*تجارب شابة تسيطر على حصاد 2021 السينمائي والكوفيد وراء تأخر تصوير بعض الانتاجات
*أيام قرطاج السينمائية في حاجة للمراجعة
تونس- الصباح
مرّ القطاع السينمائي بتونس خلال السنتين الأخيرتين بفترة من الركود الناتج عن الظرف الوبائي العالمي غير أن هذا التراجع على مستوى الانتاج لم يفقد الأفلام التونسية إشعاعها الدولي وهو صيت حافظت على استمراره في السنوات الأخيرة عبر الحضور في كبرى المهرجانات العالمية والتتويج في المسابقات الإفريقية والعربية.
وقدمت الساحة السينمائية في سنة 2021 عدد من الأفلام الروائية والوثائقية، إذ انتج هذا الموسم11 فيلما طويلا وهي "فرطوطو الذهب" لعبد الحميد بوشناق، "أطياف" لمهدي هميلي"، "قربان" لنجيب بالقاضي، "مقرونة عربي" لريم تميمي، "ماتسمع كان الريح" (black medusa)لإسماعيل ويوسف الشابي، "مجنون فرح" لليلى بوزيد، "حجر الوادي" لمحمد خليل البحري، "قدحة" لأنيس الأسود، "المتشابهون" لحبيب المستيري، "غدوة" لظافر العابدين و"عصيان" لجيلاني السعدي فيما تدور هذه الأيام كاميرا نضال شطا في تجربة روائية طويلة جديدة "Bunkoeur"، "بنات ألفة" لكوثر بن هنية، "أشكال" ليوسف الشابي و"لازون" (La zone) للأسعد الدخيلي.
وحسب نفس هذه المعطيات التي تحصلت عليها "الصباح" من المركز الوطني للسينما والصورة فإن عدد الأفلام القصيرة المنتجة في 2021 لم تتجاوز 13 فيلما وهو رقم في حاجة لمراجعة خاصة أنه يعد ضعيفا مقارنة بالطفرة التي عرفتها بلادنا على مستوى الأعمال الروائية والوثائقية القصيرة في العشرية الأخيرة.
ويسجل موسم 2021 عودة المسابقة كما الجمهور لعروض أفلام أيام قرطاج السينمائية في دورتها الثانية والثلاثين،التي منحت اهتماما خاصا للأدب التونسي وثمنت مكانته عبر مشروع اقتباس أربع أفلام قصيرة بدعم من المركز الوطني للسينما والصورة وهي "بقشيش" (إخراج حسان المرزوقي)، أقرأ" (إخراج كل من سنية زرق العيون وإبراهيم اللطيف)،"سلوى" (للمخرجة إيناس بن عثمان) المقتبسة من روايات الكاتب ومدير "بيت الرواية" الأسعد بن حسين و"دبوس الغول" عن قصة "نهاية أعزب" لعلي الدوعاجي.
وحصدت المشاريع السينمائية التونسية المشاركة في منصة قرطاج للمحترفين خلال الدورة 32 لأيام قرطاج السينمائية ثلاث جوائز منها جائزة "شبكة" وذهبت للفيلم الوثائقي الطويل "دار الباشا" للسينمائي نوفل صاحب الطابع وقيمتها 10 آلاف دينار تونسي وتمنح من قبل المركز الوطني للسينما والصورة فيما دعمت ورشة "تكميل" الفيلم الوثائقي الطويل "لون الفسفاط" للمخرج رضا التليليوالذي حصد جائزة مهرجان مالمو للسينما العربية ومنحة المركز الوطني للسينما والصورة وقدرها 10 آلاف دينار تونسي.
انتقادات ومراجعة
وشهدت أيام قرطاج السينمائية في دورتها المنقضية (من 30 أكتوبر إلى 6 نوفمبر2021) بعضا من الانتقادات خاصة على مستوى تصور المعلقة الرسمية للمهرجان والتي لم تحظى بإعجاب عدد كبير من متابعي الشأن السينمائي في تونس بعد أن تم الاعلان عن تكريم المخرجة الراحلة مفيدة التلاتلي عبر مشهد لهند صبري في فيلم "صمت القصور" وبتدرجات ألوان لا تتماشى وثوابت المهرجان وخطه المقاوم والداعم لصناع السينما الشباب والأفارقة والعرب الباحثين عن سينما مغايرة وبديلة كما كانت الخيارات الفنية ضمن قائمة الانتقادات إذ عبّر عدد من صناع الأفلام عن استيائهم واستغرابهم من طريقة التعامل مع أعمالهم وعدم اختيارها في المسابقة الرسمية على غرار فيلم "قدحة" لأنيس الأسود، "غدوة" لظافر العابدين، "أطياف" لمهدي هيملي و"نقطة عمياء" للطفي عاشور وهي الأعمال، التي تم اختيارها في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته 43 واعتبرت من أفضل الأفلام العربية المنافسة على جوائز هذا المهرجان الوحيد في المنطقة المنتمي لفئة "أ" إذ حصد لطفي عاشور جائزة يوسف شاهين لأحسن فيلم قصير وتأهل بفضلها لتصفيات الأوسكار 2022 فيما ذهبت جائزة الفبريسي (الاتحاد الدولي للنقاد) لظافر العابدين عن تجربته الاخراجية والإنتاجية الأولى "غدوة" والتي لعب خلالها دور البطولة.
وتوجت عفاف بن محمود بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن فيلم "أطياف" لمهدي هميلي فيما منحت لجنة تحكيم مسابقة "آفاق عربية" تنويها لفيلم "قدحة" لأنيس الأسود.
أمّا الأفلام التونسية المشاركة في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية وهي "عصيان" لجيلاني السعدي،"فرططو الذهب" لعبد الحميد بوشناق و"مجنون فرح" ليلى بوزيد فلم تكن حسب لجنة تحكيم المهرجان منافسة قوية لعدد من التجارب الإفريقية والعربيةحيث ذهبت أغلب الجوائز وأهمّها التانيت الذهبي للفيلم المصري "ريش" (إخراج عمر الزهيري) فيما حاز فيلم "النار التي لا تروض" من دولة ليسوتو بالتانيت الفضي واكتفى "عصيان" بالتانيت البرونزي وتنويه لفيلم عبد الحميد بوشناق "فرططو الذهب".
الحضور السينمائي التونسي في المهرجانات الاقليمية والدولية كان متفاوتا فإن عكس القاهرة السينمائي الدولي إشعاعا لصناع الأفلام التونسيين، اكتفت السينما التونسية في الدورة 74 لمهرجان كان السينمائي الدولي بمشاركة المخرجة كوثر بن هنية، صاحبة فيلم تونس المرشح للأوسكار 2021 "الرجل الذي باع ظهره" في عضوية لجنة تحكيم مسابقتي الأفلام القصيرة ومسابقة "سيني فونداسيون" فيما نافست الممثلة والمخرجة ذات الأصول التونسية حفصية حرزي بفيلم "أم صالحة" ضمن مسابقة "نظرة ما" وتوجت بجائزة العمل المتكامل لتختم جولة فيلمها في سنة 2021 بتتويج جديد وهي جائزة الجمهور من الدورة 21 لمهرجان السينما المتوسطية ببروكسال.
كان السينمائي الدولي شهد في دورته 74 كذلك مشاركة فيلم ليلى بوزيد "مجنون فرح" والذي اختتم فعاليات أسبوع النقاد دون أن ينال تتويجا من المهرجان الفرنسي الأعرق.
تألق صناع سينما
من جهتها، تمكنت المنتجة التونسية درة بوشوشة من المنافسة في أكبر المهرجانات العالمية (فانيسيا وبرلين السينمائيين) بفيلم "سعاد" وهو عمل مصري للمخرجة ايتن أمين.
هذا الفيلم، الذي كان مرشح مصر للأوسكار 2022 ويعرف مؤخرا بعض الصعوبات بسبب خلافات بين عدد من صناعه يعرض حاليا بقاعات السينما التونسية ويمثل خطوة جديدة لدرة بوشوشة نحو دعم الشراكات السينمائية العربية حيث يحسب كذلك لهذه المنتجة في موسم 2021 دعمها لفيلم ظافر العابدين "غدوة" وتمكن هذا العمل من شد الجمهور المصري والإقبال الكبير، الذي حضي به (عروض كاملة العدد) رغم أنه باللهجة التونسية ومن المنتظر أن يتم تسويق العمل بداية من سنة 2022 في عدد من الدول العربية ومنها قاعات السينما المصرية.
عدد من السينمائيين التونسيين عرفوا نجاحات مميزة في 2021 منهم الممثل سامي بوعجيلة صاحب سيزار أفضل ممثل في احتفالات أكاديمية الفنون وتقنيات السينما "سيزار" الفرنسية وذلك عن فيلم "بيك نعيش" لمهدي البرصاوي والذي رشح عنه أيضا في قائمة أفضل ممثلة نجلاء بن عبد الله وشارك كذلك في منافسات "السيزار" فيلم منال العبيدي "بلوز عربي" (أريكة في تونس) و"الرجل الذي باع ظهره" لكوثر بن هنية.
بدورها تألقت هند صبري في أكثر من مناسبة سينمائية في 2021 فإلى جانب تواصل رحلة فيلمها "نورا تحلم" عبر المهرجانات الدولية وتتويجها بعدد من الجوائز على مستوى الأداء، آخرها أفضل ممثلة في الدورة السابعة لمهرجان السينما الفرانكفونية شاركت في فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي في حوار تطرق لعدد من المحطات في مسيرتها الفنية كما كانت ضمن أعضاء لجنة تحكيم الدورة التأسيسية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.
من جهته، قدم نجيب بالقاضي أول تجربة روائية طويلة تونسية عن "كوفيد 19" هذا الهاجس، الذي يعتبر حدثا عالميا ومفصليا في حياتنا الراهنة وكان العرض العالمي الأول لفيلم بالقاضي "قربان" ضمن فعاليات مهرجان البحر الدولي السينمائي في ديسمبر الحالي.
السينما التونسية لم تحقق الكثير في موسم 2021 مقارنة بالسنة المنقضية، التي شهدت الترشح التاريخي لفيلم "الرجل الذي باع ظهره" للمخرجة كوثر بن هنية للاوسكار فيما لم يتجاوز فيلم "فرططو الذهب" لعبد الحميد بوشناق" في فئة الفيلم الأجنبي و"نقطة عمياء" للطفي عاشور في فئة الأفلام القصيرة مرحلة التصفيات لأوسكار 2022 ومع ذلك يبقى الموسم السينمائي الحالي أفضل من السنتين الأخيرتين خاصة مع عودة الجمهور لقاعات السينما والتخلي تدريجيا على العروض الافتراضية والفعاليات عن بعد لتعود الحياة الثقافية تدريجيا لنسقها المعتاد.
نجلاء قموع
*تجارب شابة تسيطر على حصاد 2021 السينمائي والكوفيد وراء تأخر تصوير بعض الانتاجات
*أيام قرطاج السينمائية في حاجة للمراجعة
تونس- الصباح
مرّ القطاع السينمائي بتونس خلال السنتين الأخيرتين بفترة من الركود الناتج عن الظرف الوبائي العالمي غير أن هذا التراجع على مستوى الانتاج لم يفقد الأفلام التونسية إشعاعها الدولي وهو صيت حافظت على استمراره في السنوات الأخيرة عبر الحضور في كبرى المهرجانات العالمية والتتويج في المسابقات الإفريقية والعربية.
وقدمت الساحة السينمائية في سنة 2021 عدد من الأفلام الروائية والوثائقية، إذ انتج هذا الموسم11 فيلما طويلا وهي "فرطوطو الذهب" لعبد الحميد بوشناق، "أطياف" لمهدي هميلي"، "قربان" لنجيب بالقاضي، "مقرونة عربي" لريم تميمي، "ماتسمع كان الريح" (black medusa)لإسماعيل ويوسف الشابي، "مجنون فرح" لليلى بوزيد، "حجر الوادي" لمحمد خليل البحري، "قدحة" لأنيس الأسود، "المتشابهون" لحبيب المستيري، "غدوة" لظافر العابدين و"عصيان" لجيلاني السعدي فيما تدور هذه الأيام كاميرا نضال شطا في تجربة روائية طويلة جديدة "Bunkoeur"، "بنات ألفة" لكوثر بن هنية، "أشكال" ليوسف الشابي و"لازون" (La zone) للأسعد الدخيلي.
وحسب نفس هذه المعطيات التي تحصلت عليها "الصباح" من المركز الوطني للسينما والصورة فإن عدد الأفلام القصيرة المنتجة في 2021 لم تتجاوز 13 فيلما وهو رقم في حاجة لمراجعة خاصة أنه يعد ضعيفا مقارنة بالطفرة التي عرفتها بلادنا على مستوى الأعمال الروائية والوثائقية القصيرة في العشرية الأخيرة.
ويسجل موسم 2021 عودة المسابقة كما الجمهور لعروض أفلام أيام قرطاج السينمائية في دورتها الثانية والثلاثين،التي منحت اهتماما خاصا للأدب التونسي وثمنت مكانته عبر مشروع اقتباس أربع أفلام قصيرة بدعم من المركز الوطني للسينما والصورة وهي "بقشيش" (إخراج حسان المرزوقي)، أقرأ" (إخراج كل من سنية زرق العيون وإبراهيم اللطيف)،"سلوى" (للمخرجة إيناس بن عثمان) المقتبسة من روايات الكاتب ومدير "بيت الرواية" الأسعد بن حسين و"دبوس الغول" عن قصة "نهاية أعزب" لعلي الدوعاجي.
وحصدت المشاريع السينمائية التونسية المشاركة في منصة قرطاج للمحترفين خلال الدورة 32 لأيام قرطاج السينمائية ثلاث جوائز منها جائزة "شبكة" وذهبت للفيلم الوثائقي الطويل "دار الباشا" للسينمائي نوفل صاحب الطابع وقيمتها 10 آلاف دينار تونسي وتمنح من قبل المركز الوطني للسينما والصورة فيما دعمت ورشة "تكميل" الفيلم الوثائقي الطويل "لون الفسفاط" للمخرج رضا التليليوالذي حصد جائزة مهرجان مالمو للسينما العربية ومنحة المركز الوطني للسينما والصورة وقدرها 10 آلاف دينار تونسي.
انتقادات ومراجعة
وشهدت أيام قرطاج السينمائية في دورتها المنقضية (من 30 أكتوبر إلى 6 نوفمبر2021) بعضا من الانتقادات خاصة على مستوى تصور المعلقة الرسمية للمهرجان والتي لم تحظى بإعجاب عدد كبير من متابعي الشأن السينمائي في تونس بعد أن تم الاعلان عن تكريم المخرجة الراحلة مفيدة التلاتلي عبر مشهد لهند صبري في فيلم "صمت القصور" وبتدرجات ألوان لا تتماشى وثوابت المهرجان وخطه المقاوم والداعم لصناع السينما الشباب والأفارقة والعرب الباحثين عن سينما مغايرة وبديلة كما كانت الخيارات الفنية ضمن قائمة الانتقادات إذ عبّر عدد من صناع الأفلام عن استيائهم واستغرابهم من طريقة التعامل مع أعمالهم وعدم اختيارها في المسابقة الرسمية على غرار فيلم "قدحة" لأنيس الأسود، "غدوة" لظافر العابدين، "أطياف" لمهدي هيملي و"نقطة عمياء" للطفي عاشور وهي الأعمال، التي تم اختيارها في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته 43 واعتبرت من أفضل الأفلام العربية المنافسة على جوائز هذا المهرجان الوحيد في المنطقة المنتمي لفئة "أ" إذ حصد لطفي عاشور جائزة يوسف شاهين لأحسن فيلم قصير وتأهل بفضلها لتصفيات الأوسكار 2022 فيما ذهبت جائزة الفبريسي (الاتحاد الدولي للنقاد) لظافر العابدين عن تجربته الاخراجية والإنتاجية الأولى "غدوة" والتي لعب خلالها دور البطولة.
وتوجت عفاف بن محمود بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن فيلم "أطياف" لمهدي هميلي فيما منحت لجنة تحكيم مسابقة "آفاق عربية" تنويها لفيلم "قدحة" لأنيس الأسود.
أمّا الأفلام التونسية المشاركة في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية وهي "عصيان" لجيلاني السعدي،"فرططو الذهب" لعبد الحميد بوشناق و"مجنون فرح" ليلى بوزيد فلم تكن حسب لجنة تحكيم المهرجان منافسة قوية لعدد من التجارب الإفريقية والعربيةحيث ذهبت أغلب الجوائز وأهمّها التانيت الذهبي للفيلم المصري "ريش" (إخراج عمر الزهيري) فيما حاز فيلم "النار التي لا تروض" من دولة ليسوتو بالتانيت الفضي واكتفى "عصيان" بالتانيت البرونزي وتنويه لفيلم عبد الحميد بوشناق "فرططو الذهب".
الحضور السينمائي التونسي في المهرجانات الاقليمية والدولية كان متفاوتا فإن عكس القاهرة السينمائي الدولي إشعاعا لصناع الأفلام التونسيين، اكتفت السينما التونسية في الدورة 74 لمهرجان كان السينمائي الدولي بمشاركة المخرجة كوثر بن هنية، صاحبة فيلم تونس المرشح للأوسكار 2021 "الرجل الذي باع ظهره" في عضوية لجنة تحكيم مسابقتي الأفلام القصيرة ومسابقة "سيني فونداسيون" فيما نافست الممثلة والمخرجة ذات الأصول التونسية حفصية حرزي بفيلم "أم صالحة" ضمن مسابقة "نظرة ما" وتوجت بجائزة العمل المتكامل لتختم جولة فيلمها في سنة 2021 بتتويج جديد وهي جائزة الجمهور من الدورة 21 لمهرجان السينما المتوسطية ببروكسال.
كان السينمائي الدولي شهد في دورته 74 كذلك مشاركة فيلم ليلى بوزيد "مجنون فرح" والذي اختتم فعاليات أسبوع النقاد دون أن ينال تتويجا من المهرجان الفرنسي الأعرق.
تألق صناع سينما
من جهتها، تمكنت المنتجة التونسية درة بوشوشة من المنافسة في أكبر المهرجانات العالمية (فانيسيا وبرلين السينمائيين) بفيلم "سعاد" وهو عمل مصري للمخرجة ايتن أمين.
هذا الفيلم، الذي كان مرشح مصر للأوسكار 2022 ويعرف مؤخرا بعض الصعوبات بسبب خلافات بين عدد من صناعه يعرض حاليا بقاعات السينما التونسية ويمثل خطوة جديدة لدرة بوشوشة نحو دعم الشراكات السينمائية العربية حيث يحسب كذلك لهذه المنتجة في موسم 2021 دعمها لفيلم ظافر العابدين "غدوة" وتمكن هذا العمل من شد الجمهور المصري والإقبال الكبير، الذي حضي به (عروض كاملة العدد) رغم أنه باللهجة التونسية ومن المنتظر أن يتم تسويق العمل بداية من سنة 2022 في عدد من الدول العربية ومنها قاعات السينما المصرية.
عدد من السينمائيين التونسيين عرفوا نجاحات مميزة في 2021 منهم الممثل سامي بوعجيلة صاحب سيزار أفضل ممثل في احتفالات أكاديمية الفنون وتقنيات السينما "سيزار" الفرنسية وذلك عن فيلم "بيك نعيش" لمهدي البرصاوي والذي رشح عنه أيضا في قائمة أفضل ممثلة نجلاء بن عبد الله وشارك كذلك في منافسات "السيزار" فيلم منال العبيدي "بلوز عربي" (أريكة في تونس) و"الرجل الذي باع ظهره" لكوثر بن هنية.
بدورها تألقت هند صبري في أكثر من مناسبة سينمائية في 2021 فإلى جانب تواصل رحلة فيلمها "نورا تحلم" عبر المهرجانات الدولية وتتويجها بعدد من الجوائز على مستوى الأداء، آخرها أفضل ممثلة في الدورة السابعة لمهرجان السينما الفرانكفونية شاركت في فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي في حوار تطرق لعدد من المحطات في مسيرتها الفنية كما كانت ضمن أعضاء لجنة تحكيم الدورة التأسيسية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.
من جهته، قدم نجيب بالقاضي أول تجربة روائية طويلة تونسية عن "كوفيد 19" هذا الهاجس، الذي يعتبر حدثا عالميا ومفصليا في حياتنا الراهنة وكان العرض العالمي الأول لفيلم بالقاضي "قربان" ضمن فعاليات مهرجان البحر الدولي السينمائي في ديسمبر الحالي.
السينما التونسية لم تحقق الكثير في موسم 2021 مقارنة بالسنة المنقضية، التي شهدت الترشح التاريخي لفيلم "الرجل الذي باع ظهره" للمخرجة كوثر بن هنية للاوسكار فيما لم يتجاوز فيلم "فرططو الذهب" لعبد الحميد بوشناق" في فئة الفيلم الأجنبي و"نقطة عمياء" للطفي عاشور في فئة الأفلام القصيرة مرحلة التصفيات لأوسكار 2022 ومع ذلك يبقى الموسم السينمائي الحالي أفضل من السنتين الأخيرتين خاصة مع عودة الجمهور لقاعات السينما والتخلي تدريجيا على العروض الافتراضية والفعاليات عن بعد لتعود الحياة الثقافية تدريجيا لنسقها المعتاد.