إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ملف اقتصادي.. رغم انتعاشة السياحة صيفا: الديون المثقلة وتعثر الصيانة والبطالة.. إشكاليات مازالت تلاحق مهنيي القطاع

 

 

- رئيس جامعة وكالات الأسفار: 30% من الوكالات لم تعد إلى سالف نشاطها

- نائبة رئيسة جامعة النزل: متخوّفون من فترة ما بعد شهر أوت قد تعود اغلب النزل إلى الغلق

- أدلاء السياحة يؤكدون أن السائح يفضل البقاء في النزل وللحرب الروسية تداعياتها السلبية

- أصحاب وكالات الأسفار يطالبون باعتماد الرقمنة وتغيير سلوك السائح

إعداد: درصاف اللموشي

تونس-الصباح

يعيش القطاع السياحي صيف 2022، انتعاشة أثبتتها الأرقام الواردة سواء من وزارة السياحة أو من مندوبيها الجهويين، وعلى سبيل الذكر لا الحصر قفزت نسبة الزيادة في أعداد السياح الوافدين على ولاية سوسة إلى 54% خلال العشرة أيام الأولى من شهر أوت، وذلك مقارنة من نفس الفترة من العام الفارط 2021.

واستقبلت ولاية نابل 123,5 ألف زائر في شهر جويلية، أي بزيادة تقدّر بـ 60% مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الفارطة.

أما عن نسبة الزيادة في أعداد السياح التي تم تسجيلها في المنطقة السياحية طبرقة عين دراهم خلال الفترة الممتدة من 1 أوت إلى 10 جويلية، فـبـلغت 65%، مقارنة بالفترة نفسها من السنة المنقضية.

وبلغ عدد السياح المقيمين في المنطقة السياحية جربة جرجيس نهاية الأسبوع أي يوم الأحد 14 أوت 2022، 35 ألف سائح بنسبة اشتغال في أغلب النزل مائة بالمائة.

وبالنظر إلى مدى تأثير هذه الانتعاشة على وضع مهنيي القطاع بعد نحو 3 سنوات من الركود شبه التام استطلعت "الصباح" آراء مختلف المهنيين.

وفي هذا الإطار قالت نائبة رئيسة الجامعة التونسية للنزل ورئيسة الجامعة الجهوية للنزل بالوطن القبلي نرجس بوعسكر لـ"الصباح" أن المؤشرات طيبة وقد يتواصل النسق بشكل جيد إلى غاية نهاية فصل الصيف غير أن أغلبية النزل التي فتحت أبوابها خلال الموسم الحالي لم تعمل بطاقة استيعابها القصوى التي كانت قبل فترة كورونا، وأرجعت بقاء أجنحة وطوابق مغلقة دون استعمال، إلى تكاليف الصيانة وإعادة التهيئة المرتفعة التي تتطلب ضخ أموال، حتى تكون النزل بكامل جاهزيتها بنسبة مائة بالمائة.

نائبة رئيسة جامعة النزل: لا انتظام في الطلب ومتخوّفون لما بعد أوت

واعتبرت أن 90 بالمائة من النزل المنضوية تحت جامعة النزل قد عادت إلى العمل لكن لشهري جويلية وأوت فقط، على خلفية أنه لا يوجد انتظام في الطلب، معبّرة عن مخاوفها من وضعية النزل في منتصف سبتمبر التي وفق قولها، ستعود أغلبها إلى غلق أبوابها مرّة أخرى، ليعود نفس الإشكال المتمثل في وضعية صعبة لا يمكن أن يحلّها الحرفاء الذين يقصدون النزل في الخريف نهاية الأسبوع فقط، أو أن تبقى النزل مفتوحة ليومين فقط كل أسبوع.

وذكرت بوعسكر بأن هناك استياء من قبل أصحاب النزل من الصيانة لغياب الموارد المالية الكافية بعد أكثر من سنتين ونصف من جائحة كورنا، لافتة إلى أن أشغال الصيانة لم تسر بالشكل المطلوب، وهو ما يعني أن مردود النزل لن يكون هائلا، وهو أمر يدركه جيدا أصحاب النزل، مُشدّدة على ضرورة أن تكون النزل في وضعية جيدة ليكون بإمكانها استقبال السائح التونسي والأجنبي في أحسن الظروف.

سقف انتظارات عال للسائح

 وذكرت أن السائح التونسي لا يقطن في النزل لفترة طويلة، بل فقط لبضعة أيام، وهو ما يعني مردودية مالية غير كبيرة للنزل، بينما يعيش السائح الأجنبي أزمة اقتصادية صعبة في بلده جراء كوفيد 19 أثرت على مقدرته الشرائية، مُشيرة من جانب آخر إلى أن سقف انتظارات السائح سواء التونسي أو الأجنبي عالية بالنظر إلى أنه يبحث عن الراحة النفسية والترويح عن النفس بعد فترة صعبة مرّ بها بسبب الجائحة.

ومن الإشكاليات الأخرى التي تطرقت إليها نائبة رئيسة الجامعة التونسية للنزل هي تشكيات العديد من الحرفاء من تردي محيط النزل من حيث رمي الفضلات، إضافة إلى التشكيات من الاكتظاظ في مطار تونس قرطاج الدولي وبقاء المسافرين لساعات طويلة في طوابير في انتظار استكمال الإجراءات.

لا إرادة لفتح الديون الثقيلة المتخلدة بذمة النزل

وفيما يتعلّق بديون النزل للبنوك، أوضحت ُمحدثتنا أن جامعة النزل سبق وأن قدّمت مقترحا هاما في الغرض عملت عليه بالتعاون مع البنوك وكان هذا المقترح باسم "الكتاب الأبيض" وذلك منذ حكومة يوسف الشاهد، وتضمن كيفية وطريقة حل مشكل الديون المتخلدة بذمة أصحاب النزل والبنوك، وتحصّلوا على الموافقة المبدئية وتوقفوا عند هذه المرحلة دون منحهم الموافقة الرسمية أو التنفيذ.

وبيّنت أن هذه الديون الثقيلة قد ارتفعت من سنة إلى أخرى، حتى قبل كورونا لتزيدها الجائحة التي انتشرت لأشهر طويلة تراكما وتفاقما، مُشيرة إلى عدم وجود إرادة حقيقية لفتح الملف المذكور.

كما أبرزت بوعسكر إلى أن هناك نقصا كبيرا في اليد العاملة المتكونة حيث حاول أصحاب النزل تدارك هذا الأمر وتعزيز فرقهم منذ شهر جوان وماي إلا أنهم وجدوا صعوبة في ذلك، بما أن عددا كبيرا من اليد العاملة المتكونة بعد كورونا أصبحت تفضل إما الهجرة أو تغيير مجال العمل في قطاع آخر.

رئيس جامعة وكالات الأسفار: 30% من الوكالات لم تعد إلى سالف نشاطها

من جانبه، قال رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار أحمد بالطيب لـ"الصباح" أن الأرقام على الميدان مختلفة بالنسبة لوكالات الأسفار، إذ أن السائح القادم إلى تونس ليس بالضرورة عليه المرور بوكالات الأسفار، بل يمكن أن يأتي بمفرده أو مع عائلته مباشرة من الميناء أو المطار إلى النزل، ويكون بالتالي قد أعد مسبقا برنامجا خاصا به عبر الأنترنات وهي من البرنامج غير المشمولة ببرامج وكالات الأسفار أو أن يكتفي بالبقاء في النزل دون زيارة غيره من الأماكن.

وبيّن أن دور الضيافة المنتشرة في مختلف ربوع تونس أصبحت تنافس النزل وعادة ما يختارها السائح دون وساطة من أي وكالة أسفار.

وبالنسبة للسياح الجزائريين فوفق أحمد بالطيب، فإن أعدادا هامة منهم تدخل عبر حافلات أو سيارات من المعابر البرية الحدودية دون اللجوء إلى وكالات الأسفار.

وتابع بالقول "اعتقدنا أن العام الصابة وأن قافلة السياحة ستبدأ بالتحرك لكنها لا تزال متعثرة قليلا..."

وكشف بأن 30 بالمائة من وكالات الأسفار قد توقف نشاطها ولم تعد للعمل إلى غاية الآن، بعد وباء كورونا، إما بسبب تعديات الجائحة أو بسبب تعرض صاحب وكالات الأسفار إلى أزمة اقتصادية واجتماعية أجبرته على الغلق.

غلق أعداد من النزل أثر على تنوع المنتوج والأسعار

 وأضاف بأن غلق العديد من النزل قد أثر على عمل وكالات الأسفار في الوقت الحاضر من حيث تنوّع العرض واختلاف المنتوج المقدّم من نزل إلى آخر، وتنوع الأسعار أيضا، التي قد يلمسها السائح ووكالات الأسفار على حد السواء.

وأشار إلى أن أصحاب وكالات الأسفار مستبشرون لكن في الواقع لم يعودوا إلى عملهم كما يجب، حيث توجد ضبابية في الاستثمار في مجال وكالات الأسفار تجعل صاحب وكالات الأسفار لا يُقدم في الوقت الحاضر على اقتناء حافلة جديدة أو سيارة رباعية الدفع، علما وأن عدد وكالات الأسفار التابعة للجامعة التونسية لوكالات الأسفار يتراوح بين 700 و750 وكالة أسفار.

مطالب برقمنة عمل وكالات الأسفار

وذكر أن أصحاب وكالات الأسفار يعانون من ارتفاع أسعار المحروقات في كل مرة، مطالبا بالرقمنة التي من شأنها تسهيل عمل الوكالات وحذف العديد من الإشكاليات، مُشيرا إلى أنه ليس الأهم بالنسبة لوكالات الأسفار تحسن الأرقام بقدر ما هو العمل بشكل صحيح ودينامكي، ذلك أن النمط السياحي القديم قد تغيّر وتغيّر معه سلوك السائح لتصبح السياحة غير تقليدية، فالسائح يختار بنفسه عبر الإنترنت كل ما يرديه من إقامة ونقل وحتى الإعاشة، وقال إنه لابد من التأقلم مع الرقمنة بشكل جيد، وتسهيل الدفع عبر البطاقات البنكية.

نسبة خروج السائح من النزل ضعيفة جدا

وبالانتقال إلى موقف سلك أدلاء السياحة أفاد مهدي الحشاني رئیس الجامعة التونسیة لأدلاء السیاحة، أنه بعد سنتين من وباء كورونا، 2020 و2021، توقف فيهما النشاط السياحي بصفة شبه كلية، بدأت الحركية تعود للقطاع منذ شهر أفريل، خاصة من ناحية توافد الأجانب، لأنه خلال الفترة المذكورة وقع الاعتماد أساسا على السياحة الداخلية.

وشرح إلى أنه على الميدان الإشكال الذي وجده أدلاء السياحة هو توقع قدوم عدد أكبر من السياح، وأن يكون موسما واعدا فعلا، لا سيما في شهري جولية وأوت، بينما نسبة خروج السائح من النزل ضعيفة جدا، والعديد منهم يفضّلون البقاء في النزل وعدم مغادرته للقيام بجولة سياحية، بينما عمل الدليل السياحي يرتكز بدرجة أولى على الرحلات السياحية.

وذكر أنه خلال التواصل المباشر بين الدليل السياحي والسائح تمت ملاحظة أن العديد منهم قد أثرت كورونا على مقدرته الشرائية وليس فقط السائح التونسي، لذلك أغلبهم فكروا في قضاء أسبوع في النزل والاكتفاء بذلك دون زيارة العديد من المعالم، حيث تتطلب الرحلات السياحية بالنسبة للسائح مصاريف إضافية.

تعثر السوق الروسية أثر على عمل أدلاء السياحة

وأكد الحشاني أن تداعيات كورونا لا تزال متواصلة إلى الآن في قطاع أدلاء السياحة، إذ أن العديد منهم لم يعودوا إلى سالف نشاطهم، والبعض منهم عاد لكن بصفة نسبية ولا يوفر نشاطه في الوقت الحاضر حاجياته المختلفة، إذ وفق الحشاني 30% من أدلاء السياحة لم يستأنفوا نشاطهم إلى غاية الآن، بطريقة عادية، حيث أن هناك العديد منهم لا يزالون يعانون من البطالة للعام الثالث على التوالي خاصة من يتعاملون مع السوق الروسية ويتقنون لغتها على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، وبما أن هذه الفئة من أدلاء السياحة عادة لا تحذق لغة أخرى غير الروسية.

ورغم تواصل بطالة عدد من أدلاء السياحة، إلا أن الحشاني قد عبّر عن استبشاره بعودة الأسواق التقليدية من أوروبا الغربية على غرار الفرنسيين والألمان والإيطاليين، مُستدركا بأنه حتى وان كانوا يختارون في أغلبهم البقاء في النزل.

وشرح بأن الدليل السياحي المُعتمد يقوم بالاتصال بوكالات الأسفار وتقديم وثائقه وأرقام هواتفه، ليقع فيما بعد الاتصال به في صورة تنظيم رحلة سياحية، ويبقى الدليل السياحي ينتظر على أمل توفر هذه الرحلات وتحسّن الظروف، وهو ما يجعل الموسم السياحي قد سار على عكس ما كان يتوقّعه أدلاء السياحة، مُعتبرا أن المؤشرات تُعدّ متوسطة على الميدان.

ورجّح الحشاني أن يشهد الشتاء انتعاشة سياحية من حيث الراغبين في الرحلات غير الشاطئية التي تقبل عليها الأسواق الآسياوية من الصين وهونغ كونغ، ولا يرغبون في البقاء في النزل.

وتطرّق إلى أنه يوجد أكثر من 300 دليل سياحي منخرط في الجامعة، لسنة 2022، لافتا إلى أن تعثر عمل العديد منهم قد أثر اجتماعيا على عائلات أدلاء السياحة خاصة وأن المساعدات التي أقرّتها الدولة وهي بقيمة 200 دينار شهريا بسبب كوورنا، ورغم أنها مساعدات ضعيفة، غير أنها توقفت حاليا لعودة النشاط السياحي، بينما العديد من أدلاء السياحة عاطلون عن العمل، والصناديق الاجتماعية تطالب بمساهماتها، وهو أمر جعل العديد من أدلاء السياحة يُخيّرون الهجرة خاصة إلى الدول الخليجية من بينها قطر التي تسعى إلى استقطابهم خاصة وأنها ستنظم كأس العالم لكرة القدم الخريف القادم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ملف اقتصادي.. رغم انتعاشة السياحة صيفا: الديون المثقلة وتعثر الصيانة والبطالة.. إشكاليات مازالت تلاحق مهنيي القطاع

 

 

- رئيس جامعة وكالات الأسفار: 30% من الوكالات لم تعد إلى سالف نشاطها

- نائبة رئيسة جامعة النزل: متخوّفون من فترة ما بعد شهر أوت قد تعود اغلب النزل إلى الغلق

- أدلاء السياحة يؤكدون أن السائح يفضل البقاء في النزل وللحرب الروسية تداعياتها السلبية

- أصحاب وكالات الأسفار يطالبون باعتماد الرقمنة وتغيير سلوك السائح

إعداد: درصاف اللموشي

تونس-الصباح

يعيش القطاع السياحي صيف 2022، انتعاشة أثبتتها الأرقام الواردة سواء من وزارة السياحة أو من مندوبيها الجهويين، وعلى سبيل الذكر لا الحصر قفزت نسبة الزيادة في أعداد السياح الوافدين على ولاية سوسة إلى 54% خلال العشرة أيام الأولى من شهر أوت، وذلك مقارنة من نفس الفترة من العام الفارط 2021.

واستقبلت ولاية نابل 123,5 ألف زائر في شهر جويلية، أي بزيادة تقدّر بـ 60% مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الفارطة.

أما عن نسبة الزيادة في أعداد السياح التي تم تسجيلها في المنطقة السياحية طبرقة عين دراهم خلال الفترة الممتدة من 1 أوت إلى 10 جويلية، فـبـلغت 65%، مقارنة بالفترة نفسها من السنة المنقضية.

وبلغ عدد السياح المقيمين في المنطقة السياحية جربة جرجيس نهاية الأسبوع أي يوم الأحد 14 أوت 2022، 35 ألف سائح بنسبة اشتغال في أغلب النزل مائة بالمائة.

وبالنظر إلى مدى تأثير هذه الانتعاشة على وضع مهنيي القطاع بعد نحو 3 سنوات من الركود شبه التام استطلعت "الصباح" آراء مختلف المهنيين.

وفي هذا الإطار قالت نائبة رئيسة الجامعة التونسية للنزل ورئيسة الجامعة الجهوية للنزل بالوطن القبلي نرجس بوعسكر لـ"الصباح" أن المؤشرات طيبة وقد يتواصل النسق بشكل جيد إلى غاية نهاية فصل الصيف غير أن أغلبية النزل التي فتحت أبوابها خلال الموسم الحالي لم تعمل بطاقة استيعابها القصوى التي كانت قبل فترة كورونا، وأرجعت بقاء أجنحة وطوابق مغلقة دون استعمال، إلى تكاليف الصيانة وإعادة التهيئة المرتفعة التي تتطلب ضخ أموال، حتى تكون النزل بكامل جاهزيتها بنسبة مائة بالمائة.

نائبة رئيسة جامعة النزل: لا انتظام في الطلب ومتخوّفون لما بعد أوت

واعتبرت أن 90 بالمائة من النزل المنضوية تحت جامعة النزل قد عادت إلى العمل لكن لشهري جويلية وأوت فقط، على خلفية أنه لا يوجد انتظام في الطلب، معبّرة عن مخاوفها من وضعية النزل في منتصف سبتمبر التي وفق قولها، ستعود أغلبها إلى غلق أبوابها مرّة أخرى، ليعود نفس الإشكال المتمثل في وضعية صعبة لا يمكن أن يحلّها الحرفاء الذين يقصدون النزل في الخريف نهاية الأسبوع فقط، أو أن تبقى النزل مفتوحة ليومين فقط كل أسبوع.

وذكرت بوعسكر بأن هناك استياء من قبل أصحاب النزل من الصيانة لغياب الموارد المالية الكافية بعد أكثر من سنتين ونصف من جائحة كورنا، لافتة إلى أن أشغال الصيانة لم تسر بالشكل المطلوب، وهو ما يعني أن مردود النزل لن يكون هائلا، وهو أمر يدركه جيدا أصحاب النزل، مُشدّدة على ضرورة أن تكون النزل في وضعية جيدة ليكون بإمكانها استقبال السائح التونسي والأجنبي في أحسن الظروف.

سقف انتظارات عال للسائح

 وذكرت أن السائح التونسي لا يقطن في النزل لفترة طويلة، بل فقط لبضعة أيام، وهو ما يعني مردودية مالية غير كبيرة للنزل، بينما يعيش السائح الأجنبي أزمة اقتصادية صعبة في بلده جراء كوفيد 19 أثرت على مقدرته الشرائية، مُشيرة من جانب آخر إلى أن سقف انتظارات السائح سواء التونسي أو الأجنبي عالية بالنظر إلى أنه يبحث عن الراحة النفسية والترويح عن النفس بعد فترة صعبة مرّ بها بسبب الجائحة.

ومن الإشكاليات الأخرى التي تطرقت إليها نائبة رئيسة الجامعة التونسية للنزل هي تشكيات العديد من الحرفاء من تردي محيط النزل من حيث رمي الفضلات، إضافة إلى التشكيات من الاكتظاظ في مطار تونس قرطاج الدولي وبقاء المسافرين لساعات طويلة في طوابير في انتظار استكمال الإجراءات.

لا إرادة لفتح الديون الثقيلة المتخلدة بذمة النزل

وفيما يتعلّق بديون النزل للبنوك، أوضحت ُمحدثتنا أن جامعة النزل سبق وأن قدّمت مقترحا هاما في الغرض عملت عليه بالتعاون مع البنوك وكان هذا المقترح باسم "الكتاب الأبيض" وذلك منذ حكومة يوسف الشاهد، وتضمن كيفية وطريقة حل مشكل الديون المتخلدة بذمة أصحاب النزل والبنوك، وتحصّلوا على الموافقة المبدئية وتوقفوا عند هذه المرحلة دون منحهم الموافقة الرسمية أو التنفيذ.

وبيّنت أن هذه الديون الثقيلة قد ارتفعت من سنة إلى أخرى، حتى قبل كورونا لتزيدها الجائحة التي انتشرت لأشهر طويلة تراكما وتفاقما، مُشيرة إلى عدم وجود إرادة حقيقية لفتح الملف المذكور.

كما أبرزت بوعسكر إلى أن هناك نقصا كبيرا في اليد العاملة المتكونة حيث حاول أصحاب النزل تدارك هذا الأمر وتعزيز فرقهم منذ شهر جوان وماي إلا أنهم وجدوا صعوبة في ذلك، بما أن عددا كبيرا من اليد العاملة المتكونة بعد كورونا أصبحت تفضل إما الهجرة أو تغيير مجال العمل في قطاع آخر.

رئيس جامعة وكالات الأسفار: 30% من الوكالات لم تعد إلى سالف نشاطها

من جانبه، قال رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار أحمد بالطيب لـ"الصباح" أن الأرقام على الميدان مختلفة بالنسبة لوكالات الأسفار، إذ أن السائح القادم إلى تونس ليس بالضرورة عليه المرور بوكالات الأسفار، بل يمكن أن يأتي بمفرده أو مع عائلته مباشرة من الميناء أو المطار إلى النزل، ويكون بالتالي قد أعد مسبقا برنامجا خاصا به عبر الأنترنات وهي من البرنامج غير المشمولة ببرامج وكالات الأسفار أو أن يكتفي بالبقاء في النزل دون زيارة غيره من الأماكن.

وبيّن أن دور الضيافة المنتشرة في مختلف ربوع تونس أصبحت تنافس النزل وعادة ما يختارها السائح دون وساطة من أي وكالة أسفار.

وبالنسبة للسياح الجزائريين فوفق أحمد بالطيب، فإن أعدادا هامة منهم تدخل عبر حافلات أو سيارات من المعابر البرية الحدودية دون اللجوء إلى وكالات الأسفار.

وتابع بالقول "اعتقدنا أن العام الصابة وأن قافلة السياحة ستبدأ بالتحرك لكنها لا تزال متعثرة قليلا..."

وكشف بأن 30 بالمائة من وكالات الأسفار قد توقف نشاطها ولم تعد للعمل إلى غاية الآن، بعد وباء كورونا، إما بسبب تعديات الجائحة أو بسبب تعرض صاحب وكالات الأسفار إلى أزمة اقتصادية واجتماعية أجبرته على الغلق.

غلق أعداد من النزل أثر على تنوع المنتوج والأسعار

 وأضاف بأن غلق العديد من النزل قد أثر على عمل وكالات الأسفار في الوقت الحاضر من حيث تنوّع العرض واختلاف المنتوج المقدّم من نزل إلى آخر، وتنوع الأسعار أيضا، التي قد يلمسها السائح ووكالات الأسفار على حد السواء.

وأشار إلى أن أصحاب وكالات الأسفار مستبشرون لكن في الواقع لم يعودوا إلى عملهم كما يجب، حيث توجد ضبابية في الاستثمار في مجال وكالات الأسفار تجعل صاحب وكالات الأسفار لا يُقدم في الوقت الحاضر على اقتناء حافلة جديدة أو سيارة رباعية الدفع، علما وأن عدد وكالات الأسفار التابعة للجامعة التونسية لوكالات الأسفار يتراوح بين 700 و750 وكالة أسفار.

مطالب برقمنة عمل وكالات الأسفار

وذكر أن أصحاب وكالات الأسفار يعانون من ارتفاع أسعار المحروقات في كل مرة، مطالبا بالرقمنة التي من شأنها تسهيل عمل الوكالات وحذف العديد من الإشكاليات، مُشيرا إلى أنه ليس الأهم بالنسبة لوكالات الأسفار تحسن الأرقام بقدر ما هو العمل بشكل صحيح ودينامكي، ذلك أن النمط السياحي القديم قد تغيّر وتغيّر معه سلوك السائح لتصبح السياحة غير تقليدية، فالسائح يختار بنفسه عبر الإنترنت كل ما يرديه من إقامة ونقل وحتى الإعاشة، وقال إنه لابد من التأقلم مع الرقمنة بشكل جيد، وتسهيل الدفع عبر البطاقات البنكية.

نسبة خروج السائح من النزل ضعيفة جدا

وبالانتقال إلى موقف سلك أدلاء السياحة أفاد مهدي الحشاني رئیس الجامعة التونسیة لأدلاء السیاحة، أنه بعد سنتين من وباء كورونا، 2020 و2021، توقف فيهما النشاط السياحي بصفة شبه كلية، بدأت الحركية تعود للقطاع منذ شهر أفريل، خاصة من ناحية توافد الأجانب، لأنه خلال الفترة المذكورة وقع الاعتماد أساسا على السياحة الداخلية.

وشرح إلى أنه على الميدان الإشكال الذي وجده أدلاء السياحة هو توقع قدوم عدد أكبر من السياح، وأن يكون موسما واعدا فعلا، لا سيما في شهري جولية وأوت، بينما نسبة خروج السائح من النزل ضعيفة جدا، والعديد منهم يفضّلون البقاء في النزل وعدم مغادرته للقيام بجولة سياحية، بينما عمل الدليل السياحي يرتكز بدرجة أولى على الرحلات السياحية.

وذكر أنه خلال التواصل المباشر بين الدليل السياحي والسائح تمت ملاحظة أن العديد منهم قد أثرت كورونا على مقدرته الشرائية وليس فقط السائح التونسي، لذلك أغلبهم فكروا في قضاء أسبوع في النزل والاكتفاء بذلك دون زيارة العديد من المعالم، حيث تتطلب الرحلات السياحية بالنسبة للسائح مصاريف إضافية.

تعثر السوق الروسية أثر على عمل أدلاء السياحة

وأكد الحشاني أن تداعيات كورونا لا تزال متواصلة إلى الآن في قطاع أدلاء السياحة، إذ أن العديد منهم لم يعودوا إلى سالف نشاطهم، والبعض منهم عاد لكن بصفة نسبية ولا يوفر نشاطه في الوقت الحاضر حاجياته المختلفة، إذ وفق الحشاني 30% من أدلاء السياحة لم يستأنفوا نشاطهم إلى غاية الآن، بطريقة عادية، حيث أن هناك العديد منهم لا يزالون يعانون من البطالة للعام الثالث على التوالي خاصة من يتعاملون مع السوق الروسية ويتقنون لغتها على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، وبما أن هذه الفئة من أدلاء السياحة عادة لا تحذق لغة أخرى غير الروسية.

ورغم تواصل بطالة عدد من أدلاء السياحة، إلا أن الحشاني قد عبّر عن استبشاره بعودة الأسواق التقليدية من أوروبا الغربية على غرار الفرنسيين والألمان والإيطاليين، مُستدركا بأنه حتى وان كانوا يختارون في أغلبهم البقاء في النزل.

وشرح بأن الدليل السياحي المُعتمد يقوم بالاتصال بوكالات الأسفار وتقديم وثائقه وأرقام هواتفه، ليقع فيما بعد الاتصال به في صورة تنظيم رحلة سياحية، ويبقى الدليل السياحي ينتظر على أمل توفر هذه الرحلات وتحسّن الظروف، وهو ما يجعل الموسم السياحي قد سار على عكس ما كان يتوقّعه أدلاء السياحة، مُعتبرا أن المؤشرات تُعدّ متوسطة على الميدان.

ورجّح الحشاني أن يشهد الشتاء انتعاشة سياحية من حيث الراغبين في الرحلات غير الشاطئية التي تقبل عليها الأسواق الآسياوية من الصين وهونغ كونغ، ولا يرغبون في البقاء في النزل.

وتطرّق إلى أنه يوجد أكثر من 300 دليل سياحي منخرط في الجامعة، لسنة 2022، لافتا إلى أن تعثر عمل العديد منهم قد أثر اجتماعيا على عائلات أدلاء السياحة خاصة وأن المساعدات التي أقرّتها الدولة وهي بقيمة 200 دينار شهريا بسبب كوورنا، ورغم أنها مساعدات ضعيفة، غير أنها توقفت حاليا لعودة النشاط السياحي، بينما العديد من أدلاء السياحة عاطلون عن العمل، والصناديق الاجتماعية تطالب بمساهماتها، وهو أمر جعل العديد من أدلاء السياحة يُخيّرون الهجرة خاصة إلى الدول الخليجية من بينها قطر التي تسعى إلى استقطابهم خاصة وأنها ستنظم كأس العالم لكرة القدم الخريف القادم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews