تم أمس خلال ندوة صحفية نظمها المعهد الوطني للصحة تقديم نتائج المسح الوطني الثالث حول استهلاك المخدرات والإدمان لدى المتمدرسين التي قام بانجازها كل من المعهد الوطني للصحة بالتعاون مع وزارة الصحة وإدارة الطب المدرسي والجامعي والمرصد الوطني للتربية وبدعم مالي وتقني من لجنة "ماد سباد" ومجموعة "بومبيدو" ومجلس أوروبا.
وتبين من خلال المسح الذي أجري خلال سنة 2021 وتعلق بـ6230 تلميذا للسنة الأولى والثانية ثانوي تتراوح أعمارهم بين 16و18 سنة أن نسبة استهلاك المخدرات والإدمان على استعمال الأنترنيت في صفوف التلاميذ في ارتفاع ..
وقد أكدت هاجر عون الله السخيري مديرة المعهد الوطني للصحة أن المسح أفضى إلى أن تلميذا على أربعة استهلك ولو مرة واحدة في حياته سيجارة إلكترونية رغم أن لها تأثيرات على الصحة لاحتوائها على مواد مسرطنة ومستهلكها يصبح مدمنا على استهلاكها مشيرة أن المسح كشف كذلك أن مؤشر استهلاك مادة القنب الهندي في صفوف التلاميذ قد ارتفع مقارنة بسنة 2013 مضيفة أنه تبين من خلال المسح انه على 1000 تلميذ نجد 69 تلميذا استهلكوا ولو مرة واحدة في حياتهم مادة القنب الهندي مشيرة أن نسبة استهلاك الذكور أكثر مقارنة بالإناث. أما بالنسبة للأقراص (المهدئة أو المنومة) التي تمنح بواسطة وصفة طبية فقد تبين أن استهلاكها ارتفع بصفة واضحة خلال 2021 إذ كشف المسح أن هناك 8،3 بالمائة يستهلكون الأقراص بمعنى أنه من بين 1000 تلميذ نجد 38 تلميذا استهلك ولو مرة واحدة تلك الأقراص بدون وصفة طبية.
كما كشف المسح أن 20 بالمائة يدخنون الشيشة و8 بالمائة يستهلكون المشروبات الكحولية، و7 بالمائة يستهلكون القنب الهندي.
أما بالنسبة إلى الولوج إلى شبكات التواصل الاجتماعي فقد تبين من خلال المسح الوطني أن من بين ثلاثة تلاميذ نجد تلميذا واحدا يقضي يوميا أربع ساعات على شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الدراسية إما خلال العطل أو نهاية الأسبوع نجد تلميذا على اثنين يقضي ست ساعات يوميا على شبكات التواصل الاجتماعي وهذا يؤثر حسب قولها عليه صحيا وبدنيا كذلك على دراسته.
أما بالنسبة لألعاب الفيديو فقد تبين أن واحدا على أربعة تلميذ يقضي أربع ساعات فما فوق يوميا في ممارسة تلك الألعاب خلال العطل أو آخر الأسبوع ونجد تلميذا على سبعة مارس ولو مرة واحدة الألعاب التي يكسب من خلالها أموالا، على غرار القمار.
واعتبرت أن الإدمان على المخدرات بأنواعها أو استعمال الأنترنيت... مشكل يتفاقم يوما بعد يوم ويجب أن تتكاتف كافة الجهود بدءا من الأولياء بتوفير المناخ الملائم لأبنائهم وترشيد استعمال الأنترنيت... كذلك. يجب أن تقوم جميع الأطراف المتداخلة بدورها للتصدي سواء لآفة المخدرات أو غيرها من الآفات الأخرى على غرار آفة التدخين التي ضربت الوسط المدرسي..
من جهته صرح لـ"الصباح" الدكتور نبيل بن صالح رئيس الجمعية التونسية لطب الإدمان أن هذا المسح الوطني هو الثالث إذ سبق وأن تم إجراء مسح أول في 2013 وثان في 2017 وقد كانت البلدان الأوروبية أول من بدا في إجراء هذا النوع من المسح ثم انتشر استعماله بعد ذلك في بلدان جنوب المتوسط.
وأشار أن المسح الذي أجراه المعهد الوطني للصحة بالاشتراك مع بقية الأطراف الأخرى كشف ارتفاع نسبة استهلاك المخدرات وتدخين السيجارة الإلكترونية والأقراص المخدرة بأنواعها لدى فئة تلاميذ السنة الأولى والثانية ثانوي.
واعتبر أن الحل هو الوقاية عن طريق التوعية التي يجب أن تبدأ داخل المدارس الإعدادية وصولا إلى المعاهد الثانوية التوعية بخطورة تلك المواد وتأثيرها على الجسم والعقل كذلك على مستقبل التلاميذ.
كما أكد على ضرورة الحوار داخل الأسرة وتوعية العائلات لأبنائهم بمخاطر الإدمان على المخدرات وغيرها من المواد الأخرى على غرار الكحول.. كما شدد على ضرورة ترشيد استعمال الأنترنيت.
وأشار أنه مقارنة بين استبيان 2021 واستبياني (2013 و 2017) تبين أنه خلال 2021 ارتفعت نسبة المستهلكين من التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و18 سنة ذكورا وإناثا لمادة الزطلة مشيرا أن نسبة المستهلكين لمادة القنب الهندي من الذكور تقدر بـ25 بالمائة و14 بالمائة نسبة الإناث.
وفيما يتعلق بالأقراص المخدرة فقد تبين أن نسبة الإناث اللاتي استهلكن الأقراص المخدرة أكثر من نسبة الذكور.
وأكد انه من خلال العلاج الطبي والنفسي لتلك الفئات تبين أن الأسباب التي أدت بهم إلى الإدمان على المخدرات هي أسباب نفسية.
واعتبر أحمد السبري مدير عام التفقدية المالية والإدارية بوزارة التربية أن الهدف من المسح وقائي لأن آفة الإدمان على المخدرات أو غيرها تتطلب تضافر كافة. الجهود بين كافة المؤسسات وكل الهياكل المعنية ومكونات المجتمع المدني عن طريق أنشطة تحسيسية وعمل ميداني مع الأطفال من خلاله يمكن توعيتهم بمخاطر الإدمان.
واعتبر أن الطفل يلجأ إلى الإدمان على المخدرات أو السجائر أو الإدمان على الأنترنيت وألعاب الفيديو عندما يكون لديه وقت فراغ كبير، لذلك يجب ملأ ذلك الفراغ بالأنشطة الثقافية والنوادي التي يمكن أن يمارس فيها الطفل النشاط الذي يريده وضرورة الإحاطة بأطفالنا حتى نقيهم من تلك الآفات التي عصفت بمستقبل العديد من التلاميذ مشددا كذلك على الأسر ضرورة القيام. بدورها.
وانتهى بالقول إلى أنه يجب أن نطلق صيحة فزع من خلال هذا المسح الوطني وصفارة إنذار لأن أبناءنا في خطر ثم نبني من خلاله الحلول في المستقبل.
صباح الشابي
تونس-الصباح
تم أمس خلال ندوة صحفية نظمها المعهد الوطني للصحة تقديم نتائج المسح الوطني الثالث حول استهلاك المخدرات والإدمان لدى المتمدرسين التي قام بانجازها كل من المعهد الوطني للصحة بالتعاون مع وزارة الصحة وإدارة الطب المدرسي والجامعي والمرصد الوطني للتربية وبدعم مالي وتقني من لجنة "ماد سباد" ومجموعة "بومبيدو" ومجلس أوروبا.
وتبين من خلال المسح الذي أجري خلال سنة 2021 وتعلق بـ6230 تلميذا للسنة الأولى والثانية ثانوي تتراوح أعمارهم بين 16و18 سنة أن نسبة استهلاك المخدرات والإدمان على استعمال الأنترنيت في صفوف التلاميذ في ارتفاع ..
وقد أكدت هاجر عون الله السخيري مديرة المعهد الوطني للصحة أن المسح أفضى إلى أن تلميذا على أربعة استهلك ولو مرة واحدة في حياته سيجارة إلكترونية رغم أن لها تأثيرات على الصحة لاحتوائها على مواد مسرطنة ومستهلكها يصبح مدمنا على استهلاكها مشيرة أن المسح كشف كذلك أن مؤشر استهلاك مادة القنب الهندي في صفوف التلاميذ قد ارتفع مقارنة بسنة 2013 مضيفة أنه تبين من خلال المسح انه على 1000 تلميذ نجد 69 تلميذا استهلكوا ولو مرة واحدة في حياتهم مادة القنب الهندي مشيرة أن نسبة استهلاك الذكور أكثر مقارنة بالإناث. أما بالنسبة للأقراص (المهدئة أو المنومة) التي تمنح بواسطة وصفة طبية فقد تبين أن استهلاكها ارتفع بصفة واضحة خلال 2021 إذ كشف المسح أن هناك 8،3 بالمائة يستهلكون الأقراص بمعنى أنه من بين 1000 تلميذ نجد 38 تلميذا استهلك ولو مرة واحدة تلك الأقراص بدون وصفة طبية.
كما كشف المسح أن 20 بالمائة يدخنون الشيشة و8 بالمائة يستهلكون المشروبات الكحولية، و7 بالمائة يستهلكون القنب الهندي.
أما بالنسبة إلى الولوج إلى شبكات التواصل الاجتماعي فقد تبين من خلال المسح الوطني أن من بين ثلاثة تلاميذ نجد تلميذا واحدا يقضي يوميا أربع ساعات على شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الدراسية إما خلال العطل أو نهاية الأسبوع نجد تلميذا على اثنين يقضي ست ساعات يوميا على شبكات التواصل الاجتماعي وهذا يؤثر حسب قولها عليه صحيا وبدنيا كذلك على دراسته.
أما بالنسبة لألعاب الفيديو فقد تبين أن واحدا على أربعة تلميذ يقضي أربع ساعات فما فوق يوميا في ممارسة تلك الألعاب خلال العطل أو آخر الأسبوع ونجد تلميذا على سبعة مارس ولو مرة واحدة الألعاب التي يكسب من خلالها أموالا، على غرار القمار.
واعتبرت أن الإدمان على المخدرات بأنواعها أو استعمال الأنترنيت... مشكل يتفاقم يوما بعد يوم ويجب أن تتكاتف كافة الجهود بدءا من الأولياء بتوفير المناخ الملائم لأبنائهم وترشيد استعمال الأنترنيت... كذلك. يجب أن تقوم جميع الأطراف المتداخلة بدورها للتصدي سواء لآفة المخدرات أو غيرها من الآفات الأخرى على غرار آفة التدخين التي ضربت الوسط المدرسي..
من جهته صرح لـ"الصباح" الدكتور نبيل بن صالح رئيس الجمعية التونسية لطب الإدمان أن هذا المسح الوطني هو الثالث إذ سبق وأن تم إجراء مسح أول في 2013 وثان في 2017 وقد كانت البلدان الأوروبية أول من بدا في إجراء هذا النوع من المسح ثم انتشر استعماله بعد ذلك في بلدان جنوب المتوسط.
وأشار أن المسح الذي أجراه المعهد الوطني للصحة بالاشتراك مع بقية الأطراف الأخرى كشف ارتفاع نسبة استهلاك المخدرات وتدخين السيجارة الإلكترونية والأقراص المخدرة بأنواعها لدى فئة تلاميذ السنة الأولى والثانية ثانوي.
واعتبر أن الحل هو الوقاية عن طريق التوعية التي يجب أن تبدأ داخل المدارس الإعدادية وصولا إلى المعاهد الثانوية التوعية بخطورة تلك المواد وتأثيرها على الجسم والعقل كذلك على مستقبل التلاميذ.
كما أكد على ضرورة الحوار داخل الأسرة وتوعية العائلات لأبنائهم بمخاطر الإدمان على المخدرات وغيرها من المواد الأخرى على غرار الكحول.. كما شدد على ضرورة ترشيد استعمال الأنترنيت.
وأشار أنه مقارنة بين استبيان 2021 واستبياني (2013 و 2017) تبين أنه خلال 2021 ارتفعت نسبة المستهلكين من التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و18 سنة ذكورا وإناثا لمادة الزطلة مشيرا أن نسبة المستهلكين لمادة القنب الهندي من الذكور تقدر بـ25 بالمائة و14 بالمائة نسبة الإناث.
وفيما يتعلق بالأقراص المخدرة فقد تبين أن نسبة الإناث اللاتي استهلكن الأقراص المخدرة أكثر من نسبة الذكور.
وأكد انه من خلال العلاج الطبي والنفسي لتلك الفئات تبين أن الأسباب التي أدت بهم إلى الإدمان على المخدرات هي أسباب نفسية.
واعتبر أحمد السبري مدير عام التفقدية المالية والإدارية بوزارة التربية أن الهدف من المسح وقائي لأن آفة الإدمان على المخدرات أو غيرها تتطلب تضافر كافة. الجهود بين كافة المؤسسات وكل الهياكل المعنية ومكونات المجتمع المدني عن طريق أنشطة تحسيسية وعمل ميداني مع الأطفال من خلاله يمكن توعيتهم بمخاطر الإدمان.
واعتبر أن الطفل يلجأ إلى الإدمان على المخدرات أو السجائر أو الإدمان على الأنترنيت وألعاب الفيديو عندما يكون لديه وقت فراغ كبير، لذلك يجب ملأ ذلك الفراغ بالأنشطة الثقافية والنوادي التي يمكن أن يمارس فيها الطفل النشاط الذي يريده وضرورة الإحاطة بأطفالنا حتى نقيهم من تلك الآفات التي عصفت بمستقبل العديد من التلاميذ مشددا كذلك على الأسر ضرورة القيام. بدورها.
وانتهى بالقول إلى أنه يجب أن نطلق صيحة فزع من خلال هذا المسح الوطني وصفارة إنذار لأن أبناءنا في خطر ثم نبني من خلاله الحلول في المستقبل.