إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

نزلاء "يفترشون الأرض".. والوضع يزداد تعقيدا: اكتظاظ.. انتهاكات واعتداءات بالسجون التونسية

 

 

- 1000 نزيل بسجن المهدية يفترشون الأرض بسبب الاكتظاظ..

- الاعتداء على سجين وإحالته على الإنعاش

تونس – الصباح

تعرض أحد النزلاء بسجن المهدية منذ أيام قليلة إلى الاعتداء من قبل أعوان السجن ما استوجب نقله للمستشفى وإجراء عملية جراحية وعلى ما يبدو إصابته خطيرة حسب الشهادات التي جمعها الفرع الجهوي للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمهدية.

وفي تصريح لإذاعة المنستير أطلق رئيس الفرع جمال السبع صرخة فزع بسبب الوضع الكارثي للسجن المدني بالمهدية.

من أبرزها أنّ عدد المساجين الحالي يبلغ 1478 بزيادة أكثر من 200 سجين عن آخر زيارة قام بها الفرع في شهر مارس المنقضي أي بزيادة نسبة 150%منهم 30% من الموقوفين ومن بينهم 3 قصر وأغلبهم تجاوزت فترة ايقافهم الستة أشهر وفاقت حتى السنة لعدد منهم.

كما أشار رئيس الفرع الجهوي إلى أنّ أكثر من 1000 سجين يفترشون الأرض بسبب قلة الأسرة البالغ عددها 400، ويوجد سجين مضرب عن الطعام منذ 9 أيام وقام بخياطة فمه، يضاف إلى ذلك الاعتداء على سجين من قبل أعوان السجن على مستوى عينه ما تطلب عملية جراحية والاعتداء على سجين آخر على مستوى العين أيضا وهو مقيم بقسم الإنعاش، يُضاف إلى ذلك انقطاع الماء بالسجن المدني حيث تصل الحرارة إلى 36 درجة داخل الغرفة.

هذه عينة مما يحدث من انتهاكات لحقوق الانسان وهي ليست بالمسائل المفاجئة أو الجديدة بل هي أحداث وأوضاع متواصلة منذ عقود دون أن تُحل معضلتها، فالعديد من التقارير الحقوقية فضحت الوضع الكارثي في السجون التونسية قبل الثورة وبعدها، والذي تعمّق خلال جائحة كورونا بسبب مشاكل عدة، في مقدمها معضلة الاكتظاظ الشديد الذي تتجاوز نسبته 150 في المائة من طاقة استيعابها.

فقد كشف تقرير أصدرته في ديسمبر2021 المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب تأثير الجائحة على وضع السجون خلال شهري ماي وجوان لنفس السنة، وعن الحاجة الماسة إلى ضرورة وضع خطة طوارئ فعّالة للسجون من أجل التعامل مع أزمات مماثلة.

في تقرير آخر أصدرته المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب سنة 2019 تم رصد معطيات صادمة تتعلق بانتشار جملة من الأمراض في السجون التونسية، إلى جانب الخصوصيات الاجتماعية لنزلاء السجون والتي كانت بمثابة الخطوط الحمراء الخفية.

فكشف التقرير أنّ 67.8 في المائة من المحتجزين في تونس لديهم إعاقة واحدة على الأقل سواء حركية أو حسية أو ذهنية أو نفسية. ومن بين السجناء من الأشخاص ذوي الإعاقة هناك 22.7 في المائة لديهم إعاقة حركية، و44.7 في المائة لديهم إعاقة ذهنية، و17.3 في المائة لديهم إعاقة حسية، و12.1 في المائة لديهم اضطرابات نفسية.

كذلك، كشف التقرير أنّ 78 في المائة من النزلاء يستهلكون التبغ (أكثر من علبة سجائر واحدة يومياً للفرد) وأقرّ 33 في المائة من السجناء الجدد بتعاطيهم المخدرات خلال الأشهر الأخيرة من سنة 2019، و10.8 في المائة هم من المدمنين على المواد المخدرة، في حين يتعاطى 31 في المائة من السجناء الكحول بشكل مفرط، و9.4 بالمائة هم من المدمنين على الكحول.

وتطرق التقرير إلى انتشار الأمراض المعدية في صفوف السجناء، مشيراً إلى ارتفاع نسب انتشار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة "إيدز"، إلى 0.5 في المائة من مجموع السجناء، كما أصيب 8 من السجناء بمرض التهاب الكبد الوبائي. وبيّن أنّ نحو 30 في المائة من السجناء يتناولون الأدوية بشكل منتظم، وأكثر من 80 بالمائة يحتاجون إلى علاج الفم والأسنان.

وخلال سنة، أي من مارس 2020 إلى مارس 2021، رصدت الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب 630 انتهاكا لحقوق الإنسان بالسجون علما وأنه يتمّ سنويا التنديد بالاكتظاظ الكبير الذي يتمّ تسجيله في معظم الوحدات السجنية، حيث يوجد فقط 5 آلاف سجين يتوفرون على أسرة. فيفوق عدد السجناء في تونس 25 ألفا، موزعين على 27 سجنا و6 مراكز إصلاح في عموم البلاد، وفق إحصائيات رسمية.

إيمان عبد اللطيف

 

 

 

 

نزلاء "يفترشون الأرض".. والوضع يزداد تعقيدا:  اكتظاظ.. انتهاكات واعتداءات بالسجون التونسية

 

 

- 1000 نزيل بسجن المهدية يفترشون الأرض بسبب الاكتظاظ..

- الاعتداء على سجين وإحالته على الإنعاش

تونس – الصباح

تعرض أحد النزلاء بسجن المهدية منذ أيام قليلة إلى الاعتداء من قبل أعوان السجن ما استوجب نقله للمستشفى وإجراء عملية جراحية وعلى ما يبدو إصابته خطيرة حسب الشهادات التي جمعها الفرع الجهوي للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمهدية.

وفي تصريح لإذاعة المنستير أطلق رئيس الفرع جمال السبع صرخة فزع بسبب الوضع الكارثي للسجن المدني بالمهدية.

من أبرزها أنّ عدد المساجين الحالي يبلغ 1478 بزيادة أكثر من 200 سجين عن آخر زيارة قام بها الفرع في شهر مارس المنقضي أي بزيادة نسبة 150%منهم 30% من الموقوفين ومن بينهم 3 قصر وأغلبهم تجاوزت فترة ايقافهم الستة أشهر وفاقت حتى السنة لعدد منهم.

كما أشار رئيس الفرع الجهوي إلى أنّ أكثر من 1000 سجين يفترشون الأرض بسبب قلة الأسرة البالغ عددها 400، ويوجد سجين مضرب عن الطعام منذ 9 أيام وقام بخياطة فمه، يضاف إلى ذلك الاعتداء على سجين من قبل أعوان السجن على مستوى عينه ما تطلب عملية جراحية والاعتداء على سجين آخر على مستوى العين أيضا وهو مقيم بقسم الإنعاش، يُضاف إلى ذلك انقطاع الماء بالسجن المدني حيث تصل الحرارة إلى 36 درجة داخل الغرفة.

هذه عينة مما يحدث من انتهاكات لحقوق الانسان وهي ليست بالمسائل المفاجئة أو الجديدة بل هي أحداث وأوضاع متواصلة منذ عقود دون أن تُحل معضلتها، فالعديد من التقارير الحقوقية فضحت الوضع الكارثي في السجون التونسية قبل الثورة وبعدها، والذي تعمّق خلال جائحة كورونا بسبب مشاكل عدة، في مقدمها معضلة الاكتظاظ الشديد الذي تتجاوز نسبته 150 في المائة من طاقة استيعابها.

فقد كشف تقرير أصدرته في ديسمبر2021 المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب تأثير الجائحة على وضع السجون خلال شهري ماي وجوان لنفس السنة، وعن الحاجة الماسة إلى ضرورة وضع خطة طوارئ فعّالة للسجون من أجل التعامل مع أزمات مماثلة.

في تقرير آخر أصدرته المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب سنة 2019 تم رصد معطيات صادمة تتعلق بانتشار جملة من الأمراض في السجون التونسية، إلى جانب الخصوصيات الاجتماعية لنزلاء السجون والتي كانت بمثابة الخطوط الحمراء الخفية.

فكشف التقرير أنّ 67.8 في المائة من المحتجزين في تونس لديهم إعاقة واحدة على الأقل سواء حركية أو حسية أو ذهنية أو نفسية. ومن بين السجناء من الأشخاص ذوي الإعاقة هناك 22.7 في المائة لديهم إعاقة حركية، و44.7 في المائة لديهم إعاقة ذهنية، و17.3 في المائة لديهم إعاقة حسية، و12.1 في المائة لديهم اضطرابات نفسية.

كذلك، كشف التقرير أنّ 78 في المائة من النزلاء يستهلكون التبغ (أكثر من علبة سجائر واحدة يومياً للفرد) وأقرّ 33 في المائة من السجناء الجدد بتعاطيهم المخدرات خلال الأشهر الأخيرة من سنة 2019، و10.8 في المائة هم من المدمنين على المواد المخدرة، في حين يتعاطى 31 في المائة من السجناء الكحول بشكل مفرط، و9.4 بالمائة هم من المدمنين على الكحول.

وتطرق التقرير إلى انتشار الأمراض المعدية في صفوف السجناء، مشيراً إلى ارتفاع نسب انتشار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة "إيدز"، إلى 0.5 في المائة من مجموع السجناء، كما أصيب 8 من السجناء بمرض التهاب الكبد الوبائي. وبيّن أنّ نحو 30 في المائة من السجناء يتناولون الأدوية بشكل منتظم، وأكثر من 80 بالمائة يحتاجون إلى علاج الفم والأسنان.

وخلال سنة، أي من مارس 2020 إلى مارس 2021، رصدت الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب 630 انتهاكا لحقوق الإنسان بالسجون علما وأنه يتمّ سنويا التنديد بالاكتظاظ الكبير الذي يتمّ تسجيله في معظم الوحدات السجنية، حيث يوجد فقط 5 آلاف سجين يتوفرون على أسرة. فيفوق عدد السجناء في تونس 25 ألفا، موزعين على 27 سجنا و6 مراكز إصلاح في عموم البلاد، وفق إحصائيات رسمية.

إيمان عبد اللطيف

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews