إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

وسط تطمينات رئيسة الحكومة بـ"التدارك": منظومات إنتاج تنهار.. وأزمة الغذاء قد تحتد في الأشهر القادمة

تونس- الصباح

تعجز غالبية منظومات الإنتاج في الآونة الأخيرة، عن توفير حاجيات السوق ويطال ذلك الحليب ومشتقاته والدواجن والبيض والخضر من بطاطا وفلفل وطماطم. كما يواجه جزء كبير من قطاع الصناعات الغذائية حالة من التذبذب في الإنتاج على خلفية النقص المسجل في مادة السكر تسبب في اختفاء جملة من المنتوجات على غرار البسكويت والمشروبات الغازية والشكولاطة..

ووسط دق نواقيس الخطر وسلسة النداءات الصادرة عن المهنيين والفلاحين والمنتجين، تسيطر على التونسيين، الذين يعانون منذ أسابيع من ندرة ونقص كبير في إيجاد حاجياتهم من المواد الغذائية، تخوفات جدية من إمكانيات مواجهة أزمة غذاء حقيقية في الأشهر القادمة تشمل فضلا عن مادة السكر والقهوة والزيت النباتي المدعم الخضر والغلال ولحوم الدواجن والبيض والحليب وهو ما يمثل المكونات الأساسية لغذاء وقفة التونسيين.

يصعب أمام هذا الوضع إيجاد إجابات أو تطمينات من سلطة الإشراف، التي تتراوح تصريحاتها بين الإقرار بنقص التزويد في بعض المواد التي تواجه فيها مشكل في التوريد والإنكار والصمت فيما يتعلق بتلك التي تتصل بمنظومات إنتاج أنهكت وفقدت قدرتها على مواجهات ارتفاع كلفة الإنتاج.

ويعتبر نور الدين بن عياد رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، في تصريح لـ"الصباح" أن لامبالاة سلطة الإشراف هو ما تسبب في تلاشي جزء من منظومات الإنتاج على غرار منظومة الألبان والدواجن والمواشي التي دام بناؤها سنوات. وذكر أن الحكومة ومنذ أكثر من 10 سنوات بصدد مراقبة الفلاح وخاصة الصغار منهم وهو بصدد الخسارة وحيدا في مواجهة غلاء كلفة الإنتاج وتغول اللوبيات الكبار.

ويفسر بن عياد في منظومة الألبان مثلا أن الفلاح بصدد دفع خسارة بـ600 مليم ورغم سعيه إلى إبلاغ صوته إلى وزارة الإشراف فإنه لم يتم الإصغاء إليه، واليوم المنظومة التي تم بناؤها على سنوات ونجح الفلاح فيها في تحقيق الاكتفاء الذاتي للتونسيين وتوجيه جزء نحو التصدير أصبحت وأمام غياب دعم الدولة وعجزهم عن تسديد تكاليفهم وعزوف أهل المهنة تراجع إنتاجها إلى الثلث وهو أمر مخيف حسب رأيه إذا تواصل يمكن أن نفقد المنظومة بأكملها.

وبين رئيس اتحاد الفلاحين أن نفس الأمر يسحب على منظومة إنتاج الدواجن والبيض التي تواجه ضغطا كبيرا من قبل اللوبيات الكبار الذين دخلوا معها في مديونية بعد أن رفضت البنوك مساعدة المنتجين وهو ما خلف تذبذبا في الإنتاج وتسبب لأول مرة في فقداننا لمخزون تعديلي في الدواجن والبيض على حد السواء.

واستبعد نور الدين بن عياد، رغم حساسية الوضع والمشاكل التي تواجهها منظومات الإنتاج، أن تواجه تونس خلال الفترة القادمة أزمة غذاء، وأفاد أن هناك تطمينات جدية وصلتهم من قبل رئيسة الحكومة نجلاء بودن، حيث اتصلت باتحاد الفلاحين وشددت على ضرورة الجلوس من أجل إيجاد حلول وسبل تدارك وإنقاذ لمنظومات الإنتاج.

ورجح بن عياد أن يشهد الأسبوع الجاري انطلاقة لهذه الجلسات، مؤكدا أن المشاكل المطروحة يمكن تداركها في ظرف شهر في حالة توفرت الإرادة السياسية لذلك، وكان تفاعل الحكومة ايجابيا مع مطالب اتحاد الفلاحين.

وشدد على أن اتحاد الفلاحين بصدد انجاز الدراسات من اجل وضع استراتيجيا متكاملة للخارطة الإنتاجية قادرة على توفير اكتفائنا الذاتي في الخضر والغلال وفي الحليب ومشتاقاته وفي اللحوم الحمراء والدواجن والبيض ولم لا الترفيع من إنتاجنا من القمح.

وأشار إلى أن الجلسات الأولى ستخصص لمنظومة الألبان وتدارك خسارة المرببين والتي لا بد فيها من تحديد زيادات منصفة للفلاح بالنسبة لثمن اللتر من الحليب. ثم في مرحلة ثانية سيتم الجلوس على منظومة الدواجن وهو ما سيطرح مشكل الأعلاف وتضاعف أسعارها في السوق العالمية مع إمكانيات موافقة الحكومة على عدم الترفيع في أسعارها..، وصولا إلى منظومة الصيد البحري والزراعات الكبرى اللتين يواجهان بدورهما عديد المشاكل العالقة.

في المقابل تعتبر المختصة في الشؤون الاقتصادية ايمان بلعربي، أن الإرادة السياسية غير كافية لتدارك الإشكاليات المطروحة في نقص الإنتاج، وتعتبر أن عملية الإصلاح الاقتصادي برمتها بما في ذلك منظومات الإنتاج ودعم الغذاء، تحتاج إلى مخصصات مالية لتنفيذها وأيضا لرؤية إستراتيجية قصيرة ومتوسطة المدى. فلا يمكن تحقيق إصلاح في الوقت الحالي دون ضخ أموال لتحفيز الإنتاج عبر توجيه الدعم مباشرة للحلقة الأساسية وهي المنتج أو الفلاح، لأنه حاليا هو الحلقة الأضعف والأكثر هشاشة،  وكلما زادت هشاشتها كان تأثير ذلك واضحا وسريعا على وفرة الإنتاج في الأسواق.

ريم سوودي

وسط تطمينات رئيسة الحكومة بـ"التدارك":  منظومات إنتاج تنهار.. وأزمة الغذاء قد تحتد في الأشهر القادمة

تونس- الصباح

تعجز غالبية منظومات الإنتاج في الآونة الأخيرة، عن توفير حاجيات السوق ويطال ذلك الحليب ومشتقاته والدواجن والبيض والخضر من بطاطا وفلفل وطماطم. كما يواجه جزء كبير من قطاع الصناعات الغذائية حالة من التذبذب في الإنتاج على خلفية النقص المسجل في مادة السكر تسبب في اختفاء جملة من المنتوجات على غرار البسكويت والمشروبات الغازية والشكولاطة..

ووسط دق نواقيس الخطر وسلسة النداءات الصادرة عن المهنيين والفلاحين والمنتجين، تسيطر على التونسيين، الذين يعانون منذ أسابيع من ندرة ونقص كبير في إيجاد حاجياتهم من المواد الغذائية، تخوفات جدية من إمكانيات مواجهة أزمة غذاء حقيقية في الأشهر القادمة تشمل فضلا عن مادة السكر والقهوة والزيت النباتي المدعم الخضر والغلال ولحوم الدواجن والبيض والحليب وهو ما يمثل المكونات الأساسية لغذاء وقفة التونسيين.

يصعب أمام هذا الوضع إيجاد إجابات أو تطمينات من سلطة الإشراف، التي تتراوح تصريحاتها بين الإقرار بنقص التزويد في بعض المواد التي تواجه فيها مشكل في التوريد والإنكار والصمت فيما يتعلق بتلك التي تتصل بمنظومات إنتاج أنهكت وفقدت قدرتها على مواجهات ارتفاع كلفة الإنتاج.

ويعتبر نور الدين بن عياد رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، في تصريح لـ"الصباح" أن لامبالاة سلطة الإشراف هو ما تسبب في تلاشي جزء من منظومات الإنتاج على غرار منظومة الألبان والدواجن والمواشي التي دام بناؤها سنوات. وذكر أن الحكومة ومنذ أكثر من 10 سنوات بصدد مراقبة الفلاح وخاصة الصغار منهم وهو بصدد الخسارة وحيدا في مواجهة غلاء كلفة الإنتاج وتغول اللوبيات الكبار.

ويفسر بن عياد في منظومة الألبان مثلا أن الفلاح بصدد دفع خسارة بـ600 مليم ورغم سعيه إلى إبلاغ صوته إلى وزارة الإشراف فإنه لم يتم الإصغاء إليه، واليوم المنظومة التي تم بناؤها على سنوات ونجح الفلاح فيها في تحقيق الاكتفاء الذاتي للتونسيين وتوجيه جزء نحو التصدير أصبحت وأمام غياب دعم الدولة وعجزهم عن تسديد تكاليفهم وعزوف أهل المهنة تراجع إنتاجها إلى الثلث وهو أمر مخيف حسب رأيه إذا تواصل يمكن أن نفقد المنظومة بأكملها.

وبين رئيس اتحاد الفلاحين أن نفس الأمر يسحب على منظومة إنتاج الدواجن والبيض التي تواجه ضغطا كبيرا من قبل اللوبيات الكبار الذين دخلوا معها في مديونية بعد أن رفضت البنوك مساعدة المنتجين وهو ما خلف تذبذبا في الإنتاج وتسبب لأول مرة في فقداننا لمخزون تعديلي في الدواجن والبيض على حد السواء.

واستبعد نور الدين بن عياد، رغم حساسية الوضع والمشاكل التي تواجهها منظومات الإنتاج، أن تواجه تونس خلال الفترة القادمة أزمة غذاء، وأفاد أن هناك تطمينات جدية وصلتهم من قبل رئيسة الحكومة نجلاء بودن، حيث اتصلت باتحاد الفلاحين وشددت على ضرورة الجلوس من أجل إيجاد حلول وسبل تدارك وإنقاذ لمنظومات الإنتاج.

ورجح بن عياد أن يشهد الأسبوع الجاري انطلاقة لهذه الجلسات، مؤكدا أن المشاكل المطروحة يمكن تداركها في ظرف شهر في حالة توفرت الإرادة السياسية لذلك، وكان تفاعل الحكومة ايجابيا مع مطالب اتحاد الفلاحين.

وشدد على أن اتحاد الفلاحين بصدد انجاز الدراسات من اجل وضع استراتيجيا متكاملة للخارطة الإنتاجية قادرة على توفير اكتفائنا الذاتي في الخضر والغلال وفي الحليب ومشتاقاته وفي اللحوم الحمراء والدواجن والبيض ولم لا الترفيع من إنتاجنا من القمح.

وأشار إلى أن الجلسات الأولى ستخصص لمنظومة الألبان وتدارك خسارة المرببين والتي لا بد فيها من تحديد زيادات منصفة للفلاح بالنسبة لثمن اللتر من الحليب. ثم في مرحلة ثانية سيتم الجلوس على منظومة الدواجن وهو ما سيطرح مشكل الأعلاف وتضاعف أسعارها في السوق العالمية مع إمكانيات موافقة الحكومة على عدم الترفيع في أسعارها..، وصولا إلى منظومة الصيد البحري والزراعات الكبرى اللتين يواجهان بدورهما عديد المشاكل العالقة.

في المقابل تعتبر المختصة في الشؤون الاقتصادية ايمان بلعربي، أن الإرادة السياسية غير كافية لتدارك الإشكاليات المطروحة في نقص الإنتاج، وتعتبر أن عملية الإصلاح الاقتصادي برمتها بما في ذلك منظومات الإنتاج ودعم الغذاء، تحتاج إلى مخصصات مالية لتنفيذها وأيضا لرؤية إستراتيجية قصيرة ومتوسطة المدى. فلا يمكن تحقيق إصلاح في الوقت الحالي دون ضخ أموال لتحفيز الإنتاج عبر توجيه الدعم مباشرة للحلقة الأساسية وهي المنتج أو الفلاح، لأنه حاليا هو الحلقة الأضعف والأكثر هشاشة،  وكلما زادت هشاشتها كان تأثير ذلك واضحا وسريعا على وفرة الإنتاج في الأسواق.

ريم سوودي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews