إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

زيارة ماكرون تتصدر عناوين الصحف الجزائرية.. فرصة لترميم الشروخ ..

يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الخميس الجزائر تلبية لدعوة نظيره الجزائري عبد المجيد تبون وتتوجه في المقام الأول إلى الشباب والمستقبل.

 وتعد الزيارة الأولى لرئيس فرنسي في عهد تبون، وتتواصل إلى غاية السابع والعشرين من الشهر الحالي.

وتأتي الزيارة الثانية لماكرون إلى الجزائر منذ انتخابه سنة 2017، في إطار "إرساء أساس لإعادة بناء وتطوير" العلاقة بين باريس والجزائر بحسب بيان للرئاسة الفرنسية.

كما أكد الإليزيه أن "رئيس الجمهورية اختار توجيه هذه الزيارة نحو المستقبل والشركات الناشئة والابتكار والشباب وقطاعات جديدة".

ومن المنتظر أن يجري ماكرون، بحسب مصادر إعلامية، "حواراً مطولاً" الجمعة مع رجال الأعمال الشباب في العاصمة وسيلتقي بالشباب في وهران، ثاني مدن البلاد.

علاقة متذبذبة

يرى مراقبون أن ديناميكية إيجابية تحرك العلاقات الثنائية بين فرنسا والجزائر لفتح صفحة جديدة بينهما بعد سنوات من الفتور خاصة في ما يتعلق بملف الذاكرة.

وقد شهدت العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والجزائر توترا في الآونة الأخيرة وصل إلى حد استدعاء السفير من باريس خريف العام الماضي، بسبب تصريحات ماكرون التي نفى فيها وجود أمّة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.

وتأزمت العلاقات أكثر لتصل إلى منع الجزائر الطائرات العسكرية الفرنسية المتجهة إلى منطقة الساحل من التحليق عبر مجالها الجوي.

واستبق زيارة ماكرون اتصال هاتفي مع تبون نهاية الأسبوع الماضي قدم فيها تعازيه بوفاة 37 شخصاً، وفق حصيلة رسمية، من جراء حرائق ضخمة اندلعت في شمال البلاد يومي الأربعاء والخميس الماضي.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية حينها أن "رئيس الدولة أبلغ نظيره باستعداد فرنسا لإمداد الجزائر بتجهيزات أرضية وجوية لمكافحة الحرائق".

كما يعتزم الرئيس الفرنسي "مواصلة العمل لتهدئة الذاكرة" - سيذهب إلى مقبرة بولوغين (سان أوجين) في الجزائر العاصمة، حيث دُفن العديد من الفرنسيين المولودين في الجزائر - لكن هذا "ليس الهدف الرئيسي لهذه الزيارة"، بحسب ما أشار إليه الاليزيه.

غير أن الهدف الرئيسي بحسب ما يتوقعه مراقبون يتمثل في الملفين الاقتصادي والسياسي الذي سيكون على رأس أجندة الزيارة بالنظر إلى الوفد الذي يرافق ماكرون والمتكون من 90 شخصًا، من بينهم سبعة وزراء، ضمنهم برونو لو مير (الاقتصاد)، جيرالد دارمانين (الداخلية) وكاثرين كولونا (الخارجية) بالإضافة إلى برلمانيين ومدراء شركات كبرى، بالإضافة إلى سارة أوراهمون، الفائزة بالميدالية الفضية في الملاكمة في دورة الألعاب الأولمبية في ريو 2016.

كما سيبحث الرئيسان قضية خفض فرنسا عدد تأشيرات شنغن التي تمنحها للجزائريين، ففي سبتمبر 2021 قررت فرنسا خفض عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين الى النصف، بحجة رفض الجزائر التعاون في ترحيل نحو 7 آلاف مهاجر غير شرعي من فرنسا نحو أراضيها.

ويذكر أن الجالية الجزائرية تشكل 6 ملايين من المجتمع الفرنسي.

مصالح مشتركة

تصدر خبر زيارة ماكرون إلى الجزائر عناوين الصحف ومواقع الأخبار الجزائرية، واعتبرت جريدة "النهار" الناطقة بالعربية أن الرئيس الفرنسي يسعى إلى "ترميم الشروخ في العلاقات مع الجزائر بعد أن واجه نكسات عسكرية في منطقة الساحل انتهت بسحب قواته منها".

من جهتها، جريدة المستثمر اليومية كتبت يوم الثلاثاء 23 من الشهر الجاري "ماكرون في الجزائر هذا الأسبوع.. تدارك لتجاوزات سابقة وتطلع لتعاون أكثر نجاعة"، مشيرة إلى أن الشراكة الناجعة مع الجانب الفرنسي يجب أن تكون على أساس قاعدة رابح رابح.

ويرى مراقبون أن ملف الطاقة سيتصدر أجندة زيارة ماكرون، خصوصا مع توجه أوروبا لخفض اعتمادها على الغاز الروسي، وإمكانية زيادة الغاز نحو فرنسا.

وتتوقع أوساط سياسية أن تعطي زيارة ماكرون زخما للعلاقات بين البلدين وتطوي صفحة الخلافات القائمة بينهما منذ السنوات الأخيرة خصوصا مع تحسنها تدريجيا في الأشهر الأخيرة غذتها اتصالات هاتفية ورسائل بين الرئيسين.

فالجزائر تسعى من جهتها إلى فك عزلتها الإقليمية بعد قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب على خلفية ملف الصحراء الغربية.

إضافة إلى تأزم علاقاتها مع اسبانيا بسبب دعمها لمشروع الحكم الذاتي المغربي لمنطقة الصحراء في مواجهة خطط جبهة بوليساريو الانفصالية المدعومة من السلطات الجزائرية.

أما باريس، فتتطلع من جهتها للاستفادة من توريد الغاز الجزائري في خضم أزمة طاقة عالمية سببها الغزو الروسي لأوكرانيا منذ 24 فيفري 2022.

كما سيناقش الرئيسان الوضع في مالي التي غادرها الجيش الفرنسي مؤخراً، وعلى نطاق أوسع الوضع في منطقة الساحل وكذلك في ليبيا باعتبار أن الجزائر تؤدي دورًا محورياً في المنطقة نظرًا لثقلها الدبلوماسي وحدودها المشتركة الممتدة آلاف الكيلومترات مع مالي والنيجر وليبيا.

يذكر أن تبون حث أثناء زيارته لإيطاليا في ماي الماضي على ضرورة إجراء انتخابات في ليبيا باعتبارها الحل الوحيد لعودة الاستقرار إلى البلاد، معربا عن قلقه من المواجهات المتكررة بين الفصائل المسلحة.

منال العابدي

زيارة ماكرون تتصدر عناوين الصحف الجزائرية.. فرصة لترميم الشروخ ..

يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الخميس الجزائر تلبية لدعوة نظيره الجزائري عبد المجيد تبون وتتوجه في المقام الأول إلى الشباب والمستقبل.

 وتعد الزيارة الأولى لرئيس فرنسي في عهد تبون، وتتواصل إلى غاية السابع والعشرين من الشهر الحالي.

وتأتي الزيارة الثانية لماكرون إلى الجزائر منذ انتخابه سنة 2017، في إطار "إرساء أساس لإعادة بناء وتطوير" العلاقة بين باريس والجزائر بحسب بيان للرئاسة الفرنسية.

كما أكد الإليزيه أن "رئيس الجمهورية اختار توجيه هذه الزيارة نحو المستقبل والشركات الناشئة والابتكار والشباب وقطاعات جديدة".

ومن المنتظر أن يجري ماكرون، بحسب مصادر إعلامية، "حواراً مطولاً" الجمعة مع رجال الأعمال الشباب في العاصمة وسيلتقي بالشباب في وهران، ثاني مدن البلاد.

علاقة متذبذبة

يرى مراقبون أن ديناميكية إيجابية تحرك العلاقات الثنائية بين فرنسا والجزائر لفتح صفحة جديدة بينهما بعد سنوات من الفتور خاصة في ما يتعلق بملف الذاكرة.

وقد شهدت العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والجزائر توترا في الآونة الأخيرة وصل إلى حد استدعاء السفير من باريس خريف العام الماضي، بسبب تصريحات ماكرون التي نفى فيها وجود أمّة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.

وتأزمت العلاقات أكثر لتصل إلى منع الجزائر الطائرات العسكرية الفرنسية المتجهة إلى منطقة الساحل من التحليق عبر مجالها الجوي.

واستبق زيارة ماكرون اتصال هاتفي مع تبون نهاية الأسبوع الماضي قدم فيها تعازيه بوفاة 37 شخصاً، وفق حصيلة رسمية، من جراء حرائق ضخمة اندلعت في شمال البلاد يومي الأربعاء والخميس الماضي.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية حينها أن "رئيس الدولة أبلغ نظيره باستعداد فرنسا لإمداد الجزائر بتجهيزات أرضية وجوية لمكافحة الحرائق".

كما يعتزم الرئيس الفرنسي "مواصلة العمل لتهدئة الذاكرة" - سيذهب إلى مقبرة بولوغين (سان أوجين) في الجزائر العاصمة، حيث دُفن العديد من الفرنسيين المولودين في الجزائر - لكن هذا "ليس الهدف الرئيسي لهذه الزيارة"، بحسب ما أشار إليه الاليزيه.

غير أن الهدف الرئيسي بحسب ما يتوقعه مراقبون يتمثل في الملفين الاقتصادي والسياسي الذي سيكون على رأس أجندة الزيارة بالنظر إلى الوفد الذي يرافق ماكرون والمتكون من 90 شخصًا، من بينهم سبعة وزراء، ضمنهم برونو لو مير (الاقتصاد)، جيرالد دارمانين (الداخلية) وكاثرين كولونا (الخارجية) بالإضافة إلى برلمانيين ومدراء شركات كبرى، بالإضافة إلى سارة أوراهمون، الفائزة بالميدالية الفضية في الملاكمة في دورة الألعاب الأولمبية في ريو 2016.

كما سيبحث الرئيسان قضية خفض فرنسا عدد تأشيرات شنغن التي تمنحها للجزائريين، ففي سبتمبر 2021 قررت فرنسا خفض عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين الى النصف، بحجة رفض الجزائر التعاون في ترحيل نحو 7 آلاف مهاجر غير شرعي من فرنسا نحو أراضيها.

ويذكر أن الجالية الجزائرية تشكل 6 ملايين من المجتمع الفرنسي.

مصالح مشتركة

تصدر خبر زيارة ماكرون إلى الجزائر عناوين الصحف ومواقع الأخبار الجزائرية، واعتبرت جريدة "النهار" الناطقة بالعربية أن الرئيس الفرنسي يسعى إلى "ترميم الشروخ في العلاقات مع الجزائر بعد أن واجه نكسات عسكرية في منطقة الساحل انتهت بسحب قواته منها".

من جهتها، جريدة المستثمر اليومية كتبت يوم الثلاثاء 23 من الشهر الجاري "ماكرون في الجزائر هذا الأسبوع.. تدارك لتجاوزات سابقة وتطلع لتعاون أكثر نجاعة"، مشيرة إلى أن الشراكة الناجعة مع الجانب الفرنسي يجب أن تكون على أساس قاعدة رابح رابح.

ويرى مراقبون أن ملف الطاقة سيتصدر أجندة زيارة ماكرون، خصوصا مع توجه أوروبا لخفض اعتمادها على الغاز الروسي، وإمكانية زيادة الغاز نحو فرنسا.

وتتوقع أوساط سياسية أن تعطي زيارة ماكرون زخما للعلاقات بين البلدين وتطوي صفحة الخلافات القائمة بينهما منذ السنوات الأخيرة خصوصا مع تحسنها تدريجيا في الأشهر الأخيرة غذتها اتصالات هاتفية ورسائل بين الرئيسين.

فالجزائر تسعى من جهتها إلى فك عزلتها الإقليمية بعد قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب على خلفية ملف الصحراء الغربية.

إضافة إلى تأزم علاقاتها مع اسبانيا بسبب دعمها لمشروع الحكم الذاتي المغربي لمنطقة الصحراء في مواجهة خطط جبهة بوليساريو الانفصالية المدعومة من السلطات الجزائرية.

أما باريس، فتتطلع من جهتها للاستفادة من توريد الغاز الجزائري في خضم أزمة طاقة عالمية سببها الغزو الروسي لأوكرانيا منذ 24 فيفري 2022.

كما سيناقش الرئيسان الوضع في مالي التي غادرها الجيش الفرنسي مؤخراً، وعلى نطاق أوسع الوضع في منطقة الساحل وكذلك في ليبيا باعتبار أن الجزائر تؤدي دورًا محورياً في المنطقة نظرًا لثقلها الدبلوماسي وحدودها المشتركة الممتدة آلاف الكيلومترات مع مالي والنيجر وليبيا.

يذكر أن تبون حث أثناء زيارته لإيطاليا في ماي الماضي على ضرورة إجراء انتخابات في ليبيا باعتبارها الحل الوحيد لعودة الاستقرار إلى البلاد، معربا عن قلقه من المواجهات المتكررة بين الفصائل المسلحة.

منال العابدي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews