إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مختص في علم الاجتماع لـ"الصباح نيوز":" استهتار المواطن في مواجهة كورونا.. محصلة استهتار الدولة"

لم تمنع الكورونا في ذروة تفشيها وفتكها عديد التونسيين من الاحتفال بالنجاحات المسجلة في دورة الباكالوريا عبر اقامة الحفلات، كما أن مناسبات الأعراس والخطوبة استمرت مع استمرار الوباء، حيث يحاول التونسي مواصلة عيش حياته بشكل شبه طبيعي غير مبال كثيرا بتحاشي التجمعات أو تجنبها، فهل تعتبر هذه السلوكات حقا نوعا من الاستهتار وعدم المسؤولية، أم أن هناك أسبابا سوسيولوجية قد تفسر هذا وتعطيه شيئا من المشروعية؟
 
للإجابة عن جملة هذه التساؤلات اتصلت "الصباح نيوز" بالمختص في علم الاجتماع الدكتور الطيب الطويلي الذي أفادنا انه أولا :يلجأ جانب كبير من التونسيين إلى الإنكار "le déni" حيث قد يفاجئنا البعض بقولهم أن الكورونا هي وهم، وأنه لا وجود لهذا الوباء من الأساس، وإن كان الأمر يبدو معقولا في بداية الوباء وحالة عدم الوضوح واللا يقين التي تسود المشهد الا اننا لا نزال نسمع هذا الانكار وبشكل متواتر حتى لدى بعض المصابين او عوائلهم. وأضاف الدكتور الطويلي ان الانكار هو شكل من الأشكال الدفاعية النفسية أمام واقع غير مستحب، حيث يلجأ الفرد إلى رفض الحقيقة وتسطيحها من أجل التمكن من مواصلة العيش بطريقته التقليدية المألوفة.
وقال في ذات  الاطار ان الطرق التقليدية في الاحتفال وفي المآتم هي أمور تعودها الأفراد عبر أسرهم وأصبحت جزء من الكينونة الاجتماعية لبعض العائلات، حيث يرى البعض أن عدم الاحتفال بشكل يليق بالموروث الاجتماعي والعادات المتعارفة قد يمس من وجاهة الأسرة ومكانتها وسط نسيج اجتماعي وعائلي متشابك وتأخذ فيه الجزئيات والمظاهر والقيل والقال حيزا مهما في بناء العلاقات أو تصديعها بين أفراد العائلات الممتد.
كما أشار محدثنا ايضا إلى أن للدولة دور كبير في تعامل الشعب اللامبالي مع الوباء، فالسياسات الاعتباطية تجاه الكورونا أنتجت سلوكيات شعبية اعتباطية، والقرارات المتذبذبة وغير الواضحة أنتجت تعاملا اجتماعيا متذبذبا وغير منطقي.. فلا ننسى أن العنوان الأكبر الذي رفعته الحكومة منذ فتح الحدود هو "ضرورة التعايش مع الوباء"
 
وشدد الدكتور الطويلي على انه:" ان كان المسؤولون يقصدون بالتعايش ضرورة توخي الحذر وارتداء الكمامات وغير ذلك، إلا أن مصطلح التعايش يشير لدى شريحة هامة من التونسيين الى أنه استمرار في العيش في ظل الوباء، وأن الكورونا هي واقع مفروض لن تنجح الدولة في علاجه، ولم يبق للمواطن إلا طرقه التقليدية لمواجهة الأزمات وهي الاستسلام للقضاء والقدر واللجوء إلى المعتقدات الدينية التي تمنحه الراحة النفسية في الحالات الخارقة للطبيعة".
 
هذا و قد أوضح المختص في علم الاجتماع الدكتور الطيب الطويلي بأن:" ما يسمى باستهتار المواطن في مواجهة الوباء  قد يكون محصلة استهتار الدولة، فاليوم بعد أن نجحت عديد الدول في العودة التدريجية الى سالف حياتها، وبعد ما يراه الأفراد من مشاهد للملاعب الاوروبية الممتلئة والمزدانة، قد يكون من المنطقي أن يقارن وأن الحل لا يكمن فقط في توخيه الحذر وإنما هو في مكان آخر حيث فشل الآخرون".
سعيدة الميساوي
مختص في علم الاجتماع لـ"الصباح نيوز":" استهتار المواطن في مواجهة كورونا.. محصلة استهتار الدولة"
لم تمنع الكورونا في ذروة تفشيها وفتكها عديد التونسيين من الاحتفال بالنجاحات المسجلة في دورة الباكالوريا عبر اقامة الحفلات، كما أن مناسبات الأعراس والخطوبة استمرت مع استمرار الوباء، حيث يحاول التونسي مواصلة عيش حياته بشكل شبه طبيعي غير مبال كثيرا بتحاشي التجمعات أو تجنبها، فهل تعتبر هذه السلوكات حقا نوعا من الاستهتار وعدم المسؤولية، أم أن هناك أسبابا سوسيولوجية قد تفسر هذا وتعطيه شيئا من المشروعية؟
 
للإجابة عن جملة هذه التساؤلات اتصلت "الصباح نيوز" بالمختص في علم الاجتماع الدكتور الطيب الطويلي الذي أفادنا انه أولا :يلجأ جانب كبير من التونسيين إلى الإنكار "le déni" حيث قد يفاجئنا البعض بقولهم أن الكورونا هي وهم، وأنه لا وجود لهذا الوباء من الأساس، وإن كان الأمر يبدو معقولا في بداية الوباء وحالة عدم الوضوح واللا يقين التي تسود المشهد الا اننا لا نزال نسمع هذا الانكار وبشكل متواتر حتى لدى بعض المصابين او عوائلهم. وأضاف الدكتور الطويلي ان الانكار هو شكل من الأشكال الدفاعية النفسية أمام واقع غير مستحب، حيث يلجأ الفرد إلى رفض الحقيقة وتسطيحها من أجل التمكن من مواصلة العيش بطريقته التقليدية المألوفة.
وقال في ذات  الاطار ان الطرق التقليدية في الاحتفال وفي المآتم هي أمور تعودها الأفراد عبر أسرهم وأصبحت جزء من الكينونة الاجتماعية لبعض العائلات، حيث يرى البعض أن عدم الاحتفال بشكل يليق بالموروث الاجتماعي والعادات المتعارفة قد يمس من وجاهة الأسرة ومكانتها وسط نسيج اجتماعي وعائلي متشابك وتأخذ فيه الجزئيات والمظاهر والقيل والقال حيزا مهما في بناء العلاقات أو تصديعها بين أفراد العائلات الممتد.
كما أشار محدثنا ايضا إلى أن للدولة دور كبير في تعامل الشعب اللامبالي مع الوباء، فالسياسات الاعتباطية تجاه الكورونا أنتجت سلوكيات شعبية اعتباطية، والقرارات المتذبذبة وغير الواضحة أنتجت تعاملا اجتماعيا متذبذبا وغير منطقي.. فلا ننسى أن العنوان الأكبر الذي رفعته الحكومة منذ فتح الحدود هو "ضرورة التعايش مع الوباء"
 
وشدد الدكتور الطويلي على انه:" ان كان المسؤولون يقصدون بالتعايش ضرورة توخي الحذر وارتداء الكمامات وغير ذلك، إلا أن مصطلح التعايش يشير لدى شريحة هامة من التونسيين الى أنه استمرار في العيش في ظل الوباء، وأن الكورونا هي واقع مفروض لن تنجح الدولة في علاجه، ولم يبق للمواطن إلا طرقه التقليدية لمواجهة الأزمات وهي الاستسلام للقضاء والقدر واللجوء إلى المعتقدات الدينية التي تمنحه الراحة النفسية في الحالات الخارقة للطبيعة".
 
هذا و قد أوضح المختص في علم الاجتماع الدكتور الطيب الطويلي بأن:" ما يسمى باستهتار المواطن في مواجهة الوباء  قد يكون محصلة استهتار الدولة، فاليوم بعد أن نجحت عديد الدول في العودة التدريجية الى سالف حياتها، وبعد ما يراه الأفراد من مشاهد للملاعب الاوروبية الممتلئة والمزدانة، قد يكون من المنطقي أن يقارن وأن الحل لا يكمن فقط في توخيه الحذر وإنما هو في مكان آخر حيث فشل الآخرون".
سعيدة الميساوي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews