القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك الصناعة، الصحة، التكوين المهني، والشركات العمومية. وتم تسليط الضوء على تجارب ناجحة من تونس ودول أخرى في تطبيق هذه المنهجية. كما سيتم تخصيص اليوم الثاني من المؤتمر للاحتفاء بالمؤسسات الفائزة في مسابقة "كايزان أفريقيا"، التي تُنظم ضمن فعاليات المؤتمر.

دور تونس في نشر ثقافة "كايزان"

على صعيد متصل، افاد مدير البنى التحتية والطاقة في الوكالة الجديدة للشراكة من أجل تنمية أفريقيا (AUDA-NEPAD)، أمين إدريس، في تصريح لـ"الصباح" ان مشروع "كايزان" الياباني ساهم في تأهيل قرابة 18 الف شركة في إفريقيا منذ الإعلان عنه، لافتا الى نجاعة البرنامج في توفير كل الإمكانيات للشركات الإفريقية ومرافقتها تقنيا وتأهيلها لمواكبة التغييرات العالمية.

وشدد أمين إدريس، على ضرورة ان تواصل تونس في نهج مواكبتها للتغييرات التكنولوجية، خصوصا وانها تملك بنية تحتية تعتبر متطورة مقارنة بالدول الإفريقية، كما تتمتع بالخبرات والكفاءات التي يمكن التعويل عليها مستقبلا.

وحذر أمين إدريس من عدم مواكبة الدول الإفريقية للتغييرات التقنية والرقمية، مشددا على ضرورة ان تعمل دول إفريقيا معا لردم هذه الهوة التي تزداد يوما بعد يوم بفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي، داعيا الى مواكبة هذه التغييرات حتى لا تتحول السوق الإفريقية الى سوق مستهلكة فقط امام التطورات الحاصلة في الدول المتقدمة.

وتعتبر تونس نموذجًا يحتذى به في تطبيق مبادئ "كايزان" في القارة الإفريقية. فمنذ إطلاق برنامج "كايزان" في تونس في عام 2006، تمكنت البلاد من تحقيق تقدم ملحوظ في هذا المجال. وقدمت الوكالة اليابانية للتعاون الدولي دعمًا فنيًا لتونس، مكنها من مساعدة أكثر من 200 مؤسسة صناعية في تحسين جودة الإنتاجية. هذا التحسين شمل زيادة في الإنتاجية بنسبة تصل إلى 100% في عدة خطوط إنتاج.

إضافة إلى ذلك، تمكنت 7 مؤسسات تونسية من الحصول على الجائزة الإفريقية "كايزان" منذ إحداثها في عام 2019. يُعد هذا الإنجاز دليلًا على التزام تونس بنشر ثقافة التحسين المستمر، وسعيها لتصبح مرجعًا في هذا المجال على مستوى القارة الإفريقية.

برنامج التعاون التونسي الياباني

وفي إطار الجهود المستمرة لتحسين الجودة والإنتاجية، أعلنت وزارة الصناعة والمناجم والطاقة عن انطلاق المرحلة الثالثة من برنامج التعاون الفني التونسي الياباني. يمتد هذا البرنامج لفترة أربع سنوات (2024-2028)، ويهدف إلى نشر ثقافة التحسين المستمر في مختلف القطاعات الاقتصادية على الصعيد الوطني والإفريقي أيضًا.

هذا البرنامج الجديد يتضمن إنشاء هيكل وطني قار لتحسين الجودة والإنتاجية، وتعزيز الخبرات الوطنية في هذا المجال. ويهدف أيضًا إلى توسيع نطاق تطبيق مبادئ "كايزان" ليشمل جميع الولايات التونسية وكافة القطاعات الاقتصادية، مع تقديم دورات تدريبية ومساندة فنية تعتمد على الخبرات التونسية.

البعد الإفريقي لمنهج "كايزان"

بالإضافة إلى البعد الوطني، تسعى تونس إلى تعزيز دورها كمرجع إفريقي في مجال تحسين الجودة والإنتاجية. ويتماشى هذا التوجه مع أهداف برنامج التعاون التونسي الياباني، الذي يهدف إلى نشر ثقافة "كايزان" في دول إفريقية أخرى. تونس تسعى من خلال هذا البرنامج إلى دعم المؤسسات الإفريقية في تحسين إنتاجيتها وجودة منتجاتها، مما سيساهم في تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الإفريقية.

وقد أكد المسؤولون التونسيون أن هذه المبادرات تأتي في إطار رؤية شاملة تهدف إلى إدماج الشركات التونسية والإفريقية في الأسواق العالمية، وخاصة السوق الإفريقية، من خلال تطبيق منهجيات "كايزان"، حيث ستتمكن هذه الشركات من تحسين تنافسيتها على الصعيد الدولي، ما يمكنها من الوصول إلى أسواق جديدة وتعزيز مكانتها الاقتصادية.

وفي إطار مؤتمر "أفريقيا كايزان 2024"، تم تقديم عدة شهادات وقصص نجاح لمؤسسات تونسية تمكنت من التموقع في السوق العالمية بفضل تطبيق منهجيات "كايزان". من بين هذه المؤسسات، تلك التي نجحت في دخول سوق المنتجات "الحلال"، بفضل جهودها في تحسين جودة منتجاتها وتطبيق معايير التحسين المستمر.

مبادرة "كايزان" في إفريقيا

وتعود جذور مبادرة "كايزان" في إفريقيا إلى مؤتمر طوكيو الدولي السادس للتنمية الإفريقية ، حيث تم الإعلان عن الترويج لمفهوم "كايزان" في القارة الإفريقية. ومنذ ذلك الحين، شهدت المبادرة تقدمًا كبيرًا في عدة دول إفريقية، بفضل التعاون بين الوكالة اليابانية للتعاون الدولي ومنظمة التنمية للاتحاد الإفريقي (NEPAD-AUDA).

وتسعى هذه المبادرة إلى تحسين مستوى الجودة والإنتاجية في المؤسسات الإفريقية، مما يعزز من قدرتها التنافسية على الصعيدين الإقليمي والدولي. ويعتبر المؤتمر السنوي "أفريقيا كايزان" أحد أهم الفعاليات التي تسهم في نشر هذه الثقافة في القارة، حيث يتم من خلاله تبادل الخبرات والتجارب بين الدول المشاركة.

ويأتي انعقاد النسخة التاسعة من مؤتمر"أفريقيا كايزان 2024" في تونس تأكيدًا على الدور الريادي الذي تلعبه البلاد في نشر ثقافة التحسين المستمر، سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي. وبفضل تعاونها الوثيق مع اليابان ومنظمات إقليمية ودولية، تمكنت تونس من تحقيق تقدم كبير في هذا المجال، مما جعلها نموذجًا يُحتذى به في إفريقيا.

ويُعد هذا المؤتمر فرصة هامة لتعزيز التعاون بين الدول الإفريقية في مجال تحسين الجودة والإنتاجية، وتطبيق منهجيات "كايزان" التي أثبتت فعاليتها في تعزيز التنافسية الاقتصادية. ومن المتوقع أن يسهم المؤتمر في تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الإفريقية، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات متعددة، بما ينعكس إيجابًا على الاقتصادات الإفريقية في المستقبل.

 سفيان المهداوي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews