إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أستاذ علم الاجتماع محمد الجويلي لـ"الصباح": تراجع نسبة التفاؤل لدى التونسيين مسألة متوقعة وبديهية

تونس – الصباح

لا يمكن أن يخلف الوضع الذي تعيشه تونس خاصة في الأشهر القليلة الماضية إلا الشعور بالتشاؤم والقلق وعدم الرضا والخوف من المستقبل في ظل غياب أي رؤية واضحة أو أية حلول لما يواجهه التونسيون من صعوبات وعراقيل بسبب تدهور مقدرتهم الشرائية وغلاء المعيشة.

ومن البديهي جدّا أن يعبر التونسيون عن قلقهم إزاء الوضع وشعورهم بالإحباط بسبب الكمّ الهائل من الأخبار التي لا تزيد إلا من التشاؤم والإحساس بالغبن يصل في بعض الأحيان إلى الحقد الاجتماعي.

فلدى عموم التونسيين شعور عميق بتفاقم الفجوة بين الأغنياء والفقراء إذ يرى 89.4 % أن الفجوة زادت اتساعا بل وتفاقمت جدا عند 79 % في حين نجد أن 4،3 % فقط يرون أن هذه الفجوة قد تراجعت.

هنالك في تونس شعور حاد بالضيم الطبقي وبلا عدالة التفاوت بين الفئات والجهات وهو ما يفسر بقاء منسوب الثقة في رئيس الدولة مرتفعا، رغم الشعور العام بتدهور كل مرافق الحياة، حسب نتائج الباروميتر السياسي لشهر سبتمبر الذي تنجزه مؤسسة سيغما كونساي بالتعاون مع جريدة المغرب.

كما تم تسجيل تراجع ملحوظ في منسوب التفاؤل لدى التونسيين بـ17 نقطة، حيث تراجع لحدود 45.5 بالمائة بعد ما كان 61.5 بالمائة في أوت الماضي ووفق نفس نتائج الباروميتر السياسي ترى 50.3 بالمائة من العينة المستجوبة أن البلاد تسير في الطريق الخطأ فيما اعتبر 44.5 بالمائة من المستجوبين أن البلاد في الطريق الصحيح.

أوضح أستاذ علم الاجتماع الدكتور محمد الجويلي في تصريح لـ"الصباح" أّنّ "ارتفاع نسب التشاؤم لدى التونسيين بـ17 بالمائة، مسألة واضحة ومنتظرة ومتوقعة لعدة أسباب أولها نقص المواد الأولية، حركة هجرة كبيرة خلفت موتى وغرقى، بالإضافة إلى انقطاع الماء والكهرباء والعديد من الأسباب التي لها علاقة مباشرة بنمط الحياة".

وأضاف الجويلي "فالحياة اليومية أصبحت أكثر تعقيدا وبالتالي من البديهي أن ترتفع نسبة التشاؤم، ولكن في نفس الوقت العديد من التونسيين يتبنون خطاب الرئيس ويعتبرون أن ما يجري هو مؤامرة وهو ما يفسر ارتفاع نسبة الثقة في شخصه على مدى أشهر باعتبار نواياه الحسنة التي تقابلها مخلفات الدولة العميقة واللوبيات وتعطيل المصالح".

وأفاد أستاذ علم الاجتماع "هناك نوع من الفصل بين موقف الناس من الحكومة التي يعتبرونها عاجزة عن توفير المواد الأساسية في علاقة بمسألة الحوكمة وبين رئيس الدولة الذي يُبوبونه في خانة أخرى باعتباره يتبنى مبادئ مقاومة الفساد والانتصار للمهمشين والضعفاء والبؤساء كما يقول هو، ما يترك صدى لدى الناس الذين يبرؤونه مما يجري ويؤكدون أنه يريد الإصلاح".

وقال محمد الجويلي "الأشخاص الذين لا يزال لديهم ثقة في شخص الرئيس يرجعون الوضع إلى مخلفات العشرية السوداء، فالرئيس يريد الإصلاح ولكن هناك قوى داخلية تسعى إلى تعكير الوضع وبصدد تكريس الاحتكار مقابل حكومة عاجزة على المواجهة، وبالتالي طغى خطاب الرئيس على الصورة لتكون تشاؤما من الوضع مقابل تواصل الثقة في شخصه".

إيمان عبد الطيف

أستاذ علم الاجتماع محمد الجويلي لـ"الصباح": تراجع نسبة التفاؤل لدى التونسيين مسألة متوقعة وبديهية

تونس – الصباح

لا يمكن أن يخلف الوضع الذي تعيشه تونس خاصة في الأشهر القليلة الماضية إلا الشعور بالتشاؤم والقلق وعدم الرضا والخوف من المستقبل في ظل غياب أي رؤية واضحة أو أية حلول لما يواجهه التونسيون من صعوبات وعراقيل بسبب تدهور مقدرتهم الشرائية وغلاء المعيشة.

ومن البديهي جدّا أن يعبر التونسيون عن قلقهم إزاء الوضع وشعورهم بالإحباط بسبب الكمّ الهائل من الأخبار التي لا تزيد إلا من التشاؤم والإحساس بالغبن يصل في بعض الأحيان إلى الحقد الاجتماعي.

فلدى عموم التونسيين شعور عميق بتفاقم الفجوة بين الأغنياء والفقراء إذ يرى 89.4 % أن الفجوة زادت اتساعا بل وتفاقمت جدا عند 79 % في حين نجد أن 4،3 % فقط يرون أن هذه الفجوة قد تراجعت.

هنالك في تونس شعور حاد بالضيم الطبقي وبلا عدالة التفاوت بين الفئات والجهات وهو ما يفسر بقاء منسوب الثقة في رئيس الدولة مرتفعا، رغم الشعور العام بتدهور كل مرافق الحياة، حسب نتائج الباروميتر السياسي لشهر سبتمبر الذي تنجزه مؤسسة سيغما كونساي بالتعاون مع جريدة المغرب.

كما تم تسجيل تراجع ملحوظ في منسوب التفاؤل لدى التونسيين بـ17 نقطة، حيث تراجع لحدود 45.5 بالمائة بعد ما كان 61.5 بالمائة في أوت الماضي ووفق نفس نتائج الباروميتر السياسي ترى 50.3 بالمائة من العينة المستجوبة أن البلاد تسير في الطريق الخطأ فيما اعتبر 44.5 بالمائة من المستجوبين أن البلاد في الطريق الصحيح.

أوضح أستاذ علم الاجتماع الدكتور محمد الجويلي في تصريح لـ"الصباح" أّنّ "ارتفاع نسب التشاؤم لدى التونسيين بـ17 بالمائة، مسألة واضحة ومنتظرة ومتوقعة لعدة أسباب أولها نقص المواد الأولية، حركة هجرة كبيرة خلفت موتى وغرقى، بالإضافة إلى انقطاع الماء والكهرباء والعديد من الأسباب التي لها علاقة مباشرة بنمط الحياة".

وأضاف الجويلي "فالحياة اليومية أصبحت أكثر تعقيدا وبالتالي من البديهي أن ترتفع نسبة التشاؤم، ولكن في نفس الوقت العديد من التونسيين يتبنون خطاب الرئيس ويعتبرون أن ما يجري هو مؤامرة وهو ما يفسر ارتفاع نسبة الثقة في شخصه على مدى أشهر باعتبار نواياه الحسنة التي تقابلها مخلفات الدولة العميقة واللوبيات وتعطيل المصالح".

وأفاد أستاذ علم الاجتماع "هناك نوع من الفصل بين موقف الناس من الحكومة التي يعتبرونها عاجزة عن توفير المواد الأساسية في علاقة بمسألة الحوكمة وبين رئيس الدولة الذي يُبوبونه في خانة أخرى باعتباره يتبنى مبادئ مقاومة الفساد والانتصار للمهمشين والضعفاء والبؤساء كما يقول هو، ما يترك صدى لدى الناس الذين يبرؤونه مما يجري ويؤكدون أنه يريد الإصلاح".

وقال محمد الجويلي "الأشخاص الذين لا يزال لديهم ثقة في شخص الرئيس يرجعون الوضع إلى مخلفات العشرية السوداء، فالرئيس يريد الإصلاح ولكن هناك قوى داخلية تسعى إلى تعكير الوضع وبصدد تكريس الاحتكار مقابل حكومة عاجزة على المواجهة، وبالتالي طغى خطاب الرئيس على الصورة لتكون تشاؤما من الوضع مقابل تواصل الثقة في شخصه".

إيمان عبد الطيف

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews