إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بسبب نسب الضرائب وكلفة العيش والشعور بالأمان.. 7500 متقاعد إيطالي يختارون تونس للاستقرار..

 

- تونس البلد الوحيد الذي شهد نموًا قويًا في أعداد المتقاعدين الأجانب بين عامي 2019 و2023 بنسبة 46  % 

-نسبة الضرائب وكلفة العيش والشعور بالأمان سبب الإقبال على بلادنا

في ظل التغيرات الاقتصادية والضريبية وحتى المناخية التي يشهدها العالم، أصبحت تونس اليوم الوجهة المفضلة للمتقاعدين الإيطاليين الباحثين عن حياة هادئة ومعيشة بأسعار معقولة مع نسب وإعفاءات ضريبية جذابة، وهذا ما أكده تقرير نشرته صحيفة «كورييري ديلا سيرا» في عددها الصادر بتاريخ 13 فيفري الجاري، والذي أشار الى أن عدد الإيطاليين المقيمين في تونس بلغ حاليا حوالي 7500 متقاعد، منهم 6000 يستقرون في مدينة الحمامات، مما يجعل تونس البلد الوحيد الذي شهد نموًا قويًا في أعداد المتقاعدين الأجانب بين عامي 2019 و2023 بنسبة بلغت 46  %.

وكانت البرتغال لسنوات الوجهة المفضلة للمتقاعدين الإيطاليين والأوروبيين بشكل عام، بفضل الإعفاءات الضريبية الكبيرة التي قدمتها لشبونة. لكن مع تغيير السياسات الضريبية في البرتغال، حيث تم إلغاء الإعفاء الضريبي الكامل في عام 2020 وفرض ضريبة ثابتة بنسبة 10  % حتى عام 2024، بدأ المتقاعدون الايطاليون خاصة يبحثون عن وجهات جديدة تلبي احتياجاتهم المالية ونمط حياتهم، وهنا برزت تونس كبديل مثالي.

ففي العامين الماضيين فقط، نقل حوالي 2000 متقاعد إيطالي إقامتهم من البرتغال إلى تونس، وفقًا للإحصائيات. ويشير سجل الإيطاليين المقيمين في الخارج إلى أن العدد الإجمالي للمتقاعدين الإيطاليين في تونس يقترب من 7500 شخص، وهو رقم يعكس الثقة المتزايدة في هذه الوجهة الجديدة.

عوامل جذب عديدة

ومن بين الأسباب التي جعلت من بلادنا قبلة للمتقاعدين الايطاليين وجبت الإشارة الى ما تتمتع به تونس من مجموعة من العوامل جعلتها جاذبة لمن يرغبون في الراحة بعد سنوات طويلة من العمل مع كلفة معيشة معقولة، وفقًا لمديرة الوكالة التي تعنى بتنظيم إقاماتهم. ومن أبرز هذه العوامل الإعفاءات الضريبية الجذابة حيث يخضع المتقاعدون في تونس لنظام ضريبي ميسر، لا تتجاوز الضرائب على المعاشات وأجور التقاعد فيه الـ5  % على أقصى تقدير، مقارنة بنسبة 30  % في إيطاليا. وتخضع معاشات الأجانب في تونس الى التدرج حيث تكون الـ1500 أورو الأولى من الأجر معفية من الضرائب ثم يتم فرض أداء بنسبة 2.5 بالمائة على الدخل بين 5000 و10000 أورو وأكثر من ذلك المبلغ يخضع الى نسبة أداء في حدود 5 بالمائة. هذا الفارق الكبير في الضرائب بين تونس وإيطاليا يوفر للمتقاعدين دخلاً إضافيًا هاما يمكنهم من عيش حياة مريحة. كذلك نذكر انخفاض تكلفة المعيشة حيث تتميز تونس بانخفاض تكاليف السكن والأكل والاتصالات والخدمات اليومية والصحة مقارنة بالدول الأوروبية، مما يسمح للمتقاعدين بالتمتع بجودة حياة عالية بميزانية محدودة.  وهنا لا بد من الإشارة الى الخدمات الصحية مثلا نظرا لسن المتقاعدين حيث يتوفر في تونس العلاج العمومي المجاني أما كلفة الطبيب المختص فهي لا تتجاوز 70 أو 80 دينارا تونسيا في حين لا يتوفر العلاج المجاني في إيطاليا وكلفة العلاج مرتفعة جدا. تضاف الى هذا أهمية فارق العملة بين الأورو والدينار التونسي حيث من المهم جدا للأوروبي أن يحصل على أجره بالاورو ويعيش بالدينار التونسي.

ومن بين العوامل المشجعة للمتقاعد الإيطالي كذلك، المناخ المعتدل حيث تتمتع تونس بمناخ متوسطي معتدل، خاصة في المدن الساحلية مثل الحمامات، مما يجعلها مكانًا مثاليًا للاستقرار طيلة العام.

ويبقى الشعور بالأمن والأمان من بين أهم العناصر الجاذبة للعيش في بلادنا حيث تعد تونس من الدول الآمنة نسبيًا مقارنة بغيرها في المناطق، مما يمنح المتقاعدين الإيطاليين شعورًا بالطمأنينة والاستقرار.

الحمامات وجهة مفضلة

وباعتبارها تحتضن حوالي 6000 من بين أكثر من 7500 إيطاليا يعيشون في تونس، فان مدينة الحمامات، تعد الوجهة الأكثر جذبا للمتقاعدين الإيطاليين، بفضل شواطئها وطقسها الدافئ وبنيتها التحتية العتيقة وكذلك السياحية المتطورة، أصبحت الحمامات مركزًا لجالية إيطالية نشطة. كما توفر المدينة فرصًا للتفاعل الثقافي والاجتماعي، مما يجعل الاندماج في المجتمع المحلي أسهل للمقيمين الجدد. وهنا لا بد من الإشارة الى الدور الذي لعبه بتينو كراكسي الزعيم الاشتراكي الإيطالي ورئيس الوزراء الأسبق، الذي اختار العيش في مدينة الحمامات التونسية التي دفن فيها يوم 19 جانفي عام 2000. كما اختارت عائلته مواصلة العيش في نفس المدينة.

ورغم النمو الكبير والمتزايد في أعداد المتقاعدين الإيطاليين، فإن تونس تواجه تحديات في الحفاظ على هذه الوجهة الجذابة واستقطاب المزيد من الأوروبيين الراغبين في العيش فيها وإنفاق تحويلاتهم المالية بالعملة الصعبة في بلادنا. ومن بين هذه التحديات الحاجة إلى تحسين البنية التحتية الصحية وخدمات الرعاية لكبار السن، بالإضافة إلى تعزيز الإطار القانوني الذي ينظم إقامة الأجانب. مع ضرورة المحافظة على السياسات الضريبية المعتمدة حتى لا يؤثر أي تعديل على تدفق المتقاعدين في المستقبل. ومع استمرار تدفق المتقاعدين الأوروبيين، يمكن لتونس أن تصبح واحدة من أهم الوجهات العالمية لكبار السن، شرط أن تعمل على تعزيز خدماتها والمحافظة على بيئة مستقرة وآمنة لهذه النوعية من السياح الدائمين. المؤثرين إيجابا في الاقتصاد التونسي. وفي الوقت الذي تواجه فيه العديد من الدول الأوروبية تحديات اقتصادية وضريبية، على تونس ان تستغل هذا الظرف لتبرز كواحة للاستقرار والعيش المريح للأجانب تحت شعار «التقاعد المثالي».

وفاء بن محمد

بسبب نسب الضرائب وكلفة العيش والشعور بالأمان..   7500 متقاعد إيطالي يختارون تونس للاستقرار..

 

- تونس البلد الوحيد الذي شهد نموًا قويًا في أعداد المتقاعدين الأجانب بين عامي 2019 و2023 بنسبة 46  % 

-نسبة الضرائب وكلفة العيش والشعور بالأمان سبب الإقبال على بلادنا

في ظل التغيرات الاقتصادية والضريبية وحتى المناخية التي يشهدها العالم، أصبحت تونس اليوم الوجهة المفضلة للمتقاعدين الإيطاليين الباحثين عن حياة هادئة ومعيشة بأسعار معقولة مع نسب وإعفاءات ضريبية جذابة، وهذا ما أكده تقرير نشرته صحيفة «كورييري ديلا سيرا» في عددها الصادر بتاريخ 13 فيفري الجاري، والذي أشار الى أن عدد الإيطاليين المقيمين في تونس بلغ حاليا حوالي 7500 متقاعد، منهم 6000 يستقرون في مدينة الحمامات، مما يجعل تونس البلد الوحيد الذي شهد نموًا قويًا في أعداد المتقاعدين الأجانب بين عامي 2019 و2023 بنسبة بلغت 46  %.

وكانت البرتغال لسنوات الوجهة المفضلة للمتقاعدين الإيطاليين والأوروبيين بشكل عام، بفضل الإعفاءات الضريبية الكبيرة التي قدمتها لشبونة. لكن مع تغيير السياسات الضريبية في البرتغال، حيث تم إلغاء الإعفاء الضريبي الكامل في عام 2020 وفرض ضريبة ثابتة بنسبة 10  % حتى عام 2024، بدأ المتقاعدون الايطاليون خاصة يبحثون عن وجهات جديدة تلبي احتياجاتهم المالية ونمط حياتهم، وهنا برزت تونس كبديل مثالي.

ففي العامين الماضيين فقط، نقل حوالي 2000 متقاعد إيطالي إقامتهم من البرتغال إلى تونس، وفقًا للإحصائيات. ويشير سجل الإيطاليين المقيمين في الخارج إلى أن العدد الإجمالي للمتقاعدين الإيطاليين في تونس يقترب من 7500 شخص، وهو رقم يعكس الثقة المتزايدة في هذه الوجهة الجديدة.

عوامل جذب عديدة

ومن بين الأسباب التي جعلت من بلادنا قبلة للمتقاعدين الايطاليين وجبت الإشارة الى ما تتمتع به تونس من مجموعة من العوامل جعلتها جاذبة لمن يرغبون في الراحة بعد سنوات طويلة من العمل مع كلفة معيشة معقولة، وفقًا لمديرة الوكالة التي تعنى بتنظيم إقاماتهم. ومن أبرز هذه العوامل الإعفاءات الضريبية الجذابة حيث يخضع المتقاعدون في تونس لنظام ضريبي ميسر، لا تتجاوز الضرائب على المعاشات وأجور التقاعد فيه الـ5  % على أقصى تقدير، مقارنة بنسبة 30  % في إيطاليا. وتخضع معاشات الأجانب في تونس الى التدرج حيث تكون الـ1500 أورو الأولى من الأجر معفية من الضرائب ثم يتم فرض أداء بنسبة 2.5 بالمائة على الدخل بين 5000 و10000 أورو وأكثر من ذلك المبلغ يخضع الى نسبة أداء في حدود 5 بالمائة. هذا الفارق الكبير في الضرائب بين تونس وإيطاليا يوفر للمتقاعدين دخلاً إضافيًا هاما يمكنهم من عيش حياة مريحة. كذلك نذكر انخفاض تكلفة المعيشة حيث تتميز تونس بانخفاض تكاليف السكن والأكل والاتصالات والخدمات اليومية والصحة مقارنة بالدول الأوروبية، مما يسمح للمتقاعدين بالتمتع بجودة حياة عالية بميزانية محدودة.  وهنا لا بد من الإشارة الى الخدمات الصحية مثلا نظرا لسن المتقاعدين حيث يتوفر في تونس العلاج العمومي المجاني أما كلفة الطبيب المختص فهي لا تتجاوز 70 أو 80 دينارا تونسيا في حين لا يتوفر العلاج المجاني في إيطاليا وكلفة العلاج مرتفعة جدا. تضاف الى هذا أهمية فارق العملة بين الأورو والدينار التونسي حيث من المهم جدا للأوروبي أن يحصل على أجره بالاورو ويعيش بالدينار التونسي.

ومن بين العوامل المشجعة للمتقاعد الإيطالي كذلك، المناخ المعتدل حيث تتمتع تونس بمناخ متوسطي معتدل، خاصة في المدن الساحلية مثل الحمامات، مما يجعلها مكانًا مثاليًا للاستقرار طيلة العام.

ويبقى الشعور بالأمن والأمان من بين أهم العناصر الجاذبة للعيش في بلادنا حيث تعد تونس من الدول الآمنة نسبيًا مقارنة بغيرها في المناطق، مما يمنح المتقاعدين الإيطاليين شعورًا بالطمأنينة والاستقرار.

الحمامات وجهة مفضلة

وباعتبارها تحتضن حوالي 6000 من بين أكثر من 7500 إيطاليا يعيشون في تونس، فان مدينة الحمامات، تعد الوجهة الأكثر جذبا للمتقاعدين الإيطاليين، بفضل شواطئها وطقسها الدافئ وبنيتها التحتية العتيقة وكذلك السياحية المتطورة، أصبحت الحمامات مركزًا لجالية إيطالية نشطة. كما توفر المدينة فرصًا للتفاعل الثقافي والاجتماعي، مما يجعل الاندماج في المجتمع المحلي أسهل للمقيمين الجدد. وهنا لا بد من الإشارة الى الدور الذي لعبه بتينو كراكسي الزعيم الاشتراكي الإيطالي ورئيس الوزراء الأسبق، الذي اختار العيش في مدينة الحمامات التونسية التي دفن فيها يوم 19 جانفي عام 2000. كما اختارت عائلته مواصلة العيش في نفس المدينة.

ورغم النمو الكبير والمتزايد في أعداد المتقاعدين الإيطاليين، فإن تونس تواجه تحديات في الحفاظ على هذه الوجهة الجذابة واستقطاب المزيد من الأوروبيين الراغبين في العيش فيها وإنفاق تحويلاتهم المالية بالعملة الصعبة في بلادنا. ومن بين هذه التحديات الحاجة إلى تحسين البنية التحتية الصحية وخدمات الرعاية لكبار السن، بالإضافة إلى تعزيز الإطار القانوني الذي ينظم إقامة الأجانب. مع ضرورة المحافظة على السياسات الضريبية المعتمدة حتى لا يؤثر أي تعديل على تدفق المتقاعدين في المستقبل. ومع استمرار تدفق المتقاعدين الأوروبيين، يمكن لتونس أن تصبح واحدة من أهم الوجهات العالمية لكبار السن، شرط أن تعمل على تعزيز خدماتها والمحافظة على بيئة مستقرة وآمنة لهذه النوعية من السياح الدائمين. المؤثرين إيجابا في الاقتصاد التونسي. وفي الوقت الذي تواجه فيه العديد من الدول الأوروبية تحديات اقتصادية وضريبية، على تونس ان تستغل هذا الظرف لتبرز كواحة للاستقرار والعيش المريح للأجانب تحت شعار «التقاعد المثالي».

وفاء بن محمد

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews