إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بعد كورونا وجدري القردة ظهور فيروس"لانغيا ".. هل أصبحنا نعيش عصر الفيروسات؟

تونس-الصباح

كورونا.. جدري القردة.. والآن "لانقيا".. وقريبا المرض "x"

فهل أصبحنا نعيش فعليا عصر الفيروسات؟

سؤال يٌطرح بإلحاح بعد أن أعلنت الصين مؤخرا عن اكتشاف فيروس جديد، حيواني المنشأ تسبّب في إصابة 35 شخصا.. رغم أن العالم الذي لم يستفق بعد من صدمة فيروس كورونا تفاجـأ منذ فترة بفيروس جدري القردة الذي يثير حاليا قلق منظمة الصحة العالمية..

في هذا الخصوص ووفقا لما تناقلته عديد الأوساط الإعلامية العالمية فان العلماء يعكفون حاليا على تتبّع أثر فيروس جديد حيوانيّ المنشأ ظهر في شرق الصين حيث أصيب عشرات الأشخاص.

وتأكدت إصابة 35 شخصا في مقاطعة شاندونغ ومقاطعة هاينان شرقيّ الصين بفيروس لانغيا الجديد (لاي في) والذي ينتمي إلى عائلة فيروسات هينيبا.

وتمثل الحُمى والإرهاق والسعال أعراض الإصابة بفيروس لانغيا .

وفيما يتعلق بأبرز خصائص هذا الفيروس فانه يُعتقد أن فيروس" لانغيا" الذي أصاب هؤلاء الأشخاص قد انتقل إليهم من حيوانات، ولا توجد أدلة حتى الآن على إمكانية انتقال هذا الفيروس من إنسان إلى إنسان وفقا لما ورد في تقارير الباحثين والخبراء.

كما حقق الباحثون أيضا فيما إذا كانت الحيوانات الأليفة أو البرية هي مصدر الفيروس. وعلى الرغم من أنهم وجدوا عددا صغيرا من الماعز والكلاب التي ربما تكون أصيبت بالفيروس في الماضي فقد وجد دليل مباشر على أن نسبة كبيرة من الذبابة البرية كانت تؤوي الفيروس.

ويشير هذا إلى أن البشر ربما أصيبوا بالفيروس من الذبابة البرية. كما ورد في تقرير العلماء أيضا أن المرضى، ومعظمهم من المزارعين، لم يكن لديهم "اتصال وثيق" ولا "تعرض مشترك" لأحد مسببات المرض، مفترضا وجود عدوى "متفرقة" بين البشر.

حيث أصيب بعضهم بخلل في خلايا الدم، فيما عانى آخرون خللا في وظائف الكبد والكليتين وفق التقرير. ويعتبر العلماء أنه من السابق لأوانه في هذه المرحلة التعليق على احتمال انتقال هذا الفيروس من إنسان إلى آخر نظرا إلى قلة عدد الإصابات.

وبحسب الباحثين من الصين وسنغافورة وأستراليا الذين ساهموا في كتابة التقرير فإن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم الأمراض المرتبطة بالفيروس بشكل أفضل.

وقال عالم الفيروسات لينفا وانغ من كلية الطب Duke-NUS في سنغافورة وهو أحد واضعي التقرير لصحيفة "غلوبل تايمز" إنه لم تسجّل أي حالات خطرة أو مميتة بفيروس لانغيا حتى الآن..

من جهة أخرى وبالتوازي مع هذا الفيروس الجديد الذي ما يزال قيد الدرس والبحث يواصل فيروس جدري القردة زحفه وبشدة في بعض دول العالم على غرار الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن أعلنت واشنطن مؤخرا حالة طوارئ صحية في ظل تسجيل آلاف الإصابات علما ان منظمة الصحة العالمية كانت قد أعلنت عن حالة طوارئ صحية عالمية بعد تسجيل أكثر من 18 ألف إصابة و5 وفيات بجدري القردة في 78 دولة معظمها في القارة الأوروبية..

في هذا الخضم يتوقع كثير من العلماء أن يعيش العالم في السنوات المقبلة "حرب" الأوبئة والفيروسات إذ يٌرجح خاصة بعد بروز فيروس كورونا ظهور فيروسات اخرى جديدة.

وفي هذا الاتجاه فقد حذرت بريطانيا مؤخرا مما وصفته "أسوأ عاصفة معدية "ستكون على شكل مرض لا يعرف بعد هويته بعد أن حذر خبراء الأوبئة في المملكة المتحدة خلال شهر جوان الماضي من انتشار المزيد من الأوبئة الكارثية، خاصة مع وجود فيروس كورونا، وجدري القرود، وشلل الأطفال، والتهاب الكبد. متوقعين سيناريو أسوأ من المحتمل أن يأتي على شكل «المرض X"، بحسب صحيفة «الديلي ميل» البريطانية.

وقال البروفيسور مارك وولهاوس، خبير الأوبئة المعدية في جامعة إدنبرة في المملكة المتحدة، إنه بالرغم من إثارة القلق بسبب تفشي الأمراض الحالية، فذلك لا يمثل شيئًا مقارنة بما سيكون قريبًا والذي سيأتي على شكل «المرض X»، موضحًا أن «المرض X " لا يمثل تهديدًا يواجه العالم حاليًا، بل هو مصطلح تستعين به منظمة الصحة العالمية لوصف وجود مرض جديد قد يسبب وباء...

يبدو من خلال توقعات الخبراء سالفة الذكر أننا دخلنا فعليا عصر الفيروسات والأوبئة الجديدة ولعل السؤال الذي يفرض نفسه بشدة: هل أن منظومتنا الصحية المنهكة قادرة على مجابهة تحديات المرحلة القادمة؟

منال حرزي

 

 

بعد كورونا وجدري القردة ظهور فيروس"لانغيا ".. هل أصبحنا نعيش عصر الفيروسات؟

تونس-الصباح

كورونا.. جدري القردة.. والآن "لانقيا".. وقريبا المرض "x"

فهل أصبحنا نعيش فعليا عصر الفيروسات؟

سؤال يٌطرح بإلحاح بعد أن أعلنت الصين مؤخرا عن اكتشاف فيروس جديد، حيواني المنشأ تسبّب في إصابة 35 شخصا.. رغم أن العالم الذي لم يستفق بعد من صدمة فيروس كورونا تفاجـأ منذ فترة بفيروس جدري القردة الذي يثير حاليا قلق منظمة الصحة العالمية..

في هذا الخصوص ووفقا لما تناقلته عديد الأوساط الإعلامية العالمية فان العلماء يعكفون حاليا على تتبّع أثر فيروس جديد حيوانيّ المنشأ ظهر في شرق الصين حيث أصيب عشرات الأشخاص.

وتأكدت إصابة 35 شخصا في مقاطعة شاندونغ ومقاطعة هاينان شرقيّ الصين بفيروس لانغيا الجديد (لاي في) والذي ينتمي إلى عائلة فيروسات هينيبا.

وتمثل الحُمى والإرهاق والسعال أعراض الإصابة بفيروس لانغيا .

وفيما يتعلق بأبرز خصائص هذا الفيروس فانه يُعتقد أن فيروس" لانغيا" الذي أصاب هؤلاء الأشخاص قد انتقل إليهم من حيوانات، ولا توجد أدلة حتى الآن على إمكانية انتقال هذا الفيروس من إنسان إلى إنسان وفقا لما ورد في تقارير الباحثين والخبراء.

كما حقق الباحثون أيضا فيما إذا كانت الحيوانات الأليفة أو البرية هي مصدر الفيروس. وعلى الرغم من أنهم وجدوا عددا صغيرا من الماعز والكلاب التي ربما تكون أصيبت بالفيروس في الماضي فقد وجد دليل مباشر على أن نسبة كبيرة من الذبابة البرية كانت تؤوي الفيروس.

ويشير هذا إلى أن البشر ربما أصيبوا بالفيروس من الذبابة البرية. كما ورد في تقرير العلماء أيضا أن المرضى، ومعظمهم من المزارعين، لم يكن لديهم "اتصال وثيق" ولا "تعرض مشترك" لأحد مسببات المرض، مفترضا وجود عدوى "متفرقة" بين البشر.

حيث أصيب بعضهم بخلل في خلايا الدم، فيما عانى آخرون خللا في وظائف الكبد والكليتين وفق التقرير. ويعتبر العلماء أنه من السابق لأوانه في هذه المرحلة التعليق على احتمال انتقال هذا الفيروس من إنسان إلى آخر نظرا إلى قلة عدد الإصابات.

وبحسب الباحثين من الصين وسنغافورة وأستراليا الذين ساهموا في كتابة التقرير فإن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم الأمراض المرتبطة بالفيروس بشكل أفضل.

وقال عالم الفيروسات لينفا وانغ من كلية الطب Duke-NUS في سنغافورة وهو أحد واضعي التقرير لصحيفة "غلوبل تايمز" إنه لم تسجّل أي حالات خطرة أو مميتة بفيروس لانغيا حتى الآن..

من جهة أخرى وبالتوازي مع هذا الفيروس الجديد الذي ما يزال قيد الدرس والبحث يواصل فيروس جدري القردة زحفه وبشدة في بعض دول العالم على غرار الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن أعلنت واشنطن مؤخرا حالة طوارئ صحية في ظل تسجيل آلاف الإصابات علما ان منظمة الصحة العالمية كانت قد أعلنت عن حالة طوارئ صحية عالمية بعد تسجيل أكثر من 18 ألف إصابة و5 وفيات بجدري القردة في 78 دولة معظمها في القارة الأوروبية..

في هذا الخضم يتوقع كثير من العلماء أن يعيش العالم في السنوات المقبلة "حرب" الأوبئة والفيروسات إذ يٌرجح خاصة بعد بروز فيروس كورونا ظهور فيروسات اخرى جديدة.

وفي هذا الاتجاه فقد حذرت بريطانيا مؤخرا مما وصفته "أسوأ عاصفة معدية "ستكون على شكل مرض لا يعرف بعد هويته بعد أن حذر خبراء الأوبئة في المملكة المتحدة خلال شهر جوان الماضي من انتشار المزيد من الأوبئة الكارثية، خاصة مع وجود فيروس كورونا، وجدري القرود، وشلل الأطفال، والتهاب الكبد. متوقعين سيناريو أسوأ من المحتمل أن يأتي على شكل «المرض X"، بحسب صحيفة «الديلي ميل» البريطانية.

وقال البروفيسور مارك وولهاوس، خبير الأوبئة المعدية في جامعة إدنبرة في المملكة المتحدة، إنه بالرغم من إثارة القلق بسبب تفشي الأمراض الحالية، فذلك لا يمثل شيئًا مقارنة بما سيكون قريبًا والذي سيأتي على شكل «المرض X»، موضحًا أن «المرض X " لا يمثل تهديدًا يواجه العالم حاليًا، بل هو مصطلح تستعين به منظمة الصحة العالمية لوصف وجود مرض جديد قد يسبب وباء...

يبدو من خلال توقعات الخبراء سالفة الذكر أننا دخلنا فعليا عصر الفيروسات والأوبئة الجديدة ولعل السؤال الذي يفرض نفسه بشدة: هل أن منظومتنا الصحية المنهكة قادرة على مجابهة تحديات المرحلة القادمة؟

منال حرزي

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews