إن حنين الصوفي إلى أصله المتجذر في الطبيعة عزز لديه الوازع الروحي و أبعده كل البعد عن حياة المادة باحثا عن العلو و الكرامات مسافرا عبر الطبيعة معبرا عن الوجود الإنساني، في هذا الإطار يمكن أن نتحدث عن علاقة المنظر الطبيعي بالعمارة المغربية الصوفية -من الهروب للعودة- التي نرى فيها إعادة ترتيب علاقة الإنسان بالطبيعة باعتبارها وسيط ثقافي.
أصبح المنظر الطبيعي تحت يد المصمم نقله من فضاء مفتوح نحو فضاء أخر يحكمه البعد الديني أصبحنا نرى الطبيعة على شكل زخارف ورشق وعربسة وأطباق نجمية كما نرى محاولة من المصمم إلى أنسنة العمارة مراعيا الاحتياجات الروحية فيها، الطبيعه هنا بوصفها مادة للجمال الإلهي ونسخة عن جنة عدن الضائعة كما ذكر ذلك في كتب التصوف والكرامات إستغل المصمم هذه الخصوصية وأعاد ترتيب علاقة الانسان بالطبيعة متخذا من العمارة المغربية منطلقا لذلك حيث تعرف التكنه بالزهد والتصوف وظلت كذلك لارتباط معالمها بالعقيدة الدينية تجذرت الطبيعة في هندسة العمارة المغربية وأبنيتها فنقلها المصمم بتفاصيلها إلى أماكن مغلقة مقدسة أين لعبت دور الوسيط الروحي بعد أن اختار الصوفي العزلة والإنقباض عن الناس وجد ضالته في الطبيعة حيث تكونت علاقه حب جمعت بين عناصر العبادة والإفتتان على حد تعبير كل من ابن العربي وجلال الدين الرومي وهذا ما قد يفسر اهتمام المعماري المسلم بانشاء علاقة تلازمية قوية بين الطبيعة والفضاء وبين الإنسان والمقدس لنقف على أعتاب الهروب والعودة -الهروب للطبيعة وعودة بالطبيعة للعمارة-
العربسة الرشق الزخرفة الأطباق النجمية تمثيل غير دقيق للمنظر الطبيعي تدخلت يد مصمم فيها. تتكون الزخرفة النباتية من عناصر طبيعية كالزهور والأوراق المموجة والمستديرة والمنبسطة التي تتشكل في كافة الاتجاهات حسب قياسات دقيقة ومعايير مضبوطة فتكون متشابكة أو حلزونية كما في الزوايا والأضرحة حيث يمكن قراءة عبارة "الحمد لله على نعمه" وقد نقشت فوق أرضية غنية بالزخارف النباتية أو أي عبارة أخرى كما في أضرحة السبع رجال بالمغرب أنشأ ذلك ترابطا قويا بين الزخرفة وتلك الايحاءات الدينية والتعابير الاسلامية المقدسة .تجذر الأسلوب الهندسي في شكل الغصن النباتي والفروع والوريقات والسعف استخدمها وفقا لقوالب هندسية نجمية تتخللها توريقات تعبر عن صورة الطبيعة في محاولة لتمثيلها بشكل يتماشى مع العمارة المغربية الدينية كما هو في الجليز الذي على الجدران و الأرضيات اشبه بسجاد مزخرف ببلاط من السيراميك بألوان مستوحاة من الطبيعة. الأخضر الزعفراني والبني كما في قصر البديع الذي يعكس عراقه وتاريخ بلاد المغرب و نراها في شكل القباب والاقواس والصحون والفناءات وفي مئذنة جامع الكتيبة تلعب الخامة دورا بارزا في التعبير عن نزعة التصوف يسعى، المعماري إلى استعمال مواد محلية وطبيعية تربط بين الإنسان وأصله من التراب وإلى التراب استعمال الطوب و الطين و القش و الجير... و اعتماد طرق تقلدية في إستخراج الألوان تكون من عناصر طبيعية حتى تظل محافظة على خصوصيتها و أصلها.
بقلم: هالة ماجوري
باحثة في الفنون التشكيلية
إن حنين الصوفي إلى أصله المتجذر في الطبيعة عزز لديه الوازع الروحي و أبعده كل البعد عن حياة المادة باحثا عن العلو و الكرامات مسافرا عبر الطبيعة معبرا عن الوجود الإنساني، في هذا الإطار يمكن أن نتحدث عن علاقة المنظر الطبيعي بالعمارة المغربية الصوفية -من الهروب للعودة- التي نرى فيها إعادة ترتيب علاقة الإنسان بالطبيعة باعتبارها وسيط ثقافي.
أصبح المنظر الطبيعي تحت يد المصمم نقله من فضاء مفتوح نحو فضاء أخر يحكمه البعد الديني أصبحنا نرى الطبيعة على شكل زخارف ورشق وعربسة وأطباق نجمية كما نرى محاولة من المصمم إلى أنسنة العمارة مراعيا الاحتياجات الروحية فيها، الطبيعه هنا بوصفها مادة للجمال الإلهي ونسخة عن جنة عدن الضائعة كما ذكر ذلك في كتب التصوف والكرامات إستغل المصمم هذه الخصوصية وأعاد ترتيب علاقة الانسان بالطبيعة متخذا من العمارة المغربية منطلقا لذلك حيث تعرف التكنه بالزهد والتصوف وظلت كذلك لارتباط معالمها بالعقيدة الدينية تجذرت الطبيعة في هندسة العمارة المغربية وأبنيتها فنقلها المصمم بتفاصيلها إلى أماكن مغلقة مقدسة أين لعبت دور الوسيط الروحي بعد أن اختار الصوفي العزلة والإنقباض عن الناس وجد ضالته في الطبيعة حيث تكونت علاقه حب جمعت بين عناصر العبادة والإفتتان على حد تعبير كل من ابن العربي وجلال الدين الرومي وهذا ما قد يفسر اهتمام المعماري المسلم بانشاء علاقة تلازمية قوية بين الطبيعة والفضاء وبين الإنسان والمقدس لنقف على أعتاب الهروب والعودة -الهروب للطبيعة وعودة بالطبيعة للعمارة-
العربسة الرشق الزخرفة الأطباق النجمية تمثيل غير دقيق للمنظر الطبيعي تدخلت يد مصمم فيها. تتكون الزخرفة النباتية من عناصر طبيعية كالزهور والأوراق المموجة والمستديرة والمنبسطة التي تتشكل في كافة الاتجاهات حسب قياسات دقيقة ومعايير مضبوطة فتكون متشابكة أو حلزونية كما في الزوايا والأضرحة حيث يمكن قراءة عبارة "الحمد لله على نعمه" وقد نقشت فوق أرضية غنية بالزخارف النباتية أو أي عبارة أخرى كما في أضرحة السبع رجال بالمغرب أنشأ ذلك ترابطا قويا بين الزخرفة وتلك الايحاءات الدينية والتعابير الاسلامية المقدسة .تجذر الأسلوب الهندسي في شكل الغصن النباتي والفروع والوريقات والسعف استخدمها وفقا لقوالب هندسية نجمية تتخللها توريقات تعبر عن صورة الطبيعة في محاولة لتمثيلها بشكل يتماشى مع العمارة المغربية الدينية كما هو في الجليز الذي على الجدران و الأرضيات اشبه بسجاد مزخرف ببلاط من السيراميك بألوان مستوحاة من الطبيعة. الأخضر الزعفراني والبني كما في قصر البديع الذي يعكس عراقه وتاريخ بلاد المغرب و نراها في شكل القباب والاقواس والصحون والفناءات وفي مئذنة جامع الكتيبة تلعب الخامة دورا بارزا في التعبير عن نزعة التصوف يسعى، المعماري إلى استعمال مواد محلية وطبيعية تربط بين الإنسان وأصله من التراب وإلى التراب استعمال الطوب و الطين و القش و الجير... و اعتماد طرق تقلدية في إستخراج الألوان تكون من عناصر طبيعية حتى تظل محافظة على خصوصيتها و أصلها.