إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

دعما للتصرف الرشيد في النفايات تدشين "فضاء البيئة" لفرز النفايات من المصدر.. مدير عام الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات لـ"الصباح": كل تونسي ينتج يوميا 1 كلغ من النفايات.. والحل في التثمين والرسكلة

تونس-الصباح

نظمت يوم أمس الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات تحت إشراف وزارة البيئة يوما إعلاميا بالتعاون مع بلدية طبرقة حول تدشين "فضاء البيئة" الأول لفرز النفايات من المصدر ومحطة متطورة لتسميد النفايات الخضراء والعضوية بالجهة، وذلك بحضور ممثلين عن الحكومة البافارية والسلط الجهوية وممثلين عن هياكل وزارة البيئة.

تدشين فضاء البيئة الأول للفرز الانتقائي للنفايات ومحطة التسميد العضوي ببلدية طبرقة يأتي في إطار برنامج التعاون التونسي البافاري (مقاطعة بافاريا بألمانيا الاتحادية) وتحت شعار "معا من اجل تصرف مندمج ومستديم في النفايات" ضمن مشروع " EGIDD"، وممول من طرف مقاطعة بافاريا عن طريق معهد " Fraunhofer"  حيث يخص دعم التصرف المستديم في النفايات.

الرسكلة والتثمين

ويخص المشروع إنجاز عدد من المشاريع المتعلقة بمجال الرسكلة والتثمين ليستهدف 3 بلديات نموذجية وهي كل من بلدية سليانة كنموذج للمناطق الحضرية الفلاحية، وبلدية دوار هيشر من ولاية منوبة كنموذج للمناطق الحضرية، إضافة إلى بلدية طبرقة من ولاية جندوبة كنموذج للمناطق الساحلية والسياحية...

وتم الانطلاق في هذا البرنامج منذ جويلية 2020 وسيتواصل الى موفى سنة 2024. ويتضمن 4 مكونات أساسية أهمها تركيز فضاءات للبيئة مخصصة للفرز الانتقائي، ومحطتان متطورتان للتسميد بكل من طبرقة وسليانة، وإحداث مراكز تحويل ذكية للنفايات بكل من دوار هيشر وسليانة وطبرقة. مع تأهيل وتطوير مركز التصرف في النفايات الكهربائية والالكترونية التابع للوكالة الوطنية للتصرف في النفايات.

وتندرج مختلف هذه المشاريع ضمن الإستراتيجية الوطنية للتصرف الرشيد في النفايات التي تعتمد على تقليص النفايات من المصدر والحث على رسكلتها وتثمينها وعدم توجيهها الى المصبات، إضافة الى تشريك المجتمع المدني والمواطنين وجعلهم عنصرا فاعلا في تجسيم الأهداف الإستراتيجية والرقي بالحس البيئي للناشئة والمواطن بصفة عامة.

الحد من التبذير

وقال مدير عام الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات  بدر الدين الأسمر، في تصريح لـ"الصباح"، "أن من بين توجهات الوكالة تثمين ورسكلة النفايات وذلك من خلال ترشيد التصرف في النفايات، حيث نقوم بعدة مشاريع تساهم في حث المواطنين والبلديات على حد السواء للانخراط في هذا المسار".

وأكد الأسمر، أن كل تونسي ينتج يوميا 1 كلغ من النفايات وهو معدل مرتفع مقارنة بعدة بلدان في العالم، معتبرا في نفس السياق أن هذه الكميات الكبيرة من النفايات تفوق تكلفة التصرف فيها وإعادة تثمينها ملايين الدينارات خاصة وأن التصرف في النفايات مكلف جدا. ومن بين الحلول المقترحة وفق قوله استعمال بلاستيك قابل للرسكلة أو الاستعمال.. مع التقليل من التبذير في الأكل وغيرها من الاستعمالات المنزلية.

وأشار بدر الدين الأسمر، الى أن الوكالة تعمل على تعميم مثل هذه المشاريع بعدة مناطق تونسية، داعيا في نفس السياق مختلف المتداخلين في تثمين النفايات ورسكلتها من متساكنين ومجتمع مدني وسلط محلية إلى معاضدة مختلف المجهودات الوطنية في الحد من التلوث وتكدس النفايات.

ثقافة احترام البيئة

فيما اعتبر الممثل عن مقاطعة بافاريا بألمانيا الاتحادية، بيتر ديغنر، في تصريح لـ"الصباح"، أن مثل هذه المشاريع تساهم بشكل كبير في القضاء على المصبات العشوائية للنفايات، كما أنها تعزز ثقافة احترام البيئة والطبيعة من خلال إعادة استغلال وتثمين النفايات، مشيرا في نفس السياق إلى إحداث بلديات نموذجية في مجال تدشين "فضاء البيئة" لفرز النفايات من المصدر في عدد من البلديات.

من جهتها رئيسة بلدية طبرقة، أمال علوي، أفادت في تصريح لـ"الصباح"، أن طبرقة كغيرها من المناطق التونسية تعيش مشكلة تكدس النفايات، فبلدية طبرقة تنتج يوميا ما يزيد عن 40 ألف طن من النفايات وهي كمية كبيرة للغاية مقارنة بحجم المتساكنين بالمنطقة.

معتبرة في نفس الصدد أن مثل هذه المشاريع سيعزز مجال التصرف في النفايات وكذلك عملية الفرز مع توعية المتساكنين بالجهة بأهمية هذا التوجه، خاصة وأن النفايات ستتحول من عبء إلى ثروة يمكن الاستفادة منها.

وأكدت أمال علوي، أن بلدية طبرقة تعاني من عدة إشكاليات أخرى على غرار النقص الكبير في الموارد البشرية والمعدات والتجهيزات، بالإضافة إلى تفاقم العجز المالي نتيجة تفاقم متخلّدات البلدية لدى المتساكنين والمستثمرين بالجهة..

تجدر الإشارة إلى أن الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات، قامت قبل أيام بتوقيع اتفاقية بينها وبين المؤسسات الصغرى العاملة في مجال النظافة والبيئة ضمن "الآلية 41" بعد توقف نشاطها لحوالي السنة والنصف. حيث أكدت وزيرة البيئة ليلى الشيخاوي المهدواي، على ضرورة المحافظة على هذا المكسب نظرا للدور الهام الذي تؤديه هذه المؤسسات في نظافة المحيط من خلال حملات النظافة اليومية والتدخلات الاستثنائية على كامل تراب الجمهورية.

كما شددت على أهمية توطيد علاقات الشراكة بين الوزارة والوكالة ومختلف البلديات باعتبار العمل التكاملي بين مختلف هذه الأطراف خاصة فيما يتعلق بتوعية المواطن ونشر ثقافة الفرز الانتقائي وتبني مشاريع للتصرف الرشيد في النفايات.

فيما أكد المدير العام للوكالة بدر الدين الأسمر، على مزيد التفاعل بين الوكالة ومختلف السلط الجهوية والمحلية في بعث مشاريع جهوية تعنى بتثمين النفايات لما توفره هذه المشاريع من فوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية ولفت الى ضرورة مواصلة العمل على تكثيف البرامج المشتركة التي تجمع بين الوكالة ومختلف البلديات في مجال رسكلة وتثمين النفايات.

ويشار إلى أن مؤسسات "الآلية 41 " وعددها 31 مؤسسة صغرى، يوكل لها خدمات التنظيف وتجميع النفايات غير الخطرة من الطرقات الرابطة بين المدن ومداخلها ومراكز التحويل والمصبات المراقبة وغيرها من المنشآت الأخرى.

صلاح الدين كريمي

دعما للتصرف الرشيد في النفايات تدشين "فضاء البيئة" لفرز النفايات من المصدر.. مدير عام الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات  لـ"الصباح": كل تونسي ينتج يوميا 1 كلغ من النفايات.. والحل في التثمين والرسكلة

تونس-الصباح

نظمت يوم أمس الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات تحت إشراف وزارة البيئة يوما إعلاميا بالتعاون مع بلدية طبرقة حول تدشين "فضاء البيئة" الأول لفرز النفايات من المصدر ومحطة متطورة لتسميد النفايات الخضراء والعضوية بالجهة، وذلك بحضور ممثلين عن الحكومة البافارية والسلط الجهوية وممثلين عن هياكل وزارة البيئة.

تدشين فضاء البيئة الأول للفرز الانتقائي للنفايات ومحطة التسميد العضوي ببلدية طبرقة يأتي في إطار برنامج التعاون التونسي البافاري (مقاطعة بافاريا بألمانيا الاتحادية) وتحت شعار "معا من اجل تصرف مندمج ومستديم في النفايات" ضمن مشروع " EGIDD"، وممول من طرف مقاطعة بافاريا عن طريق معهد " Fraunhofer"  حيث يخص دعم التصرف المستديم في النفايات.

الرسكلة والتثمين

ويخص المشروع إنجاز عدد من المشاريع المتعلقة بمجال الرسكلة والتثمين ليستهدف 3 بلديات نموذجية وهي كل من بلدية سليانة كنموذج للمناطق الحضرية الفلاحية، وبلدية دوار هيشر من ولاية منوبة كنموذج للمناطق الحضرية، إضافة إلى بلدية طبرقة من ولاية جندوبة كنموذج للمناطق الساحلية والسياحية...

وتم الانطلاق في هذا البرنامج منذ جويلية 2020 وسيتواصل الى موفى سنة 2024. ويتضمن 4 مكونات أساسية أهمها تركيز فضاءات للبيئة مخصصة للفرز الانتقائي، ومحطتان متطورتان للتسميد بكل من طبرقة وسليانة، وإحداث مراكز تحويل ذكية للنفايات بكل من دوار هيشر وسليانة وطبرقة. مع تأهيل وتطوير مركز التصرف في النفايات الكهربائية والالكترونية التابع للوكالة الوطنية للتصرف في النفايات.

وتندرج مختلف هذه المشاريع ضمن الإستراتيجية الوطنية للتصرف الرشيد في النفايات التي تعتمد على تقليص النفايات من المصدر والحث على رسكلتها وتثمينها وعدم توجيهها الى المصبات، إضافة الى تشريك المجتمع المدني والمواطنين وجعلهم عنصرا فاعلا في تجسيم الأهداف الإستراتيجية والرقي بالحس البيئي للناشئة والمواطن بصفة عامة.

الحد من التبذير

وقال مدير عام الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات  بدر الدين الأسمر، في تصريح لـ"الصباح"، "أن من بين توجهات الوكالة تثمين ورسكلة النفايات وذلك من خلال ترشيد التصرف في النفايات، حيث نقوم بعدة مشاريع تساهم في حث المواطنين والبلديات على حد السواء للانخراط في هذا المسار".

وأكد الأسمر، أن كل تونسي ينتج يوميا 1 كلغ من النفايات وهو معدل مرتفع مقارنة بعدة بلدان في العالم، معتبرا في نفس السياق أن هذه الكميات الكبيرة من النفايات تفوق تكلفة التصرف فيها وإعادة تثمينها ملايين الدينارات خاصة وأن التصرف في النفايات مكلف جدا. ومن بين الحلول المقترحة وفق قوله استعمال بلاستيك قابل للرسكلة أو الاستعمال.. مع التقليل من التبذير في الأكل وغيرها من الاستعمالات المنزلية.

وأشار بدر الدين الأسمر، الى أن الوكالة تعمل على تعميم مثل هذه المشاريع بعدة مناطق تونسية، داعيا في نفس السياق مختلف المتداخلين في تثمين النفايات ورسكلتها من متساكنين ومجتمع مدني وسلط محلية إلى معاضدة مختلف المجهودات الوطنية في الحد من التلوث وتكدس النفايات.

ثقافة احترام البيئة

فيما اعتبر الممثل عن مقاطعة بافاريا بألمانيا الاتحادية، بيتر ديغنر، في تصريح لـ"الصباح"، أن مثل هذه المشاريع تساهم بشكل كبير في القضاء على المصبات العشوائية للنفايات، كما أنها تعزز ثقافة احترام البيئة والطبيعة من خلال إعادة استغلال وتثمين النفايات، مشيرا في نفس السياق إلى إحداث بلديات نموذجية في مجال تدشين "فضاء البيئة" لفرز النفايات من المصدر في عدد من البلديات.

من جهتها رئيسة بلدية طبرقة، أمال علوي، أفادت في تصريح لـ"الصباح"، أن طبرقة كغيرها من المناطق التونسية تعيش مشكلة تكدس النفايات، فبلدية طبرقة تنتج يوميا ما يزيد عن 40 ألف طن من النفايات وهي كمية كبيرة للغاية مقارنة بحجم المتساكنين بالمنطقة.

معتبرة في نفس الصدد أن مثل هذه المشاريع سيعزز مجال التصرف في النفايات وكذلك عملية الفرز مع توعية المتساكنين بالجهة بأهمية هذا التوجه، خاصة وأن النفايات ستتحول من عبء إلى ثروة يمكن الاستفادة منها.

وأكدت أمال علوي، أن بلدية طبرقة تعاني من عدة إشكاليات أخرى على غرار النقص الكبير في الموارد البشرية والمعدات والتجهيزات، بالإضافة إلى تفاقم العجز المالي نتيجة تفاقم متخلّدات البلدية لدى المتساكنين والمستثمرين بالجهة..

تجدر الإشارة إلى أن الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات، قامت قبل أيام بتوقيع اتفاقية بينها وبين المؤسسات الصغرى العاملة في مجال النظافة والبيئة ضمن "الآلية 41" بعد توقف نشاطها لحوالي السنة والنصف. حيث أكدت وزيرة البيئة ليلى الشيخاوي المهدواي، على ضرورة المحافظة على هذا المكسب نظرا للدور الهام الذي تؤديه هذه المؤسسات في نظافة المحيط من خلال حملات النظافة اليومية والتدخلات الاستثنائية على كامل تراب الجمهورية.

كما شددت على أهمية توطيد علاقات الشراكة بين الوزارة والوكالة ومختلف البلديات باعتبار العمل التكاملي بين مختلف هذه الأطراف خاصة فيما يتعلق بتوعية المواطن ونشر ثقافة الفرز الانتقائي وتبني مشاريع للتصرف الرشيد في النفايات.

فيما أكد المدير العام للوكالة بدر الدين الأسمر، على مزيد التفاعل بين الوكالة ومختلف السلط الجهوية والمحلية في بعث مشاريع جهوية تعنى بتثمين النفايات لما توفره هذه المشاريع من فوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية ولفت الى ضرورة مواصلة العمل على تكثيف البرامج المشتركة التي تجمع بين الوكالة ومختلف البلديات في مجال رسكلة وتثمين النفايات.

ويشار إلى أن مؤسسات "الآلية 41 " وعددها 31 مؤسسة صغرى، يوكل لها خدمات التنظيف وتجميع النفايات غير الخطرة من الطرقات الرابطة بين المدن ومداخلها ومراكز التحويل والمصبات المراقبة وغيرها من المنشآت الأخرى.

صلاح الدين كريمي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews