إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رأي.. جريمة العدوان الصهيوني على قطاع غزة وتداعياتها

بقلم: محمد بدران

أقدم العدو الصهيوني فجر يوم الجمعة بتاريخ 05/08/2022 بشن هجوم جوي وقصف مدفعي على قطاع غزة، مستهدفا المدنيين والمناضلين فاقترف جريمته البشعة ودمر مئات المباني حيث استشهد 45 شخصا وجرح المئات بمن فيهم قائدان مناضلان في سرايا القدس هما تيسير الجعبري وخالد منصور وعدد من رفاقهما و15 طفلا و5 نساء، وقد أدت المقاومة مقاومة باسلة فأمطرت المستوطنات والمواقع العسكرية الصهيونية وعدة مدن بما فيها تل أبيب ومطار بن غوريون بالصواريخ والأسلحة المتاحة. وقد توالت عملية الإدانة والشجب لهذا العدوان من كل المواقع والمرجعيات السياسية والمنظمات الدولية والإنسانية ومنظمات المجتمع الأهلي، وهبت الجماهير غاضبة لهذه الجريمة في المدن والمخيمات الفلسطينية وأرض الشتات وفي عديد الدول العربية والأجنبية التي طالبت بوقف العدوان الغاشم ولكن القوات الصهيونية لم تصغ في البداية إلى هذه النداءات، وكأن الكيان الصهيوني يعيش في عالم آخر ولا يخاف من عقاب ولا محاسبة، واستمر في عدوانه لثلاثة أيام متواصلة وما كان أن يقدم على هذا العدوان لو كان يعرف أنه غير محمي بمظلة دولية من حلفائه، مع أن القانون الدولي يؤكد على محاكمة مرتبكي مثل هذه الجرائم بحق الشعوب المظلومة.

إن بيانات الشجب والإدانة لا تكفي لوضع حد للعدوان الصهيوني وتجبره على تنفيذ القرارات الدولية التي اتخذت بحقه، إنما الذي يجبره على ذلك المقاومة بكل أشكالها من جانب، ومن جانب آخر العمل الجاد من جانب المجتمع الدولي لفرض عقوبات واتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية بشكل لم يعهدها الكيان الصهيوني لإجباره وردعه عن مخططاته العدوانية المتكررة، وتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية. لقد كانت غزة ومازالت تذهل العدو بصمودها، وقد مشى مقاتلوها على جمر المقاومة وتصدوا لكل عدوان يشن عليها بإرادة صلبة رغم سقوط الشهداء والجرحى والسماء المفتوحة لطيرانه الذي يستهدف المباني والمدارس والمساجد والمدنيين في كل عدوان تحت سمع وبصر العالم، فيما قلوب الأهل في المنافي والشتات ومحبي السلام تفيض عيونهم دمعا وقلوبهم يعصرها الألم على إخوانهم المحاصرين في غزة بالحديد والنار برا وبحرا وجوا. انه من المؤسف والمعيب في هذه الظروف المؤلمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة والغزو الغادر لقطاع غزة أن تقف الأنظمة العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني موقف اللامبالاة إلا اللّهم من تصريحات خجولة، وهي ترى حليفها الصهيوني يمعن قصفا وتدميرا وحصارا لغزة واستباحة لساحة المسجد الأقصى في الضفة الغربية واعتقال المناضلين ولا تتخذ إجراءات تنسجم مع تطلعات وموقف جماهيرها، إن التاريخ لن يرحم هؤلاء لتقاعسهم وموقفهم السلبي من القضية الفلسطينية. إن قطاع غزة الذي أصبح قلعة صامدة في وجه كل عدوان إسرائيلي يشن على مواطنيه سيبقى صامدا مدافعا عن شعبه مهما بلغت التضحيات. لقد أدت هذه المواجهة الباسلة مع العدو الصهيوني إلى توحيد الساحة الفلسطينية بكل فصائلها ومكوناتها ووضعت القضية الفلسطينية في صدارة الأحداث واهتمام المجتمع الدولي بضرورة حل هذا الصراع بإقامة الدولتين لإحلال سلام عادل وأمن في المنطقة، كما أنها أنزلت الرعب في صفوف المعتدين والمستوطنين وجعلتهم حبيسي الملاجئ طيلة هذه المواجهة. إن ما يجري في فلسطين على يد قوات الاحتلال من اجتياح لباحات المسجد الأقصى وتدمير المنازل ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات والاعتقالات والاغتيالات والمداهمات الليلية وحصار غزة وقصفها في ظل صمت المجتمع الدولي الذي يقف عاجزا لاتخاذ أي إجراء بردع هذا العدو عن مخططاته سوف يؤدي إلى تفجير الوضع في المنطقة برمتها ويدفع العدو ثمنا باهظا لعدوانه وغطرسته وتنكره لقرارات الشرعية الدولية. إن الشعب الفلسطيني يواجه آلة الحرب الصهيونية وظلم الاحتلال وإرهابه اليومي لوحده وبأسلحة تقليدية، ولو أن دولة عربية حاضنة لنضاله من دول الطوق لفلسطين لكانت الأمور وموازين القوى قد تغيرت وأصبح العدو يحسب ألف حساب لكل حماقة يرتكبها، ولكانت الاعتداءات الآثمة قد أصبحت اصلب مما يتوقعون، إذ أن هذا الشعب الفلسطيني قد صمم أن تكون غزة هانوي العرب، وان يستمر نضاله حتى تحرير أرضه ولكي يسجل التاريخ أن هذا الشعب قد أعطى نموذجا في الصمود والكفاح لكل شعب يبتغي الحرية والاستقلال، وقد اثبت التاريخ أن الشعوب المحتلة لن تهزم مهما طال زمن الاحتلال وسوف تنتصر إرادة الشعب الفلسطيني على أعدائه الصهاينة وسيزداد اصطفاف العالم رسميا وشعبيا مع نضاله وستتغير موازين القوى ويسندحر الاحتلال على يد المناضلين.

إن الكيان الصهيوني دولة عصابات يحكمها فاسدون ومفسدون ويسودها ثقافة القتل والإجرام والحقد وهي تمارس يوميا بحق الشعب الفلسطيني سياسة الإرهاب والقتل الدمار وأمام هذا الواقع ليس أمام الشعب الفلسطيني من خيار سوى المضيء في كفاحه وتحمل قدره ومسؤولياته التاريخية حتى تحقيق أهدافه في إنهاء الاحتلال وبناء دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

 

 

رأي.. جريمة العدوان الصهيوني على قطاع غزة وتداعياتها

بقلم: محمد بدران

أقدم العدو الصهيوني فجر يوم الجمعة بتاريخ 05/08/2022 بشن هجوم جوي وقصف مدفعي على قطاع غزة، مستهدفا المدنيين والمناضلين فاقترف جريمته البشعة ودمر مئات المباني حيث استشهد 45 شخصا وجرح المئات بمن فيهم قائدان مناضلان في سرايا القدس هما تيسير الجعبري وخالد منصور وعدد من رفاقهما و15 طفلا و5 نساء، وقد أدت المقاومة مقاومة باسلة فأمطرت المستوطنات والمواقع العسكرية الصهيونية وعدة مدن بما فيها تل أبيب ومطار بن غوريون بالصواريخ والأسلحة المتاحة. وقد توالت عملية الإدانة والشجب لهذا العدوان من كل المواقع والمرجعيات السياسية والمنظمات الدولية والإنسانية ومنظمات المجتمع الأهلي، وهبت الجماهير غاضبة لهذه الجريمة في المدن والمخيمات الفلسطينية وأرض الشتات وفي عديد الدول العربية والأجنبية التي طالبت بوقف العدوان الغاشم ولكن القوات الصهيونية لم تصغ في البداية إلى هذه النداءات، وكأن الكيان الصهيوني يعيش في عالم آخر ولا يخاف من عقاب ولا محاسبة، واستمر في عدوانه لثلاثة أيام متواصلة وما كان أن يقدم على هذا العدوان لو كان يعرف أنه غير محمي بمظلة دولية من حلفائه، مع أن القانون الدولي يؤكد على محاكمة مرتبكي مثل هذه الجرائم بحق الشعوب المظلومة.

إن بيانات الشجب والإدانة لا تكفي لوضع حد للعدوان الصهيوني وتجبره على تنفيذ القرارات الدولية التي اتخذت بحقه، إنما الذي يجبره على ذلك المقاومة بكل أشكالها من جانب، ومن جانب آخر العمل الجاد من جانب المجتمع الدولي لفرض عقوبات واتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية بشكل لم يعهدها الكيان الصهيوني لإجباره وردعه عن مخططاته العدوانية المتكررة، وتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية. لقد كانت غزة ومازالت تذهل العدو بصمودها، وقد مشى مقاتلوها على جمر المقاومة وتصدوا لكل عدوان يشن عليها بإرادة صلبة رغم سقوط الشهداء والجرحى والسماء المفتوحة لطيرانه الذي يستهدف المباني والمدارس والمساجد والمدنيين في كل عدوان تحت سمع وبصر العالم، فيما قلوب الأهل في المنافي والشتات ومحبي السلام تفيض عيونهم دمعا وقلوبهم يعصرها الألم على إخوانهم المحاصرين في غزة بالحديد والنار برا وبحرا وجوا. انه من المؤسف والمعيب في هذه الظروف المؤلمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة والغزو الغادر لقطاع غزة أن تقف الأنظمة العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني موقف اللامبالاة إلا اللّهم من تصريحات خجولة، وهي ترى حليفها الصهيوني يمعن قصفا وتدميرا وحصارا لغزة واستباحة لساحة المسجد الأقصى في الضفة الغربية واعتقال المناضلين ولا تتخذ إجراءات تنسجم مع تطلعات وموقف جماهيرها، إن التاريخ لن يرحم هؤلاء لتقاعسهم وموقفهم السلبي من القضية الفلسطينية. إن قطاع غزة الذي أصبح قلعة صامدة في وجه كل عدوان إسرائيلي يشن على مواطنيه سيبقى صامدا مدافعا عن شعبه مهما بلغت التضحيات. لقد أدت هذه المواجهة الباسلة مع العدو الصهيوني إلى توحيد الساحة الفلسطينية بكل فصائلها ومكوناتها ووضعت القضية الفلسطينية في صدارة الأحداث واهتمام المجتمع الدولي بضرورة حل هذا الصراع بإقامة الدولتين لإحلال سلام عادل وأمن في المنطقة، كما أنها أنزلت الرعب في صفوف المعتدين والمستوطنين وجعلتهم حبيسي الملاجئ طيلة هذه المواجهة. إن ما يجري في فلسطين على يد قوات الاحتلال من اجتياح لباحات المسجد الأقصى وتدمير المنازل ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات والاعتقالات والاغتيالات والمداهمات الليلية وحصار غزة وقصفها في ظل صمت المجتمع الدولي الذي يقف عاجزا لاتخاذ أي إجراء بردع هذا العدو عن مخططاته سوف يؤدي إلى تفجير الوضع في المنطقة برمتها ويدفع العدو ثمنا باهظا لعدوانه وغطرسته وتنكره لقرارات الشرعية الدولية. إن الشعب الفلسطيني يواجه آلة الحرب الصهيونية وظلم الاحتلال وإرهابه اليومي لوحده وبأسلحة تقليدية، ولو أن دولة عربية حاضنة لنضاله من دول الطوق لفلسطين لكانت الأمور وموازين القوى قد تغيرت وأصبح العدو يحسب ألف حساب لكل حماقة يرتكبها، ولكانت الاعتداءات الآثمة قد أصبحت اصلب مما يتوقعون، إذ أن هذا الشعب الفلسطيني قد صمم أن تكون غزة هانوي العرب، وان يستمر نضاله حتى تحرير أرضه ولكي يسجل التاريخ أن هذا الشعب قد أعطى نموذجا في الصمود والكفاح لكل شعب يبتغي الحرية والاستقلال، وقد اثبت التاريخ أن الشعوب المحتلة لن تهزم مهما طال زمن الاحتلال وسوف تنتصر إرادة الشعب الفلسطيني على أعدائه الصهاينة وسيزداد اصطفاف العالم رسميا وشعبيا مع نضاله وستتغير موازين القوى ويسندحر الاحتلال على يد المناضلين.

إن الكيان الصهيوني دولة عصابات يحكمها فاسدون ومفسدون ويسودها ثقافة القتل والإجرام والحقد وهي تمارس يوميا بحق الشعب الفلسطيني سياسة الإرهاب والقتل الدمار وأمام هذا الواقع ليس أمام الشعب الفلسطيني من خيار سوى المضيء في كفاحه وتحمل قدره ومسؤولياته التاريخية حتى تحقيق أهدافه في إنهاء الاحتلال وبناء دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews