إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

جراحة القلب بمستشفى الرابطة تواصل التميّز .. نجاحات طبية تفرض نفسها عربيا وإفريقيا ..

تونس – الصباح

منذ سنوات وقسم جراحة القلب بالرابطة يحصد التميّز بانجازات طبية لافتة محليا وعربيا وإفريقيا.. ورغم الإمكانيات المتواضعة للقسم إلا أن النجاحات كانت كبيرة وصاخبة، وآخر هذه الإنجازات هو ما تحقق منذ يومين حيث تمّكن فريق طبي في مجال جراحة القلب بقيادة الدكتور محمد سامي مورالي رئيس قسم أمراض القلب وفاطمة وردة ترجمان رئيسة قسم أمراض القلب للأطفال وفريق قسم التبنيج والإنعاش بالمستشفى من إجراء أكثر من 70 عملية قسطرة وتنظيم نبضات القلب للأطفال والبالغين، ضمن حملة "القلوب الصغيرة" وهي حملة طبية رائدة بالتنسيق مع جمعيتي "الوسيط الخيري" التونسية و"منتدى عيد" البريطانية .

وهذا الإنجاز الباهر لا يعدّ الأول ولن يكون الأخير لفريق طبي متميز وذي صيت عالمي هو فريق جراحة القلب بمستشفى الرابطة.. فقبل هذا الإنجاز كانت هناك إنجازات أخرى على غاية من الأهمية والتميّز نجح فيها الفريق في اقتلاع الحياة من براثن الموت المحقق !

نجاحات تاريخية ..

منذ سنوات قليلة نجح رئيس قسم جراحة القلب بمستشفى الرابطة سامي المورالي في عملية زرع قلب معقّدة لمريض كان ينتظر موته.. لم يكن فوزي البوغانمي يعتقد أنه يمكن أن يسترجع حقه في الحياة وأن يبتعد عنه شبح الموت الذي يظل يحوم حوله لمدة شهرين.. ولكن ما حصل بعد ذلك شبّهه البوغانمي-في تصريح سابق لـ"الصباح" - بالمعجزة التي لم ينتظرها أو يتوقعها، ففي أواخر أفريل 2019، تم الاتصال به من مستشفى الرابطة لإعلامه بأن قلب أحد المتوفين بانتظاره ليزرعه ويستأنف حياته.. تم الأمر بسرعة كبيرة لأن قلب المتبرع لا يمكن إن يبقى صالحا إلا لبضع ساعات.. لم يتردد فوزي ووافق على إجراء العملية دون خوف.. وبعد ساعات من العملية وعندما فتح عينيه لم يصدق أنه ما زال بخير وعلى قيد الحياة.. حياة كُتبت له من جديد بفضل كفاءات طبية تونسية يقودها د.سامي المورالي الذي تمكن من إجراء هذه العملية الدقيقة في أفريل 2019 رغم الإمكانيات المتواضعة لمستشفى الرابطة .

واليوم يواصل نفس الفريق الطبي وفي نفس المستشفى، الى اليوم، حصد النجاحات الباهرة والفريدة على المستوى العربي والإفريقي، حيث تمكّن الفريق منذ فترة من زراعة أول منظّم ضربات قلب لمريض ومنذ شهر تمكّن الفريق من النجاح في عملية معقّدة وهي استئصال الارتجاف الاذيني والتي تمكّن من علاج نبض القلب المضطرب والسريع لدى المرضى وذلك عبر التقنية الحديثة وعلّق عن ذلك د.مورالي في تصريحات إعلامية بأن هذا "الإنجاز سيُخلص الأطباء من تعقيدات المعالجات القديمة، وإدراج التكنولوجيا في المجال الطبي" موضّحا أن "التقنيات الجديدة تمكّن من التّحكم بنجاح في حالات "خفقات القلب" الزائدة وتقليص وقت العملية الذي يصل إلى حدود ساعتيْن ونصف الى أقل من 40 دقيقة".

وفي 2019 نجح فريق طبي في إجراء سادس عملية زرع قلب في مستشفى الرابطة العمومي، وكانت العملية الثانية على التوالي في أقل من أسبوع بعد توفر متبرعين. ورغم أن عملية زرع القلب توقفت منذ سنة 2004، بسبب غياب المتبرعين وغياب الجانب التحفيزي لكن المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء قام بحملة مجتمعية واسعة أتت أكلها بشكل باهر في السنوات الأخيرة وينظم عمليات زرع الأعضاء في تونس القانون الصادر في مارس 1991. الذي يعتمد على 3 مبادئ أساسية وهي التطوع والمجانية والسرية المطلقة، في حالة الوفاة الدماغي، كما يفرض القانون على المتبرع الحي أن يتبرع فقط لشخص من العائلة أو تجمعه به علاقة مصاهرة وذلك تفاديا للاتجار بالأعضاء.

وخلال مؤتمر دولي انتظم منذ أشهر قليلة في تونس بحضور أطباء ومختصين في جراحة القلب من أكثر من 20 دولة في العالم قال الدكتور عماد فريخة رئيس الجمعية التونسية لجراحة القلب والشرايين أنه لابد من توفير الإمكانيات أكثر للأطباء كي يتطور هذا القطاع بالرغم من أن مستوى جراحة القلب في تونس متطور جدا مقارنة بعدد من الدول العربية والمغاربية وحتى عالميا.. ورغم أن مسألة زراعة اللوالب والصمامات في تونس كانت دائما ما تطرح تساؤلات حول نجاعتها قال الدكتور عماد فريخة أن كل الصمامات واللوالب القلبية في تونس سليمة، نظرا لوجود نوعية ممتازة وللمراقبة الكبيرة التي تفرضها وزارة الصحة، وفق تعبيره .

ويبقى اختصاص جراحة القلب من الاختصاصات التي تميزت فيها المستشفيات العمومية وهو اختصاص يمكن أن نراهن عليه في السياحة الطبية بالنظر لما يتمتع به من إمكانيات بوجود كفاءات دولية في هذا المجال.

منية العرفاوي

 

 

 

 

جراحة القلب بمستشفى الرابطة تواصل التميّز .. نجاحات طبية تفرض نفسها عربيا وإفريقيا ..

تونس – الصباح

منذ سنوات وقسم جراحة القلب بالرابطة يحصد التميّز بانجازات طبية لافتة محليا وعربيا وإفريقيا.. ورغم الإمكانيات المتواضعة للقسم إلا أن النجاحات كانت كبيرة وصاخبة، وآخر هذه الإنجازات هو ما تحقق منذ يومين حيث تمّكن فريق طبي في مجال جراحة القلب بقيادة الدكتور محمد سامي مورالي رئيس قسم أمراض القلب وفاطمة وردة ترجمان رئيسة قسم أمراض القلب للأطفال وفريق قسم التبنيج والإنعاش بالمستشفى من إجراء أكثر من 70 عملية قسطرة وتنظيم نبضات القلب للأطفال والبالغين، ضمن حملة "القلوب الصغيرة" وهي حملة طبية رائدة بالتنسيق مع جمعيتي "الوسيط الخيري" التونسية و"منتدى عيد" البريطانية .

وهذا الإنجاز الباهر لا يعدّ الأول ولن يكون الأخير لفريق طبي متميز وذي صيت عالمي هو فريق جراحة القلب بمستشفى الرابطة.. فقبل هذا الإنجاز كانت هناك إنجازات أخرى على غاية من الأهمية والتميّز نجح فيها الفريق في اقتلاع الحياة من براثن الموت المحقق !

نجاحات تاريخية ..

منذ سنوات قليلة نجح رئيس قسم جراحة القلب بمستشفى الرابطة سامي المورالي في عملية زرع قلب معقّدة لمريض كان ينتظر موته.. لم يكن فوزي البوغانمي يعتقد أنه يمكن أن يسترجع حقه في الحياة وأن يبتعد عنه شبح الموت الذي يظل يحوم حوله لمدة شهرين.. ولكن ما حصل بعد ذلك شبّهه البوغانمي-في تصريح سابق لـ"الصباح" - بالمعجزة التي لم ينتظرها أو يتوقعها، ففي أواخر أفريل 2019، تم الاتصال به من مستشفى الرابطة لإعلامه بأن قلب أحد المتوفين بانتظاره ليزرعه ويستأنف حياته.. تم الأمر بسرعة كبيرة لأن قلب المتبرع لا يمكن إن يبقى صالحا إلا لبضع ساعات.. لم يتردد فوزي ووافق على إجراء العملية دون خوف.. وبعد ساعات من العملية وعندما فتح عينيه لم يصدق أنه ما زال بخير وعلى قيد الحياة.. حياة كُتبت له من جديد بفضل كفاءات طبية تونسية يقودها د.سامي المورالي الذي تمكن من إجراء هذه العملية الدقيقة في أفريل 2019 رغم الإمكانيات المتواضعة لمستشفى الرابطة .

واليوم يواصل نفس الفريق الطبي وفي نفس المستشفى، الى اليوم، حصد النجاحات الباهرة والفريدة على المستوى العربي والإفريقي، حيث تمكّن الفريق منذ فترة من زراعة أول منظّم ضربات قلب لمريض ومنذ شهر تمكّن الفريق من النجاح في عملية معقّدة وهي استئصال الارتجاف الاذيني والتي تمكّن من علاج نبض القلب المضطرب والسريع لدى المرضى وذلك عبر التقنية الحديثة وعلّق عن ذلك د.مورالي في تصريحات إعلامية بأن هذا "الإنجاز سيُخلص الأطباء من تعقيدات المعالجات القديمة، وإدراج التكنولوجيا في المجال الطبي" موضّحا أن "التقنيات الجديدة تمكّن من التّحكم بنجاح في حالات "خفقات القلب" الزائدة وتقليص وقت العملية الذي يصل إلى حدود ساعتيْن ونصف الى أقل من 40 دقيقة".

وفي 2019 نجح فريق طبي في إجراء سادس عملية زرع قلب في مستشفى الرابطة العمومي، وكانت العملية الثانية على التوالي في أقل من أسبوع بعد توفر متبرعين. ورغم أن عملية زرع القلب توقفت منذ سنة 2004، بسبب غياب المتبرعين وغياب الجانب التحفيزي لكن المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء قام بحملة مجتمعية واسعة أتت أكلها بشكل باهر في السنوات الأخيرة وينظم عمليات زرع الأعضاء في تونس القانون الصادر في مارس 1991. الذي يعتمد على 3 مبادئ أساسية وهي التطوع والمجانية والسرية المطلقة، في حالة الوفاة الدماغي، كما يفرض القانون على المتبرع الحي أن يتبرع فقط لشخص من العائلة أو تجمعه به علاقة مصاهرة وذلك تفاديا للاتجار بالأعضاء.

وخلال مؤتمر دولي انتظم منذ أشهر قليلة في تونس بحضور أطباء ومختصين في جراحة القلب من أكثر من 20 دولة في العالم قال الدكتور عماد فريخة رئيس الجمعية التونسية لجراحة القلب والشرايين أنه لابد من توفير الإمكانيات أكثر للأطباء كي يتطور هذا القطاع بالرغم من أن مستوى جراحة القلب في تونس متطور جدا مقارنة بعدد من الدول العربية والمغاربية وحتى عالميا.. ورغم أن مسألة زراعة اللوالب والصمامات في تونس كانت دائما ما تطرح تساؤلات حول نجاعتها قال الدكتور عماد فريخة أن كل الصمامات واللوالب القلبية في تونس سليمة، نظرا لوجود نوعية ممتازة وللمراقبة الكبيرة التي تفرضها وزارة الصحة، وفق تعبيره .

ويبقى اختصاص جراحة القلب من الاختصاصات التي تميزت فيها المستشفيات العمومية وهو اختصاص يمكن أن نراهن عليه في السياحة الطبية بالنظر لما يتمتع به من إمكانيات بوجود كفاءات دولية في هذا المجال.

منية العرفاوي