إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في اختتام الندوة الدولية "المهرجانات قاطرة للتنمية".. توصيات وشراكات قد تفضي لواقع ثقافي أفضل

*  الحوكمة والرقمنة والتخطيط الجيد من بين ابرز المقترحات لتطوير منظومة المهرجانات في تونس

تونس - الصباح

اختتمت يوم أمس ندوة "المهرجانات قاطرة للتنمية" والتي انتظمت بضاحية قمرت أيام 25، 26 و27 ماي الحالي بحضور عدد هام من مديري المهرجانات والخبراء الدوليين في مجال البرمجة الثقافية. وسجلت هذه الندوة حضور نوعي وهام على مستوى الفاعلين في القطاع الثقافي في تونس من  مندوبي  الشؤون الثقافية ومديري المهرجانات التونسية وكان فضاء الندوة ملتقى للحوار وتبادل الرؤى والأفكار.

وأفضت أشغال ورشات "المهرجانات قاطرة للتنمية" إلى مجموعة من التوصيات خاصة المتعلقة بالمهرجانات المتخصصة في الموسيقى وهي المحور الأهم في هذه الدورة، التي ستكون فاتحة لندوات قادمة تهتم بمجالات المسرح، السينما وغيرها من الفنون والتعبيرات الإبداعية.

وتناولت جلسات الحوار والنقاش طرق التعاون والشراكة بين المهرجانات والمؤسسات والجمعيات والمانحين والفاعلين ذوي العلاقة  كما أشار الحاضرون خلال ورشة "مناخ المهرجانات" إلى ضرورة امتلاك أدوات فعّالة في مجال إدارة المشاريع وحسن تنظيمها بروح ابتكاريّة وذلك باعتماد تصورات تساعد على الارتقاء بالمهرجانات وضمان ديمومتها مع تحديد أولويات تنمية المهارات في مجال الحوكمة والرقمنة والتنظيم والتواصل المؤسساتي والمتابعة.

ومن المداخلات، التي حظيت بتفاعل الحضور ورقة مروان هبيطة وهو خبيرفي إدارة المشاريع ومنها الثقافية تحت عنوان"إدارة المشروع ضمانه نجاح" وأكد خلالها هبيطة على أهمية التركيز على الأهداف المرسومة وضمان الفعالية عند التنفيذ فالإدارة تكتسي نوعا من القيادة الضامنة لإنجاز المشروع وفق المواعيد المثبتة وذلك في كنف المرونة والتعاون ضمن الفريق والوعي المسبق بالمخاطر والتواصل الخارجي الداعم لصورة المهرجان وصيته.

وقسم مروان هبيطة مراحل المشروع إلى خمس وهي مرحلة الدراسة القبلية الانطلاق في المشروع عبر تحليل وتشخيص الواقع ثم مرحلة التخطيط وتقوم أساسا على تحديد ميثاق المشروع ومعايير نجاحه وضبط "زمانيته". ثم يتم التنفيذ بالتزامن مع مرحلة المتابعة ليكون ختم المشروع وتقييمه واستكمال متطلباته في علاقة بمختلف الأطراف هي المرحلة الختامية من منظوره.

بدوره قدم اللبناني حماد ياغي تجربته الطويلة مع مهرجان بعلبك ومراحل تطور هذه التظاهرة الدولية التي انطلقت سنة 1956 وكشف حماد ياغي عن دور مضامين المهرجان في الحفاظ على استمراريته فـ"بعلبك" كان داعما مهما للرحابنة ومسرح لمعظم الفنانين الكبار من مختلف دول العالم ولكل الموسيقات والفنون.

من جهته، تطرق المبرمج ومنتج الفعاليات الثقافية بفرنسا عبد الله ادردور إلى أهمية "تحليل الواقع وتشخيص المعطيات الموضوعية ذات العلاقة بفكرة المشروع وفضائه الزماني والمكاني" وذلك للتأكد من قابلية المشروع للتنفيذ وارتباطه بحاجيات الجمهور واستفادته من التجربة الإنسانية المحلية.

وتناولت ورشة العمل عددا من الإشكاليات ومنها التنظيم والبرمجة وضرورة التدقيق في وضع مناهج تحدد رسالة المشروع وأهدافه العامة والإجرائيّة ونتائجه وأنشطته المحدّدة زمانا ومكانا مع الأخذ في الاعتبار "المخاطر المحتملة والخطط البديلة والمرونة المرجوّة".

وعلى مستوى محور الحوكمة والتنظيم تناولت الورشة هذه القضايا باعتبارها جملة من المقومات التي تحدّد وفقها طرق الاشتغال والعلاقات بين الفاعلين وفق جملة من المبادئ أهمّهاالشفافية، المسؤوليّة، المساءلة، العدالة والإنصاف، حيث يتساوى الجميع أمام القانون والتراتيب المعتمدة في إدارة المشاريع.

ويظل محور الرقمنة والتواصل من المحاور التي أثارت تفاعلا كبيرا لأهمية هذه الخطوة في تطوير عمل المهرجانات وتسويق خصوصياتها وفي السياق عبر الحاضرون والمشاركين في ورشات العمل على ضرورة تطوير هذا الجانب خاصة وأن خطوة "الرقمنة" مازالت بعيدة المنال. فالمعطيات تعكس محدودية على مستوى بعث مواقع الكترونية رسمية للمهرجانات وعلى مستوى اعتماد التكنولوجيا الحديثة في الإدارة والتصرف في المشاريع وأرجع الفاعلون في هذا المجال هذا التأخر في مواكبة الجديد على مستوى الخارطة العالمية للمهرجانات إلى غياب التكوين ومحدوديته وقلة الموارد البشرية المختصة.

وفي محور الشراكة الثقافية والتعاون وهي خطوة لها أثرها في تطوير مناخ المهرجانات وتفعيل منظومتها الإدارية أوضح السيد يوسف الاشخم المدير العام للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية مبرزا أنّ "ما يتمّ تناوله من الأفكار المتداولة سواء في علاقة بالقدرات الذاتية وسبل إدارة المشاريع الثقافية أو في إطار العلاقة بالآخر وبناء الشركات لا يكون أثره بالضرورة آنيا ومباشرا وإنما يتعلق بخيارات استراتيجية تسعى إلى التأقلم مع التحوّلات".

وعلى صعيد متصل كان لحضور درة ميلاد رئيسة الجامعة التونسية للنزل مساحة من التفاعل خاصة وأنها تطرقت لجانب مهم في علاقة بالسياحة الثقافية وهي فرص تمويل المهرجانات، معاييرها وشروطها وذلك في علاقة بالوضع الراهن للقطاعيين السياحي والثقافي وشددت درة ميلاد في السياق على أهمية الانطلاق المبكر في الاستعداد للمهرجانات (قبل سنة على الأقل) وضرورة تحديد خصوصيات المهرجان وعلاقته بالسمات المحلية والنشاط السياحي.

من جهته، اقترح أحمد بالطيب ممثل الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة جملة من التصورات لدعم وتفعيل علاقة شراكة بين مجالات الثقافة والسياحة.

وعن أهمية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، تحدث رمزي القرواشي المكلف بتسيير المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة عن أهمية تطبيق مبادئ احترام حقوق المهرجان نفسه وحقوق المساهمين فيه وذلك عبر قوانين دقيقة من شأنها أن تحمي المهرجان والفاعلين ضمنه  قائلا: "السائد اليوم هو العفوية المفضية إلى عدم احترام القواعد الأساسية والاشتغال في الكثير من الأحيان خارج إطار القانون" ووعد رمزي القرواشي والذي تسلم مهامه مؤخرا على رأس المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بتنظيم عدد من اللقاءات لتبسيط الكثير من المسائل المتعلقة بالتشريعات وحقوق الفنانين.

نجلاء قموع

في اختتام الندوة الدولية "المهرجانات قاطرة للتنمية".. توصيات وشراكات قد تفضي لواقع ثقافي أفضل

*  الحوكمة والرقمنة والتخطيط الجيد من بين ابرز المقترحات لتطوير منظومة المهرجانات في تونس

تونس - الصباح

اختتمت يوم أمس ندوة "المهرجانات قاطرة للتنمية" والتي انتظمت بضاحية قمرت أيام 25، 26 و27 ماي الحالي بحضور عدد هام من مديري المهرجانات والخبراء الدوليين في مجال البرمجة الثقافية. وسجلت هذه الندوة حضور نوعي وهام على مستوى الفاعلين في القطاع الثقافي في تونس من  مندوبي  الشؤون الثقافية ومديري المهرجانات التونسية وكان فضاء الندوة ملتقى للحوار وتبادل الرؤى والأفكار.

وأفضت أشغال ورشات "المهرجانات قاطرة للتنمية" إلى مجموعة من التوصيات خاصة المتعلقة بالمهرجانات المتخصصة في الموسيقى وهي المحور الأهم في هذه الدورة، التي ستكون فاتحة لندوات قادمة تهتم بمجالات المسرح، السينما وغيرها من الفنون والتعبيرات الإبداعية.

وتناولت جلسات الحوار والنقاش طرق التعاون والشراكة بين المهرجانات والمؤسسات والجمعيات والمانحين والفاعلين ذوي العلاقة  كما أشار الحاضرون خلال ورشة "مناخ المهرجانات" إلى ضرورة امتلاك أدوات فعّالة في مجال إدارة المشاريع وحسن تنظيمها بروح ابتكاريّة وذلك باعتماد تصورات تساعد على الارتقاء بالمهرجانات وضمان ديمومتها مع تحديد أولويات تنمية المهارات في مجال الحوكمة والرقمنة والتنظيم والتواصل المؤسساتي والمتابعة.

ومن المداخلات، التي حظيت بتفاعل الحضور ورقة مروان هبيطة وهو خبيرفي إدارة المشاريع ومنها الثقافية تحت عنوان"إدارة المشروع ضمانه نجاح" وأكد خلالها هبيطة على أهمية التركيز على الأهداف المرسومة وضمان الفعالية عند التنفيذ فالإدارة تكتسي نوعا من القيادة الضامنة لإنجاز المشروع وفق المواعيد المثبتة وذلك في كنف المرونة والتعاون ضمن الفريق والوعي المسبق بالمخاطر والتواصل الخارجي الداعم لصورة المهرجان وصيته.

وقسم مروان هبيطة مراحل المشروع إلى خمس وهي مرحلة الدراسة القبلية الانطلاق في المشروع عبر تحليل وتشخيص الواقع ثم مرحلة التخطيط وتقوم أساسا على تحديد ميثاق المشروع ومعايير نجاحه وضبط "زمانيته". ثم يتم التنفيذ بالتزامن مع مرحلة المتابعة ليكون ختم المشروع وتقييمه واستكمال متطلباته في علاقة بمختلف الأطراف هي المرحلة الختامية من منظوره.

بدوره قدم اللبناني حماد ياغي تجربته الطويلة مع مهرجان بعلبك ومراحل تطور هذه التظاهرة الدولية التي انطلقت سنة 1956 وكشف حماد ياغي عن دور مضامين المهرجان في الحفاظ على استمراريته فـ"بعلبك" كان داعما مهما للرحابنة ومسرح لمعظم الفنانين الكبار من مختلف دول العالم ولكل الموسيقات والفنون.

من جهته، تطرق المبرمج ومنتج الفعاليات الثقافية بفرنسا عبد الله ادردور إلى أهمية "تحليل الواقع وتشخيص المعطيات الموضوعية ذات العلاقة بفكرة المشروع وفضائه الزماني والمكاني" وذلك للتأكد من قابلية المشروع للتنفيذ وارتباطه بحاجيات الجمهور واستفادته من التجربة الإنسانية المحلية.

وتناولت ورشة العمل عددا من الإشكاليات ومنها التنظيم والبرمجة وضرورة التدقيق في وضع مناهج تحدد رسالة المشروع وأهدافه العامة والإجرائيّة ونتائجه وأنشطته المحدّدة زمانا ومكانا مع الأخذ في الاعتبار "المخاطر المحتملة والخطط البديلة والمرونة المرجوّة".

وعلى مستوى محور الحوكمة والتنظيم تناولت الورشة هذه القضايا باعتبارها جملة من المقومات التي تحدّد وفقها طرق الاشتغال والعلاقات بين الفاعلين وفق جملة من المبادئ أهمّهاالشفافية، المسؤوليّة، المساءلة، العدالة والإنصاف، حيث يتساوى الجميع أمام القانون والتراتيب المعتمدة في إدارة المشاريع.

ويظل محور الرقمنة والتواصل من المحاور التي أثارت تفاعلا كبيرا لأهمية هذه الخطوة في تطوير عمل المهرجانات وتسويق خصوصياتها وفي السياق عبر الحاضرون والمشاركين في ورشات العمل على ضرورة تطوير هذا الجانب خاصة وأن خطوة "الرقمنة" مازالت بعيدة المنال. فالمعطيات تعكس محدودية على مستوى بعث مواقع الكترونية رسمية للمهرجانات وعلى مستوى اعتماد التكنولوجيا الحديثة في الإدارة والتصرف في المشاريع وأرجع الفاعلون في هذا المجال هذا التأخر في مواكبة الجديد على مستوى الخارطة العالمية للمهرجانات إلى غياب التكوين ومحدوديته وقلة الموارد البشرية المختصة.

وفي محور الشراكة الثقافية والتعاون وهي خطوة لها أثرها في تطوير مناخ المهرجانات وتفعيل منظومتها الإدارية أوضح السيد يوسف الاشخم المدير العام للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية مبرزا أنّ "ما يتمّ تناوله من الأفكار المتداولة سواء في علاقة بالقدرات الذاتية وسبل إدارة المشاريع الثقافية أو في إطار العلاقة بالآخر وبناء الشركات لا يكون أثره بالضرورة آنيا ومباشرا وإنما يتعلق بخيارات استراتيجية تسعى إلى التأقلم مع التحوّلات".

وعلى صعيد متصل كان لحضور درة ميلاد رئيسة الجامعة التونسية للنزل مساحة من التفاعل خاصة وأنها تطرقت لجانب مهم في علاقة بالسياحة الثقافية وهي فرص تمويل المهرجانات، معاييرها وشروطها وذلك في علاقة بالوضع الراهن للقطاعيين السياحي والثقافي وشددت درة ميلاد في السياق على أهمية الانطلاق المبكر في الاستعداد للمهرجانات (قبل سنة على الأقل) وضرورة تحديد خصوصيات المهرجان وعلاقته بالسمات المحلية والنشاط السياحي.

من جهته، اقترح أحمد بالطيب ممثل الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة جملة من التصورات لدعم وتفعيل علاقة شراكة بين مجالات الثقافة والسياحة.

وعن أهمية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، تحدث رمزي القرواشي المكلف بتسيير المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة عن أهمية تطبيق مبادئ احترام حقوق المهرجان نفسه وحقوق المساهمين فيه وذلك عبر قوانين دقيقة من شأنها أن تحمي المهرجان والفاعلين ضمنه  قائلا: "السائد اليوم هو العفوية المفضية إلى عدم احترام القواعد الأساسية والاشتغال في الكثير من الأحيان خارج إطار القانون" ووعد رمزي القرواشي والذي تسلم مهامه مؤخرا على رأس المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بتنظيم عدد من اللقاءات لتبسيط الكثير من المسائل المتعلقة بالتشريعات وحقوق الفنانين.

نجلاء قموع

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews