إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

جملة اعتراضية.. لن يتراجعوا عن تزييف التاريخ

 

 نفذت زمرة من المعمرين الصهاينة أول أمس، غزوة ضد قرية فلسطينية اسمها "جيت" وتقع غير بعيد عن قلقيلية التاريخية وهي جزء من الضفة الغربية التي من المفروض أن تتمتع بالاستقلال الذاتي. وقد نتج عن الهجوم مقتل شاب رميا بالرصاص وجرح شاب آخر قالت مصادر فلسطينية أنه في حالة خطيرة. وأضرم المجرمون الصهاينة النار في عدد من السيارات والقوا زجاجات حارقة على المواطنين الآمين- او من المفروض أن يكونوا كذلك- وروعوا سكان القرية ولم تقع تفرقتهم الا بعد ان قاموا بالمهمة كاملة. فتلك عادة الدولة العبرية، التي تسعى في الظاهر الى لجم الصهاينة المحسوبين على المدنيين في حين انها في الحقيقة ترخي لهم اللجام حتى يعربدوا ما طاب لهم، ويكون ذلك عادة تحت حماية الجيش الصهيوني.

المهم ان اخبار العملية انتشرت بسرعة هذه المرة خاصة ان العصابة الصهيونية قد اقترفت جرمها في وقت يتواصل فيه العدوان الصهيوني في غزة بضراوة أكبر رغم وقوع أكثر من أربعين الف شهيد والاف مؤلفة من الجرحى ورغم الكم الهائل من الدمار ورغم معارضة شعوب العالم للعدوان السافر المتواصل منذ 7 أكتوبر من العام الماضي.

وانتشار خبر اقتحام قرية بالضفة الغربية التي هي من المفروض بيد السلطة الفلسطينية، دفع كل من رئيس الدولة العبرية ورئيس حكومته للتنديد بالعملية الاجرامية. هذا التنديد الذي سارع كل من رئيس دولة الكيان الصهيوني الظالم، ورئيس حكومته الغارق في دماء الشعب الفلسطيني، الى التعبير عنه، لا هدف منه كما هو متوقع سوى طمأنة الراي العام العالمي بان الدولة العبرية لن توسع عدوانها ليشمل الضفة الغربية بفلسطين.

فقادة هذا الكيان المزروع في قلب منطقة الشرق الأوسط، يعون جيدا ان شعوب العالم غاضبة ورافضة لحربهم الظالمة على غزة علما بأن الاحتجاجات في شوارع المدن الغربية لم تنقطع الى اليوم رغم مرور أكثر من ثلاثمائة يوم على بداية العدوان، وهم يخشون ان تنتهي الشعوب الغاضبة بالتأثير في الحكومات، وان تدفعها الى مراجعة مواقفها – المساندة بشكل اعمى- للكيان الصهيوني. ولأجل ذلك فقط، نشروا تنديداتهم بالغزوة التي نفذتها زمرة من الصهاينة المحسوبة، كما قلنا على المدنيين، ضد قرية فلسطينية بالضفة الغربية وبالتأكيد هم لم يقوموا بذلك انصافا للشعب الفلسطيني المحتل.

لكن هناك دائما ما هو أخطر مع الكيان الصهيوني الغاصب. فرئيس الدولة العبرية استعمل في المدونة التي نشرها على موقع توتير- سابقا- الاسم العبري الذي يمنحونه الى الضفة الغربية وهوما لم يفت وسائل اعلام غربية نبهت الى الأمر دون ان تضيف أي تعليق. فبدل ان يقول الضفة الغربية استعمل رئيس دولة الكيان الغاصب، اسم السامرة، في إصرار على تزييف تاريخ فلسطين واعتبار الأرض الفلسطينية ارضا لليهود القدامي. والكل يعرف ونقصد بذلك اهل الاختصاص من مؤرخين وعلماء في الأنثروبولوجيا وغيرهم، ان كل ما تدعيه إسرائيل، التي عمدت الى تغيير الأسماء العربية للكثير من المدن والقرى الفلسطينية بعد احتلال فلسطين، من أن القرى الفلسطينية كانت تحمل أسماء يهودية يمكن تفنيده. فالأسماء القديمة وفق اهل الاختصاص والعلماء، هي كنعانية أو اغريقية أو رومانية وليست يهودية. وبالتالي فان كل السردية المبنية على العودة للأسماء التوراتية القديمة هي مجرد مغالطة ومحاولة لاستعمال التاريخ لإضفاء شرعية على الفعل الاستعماري ولتبرير احتلال ارض الآخرين.

وواضح ان ما قام به رئيس دولة الكيان الصهيوني الذي تعتبر سلطته محدودة جدا- كل السلط في يد رئيس الحكومة- لكن قدرته على المغالطة كبيرة، انه لا يضيع أي فرصة لترويج الدعاية الصهيونية. فهو في الظاهر يدين فعلا اجراميا اقترفته زمرة من المحتلين، ضد سكان قرية فلسطينية آمنة – ولو انه لا امان مع وجود المحتل- لكنه في الأصل يروج لفكر تضليلي هو أساس الوجود القسري للصهاينة في ارض فلسطين المحتلة.

 حياة السايب

 

 

 

 نفذت زمرة من المعمرين الصهاينة أول أمس، غزوة ضد قرية فلسطينية اسمها "جيت" وتقع غير بعيد عن قلقيلية التاريخية وهي جزء من الضفة الغربية التي من المفروض أن تتمتع بالاستقلال الذاتي. وقد نتج عن الهجوم مقتل شاب رميا بالرصاص وجرح شاب آخر قالت مصادر فلسطينية أنه في حالة خطيرة. وأضرم المجرمون الصهاينة النار في عدد من السيارات والقوا زجاجات حارقة على المواطنين الآمين- او من المفروض أن يكونوا كذلك- وروعوا سكان القرية ولم تقع تفرقتهم الا بعد ان قاموا بالمهمة كاملة. فتلك عادة الدولة العبرية، التي تسعى في الظاهر الى لجم الصهاينة المحسوبين على المدنيين في حين انها في الحقيقة ترخي لهم اللجام حتى يعربدوا ما طاب لهم، ويكون ذلك عادة تحت حماية الجيش الصهيوني.

المهم ان اخبار العملية انتشرت بسرعة هذه المرة خاصة ان العصابة الصهيونية قد اقترفت جرمها في وقت يتواصل فيه العدوان الصهيوني في غزة بضراوة أكبر رغم وقوع أكثر من أربعين الف شهيد والاف مؤلفة من الجرحى ورغم الكم الهائل من الدمار ورغم معارضة شعوب العالم للعدوان السافر المتواصل منذ 7 أكتوبر من العام الماضي.

وانتشار خبر اقتحام قرية بالضفة الغربية التي هي من المفروض بيد السلطة الفلسطينية، دفع كل من رئيس الدولة العبرية ورئيس حكومته للتنديد بالعملية الاجرامية. هذا التنديد الذي سارع كل من رئيس دولة الكيان الصهيوني الظالم، ورئيس حكومته الغارق في دماء الشعب الفلسطيني، الى التعبير عنه، لا هدف منه كما هو متوقع سوى طمأنة الراي العام العالمي بان الدولة العبرية لن توسع عدوانها ليشمل الضفة الغربية بفلسطين.

فقادة هذا الكيان المزروع في قلب منطقة الشرق الأوسط، يعون جيدا ان شعوب العالم غاضبة ورافضة لحربهم الظالمة على غزة علما بأن الاحتجاجات في شوارع المدن الغربية لم تنقطع الى اليوم رغم مرور أكثر من ثلاثمائة يوم على بداية العدوان، وهم يخشون ان تنتهي الشعوب الغاضبة بالتأثير في الحكومات، وان تدفعها الى مراجعة مواقفها – المساندة بشكل اعمى- للكيان الصهيوني. ولأجل ذلك فقط، نشروا تنديداتهم بالغزوة التي نفذتها زمرة من الصهاينة المحسوبة، كما قلنا على المدنيين، ضد قرية فلسطينية بالضفة الغربية وبالتأكيد هم لم يقوموا بذلك انصافا للشعب الفلسطيني المحتل.

لكن هناك دائما ما هو أخطر مع الكيان الصهيوني الغاصب. فرئيس الدولة العبرية استعمل في المدونة التي نشرها على موقع توتير- سابقا- الاسم العبري الذي يمنحونه الى الضفة الغربية وهوما لم يفت وسائل اعلام غربية نبهت الى الأمر دون ان تضيف أي تعليق. فبدل ان يقول الضفة الغربية استعمل رئيس دولة الكيان الغاصب، اسم السامرة، في إصرار على تزييف تاريخ فلسطين واعتبار الأرض الفلسطينية ارضا لليهود القدامي. والكل يعرف ونقصد بذلك اهل الاختصاص من مؤرخين وعلماء في الأنثروبولوجيا وغيرهم، ان كل ما تدعيه إسرائيل، التي عمدت الى تغيير الأسماء العربية للكثير من المدن والقرى الفلسطينية بعد احتلال فلسطين، من أن القرى الفلسطينية كانت تحمل أسماء يهودية يمكن تفنيده. فالأسماء القديمة وفق اهل الاختصاص والعلماء، هي كنعانية أو اغريقية أو رومانية وليست يهودية. وبالتالي فان كل السردية المبنية على العودة للأسماء التوراتية القديمة هي مجرد مغالطة ومحاولة لاستعمال التاريخ لإضفاء شرعية على الفعل الاستعماري ولتبرير احتلال ارض الآخرين.

وواضح ان ما قام به رئيس دولة الكيان الصهيوني الذي تعتبر سلطته محدودة جدا- كل السلط في يد رئيس الحكومة- لكن قدرته على المغالطة كبيرة، انه لا يضيع أي فرصة لترويج الدعاية الصهيونية. فهو في الظاهر يدين فعلا اجراميا اقترفته زمرة من المحتلين، ضد سكان قرية فلسطينية آمنة – ولو انه لا امان مع وجود المحتل- لكنه في الأصل يروج لفكر تضليلي هو أساس الوجود القسري للصهاينة في ارض فلسطين المحتلة.

 حياة السايب