في إطار متابعتها للسهرات الثقافية لمهرجان ليالي المدينة ببنزرت ، واكبت "الصباح نيوز" بفضاء المركز الثقافي للشمال "الماجستيك" عرض مسرحية "ستوري باي ستوري" وهو من إنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بباجة ، فكرة وإخراج أستاذ المسرح بشير بوعلي ، ودراماتورجيا نضال الحشاني ، جمع بين الفرجة وعمق الفكرة وروعة الأداء ، واستحق وقوف الجمهور وتصفيقه الطويل إثر نهاية العرض.
مسرح داخل المسرح
وكما يدل عليه العنوان فإن العمل المسرحي الذي تم تقديمه تضمن مسرحا داخل المسرح ، تحدث الأول عن اشتغال مجموعة من الممثلين على مسرحية بعنوان "كارمن" يتدرب أعضاؤها على إنجاز فقراتها ، وقد حافظوا على الأحداث الرئيسية للرواية ، الأصلية ، بما فيها أسماء الشخصيات مثل كارمن وخوزي وغيرهم ، وتناول الثاني موضوع الصراع بين الفكر التجاري الذي يمثله سعيد وهو صاحب مقهى وزوج منى والذي اضطر إلى الهروب بعد مداهمة الأمن المكان لانتمائه إلى تيار متشدد ، ثم عاد رجل أعمال ثريا بعد ثلاثين سنة من الهروب ، وبين زوجته منى التي تؤمن بالفعل الثقافي ، وحولت المقهى إلى فضاء ثقافي أمن للمثقفين من أدباء وفنانين مكانا مناسبا للإبداع كل في مجال اختصاصه ، ومنه العمل المسرحي "كارمن" الذي تتدرب الفرقة عليه ، وتقوم منى بدور البطولة فيه ، والتي تفاجأ بعودة زوجها سعيد بعد تلك الغيبة الطويلة ، وباعتزامه تحويل الفضاء الثقافي إلى فضاء تجاري ، لتتوتر العلاقة بينهما ويستفحل الخلاف والصراع.
اثنا عشر مشهدا مسرحيا
ونظرا للتركيبة المزدوجة لهذا العمل الفني تضمنت المسرحية اثني عشر مشهدا مسرحيا يمتد كل واحد منها حوالي خمس دقائق تمت المراوحة في هذه المشاهد بين مقاطع العملين "كارمن" والصراع حول وظيفة الفضاء بين منى وزوجها ، وهي مراوحة وفرت البعد الترفيهي من خلال التنوع وتجاوز الرتابة من جهة وكشفت عن إبداع الممثلين من جهة أخرى وخصوصا الممثلة المقتدرة هناء الوسلاتي التي جسدت بإتقان دوري منى الزوجة المثقفة المعلقة "لاهي معرسة ولاهي مطلقة " والتي عانت من خداع زوجها في البداية إذ أخفى عنها صلته بالتيار الديني المتشدد ، ومن العذاب إثر عودته بسبب رغبته في هدم الفضاء الثقافي لبعث مشروع تجاري ، وجسدت هذا الدور بما فيه من إرادة وصلابة بامتياز ، ودور كارمن العاشقة المؤمنة بالحب بكل ما يتطلبه تجسيد هذا الدور من رومنسية ولين وغنج ودلال .
رسالة مضمونة الوصول
وقد تجلت من خلال المسرحية إجمالا وخاتمتها بوجه أخص رسالة مضمونة الوصول توجه بها أصحاب هذا العمل الفني إلى المثقفين والمبدعين يشددون فيها على ضرورة التمسك بمشاريعهم الإبداعية وفضاءاتهم الثقافية وعدم التنازل عنها للتجار والسماسرة لأن الوطن في حاجة إلى أفكار نيرة وعقول واعية لحل مشاكله والانخراط في عملية البناء والنماء.
منصور غرسلي
في إطار متابعتها للسهرات الثقافية لمهرجان ليالي المدينة ببنزرت ، واكبت "الصباح نيوز" بفضاء المركز الثقافي للشمال "الماجستيك" عرض مسرحية "ستوري باي ستوري" وهو من إنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بباجة ، فكرة وإخراج أستاذ المسرح بشير بوعلي ، ودراماتورجيا نضال الحشاني ، جمع بين الفرجة وعمق الفكرة وروعة الأداء ، واستحق وقوف الجمهور وتصفيقه الطويل إثر نهاية العرض.
مسرح داخل المسرح
وكما يدل عليه العنوان فإن العمل المسرحي الذي تم تقديمه تضمن مسرحا داخل المسرح ، تحدث الأول عن اشتغال مجموعة من الممثلين على مسرحية بعنوان "كارمن" يتدرب أعضاؤها على إنجاز فقراتها ، وقد حافظوا على الأحداث الرئيسية للرواية ، الأصلية ، بما فيها أسماء الشخصيات مثل كارمن وخوزي وغيرهم ، وتناول الثاني موضوع الصراع بين الفكر التجاري الذي يمثله سعيد وهو صاحب مقهى وزوج منى والذي اضطر إلى الهروب بعد مداهمة الأمن المكان لانتمائه إلى تيار متشدد ، ثم عاد رجل أعمال ثريا بعد ثلاثين سنة من الهروب ، وبين زوجته منى التي تؤمن بالفعل الثقافي ، وحولت المقهى إلى فضاء ثقافي أمن للمثقفين من أدباء وفنانين مكانا مناسبا للإبداع كل في مجال اختصاصه ، ومنه العمل المسرحي "كارمن" الذي تتدرب الفرقة عليه ، وتقوم منى بدور البطولة فيه ، والتي تفاجأ بعودة زوجها سعيد بعد تلك الغيبة الطويلة ، وباعتزامه تحويل الفضاء الثقافي إلى فضاء تجاري ، لتتوتر العلاقة بينهما ويستفحل الخلاف والصراع.
اثنا عشر مشهدا مسرحيا
ونظرا للتركيبة المزدوجة لهذا العمل الفني تضمنت المسرحية اثني عشر مشهدا مسرحيا يمتد كل واحد منها حوالي خمس دقائق تمت المراوحة في هذه المشاهد بين مقاطع العملين "كارمن" والصراع حول وظيفة الفضاء بين منى وزوجها ، وهي مراوحة وفرت البعد الترفيهي من خلال التنوع وتجاوز الرتابة من جهة وكشفت عن إبداع الممثلين من جهة أخرى وخصوصا الممثلة المقتدرة هناء الوسلاتي التي جسدت بإتقان دوري منى الزوجة المثقفة المعلقة "لاهي معرسة ولاهي مطلقة " والتي عانت من خداع زوجها في البداية إذ أخفى عنها صلته بالتيار الديني المتشدد ، ومن العذاب إثر عودته بسبب رغبته في هدم الفضاء الثقافي لبعث مشروع تجاري ، وجسدت هذا الدور بما فيه من إرادة وصلابة بامتياز ، ودور كارمن العاشقة المؤمنة بالحب بكل ما يتطلبه تجسيد هذا الدور من رومنسية ولين وغنج ودلال .
رسالة مضمونة الوصول
وقد تجلت من خلال المسرحية إجمالا وخاتمتها بوجه أخص رسالة مضمونة الوصول توجه بها أصحاب هذا العمل الفني إلى المثقفين والمبدعين يشددون فيها على ضرورة التمسك بمشاريعهم الإبداعية وفضاءاتهم الثقافية وعدم التنازل عنها للتجار والسماسرة لأن الوطن في حاجة إلى أفكار نيرة وعقول واعية لحل مشاكله والانخراط في عملية البناء والنماء.