إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

يمنح شهائد يقول إنها معادلة للباكالوريا والإجازة.. حسين العبيدي عاد لينتصب عشوائيا بنظام تعليم ديني مواز !

تونس – الصباح

بعد ابتعاده عن الأضواء منذ إبعاده عن جامع الزيتونة وهو الذي نصّب نفسه شيخا على مشيخة الأزهر، عاد الشيخ المثير للجدل حسين العبيدي للظهور المكثف في الأيام الأخيرة وهو يوزّع شهائد ‘’الأهلية’’في المهدية وزغوان ويعد الطلاب بمستقبل تعليمي ديني سيتوجب العالِمية وهي أيضا من الشهائد البائدة منذ سنة 1954 عندما اتخذت الحكومة التونسية وقتها قرارا بإلغاء التعليم الزيتوني القديم وتعويضه بنظام تعليمي مدني وحديث ..واليوم يزعم حسين العبيدي أن شهادة الأهلية تعادل الباكالوريا وشهادة العالِمية تعادل شهادة الإجازة !

ولكن منذ 2012 الى اليوم ما زال حسين العبيدي يصرّ على فرض هذه الشهائد التي لا تعترف بها الدولة على النظام التعليمي الوطني.. بزعمه انه أعاد التعليم الزيتوني القديم في 2012 وأن هذا الأمر وان تعارض مع القوانين التونسية ذات النظام التعليمي المدني الموحد، فان جامعة الزيتونة تتبع اليونيسكو وتنطبق عليها القانون الدولي وليس المحلي وانه في صورة تعارض القانون الوطني مع القانوني الدولي يُقدّم القانون الدولي !

في الاحتفالية التي أقامها مؤخرا حسين العبيدي في فرع زغوان للتعليم الزيتوني الأصلي كما يسميه، لتسليم شهائد الأهلية لطلبة مشيخة جامع الزيتونة والتي تحولت الى نظام تعليمي موازي أمام صمت مريب من السلط ومنها وزارة الشؤون الدينية وجامعة الزيتونة وحتى رئاسة الحكومة.. قال العبيدي للطلاب انهم يمكنهم اكمال تعليمه في المرحلة الثالثة للحصول على شهادة التحصيل حتى يتخرّجوا قضاة شرعيين ! لأن هذه المرحلة التي تسبق شهادة العاِلمية وهي ارفع شهائد الزيتونة القديمة أي في النصف الأول من القرن العشرين وقبل تحديث التعليم والتي تسمح لصاحبها ليصبح عالما كما يقول العبيدي، يمكنهم دراسة الطب النبوي في مرحلة التحصيل واستشهد بأحد الحضور والذي قال انه متحصل على شهادة في خمس اختصاصات طبية في الطب النبوي وأن هذا الشخص في الآن ذاته هو المتفقد العام لصندوق الوطني للتأمين عن المرض الكنام !

صمت رسمي مريب ..

اختلف تعامل الدولة بعد الثورة مع مشروع حسين العبيدي لتخريب النظام التعليمي العصري والحديث بإحياء نظام تعليمي ديني قديم تجاوزته الأحداث والعلوم بسنوات ضوئية بالإضافة الى ان حسين العبيدي بهذا المشروع يحاول أن يسطو على اختصاصات جامعة الزيتونة كأحد أبرز مؤسسات التعليم العالي في تونس .. ويحاول العبيدي التلاعب بالعقول بالقول أن مشروعه الديني وليس التعليمي كما يدعي لن يقتصر على البرنامج القديم للتعليم الزيتوني العالي من خلال الاختصاصات الثلاثة المعروفة مثل الآداب والقراءات والشرعيّات، ولكن ستكون هناك اختصاصات حديثة مثل الفلسفة والانقليزية والطب والهندسة والفيزياء والكيمياء !

وبعد مساندة مريبة من حكومة الترويكا بقيادة حركة النهضة لمشروع حسين العبيدي قام وزير الشؤون الدينية السابق أحمد عظوم وفي 18 من أكتوبر2019، باتخاذ كافة التدابير القانونية تجاه الشيخ حسين العبيدي ومن معه وإخلاء الفضاء التابع لجامع الزيتونة. وقد أكدت وزارة الشؤون الدينية وقتها في بيان لها أنّ “بيوت الله جزء من الملك العام للدّولة، وهي السّلطة الوحيدة المخوّلة قانونا بالنظر في جميع المسائل المتعلّقة بها من دون استثناء والترخيص في أيّ نشاط داخل المساجد والفضاءات التابعة لها”.. ولكن اليوم يستغل حسين العبيدي مقرات رابطة القرآن الكريم الممولة من الرئاسة والشؤون الدينية ويستغل فضاءات مسجدية دون رادع ودون ان يتحرّك وزير الشؤون الدينية الحالي إبراهيم الشايبي لحماية قرارات سلفه أحمد عظوم التي تمثل قرارات الدولة وفي اطار الاستمرارية يجب ان يدافع عليها الوزير الحالي الذي لم يحرّك ساكنا تجاه كل ما يحدث ولم يدافع عن قيم الجمهورية وأبرزها النظام التعليمي الموحد .

ولكن وبالعودة الى التسلسل التاريخي للأحداث في علاقة بمشروع حسين العبيدي الديني ، نجد أنه في 12 ماي 2012 وقع ثلاثة وزراء من حكومة الترويكا بقيادة حركة النهضة وهم وزير الشؤون الدينية عن حركة النهضة نور الدين الخادمي ووزير التعليم العالي عن حركة النهضة، آنذاك، المنصف بن سالم ووزير التربية في نفس الحكومة عبد اللطيف عبيد عن حزب التكتل. وقد أكد وقتها الوزراء الموقعين على وثيقة استئناف التعليم الزيتوني أن هذا الحدث يمثل "إعادة اعتبار لجامع الزيتونة ولدوره الحضاري كمنارة علمية لنشر تعاليم الإسلام السمحة، ولمقاصده السامية". حيث وصف وزير التربية عبد اللطيف عبيد الأمر وقتها بأنه "فك الحصار عن جامع الزيتونة وخطوة على درب الجلاء الثقافي والسياسي" في تونس !!!.. وبعد سنوات من هذا الاتفاق تراجعت الدولة من خلال وزارة الشؤون الدينية على اعتبار ما تم توقيعه اتفاق باستئناف التعليم الزيتوني القديم وتم اعتباره مجرد اتفاق أولي لا قيمة لشهائده من الناحية العلمية .

ولم تكتف مشيخة جامع الزيتونة وقتها والتي تُختزل دائما في شخص حسين العبيدي بإعادة التعليم القديم بل سعت الى استرجاع أوقاف جامع الزيتونة رغم وجود قانون منذ الاستقلال يلغي نظام الأوقاف ومن هذه الأوقاف التي يطالب بها حسين العبيدي المدرسة الخلدونية ومعهد ابن شرف وجامعة الزيتونة وجامعة 9 أفريل ...

والى اليوم يتعامل حسين العبيدي مع جامع الزيتونة كملكية خاصة وينصب نفسه كشيخ للجامع الأعظم ويمضي في مشروعه الديني بخلق نظام تعليم مواز يشجع الناس على الالتحاق به ويوهمهم بأن الشهائد الذين سيحصلون عليها يمكن ان تفتح لهم مجال التدريس الافتراضي في خطة محكمة لمزيد ضرب نظام التعليم الموحد ومقومات الدولة المدنية .

منية العرفاوي

 

 

 

يمنح شهائد يقول إنها معادلة للباكالوريا والإجازة.. حسين العبيدي عاد لينتصب عشوائيا بنظام تعليم ديني مواز !

تونس – الصباح

بعد ابتعاده عن الأضواء منذ إبعاده عن جامع الزيتونة وهو الذي نصّب نفسه شيخا على مشيخة الأزهر، عاد الشيخ المثير للجدل حسين العبيدي للظهور المكثف في الأيام الأخيرة وهو يوزّع شهائد ‘’الأهلية’’في المهدية وزغوان ويعد الطلاب بمستقبل تعليمي ديني سيتوجب العالِمية وهي أيضا من الشهائد البائدة منذ سنة 1954 عندما اتخذت الحكومة التونسية وقتها قرارا بإلغاء التعليم الزيتوني القديم وتعويضه بنظام تعليمي مدني وحديث ..واليوم يزعم حسين العبيدي أن شهادة الأهلية تعادل الباكالوريا وشهادة العالِمية تعادل شهادة الإجازة !

ولكن منذ 2012 الى اليوم ما زال حسين العبيدي يصرّ على فرض هذه الشهائد التي لا تعترف بها الدولة على النظام التعليمي الوطني.. بزعمه انه أعاد التعليم الزيتوني القديم في 2012 وأن هذا الأمر وان تعارض مع القوانين التونسية ذات النظام التعليمي المدني الموحد، فان جامعة الزيتونة تتبع اليونيسكو وتنطبق عليها القانون الدولي وليس المحلي وانه في صورة تعارض القانون الوطني مع القانوني الدولي يُقدّم القانون الدولي !

في الاحتفالية التي أقامها مؤخرا حسين العبيدي في فرع زغوان للتعليم الزيتوني الأصلي كما يسميه، لتسليم شهائد الأهلية لطلبة مشيخة جامع الزيتونة والتي تحولت الى نظام تعليمي موازي أمام صمت مريب من السلط ومنها وزارة الشؤون الدينية وجامعة الزيتونة وحتى رئاسة الحكومة.. قال العبيدي للطلاب انهم يمكنهم اكمال تعليمه في المرحلة الثالثة للحصول على شهادة التحصيل حتى يتخرّجوا قضاة شرعيين ! لأن هذه المرحلة التي تسبق شهادة العاِلمية وهي ارفع شهائد الزيتونة القديمة أي في النصف الأول من القرن العشرين وقبل تحديث التعليم والتي تسمح لصاحبها ليصبح عالما كما يقول العبيدي، يمكنهم دراسة الطب النبوي في مرحلة التحصيل واستشهد بأحد الحضور والذي قال انه متحصل على شهادة في خمس اختصاصات طبية في الطب النبوي وأن هذا الشخص في الآن ذاته هو المتفقد العام لصندوق الوطني للتأمين عن المرض الكنام !

صمت رسمي مريب ..

اختلف تعامل الدولة بعد الثورة مع مشروع حسين العبيدي لتخريب النظام التعليمي العصري والحديث بإحياء نظام تعليمي ديني قديم تجاوزته الأحداث والعلوم بسنوات ضوئية بالإضافة الى ان حسين العبيدي بهذا المشروع يحاول أن يسطو على اختصاصات جامعة الزيتونة كأحد أبرز مؤسسات التعليم العالي في تونس .. ويحاول العبيدي التلاعب بالعقول بالقول أن مشروعه الديني وليس التعليمي كما يدعي لن يقتصر على البرنامج القديم للتعليم الزيتوني العالي من خلال الاختصاصات الثلاثة المعروفة مثل الآداب والقراءات والشرعيّات، ولكن ستكون هناك اختصاصات حديثة مثل الفلسفة والانقليزية والطب والهندسة والفيزياء والكيمياء !

وبعد مساندة مريبة من حكومة الترويكا بقيادة حركة النهضة لمشروع حسين العبيدي قام وزير الشؤون الدينية السابق أحمد عظوم وفي 18 من أكتوبر2019، باتخاذ كافة التدابير القانونية تجاه الشيخ حسين العبيدي ومن معه وإخلاء الفضاء التابع لجامع الزيتونة. وقد أكدت وزارة الشؤون الدينية وقتها في بيان لها أنّ “بيوت الله جزء من الملك العام للدّولة، وهي السّلطة الوحيدة المخوّلة قانونا بالنظر في جميع المسائل المتعلّقة بها من دون استثناء والترخيص في أيّ نشاط داخل المساجد والفضاءات التابعة لها”.. ولكن اليوم يستغل حسين العبيدي مقرات رابطة القرآن الكريم الممولة من الرئاسة والشؤون الدينية ويستغل فضاءات مسجدية دون رادع ودون ان يتحرّك وزير الشؤون الدينية الحالي إبراهيم الشايبي لحماية قرارات سلفه أحمد عظوم التي تمثل قرارات الدولة وفي اطار الاستمرارية يجب ان يدافع عليها الوزير الحالي الذي لم يحرّك ساكنا تجاه كل ما يحدث ولم يدافع عن قيم الجمهورية وأبرزها النظام التعليمي الموحد .

ولكن وبالعودة الى التسلسل التاريخي للأحداث في علاقة بمشروع حسين العبيدي الديني ، نجد أنه في 12 ماي 2012 وقع ثلاثة وزراء من حكومة الترويكا بقيادة حركة النهضة وهم وزير الشؤون الدينية عن حركة النهضة نور الدين الخادمي ووزير التعليم العالي عن حركة النهضة، آنذاك، المنصف بن سالم ووزير التربية في نفس الحكومة عبد اللطيف عبيد عن حزب التكتل. وقد أكد وقتها الوزراء الموقعين على وثيقة استئناف التعليم الزيتوني أن هذا الحدث يمثل "إعادة اعتبار لجامع الزيتونة ولدوره الحضاري كمنارة علمية لنشر تعاليم الإسلام السمحة، ولمقاصده السامية". حيث وصف وزير التربية عبد اللطيف عبيد الأمر وقتها بأنه "فك الحصار عن جامع الزيتونة وخطوة على درب الجلاء الثقافي والسياسي" في تونس !!!.. وبعد سنوات من هذا الاتفاق تراجعت الدولة من خلال وزارة الشؤون الدينية على اعتبار ما تم توقيعه اتفاق باستئناف التعليم الزيتوني القديم وتم اعتباره مجرد اتفاق أولي لا قيمة لشهائده من الناحية العلمية .

ولم تكتف مشيخة جامع الزيتونة وقتها والتي تُختزل دائما في شخص حسين العبيدي بإعادة التعليم القديم بل سعت الى استرجاع أوقاف جامع الزيتونة رغم وجود قانون منذ الاستقلال يلغي نظام الأوقاف ومن هذه الأوقاف التي يطالب بها حسين العبيدي المدرسة الخلدونية ومعهد ابن شرف وجامعة الزيتونة وجامعة 9 أفريل ...

والى اليوم يتعامل حسين العبيدي مع جامع الزيتونة كملكية خاصة وينصب نفسه كشيخ للجامع الأعظم ويمضي في مشروعه الديني بخلق نظام تعليم مواز يشجع الناس على الالتحاق به ويوهمهم بأن الشهائد الذين سيحصلون عليها يمكن ان تفتح لهم مجال التدريس الافتراضي في خطة محكمة لمزيد ضرب نظام التعليم الموحد ومقومات الدولة المدنية .

منية العرفاوي

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews