-
سعيد زارني خلال حملته الانتخابية في منزلي
-
قدمنا مطلبا في شطب وزير الداخلية من جدول المحاماة
-
لقد أصبحنا نعيش ضمن نظام بوليسي
-
عميد المحامين استخدموه كعون إطفاء لتهدئة الخواطر والانخراط معهم
-
عميد المحامين من الناس الذين هزتهم الثورة وظلوا متخفين لفترة إلى أن تكونت لديهم نقمة ونزعة للتشفي
-
سنشهد حركة مقاومة داخل سلك القضاة
-
نعم أنا في تواصل مع المرزوقي وما تعرض له فضيحة
تونس – الصباح
كشف عبد الرؤوف العيادي رئيس حركة وفاء عن علاقته برئيس الجمهورية قيس سعيد وقال في حوار له مع "الصباح" إن سعيد كان صديقا له وانتخبه في 2019 لكنه تبين انه فقير سياسيا وجزء من الازمة المتعفنة المفتعلة قبل استكمال فصول "الانقلاب" في 25 جويلية، على حد تعبيره.
العيادي تحدث عن وضعية النائب والوزير الأسبق نور الدين البحيري معتبرا ما تعرض له اعتداء على المحاماة بأسرها، مضيفا انه تم تقديم مطلب في شطب وزير الداخلية من جدول المحاماة، وفي ما يلي نص الحوار:
-
باعتبارك عضو هيئة الدفاع عن القيادي ووزير العدل الأسبق نور الدين البحيري، أين وصلت تطورات الملف؟
-في البداية، هي ليست هيئة دفاع بقدر ما هي تحرك قام به عدد من المحامين من مشارب مختلفة من أجل الدفاع على حرمة المحامي باعتباره مواطنا تونسيا ولا يمكن استباحته مثلما حصل مع النائب والوزير الأسبق نور الدين البحيري الذي تعرض الى اعتداء عليه وعلى زوجته في وضح النهار من قبل مجهولين.
كما اعتبر كمحام أن كل ما حدث مع النائب ووزير العدل الأسبق نور الدين البحيري تم خارج الاطر القانونية الاجرائية المعروفة، فمجلة الاجراءات الجزائية هي التي تنظم عمليات التتبع والايقاف وفي هذه الحالة لم يقع احترامها، وما حصل مع البحيري في تقديري اعتداء على المحاماة باسرها.
-
لماذا لم تكن نفس ردة الفعل مع اختفاء القيادي الأمني السابق فتحي البلدي؟
-ما ينطبق على الأستاذ البحيري ينطبق على فتحي البلدي لكن عائلته لم تتصل بنا ولم يتم إعلامنا بتفاصيل الحادثة، لكن نحن على نفس الموقف ونندد بجميع الخروقات التي تمت في حقه ونطالب بالإسراع برفع العقوبة غير المنصوص عليها في المجلة الجزائية التي تحتوي على عقوبة.
-
لكن وزير الداخلية في الندوة الصحفية فسر بأنه سرع بالقرار لأن وزارة العدل لم تتحرك، كيف تفسر قوله؟
-الندوة الصحفية لوزير الداخلية كانت فضيحة، فيكف يصدر هذا عن شخص يدعي انه محام؟ ثم إن وزير الداخلية مرسم بجدول المحاماة فقط لكنه لم يصنف كمحام أو رجل قانون خاصة عندما فسر أسباب العملية وكأنه أراد أن يقول لقد نفد صبرنا فالتجأنا إلى القوة.
نحن لن نصمت امام ما حصل من انتهاكات طالت البحيري لقد قدمنا مطلبا في شطب وزير الداخلية توفيق شرف الدين من جدول المحاماة.
-
حسب رأيك لماذا عارضت هيئة الدفاع ما قام به عميد المحامين حين تنقل لزيارة البحيري بطلب من جهات أمنية؟
-لقد استعملوا عميد المحامين كعون اطفاء لتهدئة الخواطر وانخرط معهم في تسويغ العملية وهذا ليس دوره، فما دخله في التحول إلى بنزرت؟ دوره يقتصر فقط على طلب المعلومة فقط لكن ما بدر عن العميد طبيعي لأنه من الناس الذين هزتهم الثورة وظلوا متخفين لفترة إلى أن تكونت لديهم نقمة ونزعة للتشفي من كل من يؤمن بالثورة وأهدافها.
-
لماذا اعتبرتم أن ما حصل للبحيري اختفاء قسري؟
-لقد تم أخذه إلى مكان سري لا يخضع الى نظام معين لذلك سمي اختفاء قسريا، كما أن الإقامة الجبرية تتم وفقا لإجراءات معينة مثلما حصل مع عدد من الشخصيات مؤخرا مثل شوقي الطبيب وغيره من الاسماء الاخرى.
-
هل لديكم معلومات عن وضعه الصحي؟
-لازالت وضعيته تحت المتابعة في قسم الإنعاش بمستشفى الحبيب بوقطفة ببنزرت، وقد شككنا في البداية أن يكون البحيري قد توفي.
اضيف لقد اصبحنا نعيش ضمن نظام بوليسي، ومؤخرا تحول فريق من السياسيين وطبيب مختص لزيارة نور الدين البحيري لكن تم منعهم من الدخول للمستشفى.
-
لماذا انتقدتم موقف الرابطة التونسية لحقوق الانسان؟
-موقف الرابطة كان فضيحة فهي كانت مترددة في التنديد بما حصل رغم اننا نعتبره جريمة في حق الانسان عموما، كما أننا لم نشهد بيانات جديدة صادرة عن الرابطة تندد بما حصل.
-
الأستاذ عبد الرؤوف العيادي، في اكثر من ظهور اعلنت معارضتك لقرارات رئيس الجمهورية، الم تكن خياراته انطلاقا من تعفن المشهد السياسي في البلاد؟
-قبل كل شيء بالنسبة لي هو ليس رئيس جمهورية لأنه اغتنم الفرصة وقام بالانقلاب لذلك هو خارج القانون وخارج الشرعية، كما انه في تقديري فقد صفته كرئيس للجمهورية وتصرفاته كانت شبيهة بتصرفات الحاكم بأمره.
هو خطط للحظة 25 جويلية جيدا إلى أن وصل الى دفع رئيس الحكومة السابق هشام مشيشي إلى التنحي وتقديم استقالته ثم توجه الى مجلس نواب الشعب فجمد أعماله والآن جاء الدور على القضاء التونسي بدعوى اصلاح القضاء.
-
هل تريد أن تقول أن معركة سعيد والقضاء انطلقت؟
-عندما رفض القضاء مسايرته في رغباته أصبح يتحدث عن الإصلاح، فرئيس الدولة ظلّ سنتين وهو يحكم ولم يقدم فيهما مشروعا للإصلاح لا في القضاء ولا في أي مجال آخر، لكن بعد الانقلاب أصبح يبحث عن طريقة ليجعل من إلقاء أداة في يده لتصفية حسابات مع خصومه ومعارضيه.
سنشهد الان حركة مقاومة رغم الصراع داخل القطاع لان القضاة ليسوا على نفس الموقف من الانقلاب.
-
لماذا هم ليسوا على نفس الموقف؟
-كان من المفروض أن يمثل عديد القضاة امام العدالة الانتقالية، ومنهم ما يسمى بقضاة "التليفون" وسأذكر هنا بحادثة رفض معاينة آثار التعذيب قبل الثورة من قبل أحد القضاة في ملف الشاب المدعو حبورية.
-
حركة وفاء قدمت تصورا في إصلاح القضاء تحت عنوان من قضاء الإدارة إلى قضاء دولة القانون، أين وصل مشروعكم؟
-لقد كان لنا تصور لإصلاح القضاء والأمن والإدارة لكننا محاصرون اعلاميا وصوتي محاصر كذلك فانا ممنوع من الظهور في الاعلام المحلي عدا بعض القنوات الخارجية.
كما اننا شرعنا في عقد ميثاق الثورة حتى قبل الانقلاب الذي تضمن عدة اهداف من بينها استرداد السيادة الوطنية على المؤسسات والثروات وفرض استقلال القرار الوطني والتصدي لجميع اشكال التدخل الخارجي في الشأن الوطني واعداد تصور في القضايا الاستراتيجية المتعلقة بالمياه والبدور المرتبطة أساسا بالأمن الغذائي الوطني إلى جانب العمل على استئناف مسار الثورة التي قامت على معالجة اوضاع الثالوث (المواطن نظام الحكم – الدولة) وذلك بالمحافظة على مكاسب الحقوق والحريات والتصدي لكل محاولات الانقلاب على الدستور من جهة وطرح برامج اجرائية تهدف الى اصلاح اوضاع مؤسسات الدولة من اقتصاد وقضاء وإدارة وأمن وتعليم وصحة من جهة أخرى بما سيعالج ضعف الدولة ويمكن الشعب من الاستفادة من خدمات المرفق العام.
-
ما هو تعليقك على إحالة 19 شخصية سياسية مؤخرا على القضاء في شبهات ارتكاب جرائم انتخابية؟
-من وجهة نظري مهما كان الشخص اذا اخطأ يجب محاسبته وهذا لا نقاش فيه المهم تطبيق القانون على الجميع لكن هناك من تم استثناءهم رغم عديد الشكوك حولهم مثل عبير موسي التي لا تعترف بالثورة وتحمي منظومة الديكتاتورية وشريكة في جرائم بن علي هذا إلى جانب تمعشها من أموال الشعب التونسي بابتزاز المؤسسات العمومية قبل الثورة.
عبير موسي وقيس سعيد يتقاسمان الادوار لانهم ينتمون إلى نفس "الفسطاط"، رغم أنها لم تقدم اي برنامج سياسي واضح.
-
لماذا تنتقد قيس سعيد وتعارضه اليوم وقد كنت من بين ناخبيه؟
-صحيح انتخبت قيس سعيد في الدور الثاني ولكن اتضح انه فقير سياسيا فليس له رصيد نضالي ولا حقوقي ولا سياسي ولا نقابي، كنت مخيرا بين القروي وسعيد لكن بناء على مقولتين "الشعب يريد" و"التطبيع خيانة عظمى" انتخبت سعيد لكن اتضح انها فقط شعارات ليمر وهذ طبيعي فمن غير المنطقي ان يخوض غمار العمل السياسي شخص تجاوز عمره ستون سنة.
في رصيد سيعيد فقط 600 الف ناخب الذين تحصل عليهم في الدور الاول، كما ان هناك فرقا بين الرئاسة والسياسة، فهو لم يخرج من جلباب الثلب والتشويه قبل وبعد 25 جويلية كل عباراته تحمل شحنة من العنف اللفظي الذي فرق التونسيين وكان على رئيس الدولة أن يكون عنوان تجميع وليس العكس.
سعيد زارني خلال حملته الانتخابية في منزلي وقام بصورة تذكارية مع زوجتي التي درسها كما انه كان صديقا وقدم مداخلة في إحدى المؤتمرات (مؤتمر المحاسبة) التي أشرفت على تنظيمه سنة 2012 وقدم مقترح الصلح الجزائي الذي يتحدث عنه في اكثر من مناسبة.
-
لكن تونس كانت تمر بأزمة سياسية ألقت بضلالها على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية؟
-قيس سعيد كان من البداية جزء من الازمة برفضه عدم تمرير الحكومة واتهام وزراء بالفساد دون وجود ادلة وقرائن ثابتة فهو لم يقدم اي مشروع أو رؤية لإصلاح البلاد بل خلق أزمة داخل الحكومة إلى جانب وجود ازمة داخل البرلمان لذلك اعتبره انه مساهم في تعفين الاوضاع للاستفادة من ذلك واقامة انقلابه.
-
كيف تعلق على رفض الرئيس التعامل مع الطيف الحزبي برمته في البلاد حتى من ساندوه؟
-طبيعي لأنه لم تكن لنا احزاب هي فقط شركات انتخابية كانت تهيئ نفسها كل موسم انتخابي فقط لحصد المناصب وهذا ينسحب على كل الاحزاب.
-
هل تقصد حركة النهضة؟
-أساسا الأحزاب الكبرى منها حركة النهضة التي تحولت الى شركة انتخابية هدفها الفوز بعدد أكبر من المقاعد في البرلمان والتوسع في الحكومة من خلال المحاصصة.
-
بعد 25 جويلية عادت حركة النهضة الى صف المعارضة هل هناك امكانية تقارب بينها وبين حركة وفاء؟
-ليس لنا أي نقاط التقاء مع النهضة فقط التقاء ظرفي لإسقاط الانقلاب باعتباره بناء سلطة فردية وهذا نرفضه ونعارضه ونتفق فيه مع النهضة في هذه المرحلة.
-
الجميع يعلم انك من المقربين من الرئيس الاسبق المنصف المرزوقي، كيف تعلق على صدور حكم غيابي في حقه مؤخر؟ وهل انت على تواصل معه؟
-نعم أنا في تواصل معه وما تعرض له الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي فضيحة بكل المقاييس فهو عبر عن رأيه أمام الجميع الذي دعا فيه الفرنسيين برفض دعم الديكتاتورية لإحراجهم أمام شعبهم.
الخيانة والتآمر على أمن الدولة تهم جاهزة يستعملها كل دكتاتور ضد معارضيه فانا اتهمت بها زمن بورقيبة.
المرزوقي اعاده سعيد وانقلابه الى الساحة السياسية ونضاله لن يكون له اي معنى لو صمت أمام انقلاب 25 جويلية فهو مدافع شرس على الديمقراطية والحقوق وموقفه واضح وحاسم.
جهاد الكلبوسي