إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

جنيدي عبد الجواد لـ"الصباح": الأحزاب اليسارية تواجه خطر التشتت والاندثار.. وبعض اليساريين لم يتعظوا من أخطاء الماضي

 

 

اصطفاف أحزاب يسارية وراء المعارضة وطعنها في نتائج الاستفتاء من الأخطاء الفادحة

*أجدى باليسار تبني مشروع الدستور الجديد والعمل على تنقيحه مستقبلا

اليسار اليوم يمر بأصعب فترة ومرحلة في مساره منذ بداية ظهوره

*الشباب اليساري لا يزال ضالا الطريق وخروجه من القوالب الإيديولوجية الجاهزة هو حله للنجاح

تونس – الصباح

وضع النقابي والقيادي السابق في الحزب الشيوعي وحركة التجديد والمسار، جنيدي عبد الجواد، شرطا اعتبره أساسيا لضمان بقاء الأحزاب اليسارية في الحقل السياسي الرحب وعدم اندثارها والنأي بها عن خطر التشتت والاضمحلال الذي يهددها، في ظل تغير المعادلات السياسية والثقافية والحزبية والاجتماعية التي تشهدها تونس كما العالم، ويتمثل في ضرورة القيام بمراجعات وانتهاج الحذر ودراسة الخيارات والتوجهات قبل إعلانها خاصة فيما يتعلق بالدخول في التحالفات والجبهات التي وصفها "بالمشبوهة" وغير المجدية. وبين في حديثه لـ"الصباح" أن بعض اليساريين لم يتعظوا من أخطاء الماضي ولم يحسنوا التعاطي مع المرحلة ليفوتوا على أنفسهم فرصة العودة إلى المشهد السياسي وتحديدا دائرة الفعل والمشاركة في القرار، ليواصلوا بذلك انتهاج نفس المسار والخيارات التي وضعتهم بعيدا عن خيارات الشعب وصناديق الاقتراع بما يؤول بالعائلة اليسارية إلى وضعية التشتت.

تحالفات مشبوهة وموقف سلبي

انتقد عبد الجواد اختيار بعض أحزاب اليسار أساسا منها حزب العمال الدخول في تحالف مع أحزاب كانت فاعلة في منظومة الحكم في العشرية الماضية واصطفافه مع المعارضين للمسار الذي يقوده رئيس الجمهورية، واعتبر ذلك بمثابة ضربة قاصمة لليسار. وأضاف قائلا: "كان يفترض أن يراهن اليسار على العقلية البنّاءة تجاه الأوضاع في تونس في هذه المرحلة وذلك بالدخول في تحالفات مع قوى وتيارات حزبية وسياسية معها في الفكر التقدمي البناء، ولكن اختارت بعض هذه الأحزاب وأهمها حزب العمال الدخول في تحالف أعتبره مشبوها خاص أن الأحزاب التي دخل معها كانت كلها تقريبا جزء من منظومة الحكم في العشرية الماضية سواء تعلق الأمر بأحزاب التكتل أو الجمهوري أو التيار الديمقراطي". فيما استثنى القيادي السابق في المسار حزب القطب بقوله: "أرى أن الحديث باسم القطب بمثابة عملية سطو على حركة التجديد التي تأسست سنة 2011 وضمت قياديين وتيارات يسارية وتقدمية ولكن "القطب" اليوم لا يمثل هذه الطبقة بأي شكل من الأشكال".

واعتبر عبدالجواد أن اختيار بعض الأحزاب اليسارية الاصطفاف وراء المعارضة ودعوتها للطعن في نتائج الاستفتاء وشرعية رئيس الجمهورية قيس سعيد من الأخطاء الفادحة في هذه المرحلة، وقال: "كان يجدر به أن يتعامل مع الواقع بإيجابية وذلك بأن تكون أياديه ممدودة ومفتوحة للحوار مع الجميع لاسيما مع الأحزاب والتيارات التي تقاربه في نفس التوجهات والأفكار. لأن الدستور الذي عرضه الصادق بلعيد أو ما تضمنه الدستور الجديد للجمهورية يمكن أن يتبناه اليسار مستقبلا، وفق تقديره، ويعمل على الدفع لتنقيح ما يجب تنقيحه خاصة فيما يتعلق بفصل الدين عن الدولة والفصل بين الدولة والإسلام السياسي كمطلب لطالما نضال من أجله اليساريون". لأنه يرى أن بعض المواقف غير مقبولة وتتنافى وواقع ومنطق الأشياء على نحو يتنافى والطالب الشعبية والاجتماعية. وأضاف قائلا: "من حق السياسيين اليساريين أن ينتقدوا أي مسار أو خيارات سياسية ولكن في تقديري الانسياق وراء المقاطعة أو التشكيك في مشروعية رئيس الجمهورية الذي انتخبه الشعب دون غيره مسألة غير مقبولة وقرار غير واع بقطع النظر عن الموقف من سعيد أو المسار".

لمّ الشمل في برنامج مشترك

كما اعتبر محدثنا أن اليسار اليوم يمر بأصعب فترة ومرحلة في مساره منذ بداية ظهوره في العشرينات من القرن الماضي، لذلك يرى أنه أجدى به اليوم توحيد صفوفه ووضع برنامج مشترك لا ينبني على الموقف والخيار السلبي على غرار ما اختاره حزب العمال أو غيره اليوم وإنما الوضع يتطلب اليوم توحد اليسار حول مشروع عقلاني بناء تقدمي ديمقراطي وإيجابي. وقال موضحا: "آن الأوان ليخرج اليسار من دائرة السلبية وليغير طريقة تعاطيه مع الواقع والقضايا السياسية والاجتماعية. لأنه من الحيف بعد نضالات طويلة وتضحيات عديدة قدمها اليسار للدولة التونسية أن يجد نفسه اليوم خارج كل الخيارات لاسيما بالطبقات الشعبية المهمشة التي كان ينتصر لمطالبها وقضاياها".

ودعا جنيدي عبد الجواد الطبقة السياسية اليسارية الى العمل من أجل تدارك نقائصها وأخطائها وذلك بالذهاب والتوجه إلى الطبقات والفئات التي انتخبت رئيس الجمهورية وصوتت "بنعم" في الاستفتاء الأخير في تأكيد ليس دعمها للدستور الجديد وإنما لمساندة رئيس الجمهورية قيس سعيد والدخول معها في حديث معمق مدروس. وهو يرى أنه على اليسار اليوم التواضع والنزول من برجه العاجي إلى الشعب التونسي بمختلف أطيافه والطبقات الكادحة بشكل خاص، إذا ما أراد أن يكون له موقع في الخارطة والحزبية والمشهد السياسي في المستقبل.

وشدد عبدالجواد على أن حلم الشهيد شكري بلعيد بتكون حزب اليسار الكبير، وإن لم يتحقق في السنوات الماضية فإنه آن الأوان في ظل التغيرات والتحولات التي تعرفها بلادنا لتقوم الأحزاب والقوى اليسارية بالمراجعات المطلوبة وذلك بالعمل على استيعاب تاريخ الحركة العمالية والنضالية في تونس من العشرينات من القرن الماضي والدور الذي لعبه اليسار التونسي في المساهمة في تشكيل الوعي الفكري والسياسي وذلك بالتخلص من القوالب الجامدة وعقدة الزعاماتية لدى البعض بهدف تحرير هذه الأحزاب من القيود التي تتخبط فيها وكانت عاملا وسببا لتردي وضعها وتتحول إلى تابعة وأدوات توظفها بعض الأحزاب والجهات السياسية في معاركها مستعملا لفظ متداول "تطيب لغيرها".

البحث عن الطريق

في جانب آخر من حديثه، أفاد المناضل النقابي واليساري السابق أنه اختار الابتعاد عن القيادة وترك المجال للشباب ليأخذ مشعل القيادة والعمل والقرار. وأضاف قائلا: "في الحقيقة حزب المسار، الذي يعد امتدادا لحركة التجديد، يضم اليوم قيادات شابة متميزة قادرة على صنع ربي اليسار التونسي إذا ما أرادت هي ذلك وقطعت مع أدبيات المدارس اليسارية القديمة التي لم تعد اليوم مجدية وعملت على تطوير رؤاها وأفكارها ووضعت برامج مستمدة من الواقع التونسي ونابعة من رحم المجتمع وهمومه وانتظاراته لا غير".

ولم يخف أن هذه الكفاءات الشابة لا تزال تحسس طريقها نحو البحث عن مسلك وصياغة إستراتيجية جديدة خاصة بها. واعتبر أن تحقيق ذلك مسألة ممكنة وذلك بعد القطع مع القوالب الإيديولوجية الجامدة الموروثة والانفتاح على مختلف القوى والتيارات التقدمية والديمقراطية والعقلانية التي يتقاطع معها. لأنه يعتبر أن من يحمل الموقف السلبي لا يمكنه الانفتاح على أي جهة كانت ولا يمكنه الوصل إلى أي نتيجة مهما حاول. وهو ديدن أغلب أحزاب اليسار اليوم.

التحالفات المطروحة

وفي تطرقه للمبادرة المطروحة اليوم التي دعا إليها الحزب الدستوري الحر بتكوين جبهة من المعارضة ضد سعيد، أكد عبد الجواد أن على هذا الحزب أن يتعرف بالثورة وبالمظالم التي تعرض لها التونسيين لاسيما منهم أبناء اليسار في العقد البورقيبي أو النوفمبري أو في العشرية الماضية، لأن ذلك يعد هاما وحاسما في تحديد مواقف الأحزاب من هذه المبادرة لأن الجميع يعلم أن الهدف من الانفتاح على القوى التقدمية واليسارية، وان كانت ضرورة وكان يرفضها الحزب الدستوري، إنما تتنزل أهدافها في سياق مصالح هذا الحزب الضيقة وبمجرد تحقيق مراده يتخلى عن البقية.

لا لسياسية الإقصاء

كما انتقد عبد الجواد سياسية رئيس الجمهورية التي تعتمد الانغلاق والتفرد بالرأي وترفض الانفتاح وقال: "لو اختار سعيد الانفتاح على القوى الوطنية الداعمة لمساره أو المعارضة له لشكلت قوة وجبهة وطنية كبرى تجاه الهجمة الأجنبية والتدخل السافر في الشؤون الوطنية بما يهدد السيادة الوطنية ولكنه دفع بلادنا نتيجة خياراته الخاطئة لتكون في هذا الموضع في هذه المرحلة الصعبة". واعتبر أنه في صورة واصل سعيد نفسه طريقته في التعاطي مع القانون الانتخابي ولم ينفتح على الأحزاب والمنظمات فإن الوضع في الدولة مرشح للتطور إلى الأسوأ اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.

نزيهة الغضباني

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جنيدي عبد الجواد لـ"الصباح":  الأحزاب اليسارية تواجه خطر التشتت والاندثار.. وبعض اليساريين لم يتعظوا من أخطاء الماضي

 

 

اصطفاف أحزاب يسارية وراء المعارضة وطعنها في نتائج الاستفتاء من الأخطاء الفادحة

*أجدى باليسار تبني مشروع الدستور الجديد والعمل على تنقيحه مستقبلا

اليسار اليوم يمر بأصعب فترة ومرحلة في مساره منذ بداية ظهوره

*الشباب اليساري لا يزال ضالا الطريق وخروجه من القوالب الإيديولوجية الجاهزة هو حله للنجاح

تونس – الصباح

وضع النقابي والقيادي السابق في الحزب الشيوعي وحركة التجديد والمسار، جنيدي عبد الجواد، شرطا اعتبره أساسيا لضمان بقاء الأحزاب اليسارية في الحقل السياسي الرحب وعدم اندثارها والنأي بها عن خطر التشتت والاضمحلال الذي يهددها، في ظل تغير المعادلات السياسية والثقافية والحزبية والاجتماعية التي تشهدها تونس كما العالم، ويتمثل في ضرورة القيام بمراجعات وانتهاج الحذر ودراسة الخيارات والتوجهات قبل إعلانها خاصة فيما يتعلق بالدخول في التحالفات والجبهات التي وصفها "بالمشبوهة" وغير المجدية. وبين في حديثه لـ"الصباح" أن بعض اليساريين لم يتعظوا من أخطاء الماضي ولم يحسنوا التعاطي مع المرحلة ليفوتوا على أنفسهم فرصة العودة إلى المشهد السياسي وتحديدا دائرة الفعل والمشاركة في القرار، ليواصلوا بذلك انتهاج نفس المسار والخيارات التي وضعتهم بعيدا عن خيارات الشعب وصناديق الاقتراع بما يؤول بالعائلة اليسارية إلى وضعية التشتت.

تحالفات مشبوهة وموقف سلبي

انتقد عبد الجواد اختيار بعض أحزاب اليسار أساسا منها حزب العمال الدخول في تحالف مع أحزاب كانت فاعلة في منظومة الحكم في العشرية الماضية واصطفافه مع المعارضين للمسار الذي يقوده رئيس الجمهورية، واعتبر ذلك بمثابة ضربة قاصمة لليسار. وأضاف قائلا: "كان يفترض أن يراهن اليسار على العقلية البنّاءة تجاه الأوضاع في تونس في هذه المرحلة وذلك بالدخول في تحالفات مع قوى وتيارات حزبية وسياسية معها في الفكر التقدمي البناء، ولكن اختارت بعض هذه الأحزاب وأهمها حزب العمال الدخول في تحالف أعتبره مشبوها خاص أن الأحزاب التي دخل معها كانت كلها تقريبا جزء من منظومة الحكم في العشرية الماضية سواء تعلق الأمر بأحزاب التكتل أو الجمهوري أو التيار الديمقراطي". فيما استثنى القيادي السابق في المسار حزب القطب بقوله: "أرى أن الحديث باسم القطب بمثابة عملية سطو على حركة التجديد التي تأسست سنة 2011 وضمت قياديين وتيارات يسارية وتقدمية ولكن "القطب" اليوم لا يمثل هذه الطبقة بأي شكل من الأشكال".

واعتبر عبدالجواد أن اختيار بعض الأحزاب اليسارية الاصطفاف وراء المعارضة ودعوتها للطعن في نتائج الاستفتاء وشرعية رئيس الجمهورية قيس سعيد من الأخطاء الفادحة في هذه المرحلة، وقال: "كان يجدر به أن يتعامل مع الواقع بإيجابية وذلك بأن تكون أياديه ممدودة ومفتوحة للحوار مع الجميع لاسيما مع الأحزاب والتيارات التي تقاربه في نفس التوجهات والأفكار. لأن الدستور الذي عرضه الصادق بلعيد أو ما تضمنه الدستور الجديد للجمهورية يمكن أن يتبناه اليسار مستقبلا، وفق تقديره، ويعمل على الدفع لتنقيح ما يجب تنقيحه خاصة فيما يتعلق بفصل الدين عن الدولة والفصل بين الدولة والإسلام السياسي كمطلب لطالما نضال من أجله اليساريون". لأنه يرى أن بعض المواقف غير مقبولة وتتنافى وواقع ومنطق الأشياء على نحو يتنافى والطالب الشعبية والاجتماعية. وأضاف قائلا: "من حق السياسيين اليساريين أن ينتقدوا أي مسار أو خيارات سياسية ولكن في تقديري الانسياق وراء المقاطعة أو التشكيك في مشروعية رئيس الجمهورية الذي انتخبه الشعب دون غيره مسألة غير مقبولة وقرار غير واع بقطع النظر عن الموقف من سعيد أو المسار".

لمّ الشمل في برنامج مشترك

كما اعتبر محدثنا أن اليسار اليوم يمر بأصعب فترة ومرحلة في مساره منذ بداية ظهوره في العشرينات من القرن الماضي، لذلك يرى أنه أجدى به اليوم توحيد صفوفه ووضع برنامج مشترك لا ينبني على الموقف والخيار السلبي على غرار ما اختاره حزب العمال أو غيره اليوم وإنما الوضع يتطلب اليوم توحد اليسار حول مشروع عقلاني بناء تقدمي ديمقراطي وإيجابي. وقال موضحا: "آن الأوان ليخرج اليسار من دائرة السلبية وليغير طريقة تعاطيه مع الواقع والقضايا السياسية والاجتماعية. لأنه من الحيف بعد نضالات طويلة وتضحيات عديدة قدمها اليسار للدولة التونسية أن يجد نفسه اليوم خارج كل الخيارات لاسيما بالطبقات الشعبية المهمشة التي كان ينتصر لمطالبها وقضاياها".

ودعا جنيدي عبد الجواد الطبقة السياسية اليسارية الى العمل من أجل تدارك نقائصها وأخطائها وذلك بالذهاب والتوجه إلى الطبقات والفئات التي انتخبت رئيس الجمهورية وصوتت "بنعم" في الاستفتاء الأخير في تأكيد ليس دعمها للدستور الجديد وإنما لمساندة رئيس الجمهورية قيس سعيد والدخول معها في حديث معمق مدروس. وهو يرى أنه على اليسار اليوم التواضع والنزول من برجه العاجي إلى الشعب التونسي بمختلف أطيافه والطبقات الكادحة بشكل خاص، إذا ما أراد أن يكون له موقع في الخارطة والحزبية والمشهد السياسي في المستقبل.

وشدد عبدالجواد على أن حلم الشهيد شكري بلعيد بتكون حزب اليسار الكبير، وإن لم يتحقق في السنوات الماضية فإنه آن الأوان في ظل التغيرات والتحولات التي تعرفها بلادنا لتقوم الأحزاب والقوى اليسارية بالمراجعات المطلوبة وذلك بالعمل على استيعاب تاريخ الحركة العمالية والنضالية في تونس من العشرينات من القرن الماضي والدور الذي لعبه اليسار التونسي في المساهمة في تشكيل الوعي الفكري والسياسي وذلك بالتخلص من القوالب الجامدة وعقدة الزعاماتية لدى البعض بهدف تحرير هذه الأحزاب من القيود التي تتخبط فيها وكانت عاملا وسببا لتردي وضعها وتتحول إلى تابعة وأدوات توظفها بعض الأحزاب والجهات السياسية في معاركها مستعملا لفظ متداول "تطيب لغيرها".

البحث عن الطريق

في جانب آخر من حديثه، أفاد المناضل النقابي واليساري السابق أنه اختار الابتعاد عن القيادة وترك المجال للشباب ليأخذ مشعل القيادة والعمل والقرار. وأضاف قائلا: "في الحقيقة حزب المسار، الذي يعد امتدادا لحركة التجديد، يضم اليوم قيادات شابة متميزة قادرة على صنع ربي اليسار التونسي إذا ما أرادت هي ذلك وقطعت مع أدبيات المدارس اليسارية القديمة التي لم تعد اليوم مجدية وعملت على تطوير رؤاها وأفكارها ووضعت برامج مستمدة من الواقع التونسي ونابعة من رحم المجتمع وهمومه وانتظاراته لا غير".

ولم يخف أن هذه الكفاءات الشابة لا تزال تحسس طريقها نحو البحث عن مسلك وصياغة إستراتيجية جديدة خاصة بها. واعتبر أن تحقيق ذلك مسألة ممكنة وذلك بعد القطع مع القوالب الإيديولوجية الجامدة الموروثة والانفتاح على مختلف القوى والتيارات التقدمية والديمقراطية والعقلانية التي يتقاطع معها. لأنه يعتبر أن من يحمل الموقف السلبي لا يمكنه الانفتاح على أي جهة كانت ولا يمكنه الوصل إلى أي نتيجة مهما حاول. وهو ديدن أغلب أحزاب اليسار اليوم.

التحالفات المطروحة

وفي تطرقه للمبادرة المطروحة اليوم التي دعا إليها الحزب الدستوري الحر بتكوين جبهة من المعارضة ضد سعيد، أكد عبد الجواد أن على هذا الحزب أن يتعرف بالثورة وبالمظالم التي تعرض لها التونسيين لاسيما منهم أبناء اليسار في العقد البورقيبي أو النوفمبري أو في العشرية الماضية، لأن ذلك يعد هاما وحاسما في تحديد مواقف الأحزاب من هذه المبادرة لأن الجميع يعلم أن الهدف من الانفتاح على القوى التقدمية واليسارية، وان كانت ضرورة وكان يرفضها الحزب الدستوري، إنما تتنزل أهدافها في سياق مصالح هذا الحزب الضيقة وبمجرد تحقيق مراده يتخلى عن البقية.

لا لسياسية الإقصاء

كما انتقد عبد الجواد سياسية رئيس الجمهورية التي تعتمد الانغلاق والتفرد بالرأي وترفض الانفتاح وقال: "لو اختار سعيد الانفتاح على القوى الوطنية الداعمة لمساره أو المعارضة له لشكلت قوة وجبهة وطنية كبرى تجاه الهجمة الأجنبية والتدخل السافر في الشؤون الوطنية بما يهدد السيادة الوطنية ولكنه دفع بلادنا نتيجة خياراته الخاطئة لتكون في هذا الموضع في هذه المرحلة الصعبة". واعتبر أنه في صورة واصل سعيد نفسه طريقته في التعاطي مع القانون الانتخابي ولم ينفتح على الأحزاب والمنظمات فإن الوضع في الدولة مرشح للتطور إلى الأسوأ اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.

نزيهة الغضباني

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews