إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رأي.. من يرقص على النار يكتوي بلهيبها

بقلم: فتحي الشروندي

قول فصل في التهريب:الموت واحد لكل روح تونسية تزهق، التهريب أخطبوط ممتد بعمق في الإدارة (الإدارة لا تعني أجهزة الدولة فقط،فلهم محامون وقضاة وإعلاميون أيضا)، موت هناك على الحدود وموت هنا في العاصمة. المستكرشون يتلذذون الموت للباحث عن لقمة العيش والمقدم على المخاطرة فإن لم يمت في الدولة الجار من العصابات والميليشيات المسلحة التي تفتك الأرزاق. مات على أرضه من رصاصة (عادة البارون يتابعون له سير العمليات الحجاب ولا يعكرون صفوه وهو المنتشي في إحدى النزل أو المطاعم الفاخرة). من يحرس الحدود من القوات الحاملة للسلاح هو أيضا قد يتحول إلى طعم لترهيب الأسلاك ولكنه في كل الحالات مجبر على تنفيذ القانون رغم انه في الكثير من الأحيان يخضع للهرسلة والتهديد وربما أيضا صرف النظر).

البلد ينزف والخشية في ظل الدفوف التي ترقص على الدم أن ينزلق الوضع إلى الخطر.

مجمل القول ظاهرة التهريب خنجر آخر ينضاف في جسم البلد الذي يئن من الفاقة والحاجة بعد أن اشتعلت الأسعار وغابت الأجهزة الرقابية وتخلت الدولة عن تطبيق القانون بسواسية أمام الجميع. وواهم من يعتقد أن إشعال فتيل الأزمات سيكرر ما يسموه ثورة ثانية. ففي الأولى طغت سردية المحسوبية والعائلات النافذة (حصرت في واحدة فقط الطرابلسية) والتفاوت الجهوي. في حين سيكون انزلاقا حادا هذه المرة سماته الأساسية النهب والقرصنة واللصوصية لان العشر العجاف أقامت الدليل على تفاوت مقيت بين الجهات والناس (قضاء خصوصي على أهل الوجوه يحكم، إعلام موجه نحو السفاسف دون رقيب وبعيدا عن المسؤولية الوطنية والاجتماعية إضافة إلى انحصار تحمل المسؤولية. النضال العنيد والعادل للشعب يحتاج من يوجه بوصلته نحو التوزيع العادل للثورة.اليوم إما مشروع وطني حامل لهموم الناس وطموحاتهم يقوده رمز تجتمع فيه مواصفات الكريزما في جمعه وإحاطته بكل القوى الوطنية ليسهل اتخاذ القرار المناسب في إبانه ودون تأخير أو ستسيل دماء أخرى ويضيع بلد بأكمله.

 

 

رأي.. من يرقص على النار يكتوي بلهيبها

بقلم: فتحي الشروندي

قول فصل في التهريب:الموت واحد لكل روح تونسية تزهق، التهريب أخطبوط ممتد بعمق في الإدارة (الإدارة لا تعني أجهزة الدولة فقط،فلهم محامون وقضاة وإعلاميون أيضا)، موت هناك على الحدود وموت هنا في العاصمة. المستكرشون يتلذذون الموت للباحث عن لقمة العيش والمقدم على المخاطرة فإن لم يمت في الدولة الجار من العصابات والميليشيات المسلحة التي تفتك الأرزاق. مات على أرضه من رصاصة (عادة البارون يتابعون له سير العمليات الحجاب ولا يعكرون صفوه وهو المنتشي في إحدى النزل أو المطاعم الفاخرة). من يحرس الحدود من القوات الحاملة للسلاح هو أيضا قد يتحول إلى طعم لترهيب الأسلاك ولكنه في كل الحالات مجبر على تنفيذ القانون رغم انه في الكثير من الأحيان يخضع للهرسلة والتهديد وربما أيضا صرف النظر).

البلد ينزف والخشية في ظل الدفوف التي ترقص على الدم أن ينزلق الوضع إلى الخطر.

مجمل القول ظاهرة التهريب خنجر آخر ينضاف في جسم البلد الذي يئن من الفاقة والحاجة بعد أن اشتعلت الأسعار وغابت الأجهزة الرقابية وتخلت الدولة عن تطبيق القانون بسواسية أمام الجميع. وواهم من يعتقد أن إشعال فتيل الأزمات سيكرر ما يسموه ثورة ثانية. ففي الأولى طغت سردية المحسوبية والعائلات النافذة (حصرت في واحدة فقط الطرابلسية) والتفاوت الجهوي. في حين سيكون انزلاقا حادا هذه المرة سماته الأساسية النهب والقرصنة واللصوصية لان العشر العجاف أقامت الدليل على تفاوت مقيت بين الجهات والناس (قضاء خصوصي على أهل الوجوه يحكم، إعلام موجه نحو السفاسف دون رقيب وبعيدا عن المسؤولية الوطنية والاجتماعية إضافة إلى انحصار تحمل المسؤولية. النضال العنيد والعادل للشعب يحتاج من يوجه بوصلته نحو التوزيع العادل للثورة.اليوم إما مشروع وطني حامل لهموم الناس وطموحاتهم يقوده رمز تجتمع فيه مواصفات الكريزما في جمعه وإحاطته بكل القوى الوطنية ليسهل اتخاذ القرار المناسب في إبانه ودون تأخير أو ستسيل دماء أخرى ويضيع بلد بأكمله.

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews