إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

خلال‭ ‬الشهرين‭ ‬الأولين‭ ‬من‭ ‬سنة ‭ ‬2025.. صادرات‭ ‬تونس‭ ‬تتجاوز‭ ‬عتبة‭ ‬10‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬

◄‭ ‬انتعاش‭ ‬صادرات‭ ‬الفسفاط‭.. ‬والعالم‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬المستوردين‭ ‬للمنتجات‭ ‬التونسية
◄‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬2‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬عجز‭ ‬تجاري‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬وفائض‭ ‬مع‭ ‬فرنسا‭ ‬وألمانيا‭ ‬

في‭ ‬تطور‭ ‬لافت‭ ‬للمبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬التونسية،‭ ‬سجلت‭ ‬الصادرات‭ ‬خلال‭ ‬الشهرين‭ ‬الأولين‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2025‭ ‬ما‭ ‬قيمته‭ ‬10‭,‬169‭.‬2‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬فيما‭ ‬بلغت‭ ‬الواردات‭ ‬13,687.1‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تسجيل‭ ‬عجز‭ ‬تجاري‭ ‬بقيمة‭ (-‬3,517.9‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭) ‬مقارنة‭ ‬بـ‭(-‬1,779.9‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭) ‬خلال‭ ‬نفس‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2024‭. ‬وشهدت‭ ‬الصادرات‭ ‬انخفاضًا‭ ‬بنسبة‭ (-‬4.4‭ %) ‬مقارنة‭ ‬بالسنة‭ ‬الماضية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ارتفعت‭ ‬الواردات‭ ‬بنسبة‭ (+‬10.2‭ %)‬،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬نسبة‭ ‬تغطية‭ ‬الواردات‭ ‬بالصادرات‭ ‬إلى‭ ‬74‭.‬3‭ % ‬مقابل‭ ‬85.7‭ % ‬في‭ ‬2024،‭ ‬وذلك‭ ‬وفقا‭ ‬لأحدث‭ ‬البيانات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬معهد‭ ‬الإحصاء‭ ‬الوطني‭ ‬لشهر‭ ‬مارس‭ ‬الجاري‭. ‬

تراجع‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية‭ ‬
يعود‭ ‬الانخفاض‭ ‬المسجل‭ ‬في‭ ‬الصادرات‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬أداء‭ ‬بعض‭ ‬القطاعات‭ ‬الأساسية،‭ ‬مثل‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬الذي‭ ‬انخفض‭ ‬بنسبة‭ (-‬5.1‭ %) ‬نتيجة‭ ‬تراجع‭ ‬صادرات‭ ‬المواد‭ ‬المكررة،‭ ‬حيث‭ ‬انخفضت‭ ‬من‭ ‬345‭.‬9‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬2024‭ ‬إلى‭ ‬59‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬2025‭. ‬
كما‭ ‬سجل‭ ‬قطاع‭ ‬المنتجات‭ ‬الفلاحية‭ ‬والغذائية‭ ‬انخفاضًا‭ ‬بنسبة‭ (-‬16.5‭ %)‬،‭ ‬متأثرًا‭ ‬بتراجع‭ ‬مبيعات‭ ‬زيت‭ ‬الزيتون‭ ‬من‭ ‬1‭,‬323‭.‬9‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬إلى‭ ‬1‭,‬007‭.‬6‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭. ‬كما‭ ‬سجل‭ ‬قطاع‭ ‬الصناعات‭ ‬الميكانيكية‭ ‬والكهربائية‭ ‬انخفاضًا‭ ‬بنسبة‭ (-‬5‭ %)‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لم‭ ‬يتأثر‭ ‬قطاع‭ ‬النسيج‭ ‬والملابس‭ ‬والجلد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬التراجع‭ ‬طفيفًا‭ ‬بنسبة‭ (-‬0.6‭ %). ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬سجل‭ ‬قطاع‭ ‬الفسفاط‭ ‬ومشتقاته‭ ‬نموًا‭ ‬بنسبة‭ (+‬9‭ %)‬،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬انتعاشًا‭ ‬في‭ ‬صادرات‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوي‭. ‬
العالم‭ ‬العربي‭ ‬يعزز‭ ‬حضوره‭ ‬
على‭ ‬مستوى‭ ‬التوزيع‭ ‬الجغرافي،‭ ‬لاتزال‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬الشريك‭ ‬الأول‭ ‬لتونس‭ ‬حيث‭ ‬استحوذت‭ ‬على‭ ‬69‭.‬7‭ % ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الصادرات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الصادرات‭ ‬التونسية‭ ‬نحو‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬شهدت‭ ‬تراجعًا‭ ‬بنسبة‭ (-‬6.9‭ %) ‬خلال‭ ‬الشهرين‭ ‬الاولين‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2025،‭ ‬حيث‭ ‬انخفضت‭ ‬الصادرات‭ ‬نحو‭ ‬فرنسا‭ ‬بنسبة‭ (-‬7.9‭ %) ‬إيطاليا‭ ‬بنسبة‭ **(-‬3‭ %) ‬
وإسبانيا‭ ‬بنسبة‭ (-‬43.9‭ %). ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬سجلت‭ ‬الصادرات‭ ‬نموًا‭ ‬مع‭ ‬ألمانيا‭ (+‬10.7‭ %)‬،‭ ‬وهولندا‭ (+‬34‭ %). ‬
أما‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العربي،‭ ‬فقد‭ ‬سجلت‭ ‬الصادرات‭ ‬التونسية‭ ‬انتعاشًا‭ ‬ملحوظًا،‭ ‬حيث‭ ‬ارتفعت‭ ‬مع‭ ‬ليبيا‭ (+‬51.6‭ %)‬،‭ ‬والمغرب‭ (+‬40.6‭ %) ‬
والجزائر‭ (+‬11.8‭ %)‬،‭ ‬ومصر‭ (+‬149.1‭ %). ‬ويعكس‭ ‬النمو‭ ‬الملحوظ‭ ‬في‭ ‬الصادرات‭ ‬العربية‭ ‬تحسن‭ ‬العلاقات‭ ‬التجارية‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬وجيرانها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تطور‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬المنتجات‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الإقليمية‭. ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الواردات،‭ ‬استحوذ‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬على‭ ‬42‭.‬2‭ % ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الواردات،‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬قيمتها‭ ‬5,770.4‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬مسجلة‭ ‬ارتفاعًا‭ ‬بنسبة‭ (+‬1.6‭ %)‬،‭ ‬مع‭ ‬زيادات‭ ‬متفاوتة‭ ‬حسب‭ ‬الدول،‭ ‬وشهدت‭ ‬الواردات‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬قفزة‭ ‬كبيرة‭ (+‬70.9‭ %)‬،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬تزايد‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬المنتجات‭ ‬الصينية،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬أو‭ ‬المواد‭ ‬الأولية‭. ‬كما‭ ‬ارتفعت‭ ‬الواردات‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ (+‬5.1‭ %)‬،‭ ‬والهند‭ (+‬6.2‭ %)‬،‭ ‬وتركيا‭ (+‬15.6‭ %).‬


العجز‭ ‬التجاري‭.. ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬ في‭ ‬مقدمة‭ ‬الدول‭ ‬
وبلغ‭ ‬العجز‭ ‬التجاري‭ ‬الإجمالي‭ (-‬3,517.9‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬وكان‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العجز‭ ‬هو‭ ‬الفارق‭ ‬الكبير‭ ‬بين‭ ‬الصادرات‭ ‬والواردات‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬الدول،‭ ‬وأبرزها‭ ‬الصين‭ (-‬2,077.8‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬وروسيا‭ (-‬1,092.3‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬والجزائر‭ (-‬583.9‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬وتركيا‭ (-‬483.7‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬واليونان‭ (-‬273.7‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬والهند‭ (-‬193.2‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭). ‬
في‭ ‬المقابل،‭ ‬سجل‭ ‬الميزان‭ ‬التجاري‭ ‬فائضًا‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬أخرى،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬فرنسا‭ (+‬712.6‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬وإيطاليا‭ (+‬511.7‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬وألمانيا‭ (+‬475.7‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬وليبيا‭ (+‬395.2‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬والمغرب‭ (+‬143.6‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭.
خفض‭ ‬الواردات‭ ‬غير‭ ‬الضرورية‭ ‬
رغم‭ ‬تجاوز‭ ‬الصادرات‭ ‬التونسية‭ ‬سقف‭ ‬10‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬خلال‭ ‬الشهرين‭ ‬الأولين‭ ‬من‭ ‬2025،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التحديات‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قائمة،‭ ‬وأبرزها‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الميزان‭ ‬التجاري،‭ ‬حيث‭ ‬ان‭ ‬ارتفاع‭ ‬العجز‭ ‬التجاري‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬سياسات‭ ‬تدعم‭ ‬زيادة‭ ‬الصادرات‭ ‬وخفض‭ ‬الواردات‭ ‬غير‭ ‬الضرورية،‭ ‬وتنويع‭ ‬الأسواق‭ ‬التصديرية،‭ ‬فرغم‭ ‬التراجع‭ ‬في‭ ‬الصادرات‭ ‬نحو‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬فإن‭ ‬الأسواق‭ ‬العربية‭ ‬أظهرت‭ ‬نموًا‭ ‬واعدًا،‭ ‬ما‭ ‬يستوجب‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬التجارية‭ ‬معها‭. ‬كما‭ ‬ان‭ ‬تطوير‭ ‬القطاعات‭ ‬الإنتاجية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الطاقة‭ ‬والزراعة‭ ‬والصناعات‭ ‬الميكانيكية‭ ‬والكهربائية،‭ ‬يسمح‭ ‬لهذه‭ ‬القطاعات‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الصادرات‭. ‬كما‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬العمل‭ ‬مستقبلا‭ ‬على‭ ‬تقليص‭ ‬التبعية‭ ‬للواردات‭ ‬الصينية،‭ ‬والتي‭ ‬ارتفعت‭ ‬الى‭ (+‬70.9‭ %)‬،‭ ‬مما‭ ‬يحتم‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجيات‭ ‬لتقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬المنتجات‭ ‬الصينية،‭ ‬سواء‭ ‬عبر‭ ‬تعزيز‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلي‭ ‬أو‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬بدائل‭ ‬أخرى‭ ‬اقل‭ ‬كلفة‭. ‬
ويُعدّ‭ ‬تجاوز‭ ‬صادرات‭ ‬تونس‭ ‬عتبة‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬دينار‭ ‬خلال‭ ‬شهرين‭ ‬إنجازًا‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬هامًا‭ ‬يعكس‭ ‬تحسن‭ ‬الأداء‭ ‬التجاري‭ ‬للبلاد‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬مكانتها‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الخارجية‭. ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬يحمل‭ ‬دلالات‭ ‬إيجابية‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬مستويات،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬دعم‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬أو‭ ‬تحسين‭ ‬الميزان‭ ‬التجاري،‭ ‬أو‭ ‬تعزيز‭ ‬احتياطي‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبي،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬المنتجات‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الخارجية‭ ‬تعني‭ ‬دعم‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلي،‭ ‬ما‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬جديدة،‭ ‬وتحفيز‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬المصدّرة‭. ‬وعندما‭ ‬تحقق‭ ‬الصادرات‭ ‬نموًا‭ ‬ملحوظًا،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تقليص‭ ‬العجز‭ ‬التجاري،‭ ‬مما‭ ‬يخفف‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬المالية‭ ‬العمومية‭ ‬ويحسن‭ ‬استقرار‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭. ‬
وتُساهم‭ ‬العائدات‭ ‬المتأتية‭ ‬من‭ ‬الصادرات‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬احتياطي‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬قدرة‭ ‬البلاد‭ ‬على‭ ‬تغطية‭ ‬حاجياتها‭ ‬من‭ ‬الواردات‭ ‬وسداد‭ ‬ديونها‭ ‬الخارجية‭. ‬كما‭ ‬يساعد‭ ‬هذا‭ ‬التحسن‭ ‬في‭ ‬استقرار‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬وتقليل‭ ‬الضغوط‭ ‬التضخمية،‭ ‬ويعكس‭ ‬قدرة‭ ‬المؤسسات‭ ‬التونسية‭ ‬على‭ ‬المنافسة‭ ‬والجودة،‭ ‬مما‭ ‬يفتح‭ ‬آفاقًا‭ ‬أوسع‭ ‬للتوسع‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭. ‬
وتمثل‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬مؤشرًا‭ ‬هامًا‭ ‬على‭ ‬تطور‭ ‬المبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬التونسية،‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬تعكس‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة،‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالعجز‭ ‬التجاري‭ ‬،والاعتماد‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الأسواق‭ ‬الخارجية‭. ‬ولضمان‭ ‬استدامة‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬يتوجب‭ ‬على‭ ‬تونس‭ ‬تعزيز‭ ‬تنافسية‭ ‬صادراتها،‭ ‬تنويع‭ ‬شركائها‭ ‬التجاريين،‭ ‬ودعم‭ ‬القطاعات‭ ‬الإنتاجية‭ ‬المحلية‭ ‬لتقليل‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الصادرات‭ ‬والواردات‭. ‬

سفيان المهداوي 

خلال‭ ‬الشهرين‭ ‬الأولين‭ ‬من‭  ‬سنة ‭  ‬2025.. صادرات‭ ‬تونس‭ ‬تتجاوز‭ ‬عتبة‭ ‬10‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬

◄‭ ‬انتعاش‭ ‬صادرات‭ ‬الفسفاط‭.. ‬والعالم‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬المستوردين‭ ‬للمنتجات‭ ‬التونسية
◄‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬2‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬عجز‭ ‬تجاري‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬وفائض‭ ‬مع‭ ‬فرنسا‭ ‬وألمانيا‭ ‬

في‭ ‬تطور‭ ‬لافت‭ ‬للمبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬التونسية،‭ ‬سجلت‭ ‬الصادرات‭ ‬خلال‭ ‬الشهرين‭ ‬الأولين‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2025‭ ‬ما‭ ‬قيمته‭ ‬10‭,‬169‭.‬2‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬فيما‭ ‬بلغت‭ ‬الواردات‭ ‬13,687.1‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تسجيل‭ ‬عجز‭ ‬تجاري‭ ‬بقيمة‭ (-‬3,517.9‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭) ‬مقارنة‭ ‬بـ‭(-‬1,779.9‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭) ‬خلال‭ ‬نفس‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2024‭. ‬وشهدت‭ ‬الصادرات‭ ‬انخفاضًا‭ ‬بنسبة‭ (-‬4.4‭ %) ‬مقارنة‭ ‬بالسنة‭ ‬الماضية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ارتفعت‭ ‬الواردات‭ ‬بنسبة‭ (+‬10.2‭ %)‬،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬نسبة‭ ‬تغطية‭ ‬الواردات‭ ‬بالصادرات‭ ‬إلى‭ ‬74‭.‬3‭ % ‬مقابل‭ ‬85.7‭ % ‬في‭ ‬2024،‭ ‬وذلك‭ ‬وفقا‭ ‬لأحدث‭ ‬البيانات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬معهد‭ ‬الإحصاء‭ ‬الوطني‭ ‬لشهر‭ ‬مارس‭ ‬الجاري‭. ‬

تراجع‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية‭ ‬
يعود‭ ‬الانخفاض‭ ‬المسجل‭ ‬في‭ ‬الصادرات‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬أداء‭ ‬بعض‭ ‬القطاعات‭ ‬الأساسية،‭ ‬مثل‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬الذي‭ ‬انخفض‭ ‬بنسبة‭ (-‬5.1‭ %) ‬نتيجة‭ ‬تراجع‭ ‬صادرات‭ ‬المواد‭ ‬المكررة،‭ ‬حيث‭ ‬انخفضت‭ ‬من‭ ‬345‭.‬9‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬2024‭ ‬إلى‭ ‬59‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬2025‭. ‬
كما‭ ‬سجل‭ ‬قطاع‭ ‬المنتجات‭ ‬الفلاحية‭ ‬والغذائية‭ ‬انخفاضًا‭ ‬بنسبة‭ (-‬16.5‭ %)‬،‭ ‬متأثرًا‭ ‬بتراجع‭ ‬مبيعات‭ ‬زيت‭ ‬الزيتون‭ ‬من‭ ‬1‭,‬323‭.‬9‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬إلى‭ ‬1‭,‬007‭.‬6‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭. ‬كما‭ ‬سجل‭ ‬قطاع‭ ‬الصناعات‭ ‬الميكانيكية‭ ‬والكهربائية‭ ‬انخفاضًا‭ ‬بنسبة‭ (-‬5‭ %)‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لم‭ ‬يتأثر‭ ‬قطاع‭ ‬النسيج‭ ‬والملابس‭ ‬والجلد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬التراجع‭ ‬طفيفًا‭ ‬بنسبة‭ (-‬0.6‭ %). ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬سجل‭ ‬قطاع‭ ‬الفسفاط‭ ‬ومشتقاته‭ ‬نموًا‭ ‬بنسبة‭ (+‬9‭ %)‬،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬انتعاشًا‭ ‬في‭ ‬صادرات‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوي‭. ‬
العالم‭ ‬العربي‭ ‬يعزز‭ ‬حضوره‭ ‬
على‭ ‬مستوى‭ ‬التوزيع‭ ‬الجغرافي،‭ ‬لاتزال‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬الشريك‭ ‬الأول‭ ‬لتونس‭ ‬حيث‭ ‬استحوذت‭ ‬على‭ ‬69‭.‬7‭ % ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الصادرات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الصادرات‭ ‬التونسية‭ ‬نحو‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬شهدت‭ ‬تراجعًا‭ ‬بنسبة‭ (-‬6.9‭ %) ‬خلال‭ ‬الشهرين‭ ‬الاولين‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2025،‭ ‬حيث‭ ‬انخفضت‭ ‬الصادرات‭ ‬نحو‭ ‬فرنسا‭ ‬بنسبة‭ (-‬7.9‭ %) ‬إيطاليا‭ ‬بنسبة‭ **(-‬3‭ %) ‬
وإسبانيا‭ ‬بنسبة‭ (-‬43.9‭ %). ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬سجلت‭ ‬الصادرات‭ ‬نموًا‭ ‬مع‭ ‬ألمانيا‭ (+‬10.7‭ %)‬،‭ ‬وهولندا‭ (+‬34‭ %). ‬
أما‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العربي،‭ ‬فقد‭ ‬سجلت‭ ‬الصادرات‭ ‬التونسية‭ ‬انتعاشًا‭ ‬ملحوظًا،‭ ‬حيث‭ ‬ارتفعت‭ ‬مع‭ ‬ليبيا‭ (+‬51.6‭ %)‬،‭ ‬والمغرب‭ (+‬40.6‭ %) ‬
والجزائر‭ (+‬11.8‭ %)‬،‭ ‬ومصر‭ (+‬149.1‭ %). ‬ويعكس‭ ‬النمو‭ ‬الملحوظ‭ ‬في‭ ‬الصادرات‭ ‬العربية‭ ‬تحسن‭ ‬العلاقات‭ ‬التجارية‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬وجيرانها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تطور‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬المنتجات‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الإقليمية‭. ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الواردات،‭ ‬استحوذ‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬على‭ ‬42‭.‬2‭ % ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الواردات،‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬قيمتها‭ ‬5,770.4‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬مسجلة‭ ‬ارتفاعًا‭ ‬بنسبة‭ (+‬1.6‭ %)‬،‭ ‬مع‭ ‬زيادات‭ ‬متفاوتة‭ ‬حسب‭ ‬الدول،‭ ‬وشهدت‭ ‬الواردات‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬قفزة‭ ‬كبيرة‭ (+‬70.9‭ %)‬،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬تزايد‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬المنتجات‭ ‬الصينية،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬أو‭ ‬المواد‭ ‬الأولية‭. ‬كما‭ ‬ارتفعت‭ ‬الواردات‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ (+‬5.1‭ %)‬،‭ ‬والهند‭ (+‬6.2‭ %)‬،‭ ‬وتركيا‭ (+‬15.6‭ %).‬


العجز‭ ‬التجاري‭.. ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬ في‭ ‬مقدمة‭ ‬الدول‭ ‬
وبلغ‭ ‬العجز‭ ‬التجاري‭ ‬الإجمالي‭ (-‬3,517.9‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬وكان‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العجز‭ ‬هو‭ ‬الفارق‭ ‬الكبير‭ ‬بين‭ ‬الصادرات‭ ‬والواردات‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬الدول،‭ ‬وأبرزها‭ ‬الصين‭ (-‬2,077.8‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬وروسيا‭ (-‬1,092.3‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬والجزائر‭ (-‬583.9‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬وتركيا‭ (-‬483.7‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬واليونان‭ (-‬273.7‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬والهند‭ (-‬193.2‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭). ‬
في‭ ‬المقابل،‭ ‬سجل‭ ‬الميزان‭ ‬التجاري‭ ‬فائضًا‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬أخرى،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬فرنسا‭ (+‬712.6‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬وإيطاليا‭ (+‬511.7‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬وألمانيا‭ (+‬475.7‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬وليبيا‭ (+‬395.2‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬والمغرب‭ (+‬143.6‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭.
خفض‭ ‬الواردات‭ ‬غير‭ ‬الضرورية‭ ‬
رغم‭ ‬تجاوز‭ ‬الصادرات‭ ‬التونسية‭ ‬سقف‭ ‬10‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬خلال‭ ‬الشهرين‭ ‬الأولين‭ ‬من‭ ‬2025،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التحديات‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قائمة،‭ ‬وأبرزها‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الميزان‭ ‬التجاري،‭ ‬حيث‭ ‬ان‭ ‬ارتفاع‭ ‬العجز‭ ‬التجاري‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬سياسات‭ ‬تدعم‭ ‬زيادة‭ ‬الصادرات‭ ‬وخفض‭ ‬الواردات‭ ‬غير‭ ‬الضرورية،‭ ‬وتنويع‭ ‬الأسواق‭ ‬التصديرية،‭ ‬فرغم‭ ‬التراجع‭ ‬في‭ ‬الصادرات‭ ‬نحو‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬فإن‭ ‬الأسواق‭ ‬العربية‭ ‬أظهرت‭ ‬نموًا‭ ‬واعدًا،‭ ‬ما‭ ‬يستوجب‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬التجارية‭ ‬معها‭. ‬كما‭ ‬ان‭ ‬تطوير‭ ‬القطاعات‭ ‬الإنتاجية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الطاقة‭ ‬والزراعة‭ ‬والصناعات‭ ‬الميكانيكية‭ ‬والكهربائية،‭ ‬يسمح‭ ‬لهذه‭ ‬القطاعات‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الصادرات‭. ‬كما‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬العمل‭ ‬مستقبلا‭ ‬على‭ ‬تقليص‭ ‬التبعية‭ ‬للواردات‭ ‬الصينية،‭ ‬والتي‭ ‬ارتفعت‭ ‬الى‭ (+‬70.9‭ %)‬،‭ ‬مما‭ ‬يحتم‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجيات‭ ‬لتقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬المنتجات‭ ‬الصينية،‭ ‬سواء‭ ‬عبر‭ ‬تعزيز‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلي‭ ‬أو‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬بدائل‭ ‬أخرى‭ ‬اقل‭ ‬كلفة‭. ‬
ويُعدّ‭ ‬تجاوز‭ ‬صادرات‭ ‬تونس‭ ‬عتبة‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬دينار‭ ‬خلال‭ ‬شهرين‭ ‬إنجازًا‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬هامًا‭ ‬يعكس‭ ‬تحسن‭ ‬الأداء‭ ‬التجاري‭ ‬للبلاد‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬مكانتها‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الخارجية‭. ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬يحمل‭ ‬دلالات‭ ‬إيجابية‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬مستويات،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬دعم‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬أو‭ ‬تحسين‭ ‬الميزان‭ ‬التجاري،‭ ‬أو‭ ‬تعزيز‭ ‬احتياطي‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبي،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬المنتجات‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الخارجية‭ ‬تعني‭ ‬دعم‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلي،‭ ‬ما‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬جديدة،‭ ‬وتحفيز‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬المصدّرة‭. ‬وعندما‭ ‬تحقق‭ ‬الصادرات‭ ‬نموًا‭ ‬ملحوظًا،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تقليص‭ ‬العجز‭ ‬التجاري،‭ ‬مما‭ ‬يخفف‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬المالية‭ ‬العمومية‭ ‬ويحسن‭ ‬استقرار‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭. ‬
وتُساهم‭ ‬العائدات‭ ‬المتأتية‭ ‬من‭ ‬الصادرات‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬احتياطي‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬قدرة‭ ‬البلاد‭ ‬على‭ ‬تغطية‭ ‬حاجياتها‭ ‬من‭ ‬الواردات‭ ‬وسداد‭ ‬ديونها‭ ‬الخارجية‭. ‬كما‭ ‬يساعد‭ ‬هذا‭ ‬التحسن‭ ‬في‭ ‬استقرار‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬وتقليل‭ ‬الضغوط‭ ‬التضخمية،‭ ‬ويعكس‭ ‬قدرة‭ ‬المؤسسات‭ ‬التونسية‭ ‬على‭ ‬المنافسة‭ ‬والجودة،‭ ‬مما‭ ‬يفتح‭ ‬آفاقًا‭ ‬أوسع‭ ‬للتوسع‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭. ‬
وتمثل‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬مؤشرًا‭ ‬هامًا‭ ‬على‭ ‬تطور‭ ‬المبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬التونسية،‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬تعكس‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة،‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالعجز‭ ‬التجاري‭ ‬،والاعتماد‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الأسواق‭ ‬الخارجية‭. ‬ولضمان‭ ‬استدامة‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬يتوجب‭ ‬على‭ ‬تونس‭ ‬تعزيز‭ ‬تنافسية‭ ‬صادراتها،‭ ‬تنويع‭ ‬شركائها‭ ‬التجاريين،‭ ‬ودعم‭ ‬القطاعات‭ ‬الإنتاجية‭ ‬المحلية‭ ‬لتقليل‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الصادرات‭ ‬والواردات‭. ‬

سفيان المهداوي 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews