إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

سامي بن حميدة لـ"الصباح": المهاجرون يشكون من إهمال الدولة

 

 

تونس-الصباح

يعتبر سامي بن حميدة من المهاجرين الناشطين بشكل لافت في إيطاليا خاصة على المستوى الثقافي. يبدو أن تخصصه في السياحة قد ساعده على ذلك ولكنه يصرّ على الإشارة إلى أن نشاطه لا يعود إلى التأثر بالمهنة فقط بل أساسا إلى حرصه على أن يوظف استقراره في ايطاليا لخدمة تونس. في هذا الحوار يتطرق سامي بن حميدة إلى جوانب من حضور الجالية التونسية في ايطاليا وتقييمه لمستوى تأطير الدولة لهذه الجالية وما يقترحه في هذا المجال.

• ما هي حسب رأيك أهم ملامح الجالية التونسية في ايطاليا؟

- أود في البداية أن اشكر جريدة "الصباح" على اهتمامها بالمهاجرين وهذا توجه مهم في ظرف يتم فيه تجاهل التونسيين والتونسيات في الخارج بشكل كبير. أما في ما يتعلق بسؤالك فإن أول ملاحظة تفرض نفسها تتمثل في أن الجالية متنوعة وغير متجانسة سواء في الوضع المهني أو من حيث الأعمار. ولكن يمكن القول أن الجالية يمكن تصنيفها في 3 أصناف. هناك ما يمكن اعتبارهم مهاجرون كلاسيكيون وهؤلاء هاجروا في الثمانينات من القرن الماضي لممارسة أعمال يدوية بالأساس وقد نجحوا بنسبة كبيرة في الاندماج وأصبحت لهم وضعية اجتماعية محترمة. وفي نفس الفترة تقريبا بدأت تتكون أيضا جالية مثقفة نوعا ما اشتغلت في مجالات الثقافة والتدريس والخدمات ونجحت بدورها إلى حد كبير وفي نفس هذا الصنف يمكن إضافة صنف أعلى إن صح القول قدم إلى ايطاليا في تسعينيات القرن الماضي ويتشكل من مبادرين وأصحاب أعمال خاصة وحرة وهؤلاء يمثلون صورة النجاح الاجتماعي. وأما السنوات الأخيرة فقد أتت، للأسف، بصنف جديد ولكنه يمثل تراجعا وقوامه المهاجرون السريون الذين تأتي بهم عصابات "الحرقة" هؤلاء يمثلون إساءة لصورة التونسيين والتونسيات في إيطاليا. وأود أن أشير هنا إلى شريحة غالبا ما لا يقع التركيز عليها وهي العمال المهاجرين لأن العمال التونسيين في ايطاليا يقدمون صورة ايجابية ويلعبون دورا كبيرا في النقابات وفرضوا أنفسهم بفضل الانتخابات ولهم كفاءة وثقافة تشرف كل التونسيين. ما يمكن قوله أن التونسي كانت له مكانة محترمة للغاية في المجتمع الإيطالي ولكن ظهور "الحراقة" وأيضا الإرهابيين أصبح يضرب هذه الصورة في العمق .

• ما هي حسب رأيك أهم مشاغل الجالية التونسية في إيطاليا؟

-مشاكل الجالية التونسية في ايطاليا عديدة ومتعددة نتيجة ضعف التأطير الذي يتحول إلى ما يشبه الإهمال المتعمد من الدولة. لا وجود للإحاطة ولا للتاطير. يؤلمنا ما نراه من اهتمام دول أخرى بمواطنيها المهاجرين. هناك حادثة طبعت ذاكرتي وتتمثل في أن نورفيجيا تاه في منطقة جبلية في ايطاليا. وما إن علمت سلطات بلاده حتى تجندت للبحث عنه. يؤلمني أن أقارن هذه الحادثة مع ما أراه من عيش عدد من التونسيين والتونسيات في ايطاليا في العراء في ظروف صعبة دون أن تحرك الدولة التونسية ساكنا. التقصير كبير ومخيف ويضاف إلى ذلك أن استخراج الوثائق الرسمية أصبح معاناة كبرى في ظل عدم تفاعل السفارة والقنصليات وحين نضيف إلى ذلك البيروقراطية الإيطالية نفهم معاناة التونسيين والتونسيات في ايطاليا.

• كيف يبدو لك مستوى تأطير الدولة للتونسيين والتونسيات بالخارج و خاصة في ايطاليا؟

- للأسف لا وجود في ايطاليا لشيء اسمه تاطير الدولة للتونسيين والتونسيات. هناك غياب كامل للدولة رغم الدور الهام الذي لعبته الدياسبورا التونسية في كل الأزمات التي عرفتها تونس وآخرها الكوفيد. المؤلم أن هذا الإهمال يقابله اهتمام من الجانب الآخر ويكفي التذكير هنا بان ايطاليا تعيش حاليا على وقع حملة انتخابية لأن الانتخابات التشريعية ستجرى في 25 سبتمبر الجاري. وقد اتصل بي حزب ديمقراطي وشركني في ورشات تفكير حول سبل إدماج المهاجرين الجدد وشخصيا اقترحت تغيير قوانين وإجراءات الدخول إلى التراب الايطالي للحد من الهجرة السرية وأيضا التكوين انطلاقا من تونس. لماذا لم تبادر السفارة التونسية إلى التفكير في أمر مماثل. يجب أن نستبق وايطاليا ستبقى في حاجة إلى اليد العاملة المختصة وتونس أقرب للايطاليين من عدة مجتمعات ولكن هذا لا يكفي بالإمكان تعليم اللغة الايطالية لمن سيتم استيعابهم في سوق الشغل الايطالية حتى يكونوا جاهزين.

• ما هي اقتراحاتك لتطوير هذا التأطير؟

-لا أريد أن أقدم الكثير من الاقتراحات يكفي أن تتذكر الدولة أن لديها مواطنين في الخارج وأن تمنحهم حقوقهم ومن أولهم حقهم في أن تنصت لهم. على الدولة أن تجدد نظرتها وأن لا تهدر ما يوفره التونسيون بالخارج من فرص في كل المجالات خاصة وأن لدى هؤلاء استعداد كبير للمساهمة في إنقاذ تونس. هناك أيضا ضرورة ترشيد الإنفاق في الخارج بالتقليص من الأعوان والإطارات خاصة وأن المردودية ضعيفة. أسوق لك مثال مكاتب الديوان التونسي للسياحة وهي أربعة في ايطاليا ولكن المردودية ضعيفة بل مفقودة. هذا هدر لأموال دافعي الضرائب وفساد .

 

 

 

 

 

سامي بن حميدة لـ"الصباح":  المهاجرون يشكون من إهمال الدولة

 

 

تونس-الصباح

يعتبر سامي بن حميدة من المهاجرين الناشطين بشكل لافت في إيطاليا خاصة على المستوى الثقافي. يبدو أن تخصصه في السياحة قد ساعده على ذلك ولكنه يصرّ على الإشارة إلى أن نشاطه لا يعود إلى التأثر بالمهنة فقط بل أساسا إلى حرصه على أن يوظف استقراره في ايطاليا لخدمة تونس. في هذا الحوار يتطرق سامي بن حميدة إلى جوانب من حضور الجالية التونسية في ايطاليا وتقييمه لمستوى تأطير الدولة لهذه الجالية وما يقترحه في هذا المجال.

• ما هي حسب رأيك أهم ملامح الجالية التونسية في ايطاليا؟

- أود في البداية أن اشكر جريدة "الصباح" على اهتمامها بالمهاجرين وهذا توجه مهم في ظرف يتم فيه تجاهل التونسيين والتونسيات في الخارج بشكل كبير. أما في ما يتعلق بسؤالك فإن أول ملاحظة تفرض نفسها تتمثل في أن الجالية متنوعة وغير متجانسة سواء في الوضع المهني أو من حيث الأعمار. ولكن يمكن القول أن الجالية يمكن تصنيفها في 3 أصناف. هناك ما يمكن اعتبارهم مهاجرون كلاسيكيون وهؤلاء هاجروا في الثمانينات من القرن الماضي لممارسة أعمال يدوية بالأساس وقد نجحوا بنسبة كبيرة في الاندماج وأصبحت لهم وضعية اجتماعية محترمة. وفي نفس الفترة تقريبا بدأت تتكون أيضا جالية مثقفة نوعا ما اشتغلت في مجالات الثقافة والتدريس والخدمات ونجحت بدورها إلى حد كبير وفي نفس هذا الصنف يمكن إضافة صنف أعلى إن صح القول قدم إلى ايطاليا في تسعينيات القرن الماضي ويتشكل من مبادرين وأصحاب أعمال خاصة وحرة وهؤلاء يمثلون صورة النجاح الاجتماعي. وأما السنوات الأخيرة فقد أتت، للأسف، بصنف جديد ولكنه يمثل تراجعا وقوامه المهاجرون السريون الذين تأتي بهم عصابات "الحرقة" هؤلاء يمثلون إساءة لصورة التونسيين والتونسيات في إيطاليا. وأود أن أشير هنا إلى شريحة غالبا ما لا يقع التركيز عليها وهي العمال المهاجرين لأن العمال التونسيين في ايطاليا يقدمون صورة ايجابية ويلعبون دورا كبيرا في النقابات وفرضوا أنفسهم بفضل الانتخابات ولهم كفاءة وثقافة تشرف كل التونسيين. ما يمكن قوله أن التونسي كانت له مكانة محترمة للغاية في المجتمع الإيطالي ولكن ظهور "الحراقة" وأيضا الإرهابيين أصبح يضرب هذه الصورة في العمق .

• ما هي حسب رأيك أهم مشاغل الجالية التونسية في إيطاليا؟

-مشاكل الجالية التونسية في ايطاليا عديدة ومتعددة نتيجة ضعف التأطير الذي يتحول إلى ما يشبه الإهمال المتعمد من الدولة. لا وجود للإحاطة ولا للتاطير. يؤلمنا ما نراه من اهتمام دول أخرى بمواطنيها المهاجرين. هناك حادثة طبعت ذاكرتي وتتمثل في أن نورفيجيا تاه في منطقة جبلية في ايطاليا. وما إن علمت سلطات بلاده حتى تجندت للبحث عنه. يؤلمني أن أقارن هذه الحادثة مع ما أراه من عيش عدد من التونسيين والتونسيات في ايطاليا في العراء في ظروف صعبة دون أن تحرك الدولة التونسية ساكنا. التقصير كبير ومخيف ويضاف إلى ذلك أن استخراج الوثائق الرسمية أصبح معاناة كبرى في ظل عدم تفاعل السفارة والقنصليات وحين نضيف إلى ذلك البيروقراطية الإيطالية نفهم معاناة التونسيين والتونسيات في ايطاليا.

• كيف يبدو لك مستوى تأطير الدولة للتونسيين والتونسيات بالخارج و خاصة في ايطاليا؟

- للأسف لا وجود في ايطاليا لشيء اسمه تاطير الدولة للتونسيين والتونسيات. هناك غياب كامل للدولة رغم الدور الهام الذي لعبته الدياسبورا التونسية في كل الأزمات التي عرفتها تونس وآخرها الكوفيد. المؤلم أن هذا الإهمال يقابله اهتمام من الجانب الآخر ويكفي التذكير هنا بان ايطاليا تعيش حاليا على وقع حملة انتخابية لأن الانتخابات التشريعية ستجرى في 25 سبتمبر الجاري. وقد اتصل بي حزب ديمقراطي وشركني في ورشات تفكير حول سبل إدماج المهاجرين الجدد وشخصيا اقترحت تغيير قوانين وإجراءات الدخول إلى التراب الايطالي للحد من الهجرة السرية وأيضا التكوين انطلاقا من تونس. لماذا لم تبادر السفارة التونسية إلى التفكير في أمر مماثل. يجب أن نستبق وايطاليا ستبقى في حاجة إلى اليد العاملة المختصة وتونس أقرب للايطاليين من عدة مجتمعات ولكن هذا لا يكفي بالإمكان تعليم اللغة الايطالية لمن سيتم استيعابهم في سوق الشغل الايطالية حتى يكونوا جاهزين.

• ما هي اقتراحاتك لتطوير هذا التأطير؟

-لا أريد أن أقدم الكثير من الاقتراحات يكفي أن تتذكر الدولة أن لديها مواطنين في الخارج وأن تمنحهم حقوقهم ومن أولهم حقهم في أن تنصت لهم. على الدولة أن تجدد نظرتها وأن لا تهدر ما يوفره التونسيون بالخارج من فرص في كل المجالات خاصة وأن لدى هؤلاء استعداد كبير للمساهمة في إنقاذ تونس. هناك أيضا ضرورة ترشيد الإنفاق في الخارج بالتقليص من الأعوان والإطارات خاصة وأن المردودية ضعيفة. أسوق لك مثال مكاتب الديوان التونسي للسياحة وهي أربعة في ايطاليا ولكن المردودية ضعيفة بل مفقودة. هذا هدر لأموال دافعي الضرائب وفساد .

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews