إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بعد النجاحات الكبيرة في عمليات زرع الأعضاء .. المستشفيات العمومية تحقق إنجازات جديدة بتوظيف التقنيات الحديثة

في الأشهر الأخيرة حققت المستشفيات العمومية إنجازات طبية لافتة على المستوى المغاربي والعربي وحتى الدولي بكفاءات وطنية تعكس مرة أخرى قدرة الفرق الطبية التونسية على العمل والتميّز ولو بإمكانيات محدودة، ورغم الضغط والاكتظاظ الكبير الذي تشهده المستشفيات العمومية وبقية المشاكل من نقص المعدّات وأطباء الاختصاص وهجرة الكفاءات وآجال المواعيد الطويلة وهو ما يؤثّر على أدائها، إلا أن ذلك لم يحد من رغبة الإطارات الطبية في التفوّق والتميز 

وقد تميّز الفريق الطبي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس، بقيادة الأستاذ زاهر بودوارة حيث نجح أول أمس، في استئصال ورم دماغي باستخدام المجهر الجراحي وفق ما أفادت به وزارة الصحة، وقد مكّنت هذه التقنية الحديثة في تحديد الورم بدقة عالية ثم استئصاله، وقد أشارت الوزارة إلى أن هذا الإنجاز يعكس إستراتيجية الدولة في تحديث المنظومة الصحية ودعم البحث الطبي وتعزيز التكوين المستمر للكوادر الطبية بما يضمن تقديم خدمات صحية ذات جودة عالية للمواطنين.

وإنجاز مستشفى الحبيب بورقية سبقته في الأشهر والسنوات الماضية إنجازات طبية لافتة في أغلب المستشفيات العمومية حيث لا يكاد يمرّ شهر دون تحقيق انجاز مميز .

إنجازات المتواصلة ..

منذ ثلاثة أسابيع حقق مستشفى شارل نيكول انجازا طبيا مهما بعد أن نجح  فريق طبي بقسم جراحة العظام بالمستشفى في إجراء أوّل عملية جراحية بالموجات فوق الصوتية لتخفيف الضغط العصبي في الطرف العلوي. والتقنية التي تم استعمالها هي تقنية حديثة ودقيقة وفعّالة تعتمد على استخدام الموجات فوق الصوتية لتوجيه التدخل الجراحي بما يتيح جراحة دقيقة عبر الجلد دون الحاجة إلى تخدير عام أو إقامة في المستشفى. وتستغرق العملية التي يتم فيها اعتماد هذه التقنية أقل من 15 دقيقة وتمكّن المريض من مغادرة المستشفى في نفس اليوم كما تقلل هذه التقنية من استهلاك المستلزمات الطبية والاستغناء عن الأدوات الجراحية المعقدة.

ومؤخرا كذلك حقق الفريق الطبي والصحي بقسم القلب بالمستشفى الجامعي الرابطة إنجازا طبيا جديدا هو الأول من نوعه في شمال إفريقيا ويتمثل هذا الإنجاز في استئصال الارتجاف الأذيني بالقلب عبر التقنية الحديثة وعلاج نبض القلب المضطرب والسريع لدى المرضى، وقاد هذا الفريق الطبي الذي حقق هذا الإنجاز رئيس قسم أمراض القلب والشرايين بمستشفى الرابطة الدكتور سامي المورالي والدكتورة سناء والي  .

وقد نجح الدكتور المورالي منذ سنوات قليلة في تحقيق معجزة طبية بذات القسم بعد نجاحه في أفريل 2019 في عملية زرع القلب من متبرّع متوف والتي خضع لها المريض فوزي البوغانمي والذي كُتبت له حياة جديدة بفضل كفاءات طبية تونسية نجحت رغم الإمكانيات المتواضعة لمستشفى الرابطة .

وتونس تعتبر من البلاد العربية القليلة التي لا مكان فيها  لتجارة الأعضاء المجرمة بالقانون، ولكن عملية زرع الأعضاء ونقلها من الموتى إلى الأحياء أو من متبرعين أحياء إلى أحياء، تسجل نجاحات كبيرة وهي تحت رقابة صارمة من وزارة الصحة، حيث يسجل المركز الوطني للتبرع بالأعضاء اليوم قائمات طويلة من المرضى ينتظرون متبرعين، وفي سنة 1993 تم تسجيل أول عملية زراعة قلب بالمستشفى العمومي وأول عملية زرع كلى كانت سنة 1986.

في سبتمبر 2018 أجرى فريق من الجراحين في قسم جراحة الأوعية الدموية وزرع الأعضاء بالمستشفى العسكري بالعاصمة، عملية زرع شريان حيّ تم استئصاله من أمّ وغراسته في جسم طفلها وعدّت تلك العملية التي أجراها 7 أطباء من المستشفى العسكري الأولى من نوعها في تونس والعالم. وتشير آخر الإحصائيات أن المستشفى العسكري يحقق رقما في حدود 1200 عملية جراحية للقلب والصدر والزرع سنويا. ولا تقتصر تدخلات المستشفى العسكري على التونسيين فقط حيث يجري المستشفى 300 عملية نقل كلى من حي إلى حي لمرضى تونسيين وفي حدود 5 عمليات لمرضى أجانب، سنويا . وعملية زراعة القلب تبقى من العمليات الدقيقة واللافتة دوليا، ولكن انجاز هذه العملية الدقيقة والفريدة من نوعها يبقى معلقا على وجود متبرّع متوف، ولكن مسألة التبرّع بالأعضاء ما زالت لا تجد إقبالا كبيرا رغم وجود كفاءات وطنية مشهود لها دوليا في إجراء هذا النوع من العمليات الدقيقة عكس زراعة الكلى التي تتصدّر فيها تونس المقدمة عربيا وإفريقيا حيث بالنظر للعدد القياسي لهذه العمليات والتي يتم إجراؤها سنويا.

امكانيات المستشفيات دون المأمول

وعلى أهمية هذه الإنجازات التي حقق بعضها، صيتا دوليا، إلا أن إمكانيات المستشفيات العمومية في المجمل مازالت دون المأمول وجودة الخدمات مازالت متواضعة وذلك لوجود عديد النقائص، حيث يشتكي المواطنون من الاكتظاظ في المستشفيات العمومية وهو ما أثر بشكل سلبي على جودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى سوى من حيث الإقامة الطبية أو من حيث الإعاشة، كما تعاني أغلب المستشفيات وخاصة في الجهات الداخلية من نقص فادح في أطباء الاختصاص، كما تعاني أغلب المستشفيات الجهوية من نقص كبير في المعدات الضرورية مثل المفراس أو آلة التصوير بالأشعة المقطعية «سكانار».

ولكن تبقى أكبر المعضلات نقص الكفاءات الطبية من إطارات طبية وشبه طبية والذين خيّر عدد كبير منهم القطاع الخاص في حين اختار الأغلبية الهجرة وهو النزيف المتواصل في قطاع الصحة العمومية التي واجهت صعوبات كبيرة وأوشكت على الانهيار في جائحة كورونا بسبب النقص الكبير في الإطارات الطبية .

منية العرفاوي

 

بعد النجاحات الكبيرة في عمليات زرع الأعضاء ..  المستشفيات العمومية تحقق إنجازات جديدة بتوظيف التقنيات الحديثة

في الأشهر الأخيرة حققت المستشفيات العمومية إنجازات طبية لافتة على المستوى المغاربي والعربي وحتى الدولي بكفاءات وطنية تعكس مرة أخرى قدرة الفرق الطبية التونسية على العمل والتميّز ولو بإمكانيات محدودة، ورغم الضغط والاكتظاظ الكبير الذي تشهده المستشفيات العمومية وبقية المشاكل من نقص المعدّات وأطباء الاختصاص وهجرة الكفاءات وآجال المواعيد الطويلة وهو ما يؤثّر على أدائها، إلا أن ذلك لم يحد من رغبة الإطارات الطبية في التفوّق والتميز 

وقد تميّز الفريق الطبي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس، بقيادة الأستاذ زاهر بودوارة حيث نجح أول أمس، في استئصال ورم دماغي باستخدام المجهر الجراحي وفق ما أفادت به وزارة الصحة، وقد مكّنت هذه التقنية الحديثة في تحديد الورم بدقة عالية ثم استئصاله، وقد أشارت الوزارة إلى أن هذا الإنجاز يعكس إستراتيجية الدولة في تحديث المنظومة الصحية ودعم البحث الطبي وتعزيز التكوين المستمر للكوادر الطبية بما يضمن تقديم خدمات صحية ذات جودة عالية للمواطنين.

وإنجاز مستشفى الحبيب بورقية سبقته في الأشهر والسنوات الماضية إنجازات طبية لافتة في أغلب المستشفيات العمومية حيث لا يكاد يمرّ شهر دون تحقيق انجاز مميز .

إنجازات المتواصلة ..

منذ ثلاثة أسابيع حقق مستشفى شارل نيكول انجازا طبيا مهما بعد أن نجح  فريق طبي بقسم جراحة العظام بالمستشفى في إجراء أوّل عملية جراحية بالموجات فوق الصوتية لتخفيف الضغط العصبي في الطرف العلوي. والتقنية التي تم استعمالها هي تقنية حديثة ودقيقة وفعّالة تعتمد على استخدام الموجات فوق الصوتية لتوجيه التدخل الجراحي بما يتيح جراحة دقيقة عبر الجلد دون الحاجة إلى تخدير عام أو إقامة في المستشفى. وتستغرق العملية التي يتم فيها اعتماد هذه التقنية أقل من 15 دقيقة وتمكّن المريض من مغادرة المستشفى في نفس اليوم كما تقلل هذه التقنية من استهلاك المستلزمات الطبية والاستغناء عن الأدوات الجراحية المعقدة.

ومؤخرا كذلك حقق الفريق الطبي والصحي بقسم القلب بالمستشفى الجامعي الرابطة إنجازا طبيا جديدا هو الأول من نوعه في شمال إفريقيا ويتمثل هذا الإنجاز في استئصال الارتجاف الأذيني بالقلب عبر التقنية الحديثة وعلاج نبض القلب المضطرب والسريع لدى المرضى، وقاد هذا الفريق الطبي الذي حقق هذا الإنجاز رئيس قسم أمراض القلب والشرايين بمستشفى الرابطة الدكتور سامي المورالي والدكتورة سناء والي  .

وقد نجح الدكتور المورالي منذ سنوات قليلة في تحقيق معجزة طبية بذات القسم بعد نجاحه في أفريل 2019 في عملية زرع القلب من متبرّع متوف والتي خضع لها المريض فوزي البوغانمي والذي كُتبت له حياة جديدة بفضل كفاءات طبية تونسية نجحت رغم الإمكانيات المتواضعة لمستشفى الرابطة .

وتونس تعتبر من البلاد العربية القليلة التي لا مكان فيها  لتجارة الأعضاء المجرمة بالقانون، ولكن عملية زرع الأعضاء ونقلها من الموتى إلى الأحياء أو من متبرعين أحياء إلى أحياء، تسجل نجاحات كبيرة وهي تحت رقابة صارمة من وزارة الصحة، حيث يسجل المركز الوطني للتبرع بالأعضاء اليوم قائمات طويلة من المرضى ينتظرون متبرعين، وفي سنة 1993 تم تسجيل أول عملية زراعة قلب بالمستشفى العمومي وأول عملية زرع كلى كانت سنة 1986.

في سبتمبر 2018 أجرى فريق من الجراحين في قسم جراحة الأوعية الدموية وزرع الأعضاء بالمستشفى العسكري بالعاصمة، عملية زرع شريان حيّ تم استئصاله من أمّ وغراسته في جسم طفلها وعدّت تلك العملية التي أجراها 7 أطباء من المستشفى العسكري الأولى من نوعها في تونس والعالم. وتشير آخر الإحصائيات أن المستشفى العسكري يحقق رقما في حدود 1200 عملية جراحية للقلب والصدر والزرع سنويا. ولا تقتصر تدخلات المستشفى العسكري على التونسيين فقط حيث يجري المستشفى 300 عملية نقل كلى من حي إلى حي لمرضى تونسيين وفي حدود 5 عمليات لمرضى أجانب، سنويا . وعملية زراعة القلب تبقى من العمليات الدقيقة واللافتة دوليا، ولكن انجاز هذه العملية الدقيقة والفريدة من نوعها يبقى معلقا على وجود متبرّع متوف، ولكن مسألة التبرّع بالأعضاء ما زالت لا تجد إقبالا كبيرا رغم وجود كفاءات وطنية مشهود لها دوليا في إجراء هذا النوع من العمليات الدقيقة عكس زراعة الكلى التي تتصدّر فيها تونس المقدمة عربيا وإفريقيا حيث بالنظر للعدد القياسي لهذه العمليات والتي يتم إجراؤها سنويا.

امكانيات المستشفيات دون المأمول

وعلى أهمية هذه الإنجازات التي حقق بعضها، صيتا دوليا، إلا أن إمكانيات المستشفيات العمومية في المجمل مازالت دون المأمول وجودة الخدمات مازالت متواضعة وذلك لوجود عديد النقائص، حيث يشتكي المواطنون من الاكتظاظ في المستشفيات العمومية وهو ما أثر بشكل سلبي على جودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى سوى من حيث الإقامة الطبية أو من حيث الإعاشة، كما تعاني أغلب المستشفيات وخاصة في الجهات الداخلية من نقص فادح في أطباء الاختصاص، كما تعاني أغلب المستشفيات الجهوية من نقص كبير في المعدات الضرورية مثل المفراس أو آلة التصوير بالأشعة المقطعية «سكانار».

ولكن تبقى أكبر المعضلات نقص الكفاءات الطبية من إطارات طبية وشبه طبية والذين خيّر عدد كبير منهم القطاع الخاص في حين اختار الأغلبية الهجرة وهو النزيف المتواصل في قطاع الصحة العمومية التي واجهت صعوبات كبيرة وأوشكت على الانهيار في جائحة كورونا بسبب النقص الكبير في الإطارات الطبية .

منية العرفاوي

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews