تونس بوابة إفريقيا.. الفرصة المهدورة
مقالات الصباح
تتأكد في كل مرة أن جهود الدبلوماسية التونسية في عمقها الإفريقي ظلت بعيدة عن المستوى المطلوب مما فتح المجال لدول مجاورة لقطع أشواط متقدمة للاستفادة من الفرص التي تتيحها القارة الافريقية على غرار المغرب.
ولولا هذا التسابق المحموم دوليا وإقليميا لبسط السيطرة على ثروات القارة واقتصادياتها ومحاولات قطع الطريق المتبادلة بين القوى العظمي( فرنسا وأوروبا مقابل الصين وأمريكا) لما كان للقمة الباريسية المنعقدة أمس حول تمويل الاقتصاديات الإفريقية، أن ترى النور وتسعى لتأمين مشاركة حوالي 30 رئيس دولة ورئيس حكومة من افريقيا وأوروبا إلى جانب مؤسسات دولية مالية.
ما يهم الجانب التونسي أن فكرة تونس بوابة افريقيا وتلك الفرصة المهدورة لسنوات لتضطلع تونس بريادة المجموعة الافريقية بحكم مقوماتها الجغرافية والدبلوماسية والسياسية (لا سيما بعد 14 جانفي)، مازالت ممكنة اليوم بل لعل الفرصة سانحة أكثر في ظل الوضع الراهن وما تعيش على وقعه دول القارة ومحيطها من تغيرات ورهانات وتحديات فرضتها جائحة كورونا وزعزعت كل ثوابت وتوازنات النظام العالمي اقتصاديا وأخلاقيا.
وتؤكد اللقاءات التي جمعت رئيس الجمهورية قيس سعيد على هامش قمة باريس مع عدد من قادة الدول الافريقية وغيرهم أن أرضية تنسيق الجهود بين تونس ومحيطها الافريقي إن على مستوى أفريقي –أفريقي أو أفريقي- أوروبي أو حتى أفريقي- دولي متوفرة وتحتاج فقط إلى رؤية إستراتيجية واضحة وخارطة طريق على قاعدة المصلحة المشتركة لدول القارة والخروج من دائرة استنزاف ثروات أفريقيا إقليميا ودوليا.
التعاون الافريقي وتنسيق الجهود
وقد استهل رئيس الجمهورية قيس سعيد زيارته إلى فرنسا في إطار مشاركته في قمة تمويل الاقتصاديات الافريقية بباريس، بإجراء محادثة، يوم الاثنين مع رئيس الكوت ديفوار، الحسن واتارا.
حيث أعرب الرئيس الايفواري، وفق بلاغ لرئاسة الجمهورية، عن تطلع بلاده إلى مزيد الاستفادة من التجربة والخبرات التونسية في عدة مجالات وخاصة في القطاع الصحي عبر تطوير التعاون الطبي وتكوين الطلبة الايفواريين في الجامعات التونسية.
كما دعا الرئيس الحسن واتارا القطاع الخاص في تونس إلى تعزيز تواجده في الكوت ديفوار ومزيد استكشاف فرص الاستثمار والشراكة فيها.
ومن جانبه، أكد رئيس الجمهورية استعداد تونس التام لمزيد تدعيم تعاونها مع الكوت ديفوار في مجال الصحة لا سيما في أفق إحداث مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان، ووجه دعوة رسمية لزيارة تونس للرئيس الايفواري الذي رحب بها ووعد بتلبيتها قريبا.
واجتمع رئيس الجمهورية قيس سعيد مع الرئيس Félix Tshisekedi، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي وكان لقاء اقتصاديا بالأساس.
التقى كذلك رئيس الجمهورية، صباح أمس الثلاثاء، الرئيس ماكي سال رئيس جمهورية السنغال ودعا رئيس الجمهورية إلى تنسيق المواقف بخصوص التوزيع العادل للقاحات ضد كوفيد-19 خاصة بالنسبة للدول الافريقية، ومعالجة مسألة الديون الافريقية بالتعاون والتشاور مع شركاء القارة والمؤسسات الدولية المعنية من أجل تحقيق تطلعات شعوبها للتنمية والاستقرار.
تصور جديد للعلاقات
وفي تصريح خاص لإذاعة «موزاييك» إثر اجتماعه بالرئيس السينغالي، أكد الرئيس قيس سعيد أنه تم التطرق إلى الأسباب التي أدت إلى الأوضاع التي تعيشها الدول الإفريقية وضرورة التكامل بين الدول خاصة في ظل الاختلال الحاصل بين الدول الغربية والدول الإفريقية.
وذكر كمثال تمتع حوالي مليار شخص في العالم بالتلقيح للتوقي من فيروس كورونا، في حين نجد أن نسبة إفريقيا لا تتجاوز حوالي 20 مليون فقط وهو رقم يدل على التفاوت بين دول الشمال والدول الإفريقية الفقيرة رغم عدم فقرها في مستوى ثرواتها الطبيعية.
وشدد قيس سعيد على ضرورة أن تقوم العلاقات بين إفريقيا والدول الأخرى على تصور مختلف وعلى مقاربة إنسانية جديدة ومختلفة عن المقاربات السابقة التي أدت إلى هذه الأوضاع.
من جانبه، عبر الرئيس ماكي سال عن ارتياحه لمستوى التعاون الثنائي بين البلدين وتطلعه إلى مزيد تحفيز الاستثمارات التونسية في السنغال وتطوير التبادل في محالات الصحة والتعليم العالي. كما شدد، على مواصلة التنسيق بخصوص الملفات الافريقية الراهنة مشيرا بدوره إلى عدم المساواة بين الدول في الحصول على التلاقيح وأيضا عدم تمكين الدول الإفريقية من الإمكانيات ذاتها والطرق لمعالجة الأزمة الاقتصادية من تسهيلات وتعليق لعدد من الشروط للحصول على تمويل كما تم منح ذلك لبقية الدول المتقدمة.
وشدد على ضرورة حصول تغيير في الحوكمة العالمية وطريقة التعامل مع الدول الإفريقية التي وضعت شروطا منذ الحرب العالمية الثانية حين كانت اغلب الدول الإفريقية مستعمرة وحان الوقت لتغييرها لتتمكن الدول الإفريقية من الولوج إلى الأسواق والتمويلات لمرافقة الشباب وليس بتمويلات تجارية بشروط مستحيلة، على حد تعبيره.
◗ م.ي
تتأكد في كل مرة أن جهود الدبلوماسية التونسية في عمقها الإفريقي ظلت بعيدة عن المستوى المطلوب مما فتح المجال لدول مجاورة لقطع أشواط متقدمة للاستفادة من الفرص التي تتيحها القارة الافريقية على غرار المغرب.
ولولا هذا التسابق المحموم دوليا وإقليميا لبسط السيطرة على ثروات القارة واقتصادياتها ومحاولات قطع الطريق المتبادلة بين القوى العظمي( فرنسا وأوروبا مقابل الصين وأمريكا) لما كان للقمة الباريسية المنعقدة أمس حول تمويل الاقتصاديات الإفريقية، أن ترى النور وتسعى لتأمين مشاركة حوالي 30 رئيس دولة ورئيس حكومة من افريقيا وأوروبا إلى جانب مؤسسات دولية مالية.
ما يهم الجانب التونسي أن فكرة تونس بوابة افريقيا وتلك الفرصة المهدورة لسنوات لتضطلع تونس بريادة المجموعة الافريقية بحكم مقوماتها الجغرافية والدبلوماسية والسياسية (لا سيما بعد 14 جانفي)، مازالت ممكنة اليوم بل لعل الفرصة سانحة أكثر في ظل الوضع الراهن وما تعيش على وقعه دول القارة ومحيطها من تغيرات ورهانات وتحديات فرضتها جائحة كورونا وزعزعت كل ثوابت وتوازنات النظام العالمي اقتصاديا وأخلاقيا.
وتؤكد اللقاءات التي جمعت رئيس الجمهورية قيس سعيد على هامش قمة باريس مع عدد من قادة الدول الافريقية وغيرهم أن أرضية تنسيق الجهود بين تونس ومحيطها الافريقي إن على مستوى أفريقي –أفريقي أو أفريقي- أوروبي أو حتى أفريقي- دولي متوفرة وتحتاج فقط إلى رؤية إستراتيجية واضحة وخارطة طريق على قاعدة المصلحة المشتركة لدول القارة والخروج من دائرة استنزاف ثروات أفريقيا إقليميا ودوليا.
التعاون الافريقي وتنسيق الجهود
وقد استهل رئيس الجمهورية قيس سعيد زيارته إلى فرنسا في إطار مشاركته في قمة تمويل الاقتصاديات الافريقية بباريس، بإجراء محادثة، يوم الاثنين مع رئيس الكوت ديفوار، الحسن واتارا.
حيث أعرب الرئيس الايفواري، وفق بلاغ لرئاسة الجمهورية، عن تطلع بلاده إلى مزيد الاستفادة من التجربة والخبرات التونسية في عدة مجالات وخاصة في القطاع الصحي عبر تطوير التعاون الطبي وتكوين الطلبة الايفواريين في الجامعات التونسية.
كما دعا الرئيس الحسن واتارا القطاع الخاص في تونس إلى تعزيز تواجده في الكوت ديفوار ومزيد استكشاف فرص الاستثمار والشراكة فيها.
ومن جانبه، أكد رئيس الجمهورية استعداد تونس التام لمزيد تدعيم تعاونها مع الكوت ديفوار في مجال الصحة لا سيما في أفق إحداث مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان، ووجه دعوة رسمية لزيارة تونس للرئيس الايفواري الذي رحب بها ووعد بتلبيتها قريبا.
واجتمع رئيس الجمهورية قيس سعيد مع الرئيس Félix Tshisekedi، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي وكان لقاء اقتصاديا بالأساس.
التقى كذلك رئيس الجمهورية، صباح أمس الثلاثاء، الرئيس ماكي سال رئيس جمهورية السنغال ودعا رئيس الجمهورية إلى تنسيق المواقف بخصوص التوزيع العادل للقاحات ضد كوفيد-19 خاصة بالنسبة للدول الافريقية، ومعالجة مسألة الديون الافريقية بالتعاون والتشاور مع شركاء القارة والمؤسسات الدولية المعنية من أجل تحقيق تطلعات شعوبها للتنمية والاستقرار.
تصور جديد للعلاقات
وفي تصريح خاص لإذاعة «موزاييك» إثر اجتماعه بالرئيس السينغالي، أكد الرئيس قيس سعيد أنه تم التطرق إلى الأسباب التي أدت إلى الأوضاع التي تعيشها الدول الإفريقية وضرورة التكامل بين الدول خاصة في ظل الاختلال الحاصل بين الدول الغربية والدول الإفريقية.
وذكر كمثال تمتع حوالي مليار شخص في العالم بالتلقيح للتوقي من فيروس كورونا، في حين نجد أن نسبة إفريقيا لا تتجاوز حوالي 20 مليون فقط وهو رقم يدل على التفاوت بين دول الشمال والدول الإفريقية الفقيرة رغم عدم فقرها في مستوى ثرواتها الطبيعية.
وشدد قيس سعيد على ضرورة أن تقوم العلاقات بين إفريقيا والدول الأخرى على تصور مختلف وعلى مقاربة إنسانية جديدة ومختلفة عن المقاربات السابقة التي أدت إلى هذه الأوضاع.
من جانبه، عبر الرئيس ماكي سال عن ارتياحه لمستوى التعاون الثنائي بين البلدين وتطلعه إلى مزيد تحفيز الاستثمارات التونسية في السنغال وتطوير التبادل في محالات الصحة والتعليم العالي. كما شدد، على مواصلة التنسيق بخصوص الملفات الافريقية الراهنة مشيرا بدوره إلى عدم المساواة بين الدول في الحصول على التلاقيح وأيضا عدم تمكين الدول الإفريقية من الإمكانيات ذاتها والطرق لمعالجة الأزمة الاقتصادية من تسهيلات وتعليق لعدد من الشروط للحصول على تمويل كما تم منح ذلك لبقية الدول المتقدمة.
وشدد على ضرورة حصول تغيير في الحوكمة العالمية وطريقة التعامل مع الدول الإفريقية التي وضعت شروطا منذ الحرب العالمية الثانية حين كانت اغلب الدول الإفريقية مستعمرة وحان الوقت لتغييرها لتتمكن الدول الإفريقية من الولوج إلى الأسواق والتمويلات لمرافقة الشباب وليس بتمويلات تجارية بشروط مستحيلة، على حد تعبيره.
◗ م.ي