لا يختلف اثنان في أن نسب المشاهدة التي حققها مسلسل "الفلوجة"للمخرجة سوسن الجمني_ والذي يبث على قناة الحوار التونسي مباشرة بعد الافطار بحوالي نصف ساعة- تظل الاعلى لحد اليوم بعد 14حلقة.
الفلوجة عمل درامي تونسي عرف خلال بث حلقته الأولى ردة فعل ومواقف رافضة من أغلب المتابعين وانتقادات لاذعة من عديد الأطراف اثنان من المحامين رفعوا قضية استعجالية لايقاف بث المسلسل ،الجامعة العامة للتعليم الثانوي اصدرت بيانا مطالبة بايقاف البث...ومع مرور الأيام والحلقات ثبت لدى الجميع وأن السيناريو وتطور الأحداث وأن مواقف هؤلاء الرافضين كانت متسرعة وغير منصفة لما قدمه عدد من الممثلين والممثلات سواء كانوا من القدامى والمعروفين على غرار نعيمة الجاني ،شاكرة رماح الصادق حلواس أو من الممثلين الشبان والموهوبين مثل نسيم بورقيبة فارس عبد الدايم ،محمد مراد،سارة التونسي .
ولئن حازت قناة الحوار التونسي أعلى المراتب في نسب المشاهدة منذ الحلقة الأولى فان ما تبعه من ردود فعل وانتقادات لاذعة لم يؤثر في تلك النسب المرتفعة والعدد الهائل من المستشهرين ،فهل كانت هذه البداية المثيرة للجدل مقصودة من طرف المخرجة سوسن الجمني وهل أنها تعمدت ذلك لتضع الجميع في "التسلل" من جهة وتساهم في "فضح" المتلقي ومن ورائه عدد كبير من الجهات الرسمية والمنظمات لتحصد بذلك اعجابا منقطع النظير بعمل درامي وما طرحه من مشكلات اجتماعية وتربوية.
*رفض.....فإعجاب
من المؤكد أن تصوير المسلسل قد سبقته كتابة راقية وقد تكون جماعية لسيناريو لامس_ من خلال احداثه وعلاقات الشخوص فيما بينها والحبكة الدرامية _مسائل مجتمعية وامراض سلوكية قوظت اركان العائلة التونسية ودمرت المؤسسة التربوية واصابت كليهما في "مقتل" وتعري الواقع بعد أن ظلت هذه الظواهر من المسكوت عنه رغم خطورتها وهو ما شجع المخرجة سوسن الجمني إلى التطرق لمثل هذه المسائل والقضايا الشائكة والتي بدأت تنتشر بشكل لافت سواء داخل الأسرة في علاقة الوالدين بابنائهم وخاصة منهم المراهقين أو ضمن علاقة الوالدين فيما بينهم وتاثير ذلك على الاستقرار العائلي والتوازن النفسي للطفل أو في في تأثير ما سبق ذكره على مردود ابنائهم التلاميذ بالمحصول المعرفي في علاقتهم بالمؤسسات التربوية العمومية ،فهل ارادت المخرجة سوسن الجمني من خلال هذا الطرح واحداث المسلسل والحبكة الدرامية تحميل الاولياء مسؤولية انحراف ابنائهم دون غيرهم ؟ام أنها تعمدت أن تصيب بسهم واحد العائلة وكذلك المؤسسة التربوية ومن ورائها المنظومة التربوية بسهم واحد ؟
لكن دون البحث اليوم عن الإجابة التي قد تتضح مع نهاية المسلسل لابد من طرح سؤال جوهري ألا وهو: ضحية من أنت أيها التلميذ؟ هذا السؤال اجابت عنه الممثلة الشابة سارة التونسي وبالاحرى الاستاذة نور_التي جعلت بادائها وتقمصها لشخصية المربي "المسؤول" _محط انظار كل المتابعين لاحداث المسلسل .
* من عالم الصحافة.... إلى عالم التمثيل
سارة التونسي التي تقمصت دور الاستاذة نور درست الصحافة والاعلام بتونس وهي ابنة المطرب محمد الغضاب واسمها الحقيقي سهير الغضاب .شاركت في مسابقة ملكة جمال الورد بأريانة سنة 2016ما جعلها تتحصل على ملكة جمال العرب سافرت إلى اسبانيا لتواصل دراستها في إختصاص السينما لتسافر بعدها إلى القاهرة وتستقر هناك وينطلق مشوارها في عالم التمثيل بمشاركتها هند صبري مسلسل "حكاياتي " واخر أعمالها هناك "100وش".
سهير الغضاب لم تتبع خطى من سبقها إلى الشهرة مثل هند صبري ،ظافر العابدين ،درة زروق بأن انطلقت من تونس بل على العكس فسهير الغضاب انطلقت في ميدان التمثيل الذي أحبته من مصر ثم عادت اليوم لتشارك في أول عمل درامي تونسي لها ولعل الكاستينغ قد انصفها في تقمص دور الاستاذة نور وذلك بادائها وتقمصها لشخصية المربي و اعطاء كل ما يكفي من تعبيرات وحركة لابلاغ أفكار كانت قبل التصوير مكتوبة لتساهم في نجاح المشاهد التي ظهرت باوجه مختلفة المربي الفتاة التونسية صاحبة رسالة الشجاعة والمدافعة عن افكارها رغم رفض المجتمع لتكون الحامل الامين لكل الرسائل الموجهة للمتلقي والجسر المتين الذي اعتمدته المخرجة سوسن الجمني لايصال هذه الرسائل.
سارة التونسي وبالاحرى الاستاذة نور _والتي منذ انضمامها للاسرة التربوية بالمعهد جعلت لنفسها كاستاذة طريقة وخارطة طريق للتعامل مع تلاميذها ترتكز على مبدا "الوصول لقلب التلميذ أهم من الوصول إلى عقله ،فلن تصل لعقله حتى تصل لقلبه ،قال سقراط:" ماذا تريدني أن اعلمه ؟؟؟انه لا يحبني " طريقة مغايرة للسائد بين المربين والتلاميذ الذين اكتفوا بمهنة التدريس ولهث العديد منهم وراء تنظيم حصص الدروس الخصوصية والمشاركة في الاضرايات..ممارسات رأت الاستاذة نور أنها قد ساهمت بشكل كبير في نفور التلميذ وفقدان المؤسسة التربوية لاشعاعها وجعلها جالبة للتلميذ بل ساعدت التلاميذ في الولوج لعالم الانحراف.لذلك فلا غرابة في ان تضع الاستاذة نور اصبعها على كل الاشكال التي ساهمت في نخر المنظومة التربوية ولعل ابرزها انعدام الانشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية بالمؤسسة التربوية وهي التي لعبت دور الاستاذ الرقيب الناقد المنصت و"الحبيب"لأغلب تلاميذها رغم خطورة ما قد ينجر من اقترابها من التلميذ نوح
الاستاذة نور لعبت دور المدافع عن مصالح التلاميذ وقد ابرزته المخرجة في لقطة جمعت المديرة بالاستاذة نور والتي اختزلت الواقع "المزري" بأن اجابت بالقول "حتى نلقاولهم اساذة يقريوهم باش يلقولهم اخصايين نفسيين ،اما في خصوص غياب الانشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية فقد عمدت المخرجة سوسن الجمني بأن جعلت كل جدران المعهد وكذلك جدران الوحدات الصحية لوحات فنية وفضاء للتلاميذ لرسوماتهم .
*ما الحل ؟؟
من خلال تطورات الأحداث وما تبعه من تشويق واثارة هادفة الغاية منها رؤية صحيحة لواقع المجتمع التونسي تبين لمتابعي مسلسل الفلوجة وأن سوسن الجمني قد تجرأت على كشف المستور من جهة وايجاد حلول
جذرية لكل ما قد يتفاقم بمرور الوقت دون ردة فعل اصلاحية وذلك من خلال حبكة و"طريزة" متميزة في كتابة راقية لسيناريو مسلسل اجتماعي كما نجحت في عملية الكاستينغ الموجه لتختار وتضع ثقتها في سارة التونسي وتضع على كاهلها اوزار الرسائل الموجهة للاولياء وكذلك لكافة المتدخلين في الشان التربوي كوزارة الاشراف، وزارة المرأة ،وزارة الداخلية وغيرها من المعنيين بمصير جيل كامل ينتظر من المحيطين به عناية ورعاية .
فهل تتغير الاوضاع مع ما تشهده وزارة التربية من انشطة لجان ومصالح لتطوير المنظومة التربوية في أقرب الاجال وتصبح المدرسة فعلا جاذبة للتلميذ .؟
غرسل بن عبد العفو
لا يختلف اثنان في أن نسب المشاهدة التي حققها مسلسل "الفلوجة"للمخرجة سوسن الجمني_ والذي يبث على قناة الحوار التونسي مباشرة بعد الافطار بحوالي نصف ساعة- تظل الاعلى لحد اليوم بعد 14حلقة.
الفلوجة عمل درامي تونسي عرف خلال بث حلقته الأولى ردة فعل ومواقف رافضة من أغلب المتابعين وانتقادات لاذعة من عديد الأطراف اثنان من المحامين رفعوا قضية استعجالية لايقاف بث المسلسل ،الجامعة العامة للتعليم الثانوي اصدرت بيانا مطالبة بايقاف البث...ومع مرور الأيام والحلقات ثبت لدى الجميع وأن السيناريو وتطور الأحداث وأن مواقف هؤلاء الرافضين كانت متسرعة وغير منصفة لما قدمه عدد من الممثلين والممثلات سواء كانوا من القدامى والمعروفين على غرار نعيمة الجاني ،شاكرة رماح الصادق حلواس أو من الممثلين الشبان والموهوبين مثل نسيم بورقيبة فارس عبد الدايم ،محمد مراد،سارة التونسي .
ولئن حازت قناة الحوار التونسي أعلى المراتب في نسب المشاهدة منذ الحلقة الأولى فان ما تبعه من ردود فعل وانتقادات لاذعة لم يؤثر في تلك النسب المرتفعة والعدد الهائل من المستشهرين ،فهل كانت هذه البداية المثيرة للجدل مقصودة من طرف المخرجة سوسن الجمني وهل أنها تعمدت ذلك لتضع الجميع في "التسلل" من جهة وتساهم في "فضح" المتلقي ومن ورائه عدد كبير من الجهات الرسمية والمنظمات لتحصد بذلك اعجابا منقطع النظير بعمل درامي وما طرحه من مشكلات اجتماعية وتربوية.
*رفض.....فإعجاب
من المؤكد أن تصوير المسلسل قد سبقته كتابة راقية وقد تكون جماعية لسيناريو لامس_ من خلال احداثه وعلاقات الشخوص فيما بينها والحبكة الدرامية _مسائل مجتمعية وامراض سلوكية قوظت اركان العائلة التونسية ودمرت المؤسسة التربوية واصابت كليهما في "مقتل" وتعري الواقع بعد أن ظلت هذه الظواهر من المسكوت عنه رغم خطورتها وهو ما شجع المخرجة سوسن الجمني إلى التطرق لمثل هذه المسائل والقضايا الشائكة والتي بدأت تنتشر بشكل لافت سواء داخل الأسرة في علاقة الوالدين بابنائهم وخاصة منهم المراهقين أو ضمن علاقة الوالدين فيما بينهم وتاثير ذلك على الاستقرار العائلي والتوازن النفسي للطفل أو في في تأثير ما سبق ذكره على مردود ابنائهم التلاميذ بالمحصول المعرفي في علاقتهم بالمؤسسات التربوية العمومية ،فهل ارادت المخرجة سوسن الجمني من خلال هذا الطرح واحداث المسلسل والحبكة الدرامية تحميل الاولياء مسؤولية انحراف ابنائهم دون غيرهم ؟ام أنها تعمدت أن تصيب بسهم واحد العائلة وكذلك المؤسسة التربوية ومن ورائها المنظومة التربوية بسهم واحد ؟
لكن دون البحث اليوم عن الإجابة التي قد تتضح مع نهاية المسلسل لابد من طرح سؤال جوهري ألا وهو: ضحية من أنت أيها التلميذ؟ هذا السؤال اجابت عنه الممثلة الشابة سارة التونسي وبالاحرى الاستاذة نور_التي جعلت بادائها وتقمصها لشخصية المربي "المسؤول" _محط انظار كل المتابعين لاحداث المسلسل .
* من عالم الصحافة.... إلى عالم التمثيل
سارة التونسي التي تقمصت دور الاستاذة نور درست الصحافة والاعلام بتونس وهي ابنة المطرب محمد الغضاب واسمها الحقيقي سهير الغضاب .شاركت في مسابقة ملكة جمال الورد بأريانة سنة 2016ما جعلها تتحصل على ملكة جمال العرب سافرت إلى اسبانيا لتواصل دراستها في إختصاص السينما لتسافر بعدها إلى القاهرة وتستقر هناك وينطلق مشوارها في عالم التمثيل بمشاركتها هند صبري مسلسل "حكاياتي " واخر أعمالها هناك "100وش".
سهير الغضاب لم تتبع خطى من سبقها إلى الشهرة مثل هند صبري ،ظافر العابدين ،درة زروق بأن انطلقت من تونس بل على العكس فسهير الغضاب انطلقت في ميدان التمثيل الذي أحبته من مصر ثم عادت اليوم لتشارك في أول عمل درامي تونسي لها ولعل الكاستينغ قد انصفها في تقمص دور الاستاذة نور وذلك بادائها وتقمصها لشخصية المربي و اعطاء كل ما يكفي من تعبيرات وحركة لابلاغ أفكار كانت قبل التصوير مكتوبة لتساهم في نجاح المشاهد التي ظهرت باوجه مختلفة المربي الفتاة التونسية صاحبة رسالة الشجاعة والمدافعة عن افكارها رغم رفض المجتمع لتكون الحامل الامين لكل الرسائل الموجهة للمتلقي والجسر المتين الذي اعتمدته المخرجة سوسن الجمني لايصال هذه الرسائل.
سارة التونسي وبالاحرى الاستاذة نور _والتي منذ انضمامها للاسرة التربوية بالمعهد جعلت لنفسها كاستاذة طريقة وخارطة طريق للتعامل مع تلاميذها ترتكز على مبدا "الوصول لقلب التلميذ أهم من الوصول إلى عقله ،فلن تصل لعقله حتى تصل لقلبه ،قال سقراط:" ماذا تريدني أن اعلمه ؟؟؟انه لا يحبني " طريقة مغايرة للسائد بين المربين والتلاميذ الذين اكتفوا بمهنة التدريس ولهث العديد منهم وراء تنظيم حصص الدروس الخصوصية والمشاركة في الاضرايات..ممارسات رأت الاستاذة نور أنها قد ساهمت بشكل كبير في نفور التلميذ وفقدان المؤسسة التربوية لاشعاعها وجعلها جالبة للتلميذ بل ساعدت التلاميذ في الولوج لعالم الانحراف.لذلك فلا غرابة في ان تضع الاستاذة نور اصبعها على كل الاشكال التي ساهمت في نخر المنظومة التربوية ولعل ابرزها انعدام الانشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية بالمؤسسة التربوية وهي التي لعبت دور الاستاذ الرقيب الناقد المنصت و"الحبيب"لأغلب تلاميذها رغم خطورة ما قد ينجر من اقترابها من التلميذ نوح
الاستاذة نور لعبت دور المدافع عن مصالح التلاميذ وقد ابرزته المخرجة في لقطة جمعت المديرة بالاستاذة نور والتي اختزلت الواقع "المزري" بأن اجابت بالقول "حتى نلقاولهم اساذة يقريوهم باش يلقولهم اخصايين نفسيين ،اما في خصوص غياب الانشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية فقد عمدت المخرجة سوسن الجمني بأن جعلت كل جدران المعهد وكذلك جدران الوحدات الصحية لوحات فنية وفضاء للتلاميذ لرسوماتهم .
*ما الحل ؟؟
من خلال تطورات الأحداث وما تبعه من تشويق واثارة هادفة الغاية منها رؤية صحيحة لواقع المجتمع التونسي تبين لمتابعي مسلسل الفلوجة وأن سوسن الجمني قد تجرأت على كشف المستور من جهة وايجاد حلول
جذرية لكل ما قد يتفاقم بمرور الوقت دون ردة فعل اصلاحية وذلك من خلال حبكة و"طريزة" متميزة في كتابة راقية لسيناريو مسلسل اجتماعي كما نجحت في عملية الكاستينغ الموجه لتختار وتضع ثقتها في سارة التونسي وتضع على كاهلها اوزار الرسائل الموجهة للاولياء وكذلك لكافة المتدخلين في الشان التربوي كوزارة الاشراف، وزارة المرأة ،وزارة الداخلية وغيرها من المعنيين بمصير جيل كامل ينتظر من المحيطين به عناية ورعاية .
فهل تتغير الاوضاع مع ما تشهده وزارة التربية من انشطة لجان ومصالح لتطوير المنظومة التربوية في أقرب الاجال وتصبح المدرسة فعلا جاذبة للتلميذ .؟