إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ملفات الصباح: صابة الحبوب في خطر حصاد بخطى السلحفاة.. ومساحات شاسعة أتت عليها الحرائق..

 

 

*مافيات التهريب والاحتكار استحوذت على الجزء الأوفر

*فوزي الزياني لـ"الصباح " : الصابة لا تتجاوز 13 مليون قنطار..ولن يصل الى ديوان الحبوب سوى 9 مليون قنطار على أقصى تقدير

تونس-الصباح

الوضعية كارثية في حقول القمح والشعير موسم حصاد بخطى السلحفاة، كميات كبيرة من الصابة لم تصل إلى المخازن والحرائق تهدد الجزء الكبير من المساحات المزروعة، وإلى الآن لم تصل الى مخازن الديوان الوطني للحبوب سوى ما دون 20% من الصابة.

تهديدات بالجملة تهدد صابة الحبوب وهو ما أكده لـ"الصباح" فوزي الزياني عضو المكتب التنفيذي للنقابة التونسية للفلاحين مبينا أن تقديرات الصابة وفق وزارة الفلاحة في حدود 18 مليون قنطار، معتبرا أن هذا رقم من الصعب تحقيقه وهو مجانب للصواب خاصة وأن الصابة لم تكن جيدة بسبب نقص مواد الانتاج على رأسها الأسمدة.

وبين الزياني انه كان قد نبه رئيسة الحكومة في لقائه بها من التهديدات المحدقة بصابة الحبوب وأهمها الحرائق، وهناك أطراف قد اشترت القمح من الفلاحين بأعلى من السعر المقدم من الدولة وهم على استعداد للدفع أكثر ان لزم الأمر من أجل تهريبها نحو الدول المجاورة التي تسعى للحصول على القمح من تونس عبر مسالك التهريب على اعتبار ان كلفته اقل بكثير من توريده من الخارج في ظل الحرب الروسية الأوكرانية والتي تسببت في قطع الطريق امام توريد هذه المادة الحيوية.

مضيفا سعي معامل الأعلاف للاستحواذ على جزء من الصابة من أجل السمسرة في قوت الفلاح المربي ومنه المواطن، حيث ان ارتفاع أسعار الأعلاف والتحكم في اسعار بيع هذه المادة سيؤدي بالضرورة الى ارتفاع العديد من المواد على غرار البيض واللحوم بأنواعها.

وطالب فوزي الزياني عضو النقابة التونسية للفلاحين بانزال الجيش الى الحقول وفي الطرقات والمسالك الوعرة من أجل قطع الطريق امام المحتكرين والمهربيب.

وأبرز ان المافيات قد "خضرت" صابة القمح والشعير في العديد من الجهات بأسعار مرتفعة والدفع مسبقا على عكس ديوان الحبوب الذي يعطي وصل شراء مع دفع مؤجل.

وأكد على ضرورة اتباع الدولة لسياسة تشجيعية للمنتج حتى يقبل على زراعة الحبوب في ظل التداعيات الوخيمة للمستجدات الدولية وحتى الوطنية.

معتبرا ان قرار الترفيع في المساحات المزروعة باضافة 300 الف هكتار هام جدا لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو حول الإجراءات والتشجيعات وآليات الإقناع لتشجيع الفلاحين على زراعة الحبوب في ظل نقص الأمونيتر.

وشدد عضو النقابة ان الانتاج لن يتعدى 13 مليون قنطار بالنظر الى نقص الأسمدة ومواد الانتاج خلال موسم البذر، في حين أن التخزين لن يتجاوز 9 مليون طن ، كما اننا نحقق الا 5 أشهر على الأكثر من اكتفائنا الذاتي على عكس ما أكده مسؤول من الوزارة الذي قال اننا سنوفر 9 أشهر من الاستهلاك.

وأطلق الزياني صيحة فزع قائلا ان تونس تنتظرها سيناريوهات مخيفة في ظل التحولات العالمية وهي غير مستعدة لهذه التحولات، ودعا كل فلاح أو أصحاب الأراضي بصفة عامة لزراعة القمح والشعير لدعم المخزون الوطني من الحبوب.

وابرز فوزي الزياني أن الكثير من الحرائق مشبوهة وأكد انه طالب في سنة 2015 احداث وحدة للامن الفلاحي من أجل حماية الصابة ومن أجل تحقيق أمننا الغذائي وبلوغ الاستقلال الفلاحي في مادة الحبوب.

 

حنان قيراط

 

منوبة

تقدم الحصاد بنسبة 47% ..وثلثي المحصول في حكم المجهول !

منوبة-الصباح

تم بولاية منوبة وإلى غاية يوم امس الأربعاء 22 جوان 2022 حصاد ما يقارب 16690 هك من الحبوب بين قمح صلب وقمح لين وشعير اي بنسبة تقدم في الحصاد تقدر بـ47% حسب ما صرح به الهادي الحمروني المندوب الجهوي الفلاحة بمنوبة لـ"الصباح" والذي اكد على الظروف الطيبة التي تتواصل فيها عمليات الحصاد وجمع المحصول التي جعلت من الكميات المجموعة تتجاوز الكميات التي تم تسجيلها خلال الـ20 يوما الأولى من موسم الحصاد للسنة الفارطة.. " الصباح" تنقلت ميدانيا الى اكثر من مركز تجميع تابع لديوان الحبوب واخرى خاصة حيث لم تكن عمليات قبول الحبوب ملفتة للانتباه في إشارة إلى بطء كبير في تحويل ما يتم حصاده وجمعه على الأرض الى هذه المراكز التي بدت شاحبة قافرة على خلاف ما تم التصريح به من طرف مندوب الفلاحة.

تراجع كبير على مستوى القبول المراكز

وفي هذا الخصوص تحدث احد المسؤولين عن احد مراكز تجميع الحبوب التابعة لديوان الحبوب حيث أشار إلى تراجع كبير على مستوى الكميات التي تم تقبيلها الى المركز الى حد الان بنسبة الثلثين اذ لم تتعد الكميات المجموعة حاليا الكميات التي تم قبولها خلال نفس الفترة من السنة الفارطة 30%، وهو ما يؤكد وجود خلل ما في مراقبة مسالك التصرف في الصابة خاصة مع ملاحظة تعمد اكثر الفلاحين بيعهم لمنتوج اراضيهم من القمح والشعير للسماسرة وبأسعار تفوق في كثير من الأحيان الأسعار التي حددتها الدولة والتي شهدت ترفيعا محفزا لتبلغ 130د للقنطار من القمح الصلب و100د للقنطار من القمح اللين و80د للشعير لتدخل فيما بعد في عالم المجهول، وفق قوله.

الصابة بين ايدي البالونات

مجهول يتحدث عنه المتابعون والمهتمون بالصابة بأنه ينتهي اما بتهريب هذا الجزء من الصابة الى خارج الحدود عبر مسالك تديرها مافيات وبارونات تهريب على قدر كبير من التمكن والنفوذ وهو ما يخشى كبار المسؤولين الخوض فيه وطرحه للمتابعة والتدقيق لحجم التداخل والتعقيد الذي يميزه، او بتجميعها في المراكز الخاصة التي اما ان تكون على ملك أصحاب شركات الأعلاف، التي وان دفع مبالغ اكبر فإنها متأكدة من تحقيق ارباح مضاعفة خلال موسم البيوعات القادم مع ما تشهده الاسعار من ارتفاع خيالي متواصل، او التي يتعامل اصحابها مع مثل تلك الشركات التي تسعى للاستحواذ على اكبر نسبة من الصابة وخاصة مادة الشعير. وهنا يطرح السؤال حول كيفية تفاعل الدولة من خلال هياكلها الرقابية والتقريرية مع هذا الخطر الذي يهدد امن البلاد الغذائي ؟ لماذا لا تضع الدولة يدها بالشكل الكامل والتام على قطاع تجميع الحبوب وسن قوانين صارمة في هذا الخصوص؟ ألم يحن الوقت لمراجعة استراتيحية وطرق العمل في هذا الشأن سيما مع التطورات الجديدة على المستوى الاقليمي والعالمي في علاقة بتوفير مادة القمح على وجه الخصوص؟

هاجس الحرائق يؤرق الفلاح

من جهة اخرى وفي علاقة بالتهديدات التي تمثلها الحرائق والتي مثلت هاجسا مخيفا لدى الجميع قبل بداية موسم الحصاد فقد أكد حسان الاينوبلي المدير الجهوي للحماية المدنية بمنوبة لـ"الصباح" ان عدد الحرائق التي تم تسجيلها بمختلف معتمديات الولاية والتي شملت حقول الحبوب لم يكن هاما بل شهد تراجعا مقارنة بالسنوات السابقة، وقد عملت مصالح الحماية المدنية ممثلة في فرقتي منوبة وطبربة على التدخل السريع عند كل إشعار وكانت كل التدخلات المنجزة ناجحة حيث تم ومنذ انطلاق موسم الحصاد إخماد حرائق بحقول القمح على مساحة 9,05 هك بمناطق براح المرناقية وحنة وقنطوريا بالجديدة وطبربة اضافة الى 10 هك من أراضي القمح والحلبة والشعير والفارينة بمنطقة الدريجات ببرج العامري كما تم تفادي عديد الحرائق بعدة مناطق نتيجة سرعة التدخل.. ويذكر ان التقديرات الاولية للصابة بولاية منوبة كانت قد قدرت بـ 700300 قنطار من الحبوب يتواصل تجميعها بـ5 مراكز تجميع بطاقة 256500 قنطار موزعة بين 161500 قنطار بمراكز تجميع مغطاة و95000 قنطار بمراكز تجميع في الهواء الطلق، كما يتوفر بالولاية مركزي تجميع للبذور بطاقة 240000 قنطار، فهل تمتلئ هذه المراكز بما أنتجته أراضي الولاية من قمح وشعير؟ ام انه سيقع تجاوزها لتأخذ الحبوب طريقا اخر لم يجد الى اليوم وقفة حازمة لقطعه ؟

عادل عونلي

 

جندوبة

الصابة بين مطرقة الحرائق.. وسندان مافيا التهريب

جندوبة-الصباح

تتالت الجلسات، بمقر ولاية جندوبة، والتي خصّصت للاستعداد لموسم الحصاد والتي دعت خلالها الجهات المعنية إلى ضرورة احكام المراقبة، وتنظيف حواشي الطرقات، واعداد مخازن الحبوب، وتهيئة المسالك الفلاحية الموصلة لمراكز الإنتاج والخزن، وتجهيز نقاط التزود بالماء، وتعديل الات الحصاد، والعمل على إعداد وسائل النقل للقيام بعمليات إجلاء الحبوب في إبّانها.

بالاضافة الى مراجعة المعايير المنظمة للمنح التي تقدم للفلاحين المعنيين بشراء الة حصاد بهدف تجديد الاسطول المتقادم، الى جانب توصيات للتصدّي للسوق الموازية التي تهدّد الصابة، وإحكام مراقبة منافذ التهريب والتلاعب بالأسعار.

70 هكتارا أكلتها النيران

إلا أن هذه الإجراءات المتخذة لم تصمد في وجه الحرائق التي باتت تهدد الصابة اذ أتت النيرات على قرابة 70هكتارا من المساحات المزروعة ولولا تدخل الأهالي وأعوان الحماية المدنية لكانت الخسائر أكبر، علما وأن اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث بجندوبة أوصت بضرورة اليقظة والحذر لتأمين الصابة من الحرائق والتي تكون عبر إحداث خطوط حراثة تعزل الحقول الشاسعة وكذلك تخصيص نقاط للتزود بالمياه عند الإطفاء وتنظيف حواشي الطرقات والمسالك الفلاحية.

ومن بين الإشكاليات التي تهدد صابة الحبوب بولاية جندوبة حسب العديد من الفلاحين تقادم أسطول الآلات الحاصدة الدارسة وصعوبة المسالك الفلاحية إلى جانب نقص اليد العاملة المختصة.

موسم الحصاد في أرقام

هذا وانطلق يوم 6 جوان الجاري موسم الحصاد بولاية جندوبة وسط توقعات بصابة في حدود 1،9 مليون قنطار وهي صابة تحسنت مقارنة بالموسم الفارط الذي لم تتجاوز فيه 1,6 مليون قنطار.

وقد تم تخصيص 17 مركز تجميع الحبوب بكافة معتمديات الولاية التي كانت قد استعدت منذ ما يزيد عن الشهر في ضبط خطة عملياتية لتأمين الصابة وتجاوز كل الاشكاليات والصعوبات وتكوين لجنة جهوية في الغرض.

وأكد المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بجندوبة عبد الجليل العفلي لـ"الصباح" أن المساحة المزروعة من الحبوب لهذا الموسم بولاية جندوبة فاقت 70 هكتارا منها 15 ألف هكتارا مزروعة بالمناطق السقوية.

وتوقّع أن يكون الموسم استثنائيا لاسيما في ظلّ الترفيع في ثمن القنطار من 87 دينارا الى 130 دينارا، فضلا عن تهاطل الأمطار خلال الموسم الفلاحي بما سيساهم، وفق تقديره، في ضبط الكميات المجمّعة وبيعها الى مراكز التجميع.

وتبلغ طاقة الخزن الجهوية بولاية جندوبة 750 ألف قنطار توزع بين 16 مركزا، فيما يبلغ عدد آلات الحصاد 244 آلة أكثر من نصفها في حاجة للتجديد باعتبار أن نسبة ضياع الحبوب فيها تتراوح بين 10 و15 بالمائة استنادا إلى تقرير أعدته المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة..

مخاوف من تخزين الصابة ونسق بطيء في تجميعها

وأكدت السيدة جليلية رئيسة ديوان الحبوب بجندوبة أن كمية الحبوب المجمعة إلى حد مطلع هذا الأسبوع بلغت 602 ألف قنطار وبلغت نسبة إجلاء الحبوب إلى مراكز التجميع 27 بالمائة أي في حدود 166 ألف قنطارمنذ انطلاق موسم الحصاد يوم 6 جوان الجاري.

هذا النسق البطيء في تجميع الصابة أثار مخاوف عدد من الفلاحين الذين دعوا الجهات المعنية إلى ضرورة الإسراع فى تهيئة المسالك الفلاحية وإعادة معاينة آلات الوزن بما يضمن شفافية البيع والشراء وتهيئة النقاط المائية اللازمة فضلا على ضرورة رفع الكميات المجمعة فى إبانها وحماية المزارع من السرقة والتسريع فى صرف مستحقات الفلاحين وحماية المنتوج من السوق الموازية التي استولت على كمية هامة من الصابة لا سيما وان مراكز التجميع لم تستقبل سوى 27 بالمائة من الصابة التي تم حصدها .

صابة يهددها التلف

ويعتبر فلاحو جندوبة أنه لم تُتخذ أي إجراءات احتياطية لخزن هذه الصابة، واستغربوا من عدم دراية ديوان الحبوب بطاقة استيعاب مخازنه والمخازن الخاصة، على النحو المذكور، والحال كان من المفترض رسم خطة استباقية لحفظ صابة الحبوب من التلف بدل تكدسها في العراء. وتتزايد خطورة التلف مع التغيرات المناخية وتساقط الأمطار فجأة ما يجعل هذه الصابة معرضة للتلف لاقدر الله.

وتؤكد العديد من المؤشرات أن الموسم الفلاحي الحالي سيحقق أرقامًا قياسية على مستوى الإنتاج مقارنة بالمواسم الماضية التي تأثرت بسنوات الجفاف، وهو ما يعني تقليص الواردات من الحبوب وبالتالي التقليص من عجز الميزان التجاري( تورد تونس في بعض المواسم أكثر من 60 في المائة من حاجياتها.) لذلك بات من الضروري التصدي لكل من تخول له نفسه التلاعب بقوت التونسي وإتلاف هذه الصابة خاصة وأن مافيا التهريب التي تترصد عدد من الفلاحين سواء بمراكز التجميع أو عبر المسالك الفلاحية لتغيير وجه هذه الصابة.

لذلك من ضرورة التفكير فى مستقبل قطاع الحبوب كقطاع استراتيجي وتنميته وفق القواعد العلمية المعمول بها فى الدول الأكثر إنتاجا وذلك نظرا لما تتمتع به الجهة من مقومات الإنتاج وفي مقدمتها التربة والمياه فلا حرية لشعب يأكل من وراء البحار ومقومات الاكتفاء الذاتي ممكنة لو توفرت الإرادة وإعطاء العمل قيمة هامة في حياتنا.

عمار مويهبي

 

بنزرت

نسق ضعيف لموسم الحصاد..وضياع قرابة 30 % من الصابة!!؟

بنزرت-الصباح

تفيد الارقام الرسمية ان الكميات المجمعة من الحبوب بولاية بنزرت خلال الأيام العشرة الأولى من موسم الحصاد الذي انطلق يوم 08 جوان لم تتجاوز 236 الف قنطار تمثل 09 بالمائة من مجموع الصابة المقدرة بـ2.5 مليون قنطار وبالمقارنة مع نفس الفترة من موسم 2020 فقد بلغت النسبة 35 بالمائة من 2.4 مليون قنطارمما يثير التساؤلات حول اسباب وخفايا تراجع نسق عمليات تجميع الحبوب..

الاجراءات الاستباقية لم تحسن الوضعية

تراجع لم يستسغه عماد اوعاضور رئيس النقابة الجهوية للفلاحين ببنزرت الذي افاد "الصباح" ان تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية على السوق العالمية للحبوب تفرض دعم الفلاحيين والتعهد المتواصل لمنظومة الانتاج والتجميع خاصة في ولاية بنزرت التي وفرت سنة 2021 خمس الانتاج الوطني بواقع 1.7 مليون قنطار وتابع اوعاضور بالقول ان النقابة الجهوية للفلاحين وفروعها المحلية قد عملت خلال الفترة الماضية على توعية وتأطير الفلاحين عبر تنظيم أيام متابعة ميدانية لآلات الحصاد للحد من ضياع الحبوب بالتنسيق مع المركز القطاعي للتكوين المهني الفلاحي في الآلية الفلاحية بجوقار (زغوان) وخلية الإرشاد الفلاحي باوتيك، كما نظمت بغزالة بالتعاون مع المعهد الوطني للزراعات الكبرى ببوسالم (جندوبة) والمصرف المحلي للخدمات الخدمات الفلاحية المتعددة ورشة عمل حول تعديل آلات الحصاد والتوقي من الحرائق، لكن يبدو ان الاجراءات الاستباقية لم تحسن الوضعية حيث تفيد بيانات مصرف الخدمات الفلاحية بمنزل بورقيبة الذي يعتبر اهم مركز تجميع في ولاية بنزرت من جملة 26 ناشطة ان الكميات الواردة من القمح اللين والصلب لم تتجاوز الى غاية اول امس الاحد 19 جوان 37000 قنطار مقابل59 الف خلال نفس الفترة من سنة 2021 أي بنقص يقارب 38 بالمائة.

العوامل الطبيعية ازمت الوضعية

 واضاف المتحدث ان العوامل الطبيعية كالحرارة الشديدة قد اثرت نسبيا على نسق التجميع كما فرضت الرياح القوية توقف الحصاد الالي طيلة يومين على اقل تقدير للحد من نسبة ضياع الحبوب التي لا يجب ان تتخطى 01 بالمائة كما اثار رئيس النقابة الجهوية للفلاحين مسالة ندرة اليد العاملة المختصة وشدد على تأثير ضعف البنية الاساسية في بعض المعتمديات على عملية التجميع حيث يتعسر وصول الشاحنات والحاصدات بسبب عدم تعهد المسالك الفلاحية في الابان وضيق الطرقات المعبدة مما دفع مثلا الفلاحين في منطقة تاهنت من معتمدية جومين التي سجلت صابة حبوب قياسية للاعتماد على انفسهم لفتح مسارات وتامين المحصول..

المضاربة في الصابة

ولكن الاسباب السابقة على اهميتها لا تبرر منطقيا عدم وصول 26 بالمائة من الصابة الى فضاءات التجميع الرسمية بعد اسبوعين تقريبا من انطلاق الموسم مما يفرض للبحث عن عوامل اخرى غير معلنة من اهمها محاولات المضاربة في الصابة سواء التي تمت خلال الاشهر الماضية و كانت محور ملف سابق "للصباح" ومرور "السماسرة" بداية موسم الحصاد لإغراء المزارعين ببيع الصابة في الحقل بأسعار مغرية مع التكفل بالنقل والتامين مثلما اكد عدد من الفلاحين من معتمديات مختلفة اتصلت بهم "الصباح" وعللوا اقدام زملائهم على مجاراة "السماسرة" من افراد وشركات بخوفهم من تشدد المكلفين بالتعيير والوزن في مراكز التجميع وعدم مراعاة نزول الامطار خلال شهر ماي التي تسببت في تدني جودة المنتج وتأخر صرف المستحقات لأسباب قد تكون واهية كدخول العون المكلف في عطلة مفاجئة او ضعف "الريزو" كما يفضل بعض الفلاحيين بيع المحصول مباشرة لتفادي استخلاص ديونهم المتراكمة بسبب الفوائد المجحفة التي توظفها المؤسسات البنكية.

ساسي الطرابلسي

 

  القيروان..بعد حجز 7 اطنان من الحبوب على متن شاحنات

 تحذيرات من نهب الصابة وتهريبها ..ودعوات لمزيد من اليقظة

القيروان-الصباح

أفاد رئيس دائرة الإنتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقيروان الحبيب غنام "الصباح" بأن الكميّات المجمعة من الحبوب بالولاية بلغت إلى حدود يوم السبت 18 جوان 2022، اكثر من 349000 قنطار.

وبيّن غنام، أن 344 الف قنطار من الكميّات المجمّعة،هي من القمح الصلب، و161 قنطارا من القمح اللين و4145 قنطار من الشعير، كما تراوح معدل نسق القبول اليومي بمراكز التجميع ما بين 10000 قنطار و12000 قنطار في هذه الفترة بعد ان يبلغ التحويل في الأيام الأولى من موسم الحصاد إلى 20 ألف قنطار يوميا في الأسبوع الأول من فتح مراكز التجميع.

يذكر أن موسم الحصاد بالجهة قد انطلق يوم29 ماي الفارط بالنسبة للقمح و23 ماي الفارط بالنسبة للشعير، وسط تقديرات أوليّة بإنتاج حوالي 1.064 مليون قنطار حسب التقديرات الأولية التي قامت بها مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية (دائرة الإنتاج النباتي) خلال شهر أفريل 2022.

وأضاف غنام بأن مردود الحبوب في القطاع المروي قد بلغت 40.5 قنطارا في الهكتار أما بالنسبة للقطاع المطري فلم تتعدى المردودية سوى 7.1 قنطار في الهكتار.

طاقة الخزن بالجهة مرضية

أما على مستوى الخزن، فأفاد غنام بأن عملية تجميع الحبوب في مراكز الخزن تجري على أحسن ما يرام حيث ان الطاقة المغطاة الموجودة بالجهة تبلغ 223 ألف قنطار موزعة على 07 مركز قارة للتجميع، في حين تبلغ طاقة الخزن بالهواء الطلق بـ125 ألف قنطار. وبالنسبة لآلات الحصاد، فقد تم إحصاء 126 آلة بالولاية، جلها في حالة حسنة أو متوسطة مضيفا بأن الجهة تستقطب بين 60 و75 آلة حاصدة من ولايات الشمال.

تنسيق للحد من آفة الحرائق

وأعرب غنام عن أهمية التنسيق بين كل الهياكل المتداخلة للحد من خطر الحرائق حيث لم تشهد مختلف مراكز الإنتاج حرائق كبيرة وذلك يرجع إلى يقظة الفلاح وتطبيق الإجراءات الاستباقية التي قامت بها الهياكل ذات الصلة .

واختتم غنام حديثه لـ"الصباح" بالتشديد على أهمية التقليص من نسبة ضياع الحبوب عند الحصاد عبر تعديل آلات الحصاد، مؤكدا على ضرورة تسريع إجلاء الحبوب في الآجال المطلوبة لتيسير عملية قبول الإنتاج من الفلاحين.

وفي نفس السياق عبر المولدي الرمضاني رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بالقيروان لـ"الصباح" من خشيته من نهب الصابة من قبل الانتهازيين الذين يشترون صابة الحبوب من الفلاحين ويقومون بتهريبها نحو وجهات غير معلومة.

*شاحنات خفيفة وثقيلة تحمل القمح نحو وجهات غير معلومة!

وحذر الرمضاني من فقدان جانب من الصابة عبر مسالك التهريب، اذ شوهد منذ بداية موسم الحصاد تواجد شاحنات ثقيلة في مختلف معتمديات الولاية تقل كميات كبيرة من القمح متجهة إلى وجهات غير معلومة. وتجدر الإشارة إلى أن أعوان المراقبة الاقتصادية بالإدارة الجهوية للتجارة قد تمكنت في نهاية الأسبوع الفارط من حجز 03 شاحنات خفيفة تحمل 7.5 طن من القمح الصلب من صابة هذا الموسم.

هذا ووجه الرمضاني نداء الى السلط الأمنية والديوانية بمزيد اليقظة واخذ الحيطة والحذر للتصدي لهؤلاء المستكرشين حتى نحافظ على أمننا الغذائي.

مروان الدعلول

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 ملفات الصباح: صابة الحبوب في خطر حصاد بخطى السلحفاة.. ومساحات شاسعة أتت عليها الحرائق..

 

 

*مافيات التهريب والاحتكار استحوذت على الجزء الأوفر

*فوزي الزياني لـ"الصباح " : الصابة لا تتجاوز 13 مليون قنطار..ولن يصل الى ديوان الحبوب سوى 9 مليون قنطار على أقصى تقدير

تونس-الصباح

الوضعية كارثية في حقول القمح والشعير موسم حصاد بخطى السلحفاة، كميات كبيرة من الصابة لم تصل إلى المخازن والحرائق تهدد الجزء الكبير من المساحات المزروعة، وإلى الآن لم تصل الى مخازن الديوان الوطني للحبوب سوى ما دون 20% من الصابة.

تهديدات بالجملة تهدد صابة الحبوب وهو ما أكده لـ"الصباح" فوزي الزياني عضو المكتب التنفيذي للنقابة التونسية للفلاحين مبينا أن تقديرات الصابة وفق وزارة الفلاحة في حدود 18 مليون قنطار، معتبرا أن هذا رقم من الصعب تحقيقه وهو مجانب للصواب خاصة وأن الصابة لم تكن جيدة بسبب نقص مواد الانتاج على رأسها الأسمدة.

وبين الزياني انه كان قد نبه رئيسة الحكومة في لقائه بها من التهديدات المحدقة بصابة الحبوب وأهمها الحرائق، وهناك أطراف قد اشترت القمح من الفلاحين بأعلى من السعر المقدم من الدولة وهم على استعداد للدفع أكثر ان لزم الأمر من أجل تهريبها نحو الدول المجاورة التي تسعى للحصول على القمح من تونس عبر مسالك التهريب على اعتبار ان كلفته اقل بكثير من توريده من الخارج في ظل الحرب الروسية الأوكرانية والتي تسببت في قطع الطريق امام توريد هذه المادة الحيوية.

مضيفا سعي معامل الأعلاف للاستحواذ على جزء من الصابة من أجل السمسرة في قوت الفلاح المربي ومنه المواطن، حيث ان ارتفاع أسعار الأعلاف والتحكم في اسعار بيع هذه المادة سيؤدي بالضرورة الى ارتفاع العديد من المواد على غرار البيض واللحوم بأنواعها.

وطالب فوزي الزياني عضو النقابة التونسية للفلاحين بانزال الجيش الى الحقول وفي الطرقات والمسالك الوعرة من أجل قطع الطريق امام المحتكرين والمهربيب.

وأبرز ان المافيات قد "خضرت" صابة القمح والشعير في العديد من الجهات بأسعار مرتفعة والدفع مسبقا على عكس ديوان الحبوب الذي يعطي وصل شراء مع دفع مؤجل.

وأكد على ضرورة اتباع الدولة لسياسة تشجيعية للمنتج حتى يقبل على زراعة الحبوب في ظل التداعيات الوخيمة للمستجدات الدولية وحتى الوطنية.

معتبرا ان قرار الترفيع في المساحات المزروعة باضافة 300 الف هكتار هام جدا لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو حول الإجراءات والتشجيعات وآليات الإقناع لتشجيع الفلاحين على زراعة الحبوب في ظل نقص الأمونيتر.

وشدد عضو النقابة ان الانتاج لن يتعدى 13 مليون قنطار بالنظر الى نقص الأسمدة ومواد الانتاج خلال موسم البذر، في حين أن التخزين لن يتجاوز 9 مليون طن ، كما اننا نحقق الا 5 أشهر على الأكثر من اكتفائنا الذاتي على عكس ما أكده مسؤول من الوزارة الذي قال اننا سنوفر 9 أشهر من الاستهلاك.

وأطلق الزياني صيحة فزع قائلا ان تونس تنتظرها سيناريوهات مخيفة في ظل التحولات العالمية وهي غير مستعدة لهذه التحولات، ودعا كل فلاح أو أصحاب الأراضي بصفة عامة لزراعة القمح والشعير لدعم المخزون الوطني من الحبوب.

وابرز فوزي الزياني أن الكثير من الحرائق مشبوهة وأكد انه طالب في سنة 2015 احداث وحدة للامن الفلاحي من أجل حماية الصابة ومن أجل تحقيق أمننا الغذائي وبلوغ الاستقلال الفلاحي في مادة الحبوب.

 

حنان قيراط

 

منوبة

تقدم الحصاد بنسبة 47% ..وثلثي المحصول في حكم المجهول !

منوبة-الصباح

تم بولاية منوبة وإلى غاية يوم امس الأربعاء 22 جوان 2022 حصاد ما يقارب 16690 هك من الحبوب بين قمح صلب وقمح لين وشعير اي بنسبة تقدم في الحصاد تقدر بـ47% حسب ما صرح به الهادي الحمروني المندوب الجهوي الفلاحة بمنوبة لـ"الصباح" والذي اكد على الظروف الطيبة التي تتواصل فيها عمليات الحصاد وجمع المحصول التي جعلت من الكميات المجموعة تتجاوز الكميات التي تم تسجيلها خلال الـ20 يوما الأولى من موسم الحصاد للسنة الفارطة.. " الصباح" تنقلت ميدانيا الى اكثر من مركز تجميع تابع لديوان الحبوب واخرى خاصة حيث لم تكن عمليات قبول الحبوب ملفتة للانتباه في إشارة إلى بطء كبير في تحويل ما يتم حصاده وجمعه على الأرض الى هذه المراكز التي بدت شاحبة قافرة على خلاف ما تم التصريح به من طرف مندوب الفلاحة.

تراجع كبير على مستوى القبول المراكز

وفي هذا الخصوص تحدث احد المسؤولين عن احد مراكز تجميع الحبوب التابعة لديوان الحبوب حيث أشار إلى تراجع كبير على مستوى الكميات التي تم تقبيلها الى المركز الى حد الان بنسبة الثلثين اذ لم تتعد الكميات المجموعة حاليا الكميات التي تم قبولها خلال نفس الفترة من السنة الفارطة 30%، وهو ما يؤكد وجود خلل ما في مراقبة مسالك التصرف في الصابة خاصة مع ملاحظة تعمد اكثر الفلاحين بيعهم لمنتوج اراضيهم من القمح والشعير للسماسرة وبأسعار تفوق في كثير من الأحيان الأسعار التي حددتها الدولة والتي شهدت ترفيعا محفزا لتبلغ 130د للقنطار من القمح الصلب و100د للقنطار من القمح اللين و80د للشعير لتدخل فيما بعد في عالم المجهول، وفق قوله.

الصابة بين ايدي البالونات

مجهول يتحدث عنه المتابعون والمهتمون بالصابة بأنه ينتهي اما بتهريب هذا الجزء من الصابة الى خارج الحدود عبر مسالك تديرها مافيات وبارونات تهريب على قدر كبير من التمكن والنفوذ وهو ما يخشى كبار المسؤولين الخوض فيه وطرحه للمتابعة والتدقيق لحجم التداخل والتعقيد الذي يميزه، او بتجميعها في المراكز الخاصة التي اما ان تكون على ملك أصحاب شركات الأعلاف، التي وان دفع مبالغ اكبر فإنها متأكدة من تحقيق ارباح مضاعفة خلال موسم البيوعات القادم مع ما تشهده الاسعار من ارتفاع خيالي متواصل، او التي يتعامل اصحابها مع مثل تلك الشركات التي تسعى للاستحواذ على اكبر نسبة من الصابة وخاصة مادة الشعير. وهنا يطرح السؤال حول كيفية تفاعل الدولة من خلال هياكلها الرقابية والتقريرية مع هذا الخطر الذي يهدد امن البلاد الغذائي ؟ لماذا لا تضع الدولة يدها بالشكل الكامل والتام على قطاع تجميع الحبوب وسن قوانين صارمة في هذا الخصوص؟ ألم يحن الوقت لمراجعة استراتيحية وطرق العمل في هذا الشأن سيما مع التطورات الجديدة على المستوى الاقليمي والعالمي في علاقة بتوفير مادة القمح على وجه الخصوص؟

هاجس الحرائق يؤرق الفلاح

من جهة اخرى وفي علاقة بالتهديدات التي تمثلها الحرائق والتي مثلت هاجسا مخيفا لدى الجميع قبل بداية موسم الحصاد فقد أكد حسان الاينوبلي المدير الجهوي للحماية المدنية بمنوبة لـ"الصباح" ان عدد الحرائق التي تم تسجيلها بمختلف معتمديات الولاية والتي شملت حقول الحبوب لم يكن هاما بل شهد تراجعا مقارنة بالسنوات السابقة، وقد عملت مصالح الحماية المدنية ممثلة في فرقتي منوبة وطبربة على التدخل السريع عند كل إشعار وكانت كل التدخلات المنجزة ناجحة حيث تم ومنذ انطلاق موسم الحصاد إخماد حرائق بحقول القمح على مساحة 9,05 هك بمناطق براح المرناقية وحنة وقنطوريا بالجديدة وطبربة اضافة الى 10 هك من أراضي القمح والحلبة والشعير والفارينة بمنطقة الدريجات ببرج العامري كما تم تفادي عديد الحرائق بعدة مناطق نتيجة سرعة التدخل.. ويذكر ان التقديرات الاولية للصابة بولاية منوبة كانت قد قدرت بـ 700300 قنطار من الحبوب يتواصل تجميعها بـ5 مراكز تجميع بطاقة 256500 قنطار موزعة بين 161500 قنطار بمراكز تجميع مغطاة و95000 قنطار بمراكز تجميع في الهواء الطلق، كما يتوفر بالولاية مركزي تجميع للبذور بطاقة 240000 قنطار، فهل تمتلئ هذه المراكز بما أنتجته أراضي الولاية من قمح وشعير؟ ام انه سيقع تجاوزها لتأخذ الحبوب طريقا اخر لم يجد الى اليوم وقفة حازمة لقطعه ؟

عادل عونلي

 

جندوبة

الصابة بين مطرقة الحرائق.. وسندان مافيا التهريب

جندوبة-الصباح

تتالت الجلسات، بمقر ولاية جندوبة، والتي خصّصت للاستعداد لموسم الحصاد والتي دعت خلالها الجهات المعنية إلى ضرورة احكام المراقبة، وتنظيف حواشي الطرقات، واعداد مخازن الحبوب، وتهيئة المسالك الفلاحية الموصلة لمراكز الإنتاج والخزن، وتجهيز نقاط التزود بالماء، وتعديل الات الحصاد، والعمل على إعداد وسائل النقل للقيام بعمليات إجلاء الحبوب في إبّانها.

بالاضافة الى مراجعة المعايير المنظمة للمنح التي تقدم للفلاحين المعنيين بشراء الة حصاد بهدف تجديد الاسطول المتقادم، الى جانب توصيات للتصدّي للسوق الموازية التي تهدّد الصابة، وإحكام مراقبة منافذ التهريب والتلاعب بالأسعار.

70 هكتارا أكلتها النيران

إلا أن هذه الإجراءات المتخذة لم تصمد في وجه الحرائق التي باتت تهدد الصابة اذ أتت النيرات على قرابة 70هكتارا من المساحات المزروعة ولولا تدخل الأهالي وأعوان الحماية المدنية لكانت الخسائر أكبر، علما وأن اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث بجندوبة أوصت بضرورة اليقظة والحذر لتأمين الصابة من الحرائق والتي تكون عبر إحداث خطوط حراثة تعزل الحقول الشاسعة وكذلك تخصيص نقاط للتزود بالمياه عند الإطفاء وتنظيف حواشي الطرقات والمسالك الفلاحية.

ومن بين الإشكاليات التي تهدد صابة الحبوب بولاية جندوبة حسب العديد من الفلاحين تقادم أسطول الآلات الحاصدة الدارسة وصعوبة المسالك الفلاحية إلى جانب نقص اليد العاملة المختصة.

موسم الحصاد في أرقام

هذا وانطلق يوم 6 جوان الجاري موسم الحصاد بولاية جندوبة وسط توقعات بصابة في حدود 1،9 مليون قنطار وهي صابة تحسنت مقارنة بالموسم الفارط الذي لم تتجاوز فيه 1,6 مليون قنطار.

وقد تم تخصيص 17 مركز تجميع الحبوب بكافة معتمديات الولاية التي كانت قد استعدت منذ ما يزيد عن الشهر في ضبط خطة عملياتية لتأمين الصابة وتجاوز كل الاشكاليات والصعوبات وتكوين لجنة جهوية في الغرض.

وأكد المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بجندوبة عبد الجليل العفلي لـ"الصباح" أن المساحة المزروعة من الحبوب لهذا الموسم بولاية جندوبة فاقت 70 هكتارا منها 15 ألف هكتارا مزروعة بالمناطق السقوية.

وتوقّع أن يكون الموسم استثنائيا لاسيما في ظلّ الترفيع في ثمن القنطار من 87 دينارا الى 130 دينارا، فضلا عن تهاطل الأمطار خلال الموسم الفلاحي بما سيساهم، وفق تقديره، في ضبط الكميات المجمّعة وبيعها الى مراكز التجميع.

وتبلغ طاقة الخزن الجهوية بولاية جندوبة 750 ألف قنطار توزع بين 16 مركزا، فيما يبلغ عدد آلات الحصاد 244 آلة أكثر من نصفها في حاجة للتجديد باعتبار أن نسبة ضياع الحبوب فيها تتراوح بين 10 و15 بالمائة استنادا إلى تقرير أعدته المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة..

مخاوف من تخزين الصابة ونسق بطيء في تجميعها

وأكدت السيدة جليلية رئيسة ديوان الحبوب بجندوبة أن كمية الحبوب المجمعة إلى حد مطلع هذا الأسبوع بلغت 602 ألف قنطار وبلغت نسبة إجلاء الحبوب إلى مراكز التجميع 27 بالمائة أي في حدود 166 ألف قنطارمنذ انطلاق موسم الحصاد يوم 6 جوان الجاري.

هذا النسق البطيء في تجميع الصابة أثار مخاوف عدد من الفلاحين الذين دعوا الجهات المعنية إلى ضرورة الإسراع فى تهيئة المسالك الفلاحية وإعادة معاينة آلات الوزن بما يضمن شفافية البيع والشراء وتهيئة النقاط المائية اللازمة فضلا على ضرورة رفع الكميات المجمعة فى إبانها وحماية المزارع من السرقة والتسريع فى صرف مستحقات الفلاحين وحماية المنتوج من السوق الموازية التي استولت على كمية هامة من الصابة لا سيما وان مراكز التجميع لم تستقبل سوى 27 بالمائة من الصابة التي تم حصدها .

صابة يهددها التلف

ويعتبر فلاحو جندوبة أنه لم تُتخذ أي إجراءات احتياطية لخزن هذه الصابة، واستغربوا من عدم دراية ديوان الحبوب بطاقة استيعاب مخازنه والمخازن الخاصة، على النحو المذكور، والحال كان من المفترض رسم خطة استباقية لحفظ صابة الحبوب من التلف بدل تكدسها في العراء. وتتزايد خطورة التلف مع التغيرات المناخية وتساقط الأمطار فجأة ما يجعل هذه الصابة معرضة للتلف لاقدر الله.

وتؤكد العديد من المؤشرات أن الموسم الفلاحي الحالي سيحقق أرقامًا قياسية على مستوى الإنتاج مقارنة بالمواسم الماضية التي تأثرت بسنوات الجفاف، وهو ما يعني تقليص الواردات من الحبوب وبالتالي التقليص من عجز الميزان التجاري( تورد تونس في بعض المواسم أكثر من 60 في المائة من حاجياتها.) لذلك بات من الضروري التصدي لكل من تخول له نفسه التلاعب بقوت التونسي وإتلاف هذه الصابة خاصة وأن مافيا التهريب التي تترصد عدد من الفلاحين سواء بمراكز التجميع أو عبر المسالك الفلاحية لتغيير وجه هذه الصابة.

لذلك من ضرورة التفكير فى مستقبل قطاع الحبوب كقطاع استراتيجي وتنميته وفق القواعد العلمية المعمول بها فى الدول الأكثر إنتاجا وذلك نظرا لما تتمتع به الجهة من مقومات الإنتاج وفي مقدمتها التربة والمياه فلا حرية لشعب يأكل من وراء البحار ومقومات الاكتفاء الذاتي ممكنة لو توفرت الإرادة وإعطاء العمل قيمة هامة في حياتنا.

عمار مويهبي

 

بنزرت

نسق ضعيف لموسم الحصاد..وضياع قرابة 30 % من الصابة!!؟

بنزرت-الصباح

تفيد الارقام الرسمية ان الكميات المجمعة من الحبوب بولاية بنزرت خلال الأيام العشرة الأولى من موسم الحصاد الذي انطلق يوم 08 جوان لم تتجاوز 236 الف قنطار تمثل 09 بالمائة من مجموع الصابة المقدرة بـ2.5 مليون قنطار وبالمقارنة مع نفس الفترة من موسم 2020 فقد بلغت النسبة 35 بالمائة من 2.4 مليون قنطارمما يثير التساؤلات حول اسباب وخفايا تراجع نسق عمليات تجميع الحبوب..

الاجراءات الاستباقية لم تحسن الوضعية

تراجع لم يستسغه عماد اوعاضور رئيس النقابة الجهوية للفلاحين ببنزرت الذي افاد "الصباح" ان تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية على السوق العالمية للحبوب تفرض دعم الفلاحيين والتعهد المتواصل لمنظومة الانتاج والتجميع خاصة في ولاية بنزرت التي وفرت سنة 2021 خمس الانتاج الوطني بواقع 1.7 مليون قنطار وتابع اوعاضور بالقول ان النقابة الجهوية للفلاحين وفروعها المحلية قد عملت خلال الفترة الماضية على توعية وتأطير الفلاحين عبر تنظيم أيام متابعة ميدانية لآلات الحصاد للحد من ضياع الحبوب بالتنسيق مع المركز القطاعي للتكوين المهني الفلاحي في الآلية الفلاحية بجوقار (زغوان) وخلية الإرشاد الفلاحي باوتيك، كما نظمت بغزالة بالتعاون مع المعهد الوطني للزراعات الكبرى ببوسالم (جندوبة) والمصرف المحلي للخدمات الخدمات الفلاحية المتعددة ورشة عمل حول تعديل آلات الحصاد والتوقي من الحرائق، لكن يبدو ان الاجراءات الاستباقية لم تحسن الوضعية حيث تفيد بيانات مصرف الخدمات الفلاحية بمنزل بورقيبة الذي يعتبر اهم مركز تجميع في ولاية بنزرت من جملة 26 ناشطة ان الكميات الواردة من القمح اللين والصلب لم تتجاوز الى غاية اول امس الاحد 19 جوان 37000 قنطار مقابل59 الف خلال نفس الفترة من سنة 2021 أي بنقص يقارب 38 بالمائة.

العوامل الطبيعية ازمت الوضعية

 واضاف المتحدث ان العوامل الطبيعية كالحرارة الشديدة قد اثرت نسبيا على نسق التجميع كما فرضت الرياح القوية توقف الحصاد الالي طيلة يومين على اقل تقدير للحد من نسبة ضياع الحبوب التي لا يجب ان تتخطى 01 بالمائة كما اثار رئيس النقابة الجهوية للفلاحين مسالة ندرة اليد العاملة المختصة وشدد على تأثير ضعف البنية الاساسية في بعض المعتمديات على عملية التجميع حيث يتعسر وصول الشاحنات والحاصدات بسبب عدم تعهد المسالك الفلاحية في الابان وضيق الطرقات المعبدة مما دفع مثلا الفلاحين في منطقة تاهنت من معتمدية جومين التي سجلت صابة حبوب قياسية للاعتماد على انفسهم لفتح مسارات وتامين المحصول..

المضاربة في الصابة

ولكن الاسباب السابقة على اهميتها لا تبرر منطقيا عدم وصول 26 بالمائة من الصابة الى فضاءات التجميع الرسمية بعد اسبوعين تقريبا من انطلاق الموسم مما يفرض للبحث عن عوامل اخرى غير معلنة من اهمها محاولات المضاربة في الصابة سواء التي تمت خلال الاشهر الماضية و كانت محور ملف سابق "للصباح" ومرور "السماسرة" بداية موسم الحصاد لإغراء المزارعين ببيع الصابة في الحقل بأسعار مغرية مع التكفل بالنقل والتامين مثلما اكد عدد من الفلاحين من معتمديات مختلفة اتصلت بهم "الصباح" وعللوا اقدام زملائهم على مجاراة "السماسرة" من افراد وشركات بخوفهم من تشدد المكلفين بالتعيير والوزن في مراكز التجميع وعدم مراعاة نزول الامطار خلال شهر ماي التي تسببت في تدني جودة المنتج وتأخر صرف المستحقات لأسباب قد تكون واهية كدخول العون المكلف في عطلة مفاجئة او ضعف "الريزو" كما يفضل بعض الفلاحيين بيع المحصول مباشرة لتفادي استخلاص ديونهم المتراكمة بسبب الفوائد المجحفة التي توظفها المؤسسات البنكية.

ساسي الطرابلسي

 

  القيروان..بعد حجز 7 اطنان من الحبوب على متن شاحنات

 تحذيرات من نهب الصابة وتهريبها ..ودعوات لمزيد من اليقظة

القيروان-الصباح

أفاد رئيس دائرة الإنتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقيروان الحبيب غنام "الصباح" بأن الكميّات المجمعة من الحبوب بالولاية بلغت إلى حدود يوم السبت 18 جوان 2022، اكثر من 349000 قنطار.

وبيّن غنام، أن 344 الف قنطار من الكميّات المجمّعة،هي من القمح الصلب، و161 قنطارا من القمح اللين و4145 قنطار من الشعير، كما تراوح معدل نسق القبول اليومي بمراكز التجميع ما بين 10000 قنطار و12000 قنطار في هذه الفترة بعد ان يبلغ التحويل في الأيام الأولى من موسم الحصاد إلى 20 ألف قنطار يوميا في الأسبوع الأول من فتح مراكز التجميع.

يذكر أن موسم الحصاد بالجهة قد انطلق يوم29 ماي الفارط بالنسبة للقمح و23 ماي الفارط بالنسبة للشعير، وسط تقديرات أوليّة بإنتاج حوالي 1.064 مليون قنطار حسب التقديرات الأولية التي قامت بها مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية (دائرة الإنتاج النباتي) خلال شهر أفريل 2022.

وأضاف غنام بأن مردود الحبوب في القطاع المروي قد بلغت 40.5 قنطارا في الهكتار أما بالنسبة للقطاع المطري فلم تتعدى المردودية سوى 7.1 قنطار في الهكتار.

طاقة الخزن بالجهة مرضية

أما على مستوى الخزن، فأفاد غنام بأن عملية تجميع الحبوب في مراكز الخزن تجري على أحسن ما يرام حيث ان الطاقة المغطاة الموجودة بالجهة تبلغ 223 ألف قنطار موزعة على 07 مركز قارة للتجميع، في حين تبلغ طاقة الخزن بالهواء الطلق بـ125 ألف قنطار. وبالنسبة لآلات الحصاد، فقد تم إحصاء 126 آلة بالولاية، جلها في حالة حسنة أو متوسطة مضيفا بأن الجهة تستقطب بين 60 و75 آلة حاصدة من ولايات الشمال.

تنسيق للحد من آفة الحرائق

وأعرب غنام عن أهمية التنسيق بين كل الهياكل المتداخلة للحد من خطر الحرائق حيث لم تشهد مختلف مراكز الإنتاج حرائق كبيرة وذلك يرجع إلى يقظة الفلاح وتطبيق الإجراءات الاستباقية التي قامت بها الهياكل ذات الصلة .

واختتم غنام حديثه لـ"الصباح" بالتشديد على أهمية التقليص من نسبة ضياع الحبوب عند الحصاد عبر تعديل آلات الحصاد، مؤكدا على ضرورة تسريع إجلاء الحبوب في الآجال المطلوبة لتيسير عملية قبول الإنتاج من الفلاحين.

وفي نفس السياق عبر المولدي الرمضاني رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بالقيروان لـ"الصباح" من خشيته من نهب الصابة من قبل الانتهازيين الذين يشترون صابة الحبوب من الفلاحين ويقومون بتهريبها نحو وجهات غير معلومة.

*شاحنات خفيفة وثقيلة تحمل القمح نحو وجهات غير معلومة!

وحذر الرمضاني من فقدان جانب من الصابة عبر مسالك التهريب، اذ شوهد منذ بداية موسم الحصاد تواجد شاحنات ثقيلة في مختلف معتمديات الولاية تقل كميات كبيرة من القمح متجهة إلى وجهات غير معلومة. وتجدر الإشارة إلى أن أعوان المراقبة الاقتصادية بالإدارة الجهوية للتجارة قد تمكنت في نهاية الأسبوع الفارط من حجز 03 شاحنات خفيفة تحمل 7.5 طن من القمح الصلب من صابة هذا الموسم.

هذا ووجه الرمضاني نداء الى السلط الأمنية والديوانية بمزيد اليقظة واخذ الحيطة والحذر للتصدي لهؤلاء المستكرشين حتى نحافظ على أمننا الغذائي.

مروان الدعلول

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews