إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ويبقى الزعيم الهادي شاكر رغم تناسيه علما على رأسه نار

مرّت الذّكرى التاسعة والسّتون لاستشهاد ابن تونس البارّ الزعيم الوطني الهادي شاكر ولم يحرّك أحد ساكنا. كل الذين يتمتعون اليوم بخيرات البلاد، على قلّتها، وينعمون بالطمأنينة وراحة البال، رغم وضع البلاد الصّعب، ويعيشون في ظلّ الحرية وعلى رأسهم أصحاب القرار السياسي والإعلامي نسوا أو تناسوا هذه الذكرى العظيمة بكلّ وقاحة. وكأنّ الرجل ينتمي إلى بلد آخر أو قارّة أخرى أو ربّما إلى كوكب آخر. وكأنّ الهادي شاكر لم يفتد وطنه ولم يسق ترابه بدمائه الزكية وهو لم يتعدّ الخامسة والأربعين من عمره تاركا أرملة في صولة شبابها وثلاثة أيتام لم يتجاوزوا مرحلة الطفولة. عرف أبناء الشهيد الهادي شاكر مرارة الاستعمار وقهره في أبهى تجلياته ليلة 13 سبتمبر 1953 بعد أن اُخرج أبوهم من بيتهم في الهزيع الثاني من الليل أمامهم مكبّلا بقيود الاستعمار من دون رجعة. إذ اُغتيل اغتيالا شنيعا ونُكّل بجثته ليلة كاملة إثر اقتياده من العاصمة إلى إحدى معتمديات مدينة صفاقس "ترياقا" لتصبح بعد استشهاده معتمديّة "منزل شاكر".

وفضلا عن أنّ كل وسائل الإعلام السمعية والبصرية لم تُحي ذكرى استشهاد الزعيم الهادي شاكر، فإنّ أحدهم، المعروف بحنينه القاتل لأجداده البايات وحزنه الأبديّ على انقضاء عهدهم واعتبار عيد الجمهورية من كلّ سنة يوما حزينا لا يستطيع فيه إلاّ البكاء والانزواء في بيته، قد حضر في إحدى البلاتوهات وعاد للحديث عن المرحوم إبراهيم طوبال والفتنة اليوسفيّة بين بورقيبة وصالح بن يوسف بمناسبة وفاة ذلك الرجل. وبذلك ضاعت فرصة إحياء رمز من رموز الحركة الوطنية في ذكرى استشهاده يوم 13 سبتمبر 2022 ليتم بيع الكلام عن الصّراع البورقيبي اليوسفي وما بينهما طوبال.

إنّ تنكّر البلدان والشعوب لأبطالها وشهدائها الذين ضحّوا بالنّفس والنّفيس من أجلها لا يُنقص ولو مثقال ذرّة من قيمتهم ونضالاتهم. وسيبقى هؤلاء الأفذاذ إلى الأبد أعلاما على رؤوسهم نار. وسيلحق الجحود والخزي والعار والهوان كلّ من نسي فرسان وطنه أو تناساهم.

مصدّق الشّريف

ويبقى الزعيم الهادي شاكر رغم تناسيه علما على رأسه نار

مرّت الذّكرى التاسعة والسّتون لاستشهاد ابن تونس البارّ الزعيم الوطني الهادي شاكر ولم يحرّك أحد ساكنا. كل الذين يتمتعون اليوم بخيرات البلاد، على قلّتها، وينعمون بالطمأنينة وراحة البال، رغم وضع البلاد الصّعب، ويعيشون في ظلّ الحرية وعلى رأسهم أصحاب القرار السياسي والإعلامي نسوا أو تناسوا هذه الذكرى العظيمة بكلّ وقاحة. وكأنّ الرجل ينتمي إلى بلد آخر أو قارّة أخرى أو ربّما إلى كوكب آخر. وكأنّ الهادي شاكر لم يفتد وطنه ولم يسق ترابه بدمائه الزكية وهو لم يتعدّ الخامسة والأربعين من عمره تاركا أرملة في صولة شبابها وثلاثة أيتام لم يتجاوزوا مرحلة الطفولة. عرف أبناء الشهيد الهادي شاكر مرارة الاستعمار وقهره في أبهى تجلياته ليلة 13 سبتمبر 1953 بعد أن اُخرج أبوهم من بيتهم في الهزيع الثاني من الليل أمامهم مكبّلا بقيود الاستعمار من دون رجعة. إذ اُغتيل اغتيالا شنيعا ونُكّل بجثته ليلة كاملة إثر اقتياده من العاصمة إلى إحدى معتمديات مدينة صفاقس "ترياقا" لتصبح بعد استشهاده معتمديّة "منزل شاكر".

وفضلا عن أنّ كل وسائل الإعلام السمعية والبصرية لم تُحي ذكرى استشهاد الزعيم الهادي شاكر، فإنّ أحدهم، المعروف بحنينه القاتل لأجداده البايات وحزنه الأبديّ على انقضاء عهدهم واعتبار عيد الجمهورية من كلّ سنة يوما حزينا لا يستطيع فيه إلاّ البكاء والانزواء في بيته، قد حضر في إحدى البلاتوهات وعاد للحديث عن المرحوم إبراهيم طوبال والفتنة اليوسفيّة بين بورقيبة وصالح بن يوسف بمناسبة وفاة ذلك الرجل. وبذلك ضاعت فرصة إحياء رمز من رموز الحركة الوطنية في ذكرى استشهاده يوم 13 سبتمبر 2022 ليتم بيع الكلام عن الصّراع البورقيبي اليوسفي وما بينهما طوبال.

إنّ تنكّر البلدان والشعوب لأبطالها وشهدائها الذين ضحّوا بالنّفس والنّفيس من أجلها لا يُنقص ولو مثقال ذرّة من قيمتهم ونضالاتهم. وسيبقى هؤلاء الأفذاذ إلى الأبد أعلاما على رؤوسهم نار. وسيلحق الجحود والخزي والعار والهوان كلّ من نسي فرسان وطنه أو تناساهم.

مصدّق الشّريف

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews