إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

العلامة المضيئة في السينما العربية مخرج " اغنية الممر " و"العار" و"الكيف".. علي عبد الخالق في ذمة الله

تونس -الصباح

توفي المخرج السينمائي المصري الكبير علي عبد الخالق يوم الجمعة 2 سبتمبر 2022 عن سن ناهزت 78 سنة قضى نهايتها يعاني من مرض السرطان.. رحل هذا المبدع تاركا لخزينة السينما المصرية والعربية اكثر من خمسين فيلما وأكثر من عشرة مسلسلات تلفزيونية وعددا من الفوازير التي نالت شهرة مثل"دولا وأمشير وزغلول"ومن السناريوهات الف " وضاع حبي هناك " و" انهم يسرقون عمري " والسادة المرتشون " و"أربعة في مهمة رسمية "..

وبانتقال عبد الخالق الى جوار ربه فقدت الساحة السينمائية العربية احد اهم رموزها من المبدعين الملتزمين بفنهم والذين اهتموا بقضايا المجتمع العربي السياسية والاجتماعية وقد تناولها بألوان مختلفة ونجح في الكوميديا مثلما نجح في الدراما كما احسن طيلة مسيرته السينمائية اختيار مواضيع وابطال ومتقمصي شخصيات افلامه وعقد مع رموز الفن العربي سواء في مصر او في البلدان العربية صداقات مهمة اضافت له ولأعماله السينمائية . كان الراحل رائدا من رواد الفن الجميل واحد عناصر جماعة السينما الجديدة التي حققت نقلة نوعية حضارية في السينما المصرية والعربية وكان احد المتصدين لسينما الهزل التي انتشرت في مصر في ستينيات القرن الماضي بعد نكسة 1967 وذلك منذ قدم فيلم " اغنية الممر" سنة 1972 الذي رفع الروح المعنوية للجنود المصريين والعرب الذين شاركوا في الحرب حيث دعا الى رفع الراس والاستبسال في التصدي والصمود .

عرف التونسيون المخرج السينمائي علي عبد الخالق منذ بروز افلامه وانتشارها في قاعات السينما العربية وعلى شاشات التلفزيونات في كل الوطني العربي ولكن تأكدت المعرفة والاحترام بعد فيلمي "العار" سنة 1982 و"الكيف" سنة 1985 وطالما احب النقاد التونسيون والعرب والجمهور العربي اعماله التي عرضت خلال التظاهرات الثقافية العربية وفي ايام قرطاج السينمائية واحترموا طابعه المميز والخاص في الاخراج او التأليف واعدوه مدرسة خاصة في حذ ذاته اثرت في الحركة الفنية السينمائية العربية  .

افلام ارتقت بمستوى السينما العربية وجوائز

ويذكر ان الراحل علي عبد الخالق من مواليد القاهرة سنة 1944 وانه درس في المعهد العالي للسينما قسم إخراج، وعقب تخرجه من المعهد عام 1966 اتجه إلى إخراج الأفلام التسجيلية، ومن أشهر هذه الأفلام فيلمه التسجيلي "أنشودة الوداع" الذي حصل على العديد من الجوائز الدولية من مهرجانات الأفلام التسجيلية والقصيرة ومنها الجائزة الثانية من مهرجان "ليبزج" السينمائي بألمانيا، كما حصل فيلمه "السويس مدينتي" على الجائزة الأولى من مهرجان وزارة الثقافة المصرية الأول للأفلام التسجيلية عام 1970. قدم عبد الخالق أول أفلامه الروائية الطويلة عام 1972 بعنوان (أغنية على الممر) فحقق نجاحا فنيا هائلا، وحصل على الجائزة الثانية من "مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي"، وجائزة من مهرجان طشقند السينمائي. وفي نهاية السبعينات أخرج مجموعة افلام مثل "مسافر بلا طريق" سنة 1978، و "الأبالسة"سنة 1980 و" السادة المرتشون "سنة 1983 و"بنات ابليس" سنة 1984و " اعدام ميت " سنة 1985 و" مدافن مفروشة للايجار " و" شادر السمك " سنة 1986 وبئر الخيانة " سنة 1987 و " اغتصاب سنة 1989  و"الناجون من النار "سنة 1994 و "يمين طلاق " و "عليه العوض " و" النمس " سنة 2000 "  وصيد الحيتان" سنة 2002 و" يوم الكرامة" سنة2004   و" ظاظا " سنة 2005  وغيرها من الافلام التي لا يتسع المجال لذكرها . وكان لقاؤه الفني مع المؤلف محمود ابوزيد في ثمانينات القرن الماضي قد اثمر خمسة افلام  من اهم وانجح واشهراعماله السينمائيةمثل أفلام :"العار" 1982، "الكيف" 1985، "جري الوحوش" 1987، "البيضة والحجر" 1990و" عتبة الستات "...وبعد كل هذه النجاحات التي رفعت اسمه عاليا في سماء السينما العربية قلّ عدد افلامه في التسعينيات واتجه الى الدراما التلفزيزنيةمع بداية الألفية الثانية وقدم 7 مسلسلات على غرار " بعد الضياع " سنة 1978 و" نجمة الجماهير"سنة 2003و " اصحاب المقام الرفيع " سنة 2004  و" احلامنا الحلوة " سنة 2005 و" اولاد عزام سنة 2007 و"البوابة الثانية" 2009.

استفزازات ..مضايقات..نضال فاعتزال

لم تكن حياة المخرج الفنان علي عبد الخالق متميزة وخالية من الشوائب مثل انتاجاته التلفزيونية والسينمائية وسيناريوهاته ولم تكن خالية من الهزات والأزمات حيث دعي بعد عرض فيلم "أغنية على الممر" من طرف اتحاد الطلبة بجامعة القاهرة لعقد  ندوة عن الفيلم وكان معه الممثلان صلاح السعدني وسامي السلاموني ولكن عرض الفيلم امام مدارج ضمت وقتها اكثر من الف متفرج  دون ان تعقد الندوةوتحول الفضاء الى ساحة نضال و إلى هتافات ضد الرئيس أنور السادات وخرجت منه مظاهرات، بعدها بيومين فوجئ  بفصله من الاتحاد الاشتراكي، لم يكن يوما عضوا فيه وصدرت ضده تعليمات بعدم تعامل أجهزة الإعلام المسموعة منها والمرئية والمكتوبة معه،ومع سامي السلاموني وصلاح السعدني وكل يسار مصر مثل محمود أمين العالم ولطفي الخولي،وهو ما سبب توقفه تماما عن العمل في سبعينات القرن الماضي والصق به البعضتهمة انه اما شيوعي او اخواني في حين لم يكن عبد الخالق لا هذا ولا ذاك بل كان رجلا مثقفا ملتزما بقضايا بلاده والوطن العربي .. ولم ينكر فضل العراق في رد الاعتبار له حيث فتحت له  ذراعيها وقدمت له فرصة الإشراف على وحدة الأفلام القصيرة ، على أن يقدم فيلما في العام في مقابل أعلى أجر يحصل عليه أجنبي .

كان المفروض ان يخرج علي عبد الخالق "ثلاثية الحرب " بعد نجاح "أغنية على الممر" تتناول حرب الاستنزاف ، وقد استغرق في الكتابة عاما كاملا وكان صلاح ذو الفقار منتجا منفذا، وكتب له السيناريو مصطفى بركات ،وعندما  قامت حرب أكتوبر انتهى المشروع لأن محوره كان موت الجنود على الجبهة ، إلا أن الحرب وقفت حائلا دون تنفيذه على الرغم من حماس صلاح ذو الفقار الذي اقترح تسهيل التصوير وتوفير المعدات عن طريق شقيقه كمال أحد قادة الجيش الثاني ، واختار علي عبد الخالق ان لا يقدم الثلاثية والناس سعداء بالانتصار ورأى انه  لا ضرورة لتنفيذهاوانه من المستحسن ان تقدم بعد مرور 20 عاما على الحرب ، وقدم عوضا عن الثلاثية السياسية فيلما بعيدا عن  السياسة وهو " بيت بلا حنان ".                                                                      تعرض الراحل بعد افلامه الناجحة جماهيريا ولدى النقاد الى الكثير من المضايقات مما دفعه الى الاعتزال مصرحا بان الاعتزال سببه فقط المحافظة على تاريخه واصفا العصر بأنه عصر الاقزام حيث كان الراحل يرى ان ما يتم اقتراحه من افلام لا يمكن مشاهدته لأكثر من مرة في حين ان افلام السابقين وهو منهم يمكن مشاهدتها اكثر من مرة والاستمتاع بها بنفس احساس المشاهدة الاولى وقال انه من بين 300 انتجت منذ سنة 2005 يمكن الاستمتاع بإعادة مشاهدة عشرة افلام فقد في احسن الحالات .

رحم الله علي عبد الخالق الذي ستخلده ابداعاته

علياء بن نحيلة

العلامة المضيئة في السينما العربية مخرج " اغنية الممر " و"العار" و"الكيف".. علي عبد الخالق في ذمة الله

تونس -الصباح

توفي المخرج السينمائي المصري الكبير علي عبد الخالق يوم الجمعة 2 سبتمبر 2022 عن سن ناهزت 78 سنة قضى نهايتها يعاني من مرض السرطان.. رحل هذا المبدع تاركا لخزينة السينما المصرية والعربية اكثر من خمسين فيلما وأكثر من عشرة مسلسلات تلفزيونية وعددا من الفوازير التي نالت شهرة مثل"دولا وأمشير وزغلول"ومن السناريوهات الف " وضاع حبي هناك " و" انهم يسرقون عمري " والسادة المرتشون " و"أربعة في مهمة رسمية "..

وبانتقال عبد الخالق الى جوار ربه فقدت الساحة السينمائية العربية احد اهم رموزها من المبدعين الملتزمين بفنهم والذين اهتموا بقضايا المجتمع العربي السياسية والاجتماعية وقد تناولها بألوان مختلفة ونجح في الكوميديا مثلما نجح في الدراما كما احسن طيلة مسيرته السينمائية اختيار مواضيع وابطال ومتقمصي شخصيات افلامه وعقد مع رموز الفن العربي سواء في مصر او في البلدان العربية صداقات مهمة اضافت له ولأعماله السينمائية . كان الراحل رائدا من رواد الفن الجميل واحد عناصر جماعة السينما الجديدة التي حققت نقلة نوعية حضارية في السينما المصرية والعربية وكان احد المتصدين لسينما الهزل التي انتشرت في مصر في ستينيات القرن الماضي بعد نكسة 1967 وذلك منذ قدم فيلم " اغنية الممر" سنة 1972 الذي رفع الروح المعنوية للجنود المصريين والعرب الذين شاركوا في الحرب حيث دعا الى رفع الراس والاستبسال في التصدي والصمود .

عرف التونسيون المخرج السينمائي علي عبد الخالق منذ بروز افلامه وانتشارها في قاعات السينما العربية وعلى شاشات التلفزيونات في كل الوطني العربي ولكن تأكدت المعرفة والاحترام بعد فيلمي "العار" سنة 1982 و"الكيف" سنة 1985 وطالما احب النقاد التونسيون والعرب والجمهور العربي اعماله التي عرضت خلال التظاهرات الثقافية العربية وفي ايام قرطاج السينمائية واحترموا طابعه المميز والخاص في الاخراج او التأليف واعدوه مدرسة خاصة في حذ ذاته اثرت في الحركة الفنية السينمائية العربية  .

افلام ارتقت بمستوى السينما العربية وجوائز

ويذكر ان الراحل علي عبد الخالق من مواليد القاهرة سنة 1944 وانه درس في المعهد العالي للسينما قسم إخراج، وعقب تخرجه من المعهد عام 1966 اتجه إلى إخراج الأفلام التسجيلية، ومن أشهر هذه الأفلام فيلمه التسجيلي "أنشودة الوداع" الذي حصل على العديد من الجوائز الدولية من مهرجانات الأفلام التسجيلية والقصيرة ومنها الجائزة الثانية من مهرجان "ليبزج" السينمائي بألمانيا، كما حصل فيلمه "السويس مدينتي" على الجائزة الأولى من مهرجان وزارة الثقافة المصرية الأول للأفلام التسجيلية عام 1970. قدم عبد الخالق أول أفلامه الروائية الطويلة عام 1972 بعنوان (أغنية على الممر) فحقق نجاحا فنيا هائلا، وحصل على الجائزة الثانية من "مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي"، وجائزة من مهرجان طشقند السينمائي. وفي نهاية السبعينات أخرج مجموعة افلام مثل "مسافر بلا طريق" سنة 1978، و "الأبالسة"سنة 1980 و" السادة المرتشون "سنة 1983 و"بنات ابليس" سنة 1984و " اعدام ميت " سنة 1985 و" مدافن مفروشة للايجار " و" شادر السمك " سنة 1986 وبئر الخيانة " سنة 1987 و " اغتصاب سنة 1989  و"الناجون من النار "سنة 1994 و "يمين طلاق " و "عليه العوض " و" النمس " سنة 2000 "  وصيد الحيتان" سنة 2002 و" يوم الكرامة" سنة2004   و" ظاظا " سنة 2005  وغيرها من الافلام التي لا يتسع المجال لذكرها . وكان لقاؤه الفني مع المؤلف محمود ابوزيد في ثمانينات القرن الماضي قد اثمر خمسة افلام  من اهم وانجح واشهراعماله السينمائيةمثل أفلام :"العار" 1982، "الكيف" 1985، "جري الوحوش" 1987، "البيضة والحجر" 1990و" عتبة الستات "...وبعد كل هذه النجاحات التي رفعت اسمه عاليا في سماء السينما العربية قلّ عدد افلامه في التسعينيات واتجه الى الدراما التلفزيزنيةمع بداية الألفية الثانية وقدم 7 مسلسلات على غرار " بعد الضياع " سنة 1978 و" نجمة الجماهير"سنة 2003و " اصحاب المقام الرفيع " سنة 2004  و" احلامنا الحلوة " سنة 2005 و" اولاد عزام سنة 2007 و"البوابة الثانية" 2009.

استفزازات ..مضايقات..نضال فاعتزال

لم تكن حياة المخرج الفنان علي عبد الخالق متميزة وخالية من الشوائب مثل انتاجاته التلفزيونية والسينمائية وسيناريوهاته ولم تكن خالية من الهزات والأزمات حيث دعي بعد عرض فيلم "أغنية على الممر" من طرف اتحاد الطلبة بجامعة القاهرة لعقد  ندوة عن الفيلم وكان معه الممثلان صلاح السعدني وسامي السلاموني ولكن عرض الفيلم امام مدارج ضمت وقتها اكثر من الف متفرج  دون ان تعقد الندوةوتحول الفضاء الى ساحة نضال و إلى هتافات ضد الرئيس أنور السادات وخرجت منه مظاهرات، بعدها بيومين فوجئ  بفصله من الاتحاد الاشتراكي، لم يكن يوما عضوا فيه وصدرت ضده تعليمات بعدم تعامل أجهزة الإعلام المسموعة منها والمرئية والمكتوبة معه،ومع سامي السلاموني وصلاح السعدني وكل يسار مصر مثل محمود أمين العالم ولطفي الخولي،وهو ما سبب توقفه تماما عن العمل في سبعينات القرن الماضي والصق به البعضتهمة انه اما شيوعي او اخواني في حين لم يكن عبد الخالق لا هذا ولا ذاك بل كان رجلا مثقفا ملتزما بقضايا بلاده والوطن العربي .. ولم ينكر فضل العراق في رد الاعتبار له حيث فتحت له  ذراعيها وقدمت له فرصة الإشراف على وحدة الأفلام القصيرة ، على أن يقدم فيلما في العام في مقابل أعلى أجر يحصل عليه أجنبي .

كان المفروض ان يخرج علي عبد الخالق "ثلاثية الحرب " بعد نجاح "أغنية على الممر" تتناول حرب الاستنزاف ، وقد استغرق في الكتابة عاما كاملا وكان صلاح ذو الفقار منتجا منفذا، وكتب له السيناريو مصطفى بركات ،وعندما  قامت حرب أكتوبر انتهى المشروع لأن محوره كان موت الجنود على الجبهة ، إلا أن الحرب وقفت حائلا دون تنفيذه على الرغم من حماس صلاح ذو الفقار الذي اقترح تسهيل التصوير وتوفير المعدات عن طريق شقيقه كمال أحد قادة الجيش الثاني ، واختار علي عبد الخالق ان لا يقدم الثلاثية والناس سعداء بالانتصار ورأى انه  لا ضرورة لتنفيذهاوانه من المستحسن ان تقدم بعد مرور 20 عاما على الحرب ، وقدم عوضا عن الثلاثية السياسية فيلما بعيدا عن  السياسة وهو " بيت بلا حنان ".                                                                      تعرض الراحل بعد افلامه الناجحة جماهيريا ولدى النقاد الى الكثير من المضايقات مما دفعه الى الاعتزال مصرحا بان الاعتزال سببه فقط المحافظة على تاريخه واصفا العصر بأنه عصر الاقزام حيث كان الراحل يرى ان ما يتم اقتراحه من افلام لا يمكن مشاهدته لأكثر من مرة في حين ان افلام السابقين وهو منهم يمكن مشاهدتها اكثر من مرة والاستمتاع بها بنفس احساس المشاهدة الاولى وقال انه من بين 300 انتجت منذ سنة 2005 يمكن الاستمتاع بإعادة مشاهدة عشرة افلام فقد في احسن الحالات .

رحم الله علي عبد الخالق الذي ستخلده ابداعاته

علياء بن نحيلة

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews