عاد موضوع التضييقات في الجهات واستعمال "الميليشيات" للتشويش على اجتماعات المعارضة الوطنية للظهور مجددا وذلك بعد الأحداث الأخيرة بجهة المنيهلة بتونس العاصمة.
وفي أولى ردود أفعالها نشرت جبهة الخلاص بيانا أدانت فيه ما اعتبرته "محاولات السلطة السياسية منع اجتماع جبهة الخلاص الوطني بمنطقة المنيهلة، ونجاح مناضلي الجبهة في تصديهم للميليشيات الفاشية الداعمة للسلطة".
واستنكر بيان جبهة الخلاص "الهجمة التي قام بها بضعة أنفار من ميلشيات قيس سعيد على الاجتماع واستعمالهم العنف المادي واللفظي ضد قيادات الجبهة ومناضليها، الأمر الذي بات يهدد بجدية حرية العمل السياسي والحق في حرية الاجتماع والتعبير، ويؤكد مضي سلطة الانقلاب في سياساتها القمعية".
كما جدد البيان الذي امضاه احمد نجيب الشابي دعوته "عموم المواطنين والمواطنات الى المشاركة القوية في المسيرة التي قررت جبهة الخلاص الوطني تنظيمها احياء لذكرى الثورة وللمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة وذلك يوم 14 جانفي 2023 بالعاصمة".
وتسيطر على تونس حالة من القلق السياسي بعد استشراء الخطاب التحريضي والعنف السياسي حيث لم يكن اعتداء أول أمس الاحد على الجبهة هو الاول من نوعه.
سعيد يحرض..
وقال القيادي بجبهة الخلاص الوطني رضا بلحاج ان موضوع العنف السياسي على مناضلي المعارضة هو تتمة للشحن الذي يصدره رئيس الدولة في كل خطاباته وهو ما أعطى الضوء الأخضر لأنصار الرئيس و"مليشياته" للاعتداء علينا بجهة المنيهلة.
واضاف بلحاج ان ما تقوم به اطراف محسوبة على السلطة يشكل دافعا لانتشار العنف في حق معارضي سعيد ونظامه الانقلابي..
لسنا مليشيا…
في المقابل استنكر رئيس “تنسيقية شباب المنيهلة” طارق الماجري، وصف جبهة الخلاص الوطني “لمن يختلفون معهم في الرأي والتوجهات بـ”المليشيات الفاشية الداعمة للسلطة”.
ونفى الماجري في اتصال هاتفي بوكالة تونس إفريقيا للأنباء نفيا قطعيا الاتهامات الموجهة لهم باستعمال العنف اللفظي والمادي ضد قيادات الجبهة ومناضليها، مؤكدا أنها اتهامات” باطلة ولا أساس لها من الصحة”.
وأوضح الماجري، أن عددا من المواطنين “احتجوا ورفعوا شعار ديغاج في وجه عدد من قيادات الجبهة دون أي استعمال للعنف وهم جميعا من خارج المنيهلة كرد فعل على خطابهم القائم على بث التفرقة بين التونسيين والتحريض على العنف والكراهية بين متساكني المنيهلة ونعت من يخالفهم الرأي بالمليشيا”.
وشدد على أن “الذين رفعوا شعار ديغاج هم أبناء المنيهلة ضد من جاء لبث الفتنة بين أبناء المنطقة الواحدة وتصنيفهم إلى داعمين لما يصفونه بالانقلاب ومعارضين له، وذلك لغايات سياسية مكشوفة”، مبرزا أن “المنطقة عرفت دوما بالتعايش بين كل أبنائها مهما كانت توجهاتهم السياسية ولن يسمحوا لأحد بأن يحرض على العنف والكراهية بينهم”.
بين توزر وقفصة والعاصمة
ولم يكن الحديث عن الاعتداءات والمنع من النشاط من باب التحذير فحسب إذ سبق للجبهة أن كانت ضحية للعنف السياسي، وفق بعض قياداتها، حيث تعرضت مساء 4 جوان الماضي بدقاش من ولاية توزر ويوم 5 جوان بقفصة إلى اعتداء من قبل "مليشيات" كشفت عنهم صور وفيديوهات بغاية تعطيل التحركات مما أدى إلى الاعتداء على القيادي سمير ديلو.
ولم تكن تنسيقيات الأحزاب الديمقراطية 5احزاب(التكتل والجمهوري والتيار الديمقراطي والقطب والعمال) بمعزل عن عمليات الاعتداء عليها حيث تعرض زعماء الحملة الوطنية لإسقاط الاستفتاء في شهر جوان الماضي إلى منع النشاط والمضايقات.
وقال لأمين العام لحزب العمال حمة الهمامي وقتها خلال الوقفة إنّ "سعيد انطلق في حوار مهزلة وان التعامل الأمني نفسه في عهد (زين العابدين) بن علي، الذي اختص في قمع المعارضين، يستعمله اليوم قيس سعيد لقمع هذه الوقفة، حيث تم الاعتداء على المحتجين ومنعهم من التقدم، وهو ما يكشف عن الوجه البشع لقيس سعيد ونظامه المستبد"، بحسب تعبيره.
…ولموسي نصيب
وإذ اشتكت تنسيقية الأحزاب العنف والمنع فقد كان للحزب الدستور الحر رأي آخر إذ وفي مقطع لها على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قالت عبير إن "ميليشيات قيس سعيد اعتدت عليها خلال تظاهرة للحزب بمدينة الوردانين".
وأضافت أنها منعت من ممارسة نشاطها الحزبي من قبل من "مجموعة من المندسين"، وذلك بعد مناوشات بين مجموعة من الأشخاص وأنصار عبير موسي، بحضور عدد من الأمنيين.
السلطة كما المعارضة
وقد اشتركت المعارضة كما السلطة في خطاب حاد قوامه التقسيم بما يهدد من وحدة الشعب واستقراره بعد أن زادت هذه المصطلحات في نفور التونسيين من وضعهم العام.
إذ في وقت انتظر فيه الجميع تغيير كبير على مستوى الخطاب بعد 25جويلية على اعتبار أن هذا الموعد جاء ليطرح نفسه بديلا عن سابقيه إلا انه لم يغرق في شعبوية الخطاب فحسب بل في تأزيم العلاقات الاجتماعية بين المواطنين أنفسهم.
وقد زاد "الكلاش" السياسي والتحريض في هيستيريا الجمهور المتلقي الذي باتت تحكمه خطابات من هذه الجهة او تلك بما وسع من هوة العلاقات الاجتماعية وضرب العيش المشترك بعد ان دخل الشارع بدوره منطقة الفعل وردة الفعل وطغى على الأنصار والقيادات هوس واستعارات غريبة عن المعجم السياسي التونسي.
خليل الحناشي
تونس-الصباح
عاد موضوع التضييقات في الجهات واستعمال "الميليشيات" للتشويش على اجتماعات المعارضة الوطنية للظهور مجددا وذلك بعد الأحداث الأخيرة بجهة المنيهلة بتونس العاصمة.
وفي أولى ردود أفعالها نشرت جبهة الخلاص بيانا أدانت فيه ما اعتبرته "محاولات السلطة السياسية منع اجتماع جبهة الخلاص الوطني بمنطقة المنيهلة، ونجاح مناضلي الجبهة في تصديهم للميليشيات الفاشية الداعمة للسلطة".
واستنكر بيان جبهة الخلاص "الهجمة التي قام بها بضعة أنفار من ميلشيات قيس سعيد على الاجتماع واستعمالهم العنف المادي واللفظي ضد قيادات الجبهة ومناضليها، الأمر الذي بات يهدد بجدية حرية العمل السياسي والحق في حرية الاجتماع والتعبير، ويؤكد مضي سلطة الانقلاب في سياساتها القمعية".
كما جدد البيان الذي امضاه احمد نجيب الشابي دعوته "عموم المواطنين والمواطنات الى المشاركة القوية في المسيرة التي قررت جبهة الخلاص الوطني تنظيمها احياء لذكرى الثورة وللمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة وذلك يوم 14 جانفي 2023 بالعاصمة".
وتسيطر على تونس حالة من القلق السياسي بعد استشراء الخطاب التحريضي والعنف السياسي حيث لم يكن اعتداء أول أمس الاحد على الجبهة هو الاول من نوعه.
سعيد يحرض..
وقال القيادي بجبهة الخلاص الوطني رضا بلحاج ان موضوع العنف السياسي على مناضلي المعارضة هو تتمة للشحن الذي يصدره رئيس الدولة في كل خطاباته وهو ما أعطى الضوء الأخضر لأنصار الرئيس و"مليشياته" للاعتداء علينا بجهة المنيهلة.
واضاف بلحاج ان ما تقوم به اطراف محسوبة على السلطة يشكل دافعا لانتشار العنف في حق معارضي سعيد ونظامه الانقلابي..
لسنا مليشيا…
في المقابل استنكر رئيس “تنسيقية شباب المنيهلة” طارق الماجري، وصف جبهة الخلاص الوطني “لمن يختلفون معهم في الرأي والتوجهات بـ”المليشيات الفاشية الداعمة للسلطة”.
ونفى الماجري في اتصال هاتفي بوكالة تونس إفريقيا للأنباء نفيا قطعيا الاتهامات الموجهة لهم باستعمال العنف اللفظي والمادي ضد قيادات الجبهة ومناضليها، مؤكدا أنها اتهامات” باطلة ولا أساس لها من الصحة”.
وأوضح الماجري، أن عددا من المواطنين “احتجوا ورفعوا شعار ديغاج في وجه عدد من قيادات الجبهة دون أي استعمال للعنف وهم جميعا من خارج المنيهلة كرد فعل على خطابهم القائم على بث التفرقة بين التونسيين والتحريض على العنف والكراهية بين متساكني المنيهلة ونعت من يخالفهم الرأي بالمليشيا”.
وشدد على أن “الذين رفعوا شعار ديغاج هم أبناء المنيهلة ضد من جاء لبث الفتنة بين أبناء المنطقة الواحدة وتصنيفهم إلى داعمين لما يصفونه بالانقلاب ومعارضين له، وذلك لغايات سياسية مكشوفة”، مبرزا أن “المنطقة عرفت دوما بالتعايش بين كل أبنائها مهما كانت توجهاتهم السياسية ولن يسمحوا لأحد بأن يحرض على العنف والكراهية بينهم”.
بين توزر وقفصة والعاصمة
ولم يكن الحديث عن الاعتداءات والمنع من النشاط من باب التحذير فحسب إذ سبق للجبهة أن كانت ضحية للعنف السياسي، وفق بعض قياداتها، حيث تعرضت مساء 4 جوان الماضي بدقاش من ولاية توزر ويوم 5 جوان بقفصة إلى اعتداء من قبل "مليشيات" كشفت عنهم صور وفيديوهات بغاية تعطيل التحركات مما أدى إلى الاعتداء على القيادي سمير ديلو.
ولم تكن تنسيقيات الأحزاب الديمقراطية 5احزاب(التكتل والجمهوري والتيار الديمقراطي والقطب والعمال) بمعزل عن عمليات الاعتداء عليها حيث تعرض زعماء الحملة الوطنية لإسقاط الاستفتاء في شهر جوان الماضي إلى منع النشاط والمضايقات.
وقال لأمين العام لحزب العمال حمة الهمامي وقتها خلال الوقفة إنّ "سعيد انطلق في حوار مهزلة وان التعامل الأمني نفسه في عهد (زين العابدين) بن علي، الذي اختص في قمع المعارضين، يستعمله اليوم قيس سعيد لقمع هذه الوقفة، حيث تم الاعتداء على المحتجين ومنعهم من التقدم، وهو ما يكشف عن الوجه البشع لقيس سعيد ونظامه المستبد"، بحسب تعبيره.
…ولموسي نصيب
وإذ اشتكت تنسيقية الأحزاب العنف والمنع فقد كان للحزب الدستور الحر رأي آخر إذ وفي مقطع لها على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قالت عبير إن "ميليشيات قيس سعيد اعتدت عليها خلال تظاهرة للحزب بمدينة الوردانين".
وأضافت أنها منعت من ممارسة نشاطها الحزبي من قبل من "مجموعة من المندسين"، وذلك بعد مناوشات بين مجموعة من الأشخاص وأنصار عبير موسي، بحضور عدد من الأمنيين.
السلطة كما المعارضة
وقد اشتركت المعارضة كما السلطة في خطاب حاد قوامه التقسيم بما يهدد من وحدة الشعب واستقراره بعد أن زادت هذه المصطلحات في نفور التونسيين من وضعهم العام.
إذ في وقت انتظر فيه الجميع تغيير كبير على مستوى الخطاب بعد 25جويلية على اعتبار أن هذا الموعد جاء ليطرح نفسه بديلا عن سابقيه إلا انه لم يغرق في شعبوية الخطاب فحسب بل في تأزيم العلاقات الاجتماعية بين المواطنين أنفسهم.
وقد زاد "الكلاش" السياسي والتحريض في هيستيريا الجمهور المتلقي الذي باتت تحكمه خطابات من هذه الجهة او تلك بما وسع من هوة العلاقات الاجتماعية وضرب العيش المشترك بعد ان دخل الشارع بدوره منطقة الفعل وردة الفعل وطغى على الأنصار والقيادات هوس واستعارات غريبة عن المعجم السياسي التونسي.