إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

جريمة لا تسقط بالتقادم.. 53 عاما على حريق الأقصى.. كيف صدقت نبوءة غولدا مائير؟

 

 

تونس الصباح

مع عودة ذكرى جريمة الأقصى تعود التصريحات المثيرة لرئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير آنذاك لتؤكد أن الجريمة التي ارتبطت بسلطة الاحتلال ما كان لها أن تحدث أو أن تتكرر لولا التخاذل الذي بلغ درجة التواطؤ في التعاطي مع جرائم الكيان الإسرائيلي في استهداف المقدسات وتهويدها والسعي لهدمها ..

فقد صرحت غولدا مائير غداة الجريمة بقولها "عندما حرق الأقصى لم أنم تلك الليلة، واعتقدت أن إسرائيل ستسحق، لكن عندما حل الصباح أدركت أن العرب في سبات عميق".. الواقع أن تصريحات مائير على فضاضتها لا تزال تنسحب على الواقع الراهن وتؤكد حالة اللاوعي أو السبات العميق التي وقع فيها الفلسطينيون ومعهم العرب والمسلمون منذ تلك الحادثة وهي حالة استعصت على الخبراء والمحللين وحتى على امهر الأخصائيين من علماء الاجتماع الذين فشلوا في تحديد علة العقل العربي ومرض الضمير العربي الغائب.. ولا تزال هذه العبارة الساخرة والسوداوية لغولدا مائير تختزل المشهد الراهن فلسطينيا وعربيا في عالم فقد البوصلة والقدرة على مواجهة واقعه او تجاوز التحديات والمخاطر الجاثمة من حوله وهي مخاطر لا تخفى على مراقب ولا يختلف بشأنها اثنان في ثقل تداعياتها على الحاضر والمستقبل اللذين باتا رهيني الممارسات الإسرائيلية والجرائم اليومية لسلطة الاحتلال والتي وجدت لها في مسار التطبيع المجاني ملاذا ومتنفسا ودافعا لمواصلة تنفيذ مخططاتها الاحتلالية وآخرها العدوان الهمجي على غزة دون أن يثير ذلك في السلطات الإسرائيلية السياسية والعسكرية ما يريبها أو يسائلها أو يلاحقها أمام الرأي العام الدولي أو الجنائية الدولية أو المنظمات الدولية ...

أول أمس الأحد مرت الذكرى السنوية لإحراق المسجد الأقصى التي تبقى جريمة لا تسقط بالتقادم حتى وان تمادى الاحتلال في مخططاته التوسعية الاستيطانية في السر والعلن.. ذكرى إحراق الأقصى قبل 53 عاماً وتحديدا في 21 أوت 1969، عندما آفاق العالم على جريمة إسرائيلية جديدة بحق المسجد الأقصى، بعد سنتين فقط على هزيمة الـ67 واحتلال مدينة القدس.

وحسب الرواية الفلسطينية بدأت عملية إحراق الأقصى باقتحام متطرف أسترالي الجنسية يدعى دينس مايكل روهان، للمسجد من باب المغاربة، وإشعال النار في المصلى القبلي.

وشبَ الحريق في الجناح الشرقي للمصلى الواقع في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى، وأتت النيران على واجهات الأقصى وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، وتطلب ذلك سنوات لترميمه.. والتهمت النيران منبر المسجد التاريخي الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي من مدينة حلب السورية، وذلك عندما استعاد المسلمون بيت المقدس عام 1187.

ومن المفارقات انه وفي الوقت الذي بدأ الفلسطينيون يحاولون إخماد النيران، بما توفر من مياه حول الأقصى قام الاحتلال بقطع الماء عن المصلى القبلي ومحيطه، وتباطأ في إرسال سيارات الإطفاء..

وكما في كل الجرائم السابقة وحتى اللاحقة كان السيناريو جاهزا، إذ روج الاحتلال الى أن الحريق كان بفعل تماس كهربائي، قبل أن يكتشف أن الجريمة تمت بفعل فاعل الأمر الذي أجبر سلطات الاحتلال على الاعتراف وكشف الفاعل وأن شاباً أستراليا هو المسؤول عن الحريق، وأنها ستقدمه للمحاكمة، قبل أن تروج إلى أن الشاب يعاني من أزمة عقلية وأنه أطلق سراحه.. وسيتكرر السيناريو لاحقا في الخليل وفي أكثر من جريمة.. طبعا لم تتوقف منذ ذلك الحين المطالب الفلسطينية من هيئات حقوقية وشخصيات مقدسية وفلسطينية من اجل عدم إغلاق ملف إحراق الأقصى وهي تبقى حتى اليوم معركة مفتوحة لاسيما مع تواتر جرائم التهويد ومحاولات هدم الأقصى ومواصلة الحفريات بحثنا عن الهيكل المزعوم ..

وهو ما يعني بكل بساطة وانه رغم مضي أكثر من نصف قرن على الجريمة فان محرقة الأقصى لا تزال مستعرة حتى اليوم يشهد على ذلك مسلسل الاقتحامات اليومية لقبة الصخرة وعمليات الاستفزاز اليومي لقطعان المستوطنين ومحاولات التهويد ومصادرة حق المقدسيين في الوصول الى الأقصى ..

وأحدث هذه المخططات قيام آليات الاحتلال الإسرائيلي بأعمال حفر في باب المغاربة وساحة البراق، المؤدية لحارتي الشرف والمغاربة في القدس القديمة، والتي زادت وتيرتها في الفترة الأخيرة لتشمل أماكن متعددة في آن واحد.

وتهدف الحفريات لإقامة نفق أرضي بطول 159 مترا، يصل بين منطقة "حارة الشرف"، التي استُبدل اسمها بـ"حارة اليهود"، إلى بداية جسر باب المغاربة المؤدي إلى داخل المسجد الأقصى الذي تستخدمه قوات الاحتلال والمستوطنون في الاقتحامات.

وتسعى سلطات الاحتلال إلى تنفيذ مخططاتها التهويدية والاستيطانية بحق المسجد الأقصى، بهدف السيطرة الكاملة عليه، وتغيير معالمه الإسلامية وفرض واقع جديد فيه.

لا تزال "دائرة الأوقاف الإسلامية" بالقدس المحتلة تؤكد ان "المسجد الأقصى وبعد ثلاثة وخمسين عاماً من الحريق، لا يزال يقف صامدا، رغم جميع ما يتعرض له ومحيطه من محاولات لتهويده وتغيير واقعه الديني والتاريخي والقانوني القائم منذ أمد، ولكن ليس من الواضح الى أي مدى يمكن للأقصى أن يصمد ويمكن للمقدسيين أن يتصدوا للجريمة في ظل العدالة الدولية العرجاء وسياسة المكيالين ..

ميدانيا ومع عودة ذكرى حريق الأقصى دأبت سلطات الاحتلال على التصعيد ضد الفلسطينيين ولسان حاله يردد انه لا بديل عن هدم الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم..

السلطة الفلسطينية ومعها مختلف الفصائل الفلسطينية لا تتوقف عن التنديد بممارسات الاحتلال في الأقصى وحوله ولكن في المقابل فان من يرسم مخططات إسرائيل لا يبدو أنه يكترث قليلا أو كثيرا لكل بيانات الاستنكار والتنديد ..

إحراق المسجد الأقصى لا يمكن اعتباره حدثا إجراميا منفردا خارج سياق الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بل هو محطة أساسية وحلقة من معركة سياسية ودينية واجتماعية وهي أيضا معركة هوية ومعركة وجود تحتاج لإعادة النظر في الخيارات النضالية للدفاع عن الأقصى وعن كل المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ...

وبالعودة الى منفذ جريمة إحراق الأقصى فان بعض الدراسات تذهب الى أن الهوية الفكرية للإرهابي روهان المولود عام 1941 بأنه "مسيحي صهيوني" كان ينتمي لواحدة من الكنائس الإنجيلية المسيحية باسم "كنيسة الرب العالمية". وكان روهان من أصحاب النزعات التي تؤمن بعودة المسيح، وأن شرط ذلك هو"عودة بني إسرائيل إلى أرض فلسطين" وبناء ما يسمى "الهيكل الثالث"..

وكان يعتبر نفسه مبعوث الرب لهدم الأقصى، وبالتالي التحضير لبناء "الهيكل الثالث"، ومن ثم عودة المسيح.. ولهذا الغرض عاد الى فلسطين في 1969 لتنفيذ ما خطط له انتقل روهان إلى القدس، وقضى وقتا طويلا في القدس لدراسة هدفه على أرض الواقع..

وقررت المحكمة الإسرائيلية أن روهان غير مؤهل للمحاكمة نظرا لوضعه الصحي النفسي، وأنه كان عند تنفيذ جريمته تحت تأثير أوهام وتخيلات، ولم يستطع السيطرة على نفسه، ولم ينفذ جريمته من واقع إرادته الشخصية الحرة، وبذلك أقرت المحكمة بأنه لا يقع عليه العقاب، وأمرت بإخلاء سبيله وإدخاله المستشفى للعلاج. وبعد تدخلات وضغوطات عاد روهان إلى أستراليا وتوفي هناك في 1995 ولكن بقيت تصريحات غولدا مائير قائمة تذكر العالم بصحة نبوءتها بأنه لا إسرائيل سحقت ولا العرب تحركوا على الأقل مؤقتا بشأن عجز وهشاشة وارتباك الموقف العربي وغياب البدائل مع انهيار وتلاشي ما بقي من الضمير الإنساني والعربي الى حين ظهور ما يؤكد عكس ذلك ..

آسيا العتروس

 

جريمة لا تسقط بالتقادم.. 53 عاما على حريق الأقصى.. كيف صدقت نبوءة غولدا مائير؟

 

 

تونس الصباح

مع عودة ذكرى جريمة الأقصى تعود التصريحات المثيرة لرئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير آنذاك لتؤكد أن الجريمة التي ارتبطت بسلطة الاحتلال ما كان لها أن تحدث أو أن تتكرر لولا التخاذل الذي بلغ درجة التواطؤ في التعاطي مع جرائم الكيان الإسرائيلي في استهداف المقدسات وتهويدها والسعي لهدمها ..

فقد صرحت غولدا مائير غداة الجريمة بقولها "عندما حرق الأقصى لم أنم تلك الليلة، واعتقدت أن إسرائيل ستسحق، لكن عندما حل الصباح أدركت أن العرب في سبات عميق".. الواقع أن تصريحات مائير على فضاضتها لا تزال تنسحب على الواقع الراهن وتؤكد حالة اللاوعي أو السبات العميق التي وقع فيها الفلسطينيون ومعهم العرب والمسلمون منذ تلك الحادثة وهي حالة استعصت على الخبراء والمحللين وحتى على امهر الأخصائيين من علماء الاجتماع الذين فشلوا في تحديد علة العقل العربي ومرض الضمير العربي الغائب.. ولا تزال هذه العبارة الساخرة والسوداوية لغولدا مائير تختزل المشهد الراهن فلسطينيا وعربيا في عالم فقد البوصلة والقدرة على مواجهة واقعه او تجاوز التحديات والمخاطر الجاثمة من حوله وهي مخاطر لا تخفى على مراقب ولا يختلف بشأنها اثنان في ثقل تداعياتها على الحاضر والمستقبل اللذين باتا رهيني الممارسات الإسرائيلية والجرائم اليومية لسلطة الاحتلال والتي وجدت لها في مسار التطبيع المجاني ملاذا ومتنفسا ودافعا لمواصلة تنفيذ مخططاتها الاحتلالية وآخرها العدوان الهمجي على غزة دون أن يثير ذلك في السلطات الإسرائيلية السياسية والعسكرية ما يريبها أو يسائلها أو يلاحقها أمام الرأي العام الدولي أو الجنائية الدولية أو المنظمات الدولية ...

أول أمس الأحد مرت الذكرى السنوية لإحراق المسجد الأقصى التي تبقى جريمة لا تسقط بالتقادم حتى وان تمادى الاحتلال في مخططاته التوسعية الاستيطانية في السر والعلن.. ذكرى إحراق الأقصى قبل 53 عاماً وتحديدا في 21 أوت 1969، عندما آفاق العالم على جريمة إسرائيلية جديدة بحق المسجد الأقصى، بعد سنتين فقط على هزيمة الـ67 واحتلال مدينة القدس.

وحسب الرواية الفلسطينية بدأت عملية إحراق الأقصى باقتحام متطرف أسترالي الجنسية يدعى دينس مايكل روهان، للمسجد من باب المغاربة، وإشعال النار في المصلى القبلي.

وشبَ الحريق في الجناح الشرقي للمصلى الواقع في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى، وأتت النيران على واجهات الأقصى وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، وتطلب ذلك سنوات لترميمه.. والتهمت النيران منبر المسجد التاريخي الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي من مدينة حلب السورية، وذلك عندما استعاد المسلمون بيت المقدس عام 1187.

ومن المفارقات انه وفي الوقت الذي بدأ الفلسطينيون يحاولون إخماد النيران، بما توفر من مياه حول الأقصى قام الاحتلال بقطع الماء عن المصلى القبلي ومحيطه، وتباطأ في إرسال سيارات الإطفاء..

وكما في كل الجرائم السابقة وحتى اللاحقة كان السيناريو جاهزا، إذ روج الاحتلال الى أن الحريق كان بفعل تماس كهربائي، قبل أن يكتشف أن الجريمة تمت بفعل فاعل الأمر الذي أجبر سلطات الاحتلال على الاعتراف وكشف الفاعل وأن شاباً أستراليا هو المسؤول عن الحريق، وأنها ستقدمه للمحاكمة، قبل أن تروج إلى أن الشاب يعاني من أزمة عقلية وأنه أطلق سراحه.. وسيتكرر السيناريو لاحقا في الخليل وفي أكثر من جريمة.. طبعا لم تتوقف منذ ذلك الحين المطالب الفلسطينية من هيئات حقوقية وشخصيات مقدسية وفلسطينية من اجل عدم إغلاق ملف إحراق الأقصى وهي تبقى حتى اليوم معركة مفتوحة لاسيما مع تواتر جرائم التهويد ومحاولات هدم الأقصى ومواصلة الحفريات بحثنا عن الهيكل المزعوم ..

وهو ما يعني بكل بساطة وانه رغم مضي أكثر من نصف قرن على الجريمة فان محرقة الأقصى لا تزال مستعرة حتى اليوم يشهد على ذلك مسلسل الاقتحامات اليومية لقبة الصخرة وعمليات الاستفزاز اليومي لقطعان المستوطنين ومحاولات التهويد ومصادرة حق المقدسيين في الوصول الى الأقصى ..

وأحدث هذه المخططات قيام آليات الاحتلال الإسرائيلي بأعمال حفر في باب المغاربة وساحة البراق، المؤدية لحارتي الشرف والمغاربة في القدس القديمة، والتي زادت وتيرتها في الفترة الأخيرة لتشمل أماكن متعددة في آن واحد.

وتهدف الحفريات لإقامة نفق أرضي بطول 159 مترا، يصل بين منطقة "حارة الشرف"، التي استُبدل اسمها بـ"حارة اليهود"، إلى بداية جسر باب المغاربة المؤدي إلى داخل المسجد الأقصى الذي تستخدمه قوات الاحتلال والمستوطنون في الاقتحامات.

وتسعى سلطات الاحتلال إلى تنفيذ مخططاتها التهويدية والاستيطانية بحق المسجد الأقصى، بهدف السيطرة الكاملة عليه، وتغيير معالمه الإسلامية وفرض واقع جديد فيه.

لا تزال "دائرة الأوقاف الإسلامية" بالقدس المحتلة تؤكد ان "المسجد الأقصى وبعد ثلاثة وخمسين عاماً من الحريق، لا يزال يقف صامدا، رغم جميع ما يتعرض له ومحيطه من محاولات لتهويده وتغيير واقعه الديني والتاريخي والقانوني القائم منذ أمد، ولكن ليس من الواضح الى أي مدى يمكن للأقصى أن يصمد ويمكن للمقدسيين أن يتصدوا للجريمة في ظل العدالة الدولية العرجاء وسياسة المكيالين ..

ميدانيا ومع عودة ذكرى حريق الأقصى دأبت سلطات الاحتلال على التصعيد ضد الفلسطينيين ولسان حاله يردد انه لا بديل عن هدم الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم..

السلطة الفلسطينية ومعها مختلف الفصائل الفلسطينية لا تتوقف عن التنديد بممارسات الاحتلال في الأقصى وحوله ولكن في المقابل فان من يرسم مخططات إسرائيل لا يبدو أنه يكترث قليلا أو كثيرا لكل بيانات الاستنكار والتنديد ..

إحراق المسجد الأقصى لا يمكن اعتباره حدثا إجراميا منفردا خارج سياق الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بل هو محطة أساسية وحلقة من معركة سياسية ودينية واجتماعية وهي أيضا معركة هوية ومعركة وجود تحتاج لإعادة النظر في الخيارات النضالية للدفاع عن الأقصى وعن كل المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ...

وبالعودة الى منفذ جريمة إحراق الأقصى فان بعض الدراسات تذهب الى أن الهوية الفكرية للإرهابي روهان المولود عام 1941 بأنه "مسيحي صهيوني" كان ينتمي لواحدة من الكنائس الإنجيلية المسيحية باسم "كنيسة الرب العالمية". وكان روهان من أصحاب النزعات التي تؤمن بعودة المسيح، وأن شرط ذلك هو"عودة بني إسرائيل إلى أرض فلسطين" وبناء ما يسمى "الهيكل الثالث"..

وكان يعتبر نفسه مبعوث الرب لهدم الأقصى، وبالتالي التحضير لبناء "الهيكل الثالث"، ومن ثم عودة المسيح.. ولهذا الغرض عاد الى فلسطين في 1969 لتنفيذ ما خطط له انتقل روهان إلى القدس، وقضى وقتا طويلا في القدس لدراسة هدفه على أرض الواقع..

وقررت المحكمة الإسرائيلية أن روهان غير مؤهل للمحاكمة نظرا لوضعه الصحي النفسي، وأنه كان عند تنفيذ جريمته تحت تأثير أوهام وتخيلات، ولم يستطع السيطرة على نفسه، ولم ينفذ جريمته من واقع إرادته الشخصية الحرة، وبذلك أقرت المحكمة بأنه لا يقع عليه العقاب، وأمرت بإخلاء سبيله وإدخاله المستشفى للعلاج. وبعد تدخلات وضغوطات عاد روهان إلى أستراليا وتوفي هناك في 1995 ولكن بقيت تصريحات غولدا مائير قائمة تذكر العالم بصحة نبوءتها بأنه لا إسرائيل سحقت ولا العرب تحركوا على الأقل مؤقتا بشأن عجز وهشاشة وارتباك الموقف العربي وغياب البدائل مع انهيار وتلاشي ما بقي من الضمير الإنساني والعربي الى حين ظهور ما يؤكد عكس ذلك ..

آسيا العتروس

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews