إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الهروب من جحيم الساسة الى الشاطئ الآخر؟

بقلم: محمد سعد عبد اللطيف (مصر)

"إن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ  وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ".

الأحلام تتحطم على صخور قاع البحر الأبيض، ومازالت أسر الضحايا تنتظر بصيصا من الأمل أن أبناءهم على قيد الحياة؟

الليبيون على قوارب الموت! والمصريون والتونسيون والمغاربة والسوريون تطفوا أجسادهم على مياه البحر المتوسط ؛كانت أوروبا تفتح سفارتها بالترحيب بالليبيين والعراقيين وشركاتهم السياحية ؛كان الليبيون يدخلون أوروبا بأسهل الإجراءات، وشركات السياحة  تعطيهم امتيازات داخل بلدانهم للاستفادة من أموالهم، والآن ترفض دخولهم بطريقة شرعية، وتدفعهم للهجرة بقوارب الموت". هكذا تدور  الأيام ؛-واليوم أصحاب التاريخ  والحضارة ، والثروات، أصبحت  نهايتهم  المأساوية الموت  في قوارب تحت رحمة الميليشيات؛ هربا من جحيم الحرب والجوع من نظم سلطاوية وأمراء الحرب والفساد من  الساسة". السلطات المغربية تطلق النار على شباب في عمر الزهور علي الحدود من مدينة "سبته ومليلة " المحتلة من قبل أسبانيا ليقتل حوالي 30 شاب برصاص السلطات المغربية ؛والمليشيات تفرض إتاوات وتطلق النار علي شاب مصري رفض دفع المال لهم :

وتنطلق قوارب الهجرة غير الشرعية في ليبيا تحت إشراف الميليشيات من المرتزقة  والعصابات المسلحة في شرق وغرب ليبيا، والتي تتخذ  من هذا النشاط مصدرا للتربح الوفير والسريع؛ رغم ذلك  مازالت الأفواج يوميا تدخل  الأراضي الليبية لمحاولة الهروب للحلم الكبير الذي يراود الكثير من الشباب للبر الاخر ؛ لقد شهد مطلع الألفية الثانية من القرن  الحالي، زيادة في أعداد الهجرة غير الشرعية. لم يسبق لها مثيل من قبل  في الشرق الأوسط وبعض الدول الأفريقية ومناطق الصراعات وسط أسيا، وكانت  مناطق النزاعات من أكثر المناطق هجرة مثل أفغانستان ولبنان وخاصة من الفلسطينيين بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت وخروج الفصائل الفلسطينية من  لبنان.

وبدأت الأعداد تزداد مع حرب الخليج الثانية وسقوط نظام "صدام حسين" في بغداد. في المقابل ظلت الهجرة غير الشرعية في الزيادة من دول تعاني أزمات اقتصادية ولكن ليست بالصورة الحالية .

وكانت هجرة أمنية لحد ما عبر حدود خارج الاتحاد الأوروبي من دول كانت ضمن حلف وارسوا القديم مثل" التشكيك او يوغسلافيا ". وكذلك بولندا  قبل انضمامها الى الاتحاد الأوروبي. وكانت "ألبانيا" جسرا للهجرة  بقوارب مطاطية عبر البحر الأدرياتي ومازالت. كذلك تركيا وكانت معظم هذه الرحلات تشكل أعدادا صغيرة بالنسبة للهجرة اليوم .

ومع بداية الحراك الثوري في دول الربيع العربي. والفراغ  الأمني في ليبيا كانت السواحل الليبية مقصدا وملاذا للمهاجرين من دول الجوار مصر وتونس  والأفارقة، ودول أخرى.

ويشتهر الساحل الليبي اليوم بأنه مقصد للمهاجرين. وكانت الأعداد ليست بهذا الكم الهائل من الهجرة غير الشرعية  قبل عام 2011  عبر السواحل الليبية  من غير الليبيين، الراغبين في عبور البحر المتوسط إلى شواطئ أوروبا المقابلة له، غير أنه ضمن التغيرات المفاجئة التي تعصف بليبيا انضم الليبيون لرحلات الهجرة غير الشرعية من خلال سواحلها الممتدة  الشاسعة ؛وفي ظل الأوضاع الأمنية في ليبيا بدأت أعداد كبيرة من الشباب الليبي بالتفكير في الهجرة بعد إغلاق الاتحاد الأوروبي الباب للحصول علي تأشيرات السفر لهم  أثناء وباء كورونا ،وتراجع الأمن بزيادة الميليشيات وزيادة الجريمة وتصفية الحسابات بالسلاح خارج القانون.

ويقدر عدد الراغبين في الهجرة حوالي ربع الشعب الليبي الذي يقدر عدد سكانه بسبعة ملايين نسمة  ؛ وبعد اتخاذ الحكومة الايطالية قرار إعادة المهاجرين الى مواطنهم الأصلية. بعد دخول حوالي "5ملايين" من المهاجرين الأوكرانيين. الى دول الاتحاد واصلت شبكات التواصل الاجتماعي في نشر صور  أعداد من الأطفال الهاربين الى ليبيا من مصر حوالي 300 شاب تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما قاصدين الهجرة الى أوروبا، كذلك حالة الغضب  حول ما تداول عن إعادة قارب هجرة غير شرعي على متنه ليبيون، وحمَّل الغاضبون الميليشيات والساسة المتصارعين على النفوذ مسؤولية وصول البلد الغني بالموارد ومنها  النفط  لهذا الحد.

والفترة الأخيرة، زادت أعداد الليبيين المضبوطين خلال محاولتهم الفرار بقوارب هجرة غير شرعية. كذلك عودة المصريين وترحيلهم بعد وصولهم حتى الذين دخلوا البلاد منذ عام، تطالبهم بالعودة وإعطاء لهم مهلة للرحيل أو إثبات سبب وجودهم ودخولهم البلاد بطريقة غير شرعية.

*كاتب مصري وباحث في علم الجغرافيا السياسية

الهروب من جحيم الساسة الى الشاطئ الآخر؟

بقلم: محمد سعد عبد اللطيف (مصر)

"إن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ  وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ".

الأحلام تتحطم على صخور قاع البحر الأبيض، ومازالت أسر الضحايا تنتظر بصيصا من الأمل أن أبناءهم على قيد الحياة؟

الليبيون على قوارب الموت! والمصريون والتونسيون والمغاربة والسوريون تطفوا أجسادهم على مياه البحر المتوسط ؛كانت أوروبا تفتح سفارتها بالترحيب بالليبيين والعراقيين وشركاتهم السياحية ؛كان الليبيون يدخلون أوروبا بأسهل الإجراءات، وشركات السياحة  تعطيهم امتيازات داخل بلدانهم للاستفادة من أموالهم، والآن ترفض دخولهم بطريقة شرعية، وتدفعهم للهجرة بقوارب الموت". هكذا تدور  الأيام ؛-واليوم أصحاب التاريخ  والحضارة ، والثروات، أصبحت  نهايتهم  المأساوية الموت  في قوارب تحت رحمة الميليشيات؛ هربا من جحيم الحرب والجوع من نظم سلطاوية وأمراء الحرب والفساد من  الساسة". السلطات المغربية تطلق النار على شباب في عمر الزهور علي الحدود من مدينة "سبته ومليلة " المحتلة من قبل أسبانيا ليقتل حوالي 30 شاب برصاص السلطات المغربية ؛والمليشيات تفرض إتاوات وتطلق النار علي شاب مصري رفض دفع المال لهم :

وتنطلق قوارب الهجرة غير الشرعية في ليبيا تحت إشراف الميليشيات من المرتزقة  والعصابات المسلحة في شرق وغرب ليبيا، والتي تتخذ  من هذا النشاط مصدرا للتربح الوفير والسريع؛ رغم ذلك  مازالت الأفواج يوميا تدخل  الأراضي الليبية لمحاولة الهروب للحلم الكبير الذي يراود الكثير من الشباب للبر الاخر ؛ لقد شهد مطلع الألفية الثانية من القرن  الحالي، زيادة في أعداد الهجرة غير الشرعية. لم يسبق لها مثيل من قبل  في الشرق الأوسط وبعض الدول الأفريقية ومناطق الصراعات وسط أسيا، وكانت  مناطق النزاعات من أكثر المناطق هجرة مثل أفغانستان ولبنان وخاصة من الفلسطينيين بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت وخروج الفصائل الفلسطينية من  لبنان.

وبدأت الأعداد تزداد مع حرب الخليج الثانية وسقوط نظام "صدام حسين" في بغداد. في المقابل ظلت الهجرة غير الشرعية في الزيادة من دول تعاني أزمات اقتصادية ولكن ليست بالصورة الحالية .

وكانت هجرة أمنية لحد ما عبر حدود خارج الاتحاد الأوروبي من دول كانت ضمن حلف وارسوا القديم مثل" التشكيك او يوغسلافيا ". وكذلك بولندا  قبل انضمامها الى الاتحاد الأوروبي. وكانت "ألبانيا" جسرا للهجرة  بقوارب مطاطية عبر البحر الأدرياتي ومازالت. كذلك تركيا وكانت معظم هذه الرحلات تشكل أعدادا صغيرة بالنسبة للهجرة اليوم .

ومع بداية الحراك الثوري في دول الربيع العربي. والفراغ  الأمني في ليبيا كانت السواحل الليبية مقصدا وملاذا للمهاجرين من دول الجوار مصر وتونس  والأفارقة، ودول أخرى.

ويشتهر الساحل الليبي اليوم بأنه مقصد للمهاجرين. وكانت الأعداد ليست بهذا الكم الهائل من الهجرة غير الشرعية  قبل عام 2011  عبر السواحل الليبية  من غير الليبيين، الراغبين في عبور البحر المتوسط إلى شواطئ أوروبا المقابلة له، غير أنه ضمن التغيرات المفاجئة التي تعصف بليبيا انضم الليبيون لرحلات الهجرة غير الشرعية من خلال سواحلها الممتدة  الشاسعة ؛وفي ظل الأوضاع الأمنية في ليبيا بدأت أعداد كبيرة من الشباب الليبي بالتفكير في الهجرة بعد إغلاق الاتحاد الأوروبي الباب للحصول علي تأشيرات السفر لهم  أثناء وباء كورونا ،وتراجع الأمن بزيادة الميليشيات وزيادة الجريمة وتصفية الحسابات بالسلاح خارج القانون.

ويقدر عدد الراغبين في الهجرة حوالي ربع الشعب الليبي الذي يقدر عدد سكانه بسبعة ملايين نسمة  ؛ وبعد اتخاذ الحكومة الايطالية قرار إعادة المهاجرين الى مواطنهم الأصلية. بعد دخول حوالي "5ملايين" من المهاجرين الأوكرانيين. الى دول الاتحاد واصلت شبكات التواصل الاجتماعي في نشر صور  أعداد من الأطفال الهاربين الى ليبيا من مصر حوالي 300 شاب تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما قاصدين الهجرة الى أوروبا، كذلك حالة الغضب  حول ما تداول عن إعادة قارب هجرة غير شرعي على متنه ليبيون، وحمَّل الغاضبون الميليشيات والساسة المتصارعين على النفوذ مسؤولية وصول البلد الغني بالموارد ومنها  النفط  لهذا الحد.

والفترة الأخيرة، زادت أعداد الليبيين المضبوطين خلال محاولتهم الفرار بقوارب هجرة غير شرعية. كذلك عودة المصريين وترحيلهم بعد وصولهم حتى الذين دخلوا البلاد منذ عام، تطالبهم بالعودة وإعطاء لهم مهلة للرحيل أو إثبات سبب وجودهم ودخولهم البلاد بطريقة غير شرعية.

*كاتب مصري وباحث في علم الجغرافيا السياسية

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews