إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ماذا بعد العدوان على غزة؟... شخصيات فلسطينية تتحدث لـ«الصباح» عن الملحمة الجديدة

"أغرب ما فعلته اليوم أني تبادلت أولادي أنا وأخي أخذت اثنين من أولاده وأعطيته اثنين حتى لو قصفت يبقي مني احد وحتى لو قصف يبقى منه احد".. هذا ما دونه مواطن غزاوي ولعله ليس اغرب ما قيل حتى الآن بشأن العدوان المستمر على فلسطين المحتلة التي تنتفض مجددا كطائر الفينيق لرسم ملحمة نضالية جديدة ضد سلطة الاحتلال ولكن أيضا ضد المجتمع الدولي الأخرس وضد المراهنين على التطبيع الذي يتم توقيعه بدماء الضحايا والأبرياء.. قد لا يكون من المبالغة في شيء فيما يدخل العدوان الهمجي أسبوعه الثاني على الفلسطينيين في القدس المهددة كما في القطاع المحاصر وفي داخل الخط الأخضر أننا إزاء كتاب ستظل صفحاته مفتوحة لتدوين ورصد ممارسات وجرائم الاحتلال التي يقودها الجيش الإسرائيلي المجهز بأعتى واخطر أنواع السلاح القادم من مصانع الغرب.. لا غرابة إذن أن تتكلم فلسطين اليوم وكل أبناء الشعب الفلسطيني لغة عربية واحدة وأن تتخذ لها من التصدي للاحتلال وجرائمه عنوانا وبوصلة للمعركة القادمة أراد ناتنياهو محاصرة الفلسطينيين خنقهم فوحد صفوفهم ودفعهم إلى إزالة وإسقاط كل الحواجز الأمنية والعقائدية والسياسية التي كانت تفصل بينهم.. من باب العمود الى حي الشيخ جراح إلى البيرة وبيت لحم والخليل ونابلس وغزة وأريحا أعلن الفلسطينيون الإضراب العام رفضا للعنصرية في الداخل ورفضا للحصار في القطاع ورفضا للاحتلال وللتهويد في الضفة وفي القدس.. هي بداية مرحلة جديدة لم تبح بعد بكل محطاتها القادمة بعد هبة الأقصى التي استشهد خلالها العشرات من مختلف الأجيال وأصيب فيها المئات إن لم يكن الآلاف دون اعتبار للخراب والدمار الحاصل.. بالأمس وفي اعتراف غير مسبوق نشرت صحيفة هارتس العبريّة، مقالاً على الانترنت أكد أنّ العملية الإسرائيليّة الحاليّة هي العملية الأكثر فشلاً في تاريخ الكيان، وبالتالي يتحتّم على صُنّاع القرار في تل أبيب وقفها حالاً،.

وخلُصت الصحيفة إلى القول إنّه على ضوء الإنجازات القليلة التي حققها الجيش الإسرائيليّ، فإنّه حريًا على نتنياهو أنْ يُوقِف العملية العسكريّة فورًا وبدون تأخيرٍ.. وأنّه لا يوجد أيّ مُبرّرٍ لمُواصلة العدوان على غزّة، لأنّه بالإضافة إلى سقوط القتلى والجرحى في القطاع بفعل القصف الإسرائيليّ المُكثَّف، فإنّه يجب أنْ يأخذ بعين الاعتبار أنّ الحياة اليوميّة في كلٍّ من جنوب الدولة العبريّة ومركزها، شُلّت شللاً تامًا.. لا خلاف اليوم أن ما يحدث في كل شبر من ارض فلسطين بات يستقطب أنظار العالم الذي يتابع لحظة بلحظة تطورات الأحداث وهو ما حاولنا القيام به من خلال رصد شهادات عدد من الوجوه الفلسطينية من داخل الخطر الأخضر ومن القدس وغزة و رام الله.. وما حدث كان إجماعا على انه رغم الحصيلة المؤلمة والثقيلة للشهداء والمصابين وللخراب المستمر فان الوحدة الفلسطينية باتت حدثا قائما أكثر من أي وقت مضى ..

محمد بركة عضو الكنيست العربي:

أشهرنا انتماءنا لشعبنا وقضيتنا.. ونتعرض للقمع بسبب وجودنا على أرضنا

يقول محمد بركة العضو العربي في الكنيست عن المشهد الفلسطيني الراهن بعد أن امتدت الانتفاضة إلى صفوف عرب الداخل وجمعت في خطوة غير مسبوقة الفلسطينيين من غزة إلى الضفة والقدس واللد وعسقلان أن هناك أياما نكسر فيها مراهنة الاحتلال على قهر الشعب الفلسطيني , لقد اثبت هذا الشعب بالدليل القاطع بالدم وأثبتت جماهيره أنه عصي على الاحتلال وعصي على كل محاولات الكسر والتغييب. وانه رغم الأوضاع الإقليمية والتراجع والانهيار الحاصل بعد موجة الهرولة نحو التطبيع فقد رد الشعب الفلسطيني على من كانوا يعتقدون أن إسرائيل عنوان المنطقة بان فلسطين كانت وستبقى قضية الشعوب العربية وغيرها وقضية الأحرار والتقدميين في العالم. أمس كان يوم إضراب عام وهناك شعور بالاعتزاز أن كل الفصائل الفلسطينية العربية والإسلامية تبنت هذا الإضراب الذي تم من البحر إلى النهر بمشاركة المخيمات والشتات. نقول لمن راهن على تقسيم الشعب إننا نحن عرب الداخل ونشهر انتماءنا لشعب واحد وقضية واحدة عادلة وهي قضية لن تختفي حتى يختفي الاحتلال .

نحن نتعرض بسبب وجودنا في وطننا لحملة قمع وملاحقات وهناك أكثر من ألف معتقل خلال الحملة الأخيرة المؤسسة الإسرائيلية أطلقت اليمين المتطرف على نسق النازية الجديدة في أوروبا لاصطياد العرب والفلسطينيين ومع ذلك فان هذه الممارسات وغيرها لن تخيفنا ليس لأننا خارقون للعادة بالعكس فنحن بشر عاديون ولكننا لن ننسحب من وطننا ومن حياتنا ومن كان ظهره إلى الحائط لن يتراجع مطلقا إلى الوراء .

المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري:

الرهان على أمريكا كان خطأ في الماضي والحاضر.. وعندما نكون أقوى وموحدين ستستمع لنا إدارة بايدن

اعتقد ان ما يجري اليوم على أرضنا نقطة تحول في الصراع ومعه تعود الأمور إلى نصابها. لا بد اليوم من الاعتراف أن هناك شعبا تحت الاحتلال وهناك كيان استعماري غاشم ليس هناك عملية سياسية او عنف متبادل بين جماعات متطرفة نحن إزاء كيان استعماري يستهدف كل الفلسطينيين الذين يخوضون معركة واحدة. ولو اخترت عنوانا لهذه الانتفاضة سأختار ان يكون انتفاضة عودة الوعي ووحدة الشعب. ما يحدث يؤسس لمرحلة جديدة وقد أعاد القضية الفلسطينية إلى القها وهذا سيكون له آثاره أيضا. ما المطلوب إذا شعبيا ورسميا؟ المطلوب إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة حول رؤية جامعة وشراكة تتسع لكل الفئات الفلسطينية كل حسب وزنه في المشهد للزج بالجميع نحو القضية. الانقسام استنزف الطاقات والجهود .ما الذي يمكن انتظاره من الإدارة الأمريكية وهل من مجال اليوم للرهان على دور أمريكي؟

الإدارة الأمريكية مرتبطة عضويا بالكيان الإسرائيلي وهي شريك في العدوان على شعبنا من خلال السلاح الذي توفره لإسرائيل وقد عقدت إدارة بايدن ونحن نعيش هذا العدوان الإسرائيلي صفقة سلاح بقيمة 725 مليون دولار لفائدة الكيان الإسرائيلي وهو ما تستعمله قوات الاحتلال في الجرائم والمذابح التي تقترفها ضد الإنسانية بمعنى ان أي رهان على أمريكا كان خطأ في الماضي وخاطئا أيضا في الحاضر والمستقبل .ما نقوله انه حتى تستمع لنا أمريكا علينا ان نكون اقوي وأن نكون موحدين. عندما نرى كل هذا التضامن العربي والدولي معنا فان الرسالة التي تصل العالم ان قضيتنا عادلة ومتفوقة أخلاقيا. ومن هنا أيضا أهمية الاعتماد على أنفسنا قبل الاعتماد على غيرنا ..

تحدث الانتفاضة الفلسطينية في العادة عندما لا يحتمل الشعب أو قطاعات كبيرة منه استمرار العيش تحت الاحتلال والعدوان والذل والاستعمار الاستيطاني والعنصرية، وتزوير وتغيير التاريخ والجغرافيا والحقائق على الأرض، والسعي لمصادرة الحاضر والمستقبل الفلسطيني، والاعتداء على المقدسات.

تحدث الانتفاضة عندما يُكسر حاجز الخوف وتنزل الجماهير إلى الميادين من دون دعوة من أحد، وعندما يحل محل الخوف الأمل بالانتصار رغم صعوبة الوضع واختلال موازين القوى.

تأتي “الانتفاضة” مختلفة هذه المرة عن سابقاتها كونها شملت منذ أيامها الأولى مختلف أنحاء فلسطين، فأراد الاحتلال الاحتفال بـ”توحيد القدس”، فاحتفلت فلسطين بوحدة شعبها من النهر إلى البحر.

انطلقت شرارة الانتفاضة – كما حدث مرارًا – من الأقصى والقدس، وامتدت إلى غزة والداخل الفلسطيني، ووصلت إلى الضفة، وشعاراتها واحدة دفاعًا عن الأقصى والقدس، وضد الاحتلال ومصادرة الأراضي والاستعمار الاستيطاني، والتمييز العنصري ومن أجل إنجاز الأهداف والحقوق الفلسطينية...

القيادة مطلوبة لتنظيم الصفوف، وتحديد الأهداف وضبط الوتيرة، وإقرار مدى ومتى التقدم، ومتى يجب التراجع أو التوقف، فمن دروس الانتفاضات السابقة أنها تبدأ ولا أحد يعرف متى تنتهي، ما يجعلها تطول أكثر مما ينبغي، وتستنزف طاقات كان يمكن الاحتفاظ بها للانتفاضات القادمة، ويخطئ من يتصور أن الشعب الفلسطيني سينتصر في جولة واحدة أو انتفاضة واحدة، بل عبر جولات وانتفاضات تأخذ شكل الموجات الانتفاضية، بحيث تحقق كل واحدة منها هدفًا أو أهدافًا، وتواصل التي بعدها الطريق لتحقيق بقية الأهداف. الانتفاضة من دون رؤية وقيادة وأهداف محددة وتنظيم معرضة للتوقف من دون استثمار. والانتفاضة ليست من أجل الانتفاضة، وإنما وسيلة لتحقيق الاهداف بالمعنى الوطني والاستراتيجي.

 

دلال سلامة:عضو اللجنة المركزية لحركة فتح دلال سلامة:

السلام الذي يتحدث عنه العالم لن يتحقق دون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني

أكدت عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، دلال سلامة، أن اهم ما يحدث اليوم هو ان الشعب الفلسطيني واحد موحد يقول كلمته من خلال إضراب عام شامل من النهر الى البحر الى كل المخيمات وفي الشتات بان هناك هوية واحدة وهي الهوية الوطنية التي لا تمنح بقرار او تفويض. وفي ذلك رسالة واضحة للاحتلال وللعالم بعد ثلاث وسبعين عاما على النكبة انه لن ينال من عزيمة الفلسطينيين وان هذا الشعب صابر وصامد ومنتفض ضد الاحتلال.. هذا هو المشهد وهذه رسالتنا على مدى الأيام الماضية والأيام القادمة وحدة الموقف الفلسطيني ضد الاحتلال وهو أيضا رسالتنا إلى العالم بان قضيتنا ليست قضية هامشية وليست قضية مساعدات ولا يمكن بالتالي المراوغة والبحث عن حلول جزئية. من حقنا ان نسال أين العالم من مسؤوليته لإنفاذ قراراته المتعلقة بالشرعية الدولي التي قبل بها الفلسطينيون رغم أنها مجحفة وظالمة للشعب الفلسطيني.. لقد آن الأوان أن نتكتل جميعا ونقول كفى لاقتلاع شعبنا من أرضه كفى للقمع كفى للتهويد والتشريد.. كفى مجاملة للمحتل..رسالتنا اليوم كفلسطينيين انه مهما أمعن العالم في تنكره لحقوقنا ومهما انفض من حولنا الأشقاء ومهما طبعوا فالشعب الفلسطيني واحد موحد متمسك بالأرض وهو ما يعني أيضا انه لن يكون هناك استقرار في المنطقة وان السلام الذي يتحدث عنه العالم لن يتحقق دون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني هذه حقوق راسخة عبر التاريخ وأكدتها الشرعية الدولية ..

محمد دراغمة صحفي في رام الله:

الأجيال الجديدة توحد الفلسطينيين من البحر إلى النهر

الأجيال الجديدة توحد الفلسطينيين من البحر إلى النهر وتوحد مشروعهم الوطني في مواجهة المشروع الآخر القائم على نفيهم وإحلال اليهود مكانهم.

الصراع المقبل سينصب على هوية المكان ولغته...

- الأجيال الجديدة من الفلسطينيين في الداخل والضفة وغزة تتجه نحو نضال قومي واحد ضد إسرائيل ومشروعها القائم على التمييز العنصري البغيض والاحتلال العسكري الدموي والاستيطان اليهودي الاحتلالي.

- الحركة الوطنية الجديدة تولد في القدس وتمتد الى يافا وحيفا والناصرة ورام الله وغزة ولغة العصر

القدس خيمة الفلسطيني ورمزه الوطني أينما كان وحيثما حل.

الفصائل الفلسطينية تعمل وفق تقويم ذاتي تحركها مصالحها السياسية والشخصية حتى لو كانت على حساب مصالح الشعب.

الفصائل تنافس الأجيال الجديدة من الفلسطينيين وتحاول ان تركب الهبات الشعبية لتسخيرها لصالحها.

إسرائيل دولة متقدمة اقتصاديًا لكنها لا تختلف عن دول العالم الثالث من حيث أمراضها السياسية وهذا عنصر ضعف كبير.

كمال الحسيني رئيس مؤسسة "سيدة الأرض":

لا زلنا في خندق المقاومة والاستثمار فيما حصل لإكمال مسيرة التحرر

كرة ثلج تدحرجت ومن الصعب إيقافها وما يحصل الآن لم يحصل من قبل وبهذا النضوج في كل شيء, فكل فلسطين التاريخية تنتفض بنفس واحد ضد الاحتلال وأولا الأقصى والقدس أقدس ما نملك وثانيا فان رمزية الالتفاف في خندق المقاومة سيغير معادلة المرحلة القادمة على كل الأصعدة وثالثا التأكيد بأن هذا شعب الجبارين بعد ثلاث وسبعين عاما من النكبة لا يزال على صموده. ونحن جيل بعد جيل نتمسك بالثوابت الفلسطينية وما سيحدث بعد هذه الانتفاضة سيكون رافعة في بناء المشروع الوطني .

لا زلنا في خندق المقاومة ويجب أن نبني ونستثمر فيما حصل لإكمال مسيرة التحرر وأيضا الاستثمار الأكبر مع شعوب وأحرار العالم الذين نوجه إليهم ألف تحية على وقفتهم الصادقة وتضامنهم مع عدالة القضية الفلسطينية بالتأكيد ما قبل انتفاضة الأقصى ليس كبعده ...

متابعة اسيا العتروس

ماذا بعد العدوان على غزة؟... شخصيات فلسطينية تتحدث لـ«الصباح» عن الملحمة الجديدة

"أغرب ما فعلته اليوم أني تبادلت أولادي أنا وأخي أخذت اثنين من أولاده وأعطيته اثنين حتى لو قصفت يبقي مني احد وحتى لو قصف يبقى منه احد".. هذا ما دونه مواطن غزاوي ولعله ليس اغرب ما قيل حتى الآن بشأن العدوان المستمر على فلسطين المحتلة التي تنتفض مجددا كطائر الفينيق لرسم ملحمة نضالية جديدة ضد سلطة الاحتلال ولكن أيضا ضد المجتمع الدولي الأخرس وضد المراهنين على التطبيع الذي يتم توقيعه بدماء الضحايا والأبرياء.. قد لا يكون من المبالغة في شيء فيما يدخل العدوان الهمجي أسبوعه الثاني على الفلسطينيين في القدس المهددة كما في القطاع المحاصر وفي داخل الخط الأخضر أننا إزاء كتاب ستظل صفحاته مفتوحة لتدوين ورصد ممارسات وجرائم الاحتلال التي يقودها الجيش الإسرائيلي المجهز بأعتى واخطر أنواع السلاح القادم من مصانع الغرب.. لا غرابة إذن أن تتكلم فلسطين اليوم وكل أبناء الشعب الفلسطيني لغة عربية واحدة وأن تتخذ لها من التصدي للاحتلال وجرائمه عنوانا وبوصلة للمعركة القادمة أراد ناتنياهو محاصرة الفلسطينيين خنقهم فوحد صفوفهم ودفعهم إلى إزالة وإسقاط كل الحواجز الأمنية والعقائدية والسياسية التي كانت تفصل بينهم.. من باب العمود الى حي الشيخ جراح إلى البيرة وبيت لحم والخليل ونابلس وغزة وأريحا أعلن الفلسطينيون الإضراب العام رفضا للعنصرية في الداخل ورفضا للحصار في القطاع ورفضا للاحتلال وللتهويد في الضفة وفي القدس.. هي بداية مرحلة جديدة لم تبح بعد بكل محطاتها القادمة بعد هبة الأقصى التي استشهد خلالها العشرات من مختلف الأجيال وأصيب فيها المئات إن لم يكن الآلاف دون اعتبار للخراب والدمار الحاصل.. بالأمس وفي اعتراف غير مسبوق نشرت صحيفة هارتس العبريّة، مقالاً على الانترنت أكد أنّ العملية الإسرائيليّة الحاليّة هي العملية الأكثر فشلاً في تاريخ الكيان، وبالتالي يتحتّم على صُنّاع القرار في تل أبيب وقفها حالاً،.

وخلُصت الصحيفة إلى القول إنّه على ضوء الإنجازات القليلة التي حققها الجيش الإسرائيليّ، فإنّه حريًا على نتنياهو أنْ يُوقِف العملية العسكريّة فورًا وبدون تأخيرٍ.. وأنّه لا يوجد أيّ مُبرّرٍ لمُواصلة العدوان على غزّة، لأنّه بالإضافة إلى سقوط القتلى والجرحى في القطاع بفعل القصف الإسرائيليّ المُكثَّف، فإنّه يجب أنْ يأخذ بعين الاعتبار أنّ الحياة اليوميّة في كلٍّ من جنوب الدولة العبريّة ومركزها، شُلّت شللاً تامًا.. لا خلاف اليوم أن ما يحدث في كل شبر من ارض فلسطين بات يستقطب أنظار العالم الذي يتابع لحظة بلحظة تطورات الأحداث وهو ما حاولنا القيام به من خلال رصد شهادات عدد من الوجوه الفلسطينية من داخل الخطر الأخضر ومن القدس وغزة و رام الله.. وما حدث كان إجماعا على انه رغم الحصيلة المؤلمة والثقيلة للشهداء والمصابين وللخراب المستمر فان الوحدة الفلسطينية باتت حدثا قائما أكثر من أي وقت مضى ..

محمد بركة عضو الكنيست العربي:

أشهرنا انتماءنا لشعبنا وقضيتنا.. ونتعرض للقمع بسبب وجودنا على أرضنا

يقول محمد بركة العضو العربي في الكنيست عن المشهد الفلسطيني الراهن بعد أن امتدت الانتفاضة إلى صفوف عرب الداخل وجمعت في خطوة غير مسبوقة الفلسطينيين من غزة إلى الضفة والقدس واللد وعسقلان أن هناك أياما نكسر فيها مراهنة الاحتلال على قهر الشعب الفلسطيني , لقد اثبت هذا الشعب بالدليل القاطع بالدم وأثبتت جماهيره أنه عصي على الاحتلال وعصي على كل محاولات الكسر والتغييب. وانه رغم الأوضاع الإقليمية والتراجع والانهيار الحاصل بعد موجة الهرولة نحو التطبيع فقد رد الشعب الفلسطيني على من كانوا يعتقدون أن إسرائيل عنوان المنطقة بان فلسطين كانت وستبقى قضية الشعوب العربية وغيرها وقضية الأحرار والتقدميين في العالم. أمس كان يوم إضراب عام وهناك شعور بالاعتزاز أن كل الفصائل الفلسطينية العربية والإسلامية تبنت هذا الإضراب الذي تم من البحر إلى النهر بمشاركة المخيمات والشتات. نقول لمن راهن على تقسيم الشعب إننا نحن عرب الداخل ونشهر انتماءنا لشعب واحد وقضية واحدة عادلة وهي قضية لن تختفي حتى يختفي الاحتلال .

نحن نتعرض بسبب وجودنا في وطننا لحملة قمع وملاحقات وهناك أكثر من ألف معتقل خلال الحملة الأخيرة المؤسسة الإسرائيلية أطلقت اليمين المتطرف على نسق النازية الجديدة في أوروبا لاصطياد العرب والفلسطينيين ومع ذلك فان هذه الممارسات وغيرها لن تخيفنا ليس لأننا خارقون للعادة بالعكس فنحن بشر عاديون ولكننا لن ننسحب من وطننا ومن حياتنا ومن كان ظهره إلى الحائط لن يتراجع مطلقا إلى الوراء .

المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري:

الرهان على أمريكا كان خطأ في الماضي والحاضر.. وعندما نكون أقوى وموحدين ستستمع لنا إدارة بايدن

اعتقد ان ما يجري اليوم على أرضنا نقطة تحول في الصراع ومعه تعود الأمور إلى نصابها. لا بد اليوم من الاعتراف أن هناك شعبا تحت الاحتلال وهناك كيان استعماري غاشم ليس هناك عملية سياسية او عنف متبادل بين جماعات متطرفة نحن إزاء كيان استعماري يستهدف كل الفلسطينيين الذين يخوضون معركة واحدة. ولو اخترت عنوانا لهذه الانتفاضة سأختار ان يكون انتفاضة عودة الوعي ووحدة الشعب. ما يحدث يؤسس لمرحلة جديدة وقد أعاد القضية الفلسطينية إلى القها وهذا سيكون له آثاره أيضا. ما المطلوب إذا شعبيا ورسميا؟ المطلوب إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة حول رؤية جامعة وشراكة تتسع لكل الفئات الفلسطينية كل حسب وزنه في المشهد للزج بالجميع نحو القضية. الانقسام استنزف الطاقات والجهود .ما الذي يمكن انتظاره من الإدارة الأمريكية وهل من مجال اليوم للرهان على دور أمريكي؟

الإدارة الأمريكية مرتبطة عضويا بالكيان الإسرائيلي وهي شريك في العدوان على شعبنا من خلال السلاح الذي توفره لإسرائيل وقد عقدت إدارة بايدن ونحن نعيش هذا العدوان الإسرائيلي صفقة سلاح بقيمة 725 مليون دولار لفائدة الكيان الإسرائيلي وهو ما تستعمله قوات الاحتلال في الجرائم والمذابح التي تقترفها ضد الإنسانية بمعنى ان أي رهان على أمريكا كان خطأ في الماضي وخاطئا أيضا في الحاضر والمستقبل .ما نقوله انه حتى تستمع لنا أمريكا علينا ان نكون اقوي وأن نكون موحدين. عندما نرى كل هذا التضامن العربي والدولي معنا فان الرسالة التي تصل العالم ان قضيتنا عادلة ومتفوقة أخلاقيا. ومن هنا أيضا أهمية الاعتماد على أنفسنا قبل الاعتماد على غيرنا ..

تحدث الانتفاضة الفلسطينية في العادة عندما لا يحتمل الشعب أو قطاعات كبيرة منه استمرار العيش تحت الاحتلال والعدوان والذل والاستعمار الاستيطاني والعنصرية، وتزوير وتغيير التاريخ والجغرافيا والحقائق على الأرض، والسعي لمصادرة الحاضر والمستقبل الفلسطيني، والاعتداء على المقدسات.

تحدث الانتفاضة عندما يُكسر حاجز الخوف وتنزل الجماهير إلى الميادين من دون دعوة من أحد، وعندما يحل محل الخوف الأمل بالانتصار رغم صعوبة الوضع واختلال موازين القوى.

تأتي “الانتفاضة” مختلفة هذه المرة عن سابقاتها كونها شملت منذ أيامها الأولى مختلف أنحاء فلسطين، فأراد الاحتلال الاحتفال بـ”توحيد القدس”، فاحتفلت فلسطين بوحدة شعبها من النهر إلى البحر.

انطلقت شرارة الانتفاضة – كما حدث مرارًا – من الأقصى والقدس، وامتدت إلى غزة والداخل الفلسطيني، ووصلت إلى الضفة، وشعاراتها واحدة دفاعًا عن الأقصى والقدس، وضد الاحتلال ومصادرة الأراضي والاستعمار الاستيطاني، والتمييز العنصري ومن أجل إنجاز الأهداف والحقوق الفلسطينية...

القيادة مطلوبة لتنظيم الصفوف، وتحديد الأهداف وضبط الوتيرة، وإقرار مدى ومتى التقدم، ومتى يجب التراجع أو التوقف، فمن دروس الانتفاضات السابقة أنها تبدأ ولا أحد يعرف متى تنتهي، ما يجعلها تطول أكثر مما ينبغي، وتستنزف طاقات كان يمكن الاحتفاظ بها للانتفاضات القادمة، ويخطئ من يتصور أن الشعب الفلسطيني سينتصر في جولة واحدة أو انتفاضة واحدة، بل عبر جولات وانتفاضات تأخذ شكل الموجات الانتفاضية، بحيث تحقق كل واحدة منها هدفًا أو أهدافًا، وتواصل التي بعدها الطريق لتحقيق بقية الأهداف. الانتفاضة من دون رؤية وقيادة وأهداف محددة وتنظيم معرضة للتوقف من دون استثمار. والانتفاضة ليست من أجل الانتفاضة، وإنما وسيلة لتحقيق الاهداف بالمعنى الوطني والاستراتيجي.

 

دلال سلامة:عضو اللجنة المركزية لحركة فتح دلال سلامة:

السلام الذي يتحدث عنه العالم لن يتحقق دون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني

أكدت عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، دلال سلامة، أن اهم ما يحدث اليوم هو ان الشعب الفلسطيني واحد موحد يقول كلمته من خلال إضراب عام شامل من النهر الى البحر الى كل المخيمات وفي الشتات بان هناك هوية واحدة وهي الهوية الوطنية التي لا تمنح بقرار او تفويض. وفي ذلك رسالة واضحة للاحتلال وللعالم بعد ثلاث وسبعين عاما على النكبة انه لن ينال من عزيمة الفلسطينيين وان هذا الشعب صابر وصامد ومنتفض ضد الاحتلال.. هذا هو المشهد وهذه رسالتنا على مدى الأيام الماضية والأيام القادمة وحدة الموقف الفلسطيني ضد الاحتلال وهو أيضا رسالتنا إلى العالم بان قضيتنا ليست قضية هامشية وليست قضية مساعدات ولا يمكن بالتالي المراوغة والبحث عن حلول جزئية. من حقنا ان نسال أين العالم من مسؤوليته لإنفاذ قراراته المتعلقة بالشرعية الدولي التي قبل بها الفلسطينيون رغم أنها مجحفة وظالمة للشعب الفلسطيني.. لقد آن الأوان أن نتكتل جميعا ونقول كفى لاقتلاع شعبنا من أرضه كفى للقمع كفى للتهويد والتشريد.. كفى مجاملة للمحتل..رسالتنا اليوم كفلسطينيين انه مهما أمعن العالم في تنكره لحقوقنا ومهما انفض من حولنا الأشقاء ومهما طبعوا فالشعب الفلسطيني واحد موحد متمسك بالأرض وهو ما يعني أيضا انه لن يكون هناك استقرار في المنطقة وان السلام الذي يتحدث عنه العالم لن يتحقق دون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني هذه حقوق راسخة عبر التاريخ وأكدتها الشرعية الدولية ..

محمد دراغمة صحفي في رام الله:

الأجيال الجديدة توحد الفلسطينيين من البحر إلى النهر

الأجيال الجديدة توحد الفلسطينيين من البحر إلى النهر وتوحد مشروعهم الوطني في مواجهة المشروع الآخر القائم على نفيهم وإحلال اليهود مكانهم.

الصراع المقبل سينصب على هوية المكان ولغته...

- الأجيال الجديدة من الفلسطينيين في الداخل والضفة وغزة تتجه نحو نضال قومي واحد ضد إسرائيل ومشروعها القائم على التمييز العنصري البغيض والاحتلال العسكري الدموي والاستيطان اليهودي الاحتلالي.

- الحركة الوطنية الجديدة تولد في القدس وتمتد الى يافا وحيفا والناصرة ورام الله وغزة ولغة العصر

القدس خيمة الفلسطيني ورمزه الوطني أينما كان وحيثما حل.

الفصائل الفلسطينية تعمل وفق تقويم ذاتي تحركها مصالحها السياسية والشخصية حتى لو كانت على حساب مصالح الشعب.

الفصائل تنافس الأجيال الجديدة من الفلسطينيين وتحاول ان تركب الهبات الشعبية لتسخيرها لصالحها.

إسرائيل دولة متقدمة اقتصاديًا لكنها لا تختلف عن دول العالم الثالث من حيث أمراضها السياسية وهذا عنصر ضعف كبير.

كمال الحسيني رئيس مؤسسة "سيدة الأرض":

لا زلنا في خندق المقاومة والاستثمار فيما حصل لإكمال مسيرة التحرر

كرة ثلج تدحرجت ومن الصعب إيقافها وما يحصل الآن لم يحصل من قبل وبهذا النضوج في كل شيء, فكل فلسطين التاريخية تنتفض بنفس واحد ضد الاحتلال وأولا الأقصى والقدس أقدس ما نملك وثانيا فان رمزية الالتفاف في خندق المقاومة سيغير معادلة المرحلة القادمة على كل الأصعدة وثالثا التأكيد بأن هذا شعب الجبارين بعد ثلاث وسبعين عاما من النكبة لا يزال على صموده. ونحن جيل بعد جيل نتمسك بالثوابت الفلسطينية وما سيحدث بعد هذه الانتفاضة سيكون رافعة في بناء المشروع الوطني .

لا زلنا في خندق المقاومة ويجب أن نبني ونستثمر فيما حصل لإكمال مسيرة التحرر وأيضا الاستثمار الأكبر مع شعوب وأحرار العالم الذين نوجه إليهم ألف تحية على وقفتهم الصادقة وتضامنهم مع عدالة القضية الفلسطينية بالتأكيد ما قبل انتفاضة الأقصى ليس كبعده ...

متابعة اسيا العتروس

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews