إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بعد وفاة منتصر الدخلاوي.. الموت "يخطف" جرحى الثورة وملفاتهم القضائية والاجتماعية مازالت "عالقة"

تونس- الصباح

 مازال جرحى الثورة يتساقطون بشكل او بآخر فالموت يختطفهم عن طواعية بعد قرار بعضهم في لحظة يأس وضع حد لرحلة معاناة طويلة  لم يتحملوا أعباءها مما دفع بهم للانتحار فيما يغادر آخرون الحياة بعد رحلة طويلة مع المرض لم يجنوا منها سوى التعب فيتساقط جرحى الثورة  فيما لا تزال ملفاتهم القضائية والاجتماعية عالقة منذ سنوات.

فقد توفي نهاية الأسبوع الفارط بولاية نابل جريح الثورة منتصر الدخلاوي بعد رحلة طويلة مع المرض وقبلها بأيام وتحديدا يوم 26 أوت الفارط توفي الهادي العوني والد الشهيد مهدي العوني والذي كان دائما متواجدا في كل تحركات عائلات شهداء وجرحى الثورة  وفي المحاكم حاملا لصورة ابنه وكان هدفه الوصول إلى حقيقة وفاة ابنه مهدي العوني. 

كما توفي جريح الثورة طارق الدزيري خلال شهر جانفي 2020  بعد تسعة سنوات من اصابته بالرصاص مما خلف له  شللا نصفيا حيث أصبح يتحرك على كرسي متحرك وقبله  كذلك توفي جريح الثورة محمد الحنشي سنة 2016 بعد معاناة مع المرض فجرحى الثورة يفارقون الحياة ولم يعرفوا بعد من أصابهم بالرصاص ولم يعرفوا حقيقة مرتكبي الانتهاكات في حقهم.

اما بقية الجرحى فبعضهم يعيش نصف حياة بسبب الإصابات التي لحقتهم فاغلبيتهم مازالوا يعالجون بالمستشفيات ويعيشون بمسكنات الاوجاع بعد أن حرمتهم الإصابات التي لحقتهم من ممارسة حياتهم بصفة عادية.

وفي هذا السياق ذكر علي المكي الرئيس السابق لجمعية " لن ننساكم" لشهداء وجرحى الثورة وشقيق الشهيد  عبد القادر المكي في تصريح ل" الصباح"  بأن هناك تشابه غريب جدا بين من تولوا السلطة بعد الثورة في تعاملهم مع ملفات شهداء وجرحى الثورة فكلهم استعملوا هذا الملف كمطية للسلطة- حسب قوله- ثم تعاملوا مع الملف باهمال ولا مبالاة فلم يتم سوى القيام بأعمال شكلية وحتى وان تم سن قوانين في خصوص هذا الملف فإنها لا تنفذ ونفس الشيء والتمشي يتكرر منذ سنوات.

قائمة منقوصة.. 

واضاف المكي بأنه حتى في خصوص القائمة الرسمية والنهائية لشهداء وجرحى الثورة فقد جاءت منقوصة وفيها عدم احترام من خلال الشكل  للشهداء فلا وجود لتاريخ ولادتهم أو استشهادهم والمدن التي ينتمون اليها، وأوضح بأنه بعد الجدل الذي حصل حول القائمة والتحركات والحملة التي قاموا بها في هذا الإطار  بالإضافة إلى كتابتهم لتقرير مفصل في هذا الخصوص تم إرساله إلى رئيس الجمهورية الذي ذكر في تصريح اعلامي بأن القائمة الرسمية للشهداء والجرحى هي قائمة لجنة تقصي الحقائق لسنة 2011  ولكن رغم ذلك فإن شيئا لم يتغير.

وأضاف المكي بأنهم كانوا تقدموا منذ سنوات بطلب للمجلس التاسيسي بإنشاء هيئة رسمية خاصة تعنى بملف شهداء وجرحى الثورة لأن الملف حينها كان مشتتا بين الوزارات والولايات والمعتمديات ولكن ماراعهم خلال السنة الحالية كما كانوا سابقا يقومون بادماجهم مع أصحاب العفو التشريعي العام فقد تم دمج ملف شهداء وجرحى الثورة مع المؤسستين الأمنية والعسكرية من خلال  انشاء مؤسسة فداء،  واعتبر بان اي ملف يتم ادماجه مع ملفات أخرى فإنه سيضيع ولن يجد الاهتمام اللازم وهذا ما يحصل اليوم-حسب قوله - .

ملفات عالقة

وفي خصوص الملفات القضائية المتعلقة بشهداء وجرحى الثورة والتي مازالت تراوح مكانها منذ سنوات أمام الدوائر المتخصصة في العدالة الانتقالية قال المكي "حدث ولا حرج

فنحن لم نعد نحلم بكشف الحقيقة باعتبار أن هناك تطابق بين كل من تولوا السلطة بعد الثورة في تعاملهم مع ملف الشهداء والجرحى".

وعبر عن أسفه قائلا " هناك تفرقة اليوم بين شهداء وجرحى الثورة  حيث يتم الاهتمام بمن يساندون مسار 25 جويلية أكثر من البقية"- حسب تصريحه- ٠

تحرك منتظر.. 

"الصباح" اتصلت كذلك بجريج الثورة مسلم قصد الله والذي أكد تواجده أمس بالمستشفى العسكري باعتباره يستعد لاجراء عملية جراحية أخرى تنضاف  لعشرات العمليات التي أجراها وعبر عن اسفه لوفاة جريح الثورة منتصر الدخلاوي  بعد معاناة طويلة مع المرض تاركا وراءه زوجة وطفلين يعانون ظروفا اجتماعية صعبة   وكذلك والد الشهيد مهدي العوني الذي توفي كذلك خلال شهر أوت الفارط وهو مازال يبحث عن هوية من قتل ابنه، وأكد أن معاناة عائلات وجرحى الثورة متواصلة منذ سنوات.

 وأوضح قصد الله بأن الخطوات التدريجية التي يقومون بها للحصول على حقهم ليست سيئة واعتبر أن مؤسسة فداء هي من ستحل مشاكل عائلات شهداء وجرحى الثورة  فهم ينتظرون انطلاق عمل هذه المؤسسة،وأضاف بأنه بعد وفاة جريح الثورة منتصر الدخلاوي فان الخطوة القادمة بالنسبة لهم ستكون تصعيدية حيث سيقومون باعتصام بمؤسسة فداء التي دشنها رئيس الجمهورية  باعتبار أن الموت تختطف جرحى الثورة الذين يعانون إصابات وأمراض مختلفة ولا يعرفون الدور القادم على من فيهم .

وبالإضافة إلى الجرحى الذين يفارقون الحياة بعد صراع مع المرض هناك جرحى اختاروا وضع حد لحياتهم على غرار جريح الثورة ناجي الحفيان  الذي فارق الحياة وهو  لم يتخطى بعد ربيعه السادس والعشرين بعد ان بلغ به اليأس مبلغه مما دفعه الى اضرام النار بجسده خلال السنة الفارطة مما استوجب نقله الى مركز الاصابات والحروق البليغة ببنعروس  لتلقي الاسعافات اللازمة الا ان جسده الضعيف لم  يتمكن من مقاومة اثار الحروق البليغة التي لحقته واتت على انحاء عديدة من جسده حيث فارق الحياة .

 وهو ثالث جريح ثورة يقدم على الانتحار بعد ان سبقه في ذلك جريح الثورة  كمال عبادلية والذي اقدم على الانتحار خلال شهر افريل من السنة الفارطة بعد ان اضرم بجسده النار امام معتمدية سيدي بوزيد الغربية بعد ان كتب عبارات وعلقها بسور بلدية سيدي بوزيد تعبر عن يأسه من وضعيته الاجتماعية الصعبة  ، وقبله وتحديدا خلال شهر جوان 2020 اقدم كذلك جريح الثورة ماهر الحيزي على الانتحار بولاية القصرين  نتيجة الوضعية الاجتماعية الصعبة التي يمر بها .

 فاطمة الجلاصي

بعد وفاة منتصر الدخلاوي.. الموت "يخطف" جرحى الثورة وملفاتهم القضائية والاجتماعية مازالت "عالقة"

تونس- الصباح

 مازال جرحى الثورة يتساقطون بشكل او بآخر فالموت يختطفهم عن طواعية بعد قرار بعضهم في لحظة يأس وضع حد لرحلة معاناة طويلة  لم يتحملوا أعباءها مما دفع بهم للانتحار فيما يغادر آخرون الحياة بعد رحلة طويلة مع المرض لم يجنوا منها سوى التعب فيتساقط جرحى الثورة  فيما لا تزال ملفاتهم القضائية والاجتماعية عالقة منذ سنوات.

فقد توفي نهاية الأسبوع الفارط بولاية نابل جريح الثورة منتصر الدخلاوي بعد رحلة طويلة مع المرض وقبلها بأيام وتحديدا يوم 26 أوت الفارط توفي الهادي العوني والد الشهيد مهدي العوني والذي كان دائما متواجدا في كل تحركات عائلات شهداء وجرحى الثورة  وفي المحاكم حاملا لصورة ابنه وكان هدفه الوصول إلى حقيقة وفاة ابنه مهدي العوني. 

كما توفي جريح الثورة طارق الدزيري خلال شهر جانفي 2020  بعد تسعة سنوات من اصابته بالرصاص مما خلف له  شللا نصفيا حيث أصبح يتحرك على كرسي متحرك وقبله  كذلك توفي جريح الثورة محمد الحنشي سنة 2016 بعد معاناة مع المرض فجرحى الثورة يفارقون الحياة ولم يعرفوا بعد من أصابهم بالرصاص ولم يعرفوا حقيقة مرتكبي الانتهاكات في حقهم.

اما بقية الجرحى فبعضهم يعيش نصف حياة بسبب الإصابات التي لحقتهم فاغلبيتهم مازالوا يعالجون بالمستشفيات ويعيشون بمسكنات الاوجاع بعد أن حرمتهم الإصابات التي لحقتهم من ممارسة حياتهم بصفة عادية.

وفي هذا السياق ذكر علي المكي الرئيس السابق لجمعية " لن ننساكم" لشهداء وجرحى الثورة وشقيق الشهيد  عبد القادر المكي في تصريح ل" الصباح"  بأن هناك تشابه غريب جدا بين من تولوا السلطة بعد الثورة في تعاملهم مع ملفات شهداء وجرحى الثورة فكلهم استعملوا هذا الملف كمطية للسلطة- حسب قوله- ثم تعاملوا مع الملف باهمال ولا مبالاة فلم يتم سوى القيام بأعمال شكلية وحتى وان تم سن قوانين في خصوص هذا الملف فإنها لا تنفذ ونفس الشيء والتمشي يتكرر منذ سنوات.

قائمة منقوصة.. 

واضاف المكي بأنه حتى في خصوص القائمة الرسمية والنهائية لشهداء وجرحى الثورة فقد جاءت منقوصة وفيها عدم احترام من خلال الشكل  للشهداء فلا وجود لتاريخ ولادتهم أو استشهادهم والمدن التي ينتمون اليها، وأوضح بأنه بعد الجدل الذي حصل حول القائمة والتحركات والحملة التي قاموا بها في هذا الإطار  بالإضافة إلى كتابتهم لتقرير مفصل في هذا الخصوص تم إرساله إلى رئيس الجمهورية الذي ذكر في تصريح اعلامي بأن القائمة الرسمية للشهداء والجرحى هي قائمة لجنة تقصي الحقائق لسنة 2011  ولكن رغم ذلك فإن شيئا لم يتغير.

وأضاف المكي بأنهم كانوا تقدموا منذ سنوات بطلب للمجلس التاسيسي بإنشاء هيئة رسمية خاصة تعنى بملف شهداء وجرحى الثورة لأن الملف حينها كان مشتتا بين الوزارات والولايات والمعتمديات ولكن ماراعهم خلال السنة الحالية كما كانوا سابقا يقومون بادماجهم مع أصحاب العفو التشريعي العام فقد تم دمج ملف شهداء وجرحى الثورة مع المؤسستين الأمنية والعسكرية من خلال  انشاء مؤسسة فداء،  واعتبر بان اي ملف يتم ادماجه مع ملفات أخرى فإنه سيضيع ولن يجد الاهتمام اللازم وهذا ما يحصل اليوم-حسب قوله - .

ملفات عالقة

وفي خصوص الملفات القضائية المتعلقة بشهداء وجرحى الثورة والتي مازالت تراوح مكانها منذ سنوات أمام الدوائر المتخصصة في العدالة الانتقالية قال المكي "حدث ولا حرج

فنحن لم نعد نحلم بكشف الحقيقة باعتبار أن هناك تطابق بين كل من تولوا السلطة بعد الثورة في تعاملهم مع ملف الشهداء والجرحى".

وعبر عن أسفه قائلا " هناك تفرقة اليوم بين شهداء وجرحى الثورة  حيث يتم الاهتمام بمن يساندون مسار 25 جويلية أكثر من البقية"- حسب تصريحه- ٠

تحرك منتظر.. 

"الصباح" اتصلت كذلك بجريج الثورة مسلم قصد الله والذي أكد تواجده أمس بالمستشفى العسكري باعتباره يستعد لاجراء عملية جراحية أخرى تنضاف  لعشرات العمليات التي أجراها وعبر عن اسفه لوفاة جريح الثورة منتصر الدخلاوي  بعد معاناة طويلة مع المرض تاركا وراءه زوجة وطفلين يعانون ظروفا اجتماعية صعبة   وكذلك والد الشهيد مهدي العوني الذي توفي كذلك خلال شهر أوت الفارط وهو مازال يبحث عن هوية من قتل ابنه، وأكد أن معاناة عائلات وجرحى الثورة متواصلة منذ سنوات.

 وأوضح قصد الله بأن الخطوات التدريجية التي يقومون بها للحصول على حقهم ليست سيئة واعتبر أن مؤسسة فداء هي من ستحل مشاكل عائلات شهداء وجرحى الثورة  فهم ينتظرون انطلاق عمل هذه المؤسسة،وأضاف بأنه بعد وفاة جريح الثورة منتصر الدخلاوي فان الخطوة القادمة بالنسبة لهم ستكون تصعيدية حيث سيقومون باعتصام بمؤسسة فداء التي دشنها رئيس الجمهورية  باعتبار أن الموت تختطف جرحى الثورة الذين يعانون إصابات وأمراض مختلفة ولا يعرفون الدور القادم على من فيهم .

وبالإضافة إلى الجرحى الذين يفارقون الحياة بعد صراع مع المرض هناك جرحى اختاروا وضع حد لحياتهم على غرار جريح الثورة ناجي الحفيان  الذي فارق الحياة وهو  لم يتخطى بعد ربيعه السادس والعشرين بعد ان بلغ به اليأس مبلغه مما دفعه الى اضرام النار بجسده خلال السنة الفارطة مما استوجب نقله الى مركز الاصابات والحروق البليغة ببنعروس  لتلقي الاسعافات اللازمة الا ان جسده الضعيف لم  يتمكن من مقاومة اثار الحروق البليغة التي لحقته واتت على انحاء عديدة من جسده حيث فارق الحياة .

 وهو ثالث جريح ثورة يقدم على الانتحار بعد ان سبقه في ذلك جريح الثورة  كمال عبادلية والذي اقدم على الانتحار خلال شهر افريل من السنة الفارطة بعد ان اضرم بجسده النار امام معتمدية سيدي بوزيد الغربية بعد ان كتب عبارات وعلقها بسور بلدية سيدي بوزيد تعبر عن يأسه من وضعيته الاجتماعية الصعبة  ، وقبله وتحديدا خلال شهر جوان 2020 اقدم كذلك جريح الثورة ماهر الحيزي على الانتحار بولاية القصرين  نتيجة الوضعية الاجتماعية الصعبة التي يمر بها .

 فاطمة الجلاصي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews