إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

صناعة الترفيه ومهرجانات السينما في تونس بين التموقع .. اللامركزية وإشكالية المضمون

   

تونس - الصباح

أعلنت عديد الأطراف المهتمة بتنظيم التظاهرات السينمائية في تونس عن استعداداتها لإقامة مهرجانات في أكثر من مدينة تونسية فيعتبر الكثيرون جزيرة "جربة" موقعا مغريا لمهرجان سينمائي - وتشدد حوله المنافسة - فيما آخرون يبحثون عن مكان ثان على الخط الساحلي خاصة بعد أن أعلن المخرج والمنتج مختار العجيمي عن اختيار الحمامات مدينة لمهرجانه القادم والذي يشرع الأبواب أمام السياحة الثقافية عبر شاشة الأفلام الدولية في خطوة طالما كان تنفيذها حلما لعدد من صناع الترفيه في تونس ..

ولعّل مثل هذه الأخبار الإيجابية في ظاهرها تعد بحراك سينمائي في بلادنا، التي تشع بانتاجاتها في كبرى المهرجانات وتراهن على جمهور استثنائي لكنها تفتقد في الآن نفسه لعوامل أساسية تكون قادرة على دفع تجربة "مهرجان دولي لسينما في كل ولاية" نحو النجاح والاستمرار.

صحيح أن دعم عدد من رجال الأعمال لهذه التظاهرات السينمائية قادر على خدمة قطاع السينما لكن غياب صالات العرض في مدن عديدة داخل البلاد، وحصر بعض التصورات في الفرجة الخالية من البعد الثقافي والتأطيري للفن قد يغير شيئا فشيئا من ملامح الرؤى السينمائية، التي نشأت عليها أجيال من محبي الفن السابع في تونس انطلاقا من تجربة أيام قرطاج السينمائية على امتداد عقود.

في هذه الأجواء المعلنة - قريبا- عن تغيرات جذرية على مستوى المشهد السينمائي التونسي من الضروري أن يكون لوزارة الثقافة والمركز الوطني للسينما والصورة استراتجية واضحة في التعامل ودعم هذه الأطراف الباحثة عن التموقع عبر المهرجانات في المجال السينمائي خصوصا وأن تطلعاتها المتعلقة باللامركزية ودمج الشباب الفاعل في الفنون في الحراك السينمائي مع فتح المجال أمام مسالك الانتاج والتوزيع قد تتحقق عبر هذه المبادرات وتكون خطوة أولى نحو صناعة سينمائية. 

ويمكن لمتابعي تجربة المغرب على مستوى إنشاء المهرجانات السينمائية ودورها في إنعاش السياحة الثقافية في هذا البلد المغاربي أن يتوقع تأثيرا مماثلا على الوضع الاقتصادي والثقافي في تونس شرط أن يكون هذا الهدف مشروعا ثقافيا للدولة بمختلف هياكلها وسلطها المشرفة على قطاعي السياحة والثقافة والشباب.

فوجود مواعيد سينمائية على امتداد موسم 2022 ابتداء من مهرجان بانوراما الفيلم القصير الدولي في فيفري المقبل، أفلام حقوق الانسان في مارس، قابس سينما فن في شهر ماي، المهرجان الدولي للسينما ياسمين الحمامات، مهرجان السينما العربية في جربة ومهرجان منارات للسينما المتوسطية ليختتم أيام قرطاج السينمائية ما يعتبر زخما جميلا في ظاهره،  نأمل أن يحمل في مضامينه قيم الفكر والابداع.

نجلاء قموع

صناعة الترفيه ومهرجانات السينما في تونس بين التموقع .. اللامركزية وإشكالية المضمون

   

تونس - الصباح

أعلنت عديد الأطراف المهتمة بتنظيم التظاهرات السينمائية في تونس عن استعداداتها لإقامة مهرجانات في أكثر من مدينة تونسية فيعتبر الكثيرون جزيرة "جربة" موقعا مغريا لمهرجان سينمائي - وتشدد حوله المنافسة - فيما آخرون يبحثون عن مكان ثان على الخط الساحلي خاصة بعد أن أعلن المخرج والمنتج مختار العجيمي عن اختيار الحمامات مدينة لمهرجانه القادم والذي يشرع الأبواب أمام السياحة الثقافية عبر شاشة الأفلام الدولية في خطوة طالما كان تنفيذها حلما لعدد من صناع الترفيه في تونس ..

ولعّل مثل هذه الأخبار الإيجابية في ظاهرها تعد بحراك سينمائي في بلادنا، التي تشع بانتاجاتها في كبرى المهرجانات وتراهن على جمهور استثنائي لكنها تفتقد في الآن نفسه لعوامل أساسية تكون قادرة على دفع تجربة "مهرجان دولي لسينما في كل ولاية" نحو النجاح والاستمرار.

صحيح أن دعم عدد من رجال الأعمال لهذه التظاهرات السينمائية قادر على خدمة قطاع السينما لكن غياب صالات العرض في مدن عديدة داخل البلاد، وحصر بعض التصورات في الفرجة الخالية من البعد الثقافي والتأطيري للفن قد يغير شيئا فشيئا من ملامح الرؤى السينمائية، التي نشأت عليها أجيال من محبي الفن السابع في تونس انطلاقا من تجربة أيام قرطاج السينمائية على امتداد عقود.

في هذه الأجواء المعلنة - قريبا- عن تغيرات جذرية على مستوى المشهد السينمائي التونسي من الضروري أن يكون لوزارة الثقافة والمركز الوطني للسينما والصورة استراتجية واضحة في التعامل ودعم هذه الأطراف الباحثة عن التموقع عبر المهرجانات في المجال السينمائي خصوصا وأن تطلعاتها المتعلقة باللامركزية ودمج الشباب الفاعل في الفنون في الحراك السينمائي مع فتح المجال أمام مسالك الانتاج والتوزيع قد تتحقق عبر هذه المبادرات وتكون خطوة أولى نحو صناعة سينمائية. 

ويمكن لمتابعي تجربة المغرب على مستوى إنشاء المهرجانات السينمائية ودورها في إنعاش السياحة الثقافية في هذا البلد المغاربي أن يتوقع تأثيرا مماثلا على الوضع الاقتصادي والثقافي في تونس شرط أن يكون هذا الهدف مشروعا ثقافيا للدولة بمختلف هياكلها وسلطها المشرفة على قطاعي السياحة والثقافة والشباب.

فوجود مواعيد سينمائية على امتداد موسم 2022 ابتداء من مهرجان بانوراما الفيلم القصير الدولي في فيفري المقبل، أفلام حقوق الانسان في مارس، قابس سينما فن في شهر ماي، المهرجان الدولي للسينما ياسمين الحمامات، مهرجان السينما العربية في جربة ومهرجان منارات للسينما المتوسطية ليختتم أيام قرطاج السينمائية ما يعتبر زخما جميلا في ظاهره،  نأمل أن يحمل في مضامينه قيم الفكر والابداع.

نجلاء قموع

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews