انتهت المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية ـ والتي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة على امتداد يومين ـ دون تقدم يذكر، بعد أن شهدت تجاذبات كبيرة من قبل الطرفين.
فمن فيينا إلى الدوحة لا جديد في الملف النووي الإيراني حيث يصرّ كل طرف على شروطه التي يعتبرها خطوطا حمراء لا يجب التخلي عنها،.
وتهدف هذه المحادثات إلى تخطي النقاط الخلافية المتعلقة بكيفية إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015 بين إيران والقوى العالمية الكبرى، وإعادة بناء الثقة بين أطراف المفاوضات.
نقاط خلافية عديدة بين واشنطن وطهران في المحادثات أولها الحرس الثوري الإيراني، حيث تصر إيران على شطبه من قائمة الإرهاب وهو ما ترفضه إدارة بايدن،معتبرة أن إزالة الحرس الثوري من القائمة السوداء خطوة تقع خارج نطاق المحادثات لإحياء الاتفاق النووي.
من جهتها، عزت وكالة تسنيم الإيرانية فشل محادثات الدوحة إلى ضعف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، فيماقال مبعوث الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا على تويتر أمس الأربعاء "لسوء الحظ، لم يتحقق بعد التقدم الذي كان يأمله فريق الاتحاد الأوروبي كمنسق. سنواصل العمل بجهد أكبر لإحياء اتفاق رئيسي لمنع الانتشار ودعم الاستقرار الإقليمي".
يُذكر أنه في عام 2018، تراجع الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب عن الاتفاق، الذي قيدت بموجبه إيران برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية، مما دفع طهران إلى البدء في انتهاك بنود الاتفاق الأساسية المتعلقة بالنشاط النووي بعد نحو عام.
وتعثرت في مارس محادثات امتدت على مدى أكثر من 11 شهرا بين طهران والقوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي حيث أصرت طهران على عدم "تجاوز خطوطها الحمراء بأي شكل من الأشكال" بحسب ما أكده مؤخرا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في العاصمة التركمانستانية عشق اباد.
كما تأمل إيران في الحصول على اتفاق يحفظ حقوقها خاصة الاقتصادية.
وسعت إدارة الرئيس بايدن إلى العودة للاتفاق، معتبرة أن هذا المسار هو الأفضل مع طهران لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وتأتي محادثات الدوحة قبل زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط منتصف الشهر المقبل، وترى أوساط سياسية أن زيارة بايدن يمثل مسارا يجمع بين خصوم طهران، فهل تكسر جولة بايدن إلى الشرق الأوسط الجمود في الملف النووي الإيراني؟
منال العابدي