إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

شدد‭ ‬دوما‭ ‬على‭ ‬الانسجام.. أي‭ ‬دور‭ ‬للمسؤول‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية؟

‮«‬المسؤولية‭ ‬تكليف‭ ‬وليست‭ ‬تشريفا‮»‬،‭ ‬هذا‭ ‬تقريبا‭ ‬تلخيص‭ ‬لفحوى‭ ‬كلام‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬وتصريحاته‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مناسبة‭ ‬خلال‭ ‬اجتماعاته‭ ‬مع‭ ‬رؤساء‭ ‬الحكومات‭ ‬المتعاقبين‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الوزراء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬في‭ ‬الدولة‭.‬

ويثار‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬إقالة‭ ‬لمسؤول‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬أسئلة‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬يريده‭ ‬الرئيس‭ ‬وما‭ ‬تنجزه‭ ‬الحكومة‭ ‬بمسؤوليها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭. ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يعتبر‭ ‬فيه‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬لا‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬انسجام‭ ‬مع‭ ‬خيارات‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يقول‭ ‬آخرون،‭ ‬أن‭ ‬للواقع‭ ‬والوضع‭ ‬الراهن‭ ‬للبلاد‭ ‬اكراهاته‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬يطلب‭ ‬أحيانا‭ ‬من‭ ‬المسؤول‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬متاحا‭ ‬بالنجاعة‭ ‬والسرعة‭ ‬المطلوبتين‭ ‬بسبب‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬التعقيدات‭ ‬والإشكاليات‭.‬

في‭ ‬لقائه‭ ‬الأخير‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬كمال‭ ‬المدّوري‭ ‬الخميس‭ ‬13‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬أكّد‭ ‬رئيس‭ ‬الدّولة‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬على‭ ‬‮«‬ضرورة‭ ‬استيعاب‭ ‬عديد‭ ‬المسؤولين‭ ‬أنهم‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬دستور‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬2022‭. ‬فبعض‭ ‬التصريحات‭ ‬والممارسات‭ ‬لا‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬روح‭ ‬الدستور‭ ‬الذي‭ ‬أقره‭ ‬الشعب‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬قطيعة‭ ‬تامة‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬أحكامه‭ ‬الواضحة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬قراءات‭ ‬متعدّدة‭ ‬ولا‭ ‬تأويلا‮»‬‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬سبقه‭ ‬وتناول‭ ‬أساسا،‭ ‬سير‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي،‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬وفق‭ ‬بلاغ‭ ‬الرئاسة‭ ‬مجدّدا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الانسجام‭ ‬بين‭ ‬أعضاء‭ ‬الفريق‭ ‬الحكومي‭ ‬ومراعاة‭ ‬الضوابط‭ ‬التي‭ ‬تمليها‭ ‬المسؤوليات‭ ‬داخل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‮»‬‭.‬

وشدّد‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬‮«‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬يستحضر‭ ‬كلّ‭ ‬مسؤول‭ ‬أنّ‭ ‬تونس‭ ‬يحكمها‭ ‬الدستور‭ ‬الذي‭ ‬أقره‭ ‬الشعب‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الاستفتاء‭ ‬يوم‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬2022‭ ‬ويقطع‭ ‬مع‭ ‬رواسب‭ ‬الدستور‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يُهدّد‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬وحدتها‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬كيانها‮»‬‭.‬

إيجاد‭ ‬الحلول

كما‭ ‬دعا‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬وفق‭ ‬بلاغ‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬كلّ‭ ‬مسؤول‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ألاّ‭ ‬يكتفي‭ ‬بتشخيص‭ ‬الأوضاع‭ ‬بل‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يبادر‭ ‬بتقديم‭ ‬تصوّرات‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬انتظارات‭ ‬الشعب،‭ ‬فالتشخيص‭ ‬معلوم‭ ‬ويجب‭ ‬العمل‭ ‬بسرعة‭ ‬قصوى‭ ‬لإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬المناسبة‭ ‬لمختلف‭ ‬مشاغل‭ ‬المواطنين‮»‬‭.‬

ليست‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يرد‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬محمول‭ ‬على‭ ‬المسؤول‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬الذي‭ ‬يحرص‭ ‬في‭ ‬جل‭ ‬لقاءاته‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬والوزراء‭ ‬وبقية‭ ‬المسؤلين‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬ترديد‭ ‬المفردات‭ ‬ذاتها‭.‬

فخلال‭ ‬إشرافه‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬جانفي‭ ‬الفارط،‭ ‬على‭ ‬اجتماع‭ ‬لأعضاء‭ ‬الحكومة‭ ‬شدّد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬على‭ ‬‮«‬وحدة‭ ‬الدولة‭ ‬وضرورة‭ ‬الانسجام‭ ‬الكامل‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬مؤسساتها‭. ‬فللدولة‭ ‬سياسة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬دستورها‭ ‬وفي‭ ‬ظلّ‭ ‬تشريعاتها‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬أصنافها‮»‬‭.‬

كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬بلاغ‭ ‬الرئاسة‭ ‬حول‭ ‬فحوى‭ ‬اللقاء‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬‮«‬أكد‭ ‬مجدّدا،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬كل‭ ‬مسؤول‭ ‬أنه‭ ‬يحمل‭ ‬أمانة‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬مثالا‭ ‬في‭ ‬التعفّف‭ ‬والزُهد‭ ‬وفي‭ ‬البذل‭ ‬والعطاء‭ ‬ويعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الانتظارات‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬التونسي‭ ‬في‭ ‬أسرع‭ ‬الأوقات‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬المجالين‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬متصل‭ ‬جدد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬خلال‭ ‬إشرافه‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬جانفي‭ ‬الفارط‭ ‬بقصر‭ ‬قرطاج‭ ‬على‭ ‬اجتماع‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬‮«‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تتنزّل‭ ‬كل‭ ‬التشريعات‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬روح‭ ‬الدستور‭ ‬ومقاصده‭ ‬وعلى‭ ‬مزيد‭ ‬البذل‭ ‬والعطاء‭ ‬والانسجام‭ ‬وأن‭ ‬يشعر‭ ‬كلّ‭ ‬مسؤول‭ ‬بانتظارات‭ ‬الشعب‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬تلبيتها‭ ‬باستنباط‭ ‬حلول‭ ‬وباستشراف‭ ‬للمستقبل‭ ‬وفق‭ ‬فكر‭ ‬جديد‭ ‬وبروح‭ ‬المناضل‭ ‬الذي‭ ‬يضع‭ ‬المصلحة‭ ‬العليا‭ ‬للوطن‭ ‬فوق‭ ‬كلّ‭ ‬اعتبار‭ ‬فلا‭ ‬جدوى‭ ‬من‭ ‬تشريعات‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬مقاربات‭ ‬تقليدية‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الرتق‭ ‬وأنصاف‭ ‬الحلول‭ ‬فإمّا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الحلّ‭ ‬جذريا‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يكون‮»‬‭.‬

المسؤولية‭ ‬أمانة

مضيفا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬‭..‬المسؤولية‭ ‬أمانة‭ ‬والاستجابة‭ ‬لمطالب‭ ‬شعبنا‭ ‬واجب‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬استقلال‭ ‬قرارنا‭ ‬الوطني‭ ‬من‭ ‬أقدس‭ ‬الواجبات‭ ‬ومن‭ ‬أثقل‭ ‬الأمانات‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬18‭ ‬ديسمبر‭ ‬الفارط‭ ‬شدّد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد،‭ ‬أثناء‭ ‬اجتماع‭ ‬لأعضاء‭ ‬الحكومة‭ ‬بقصر‭ ‬قرطاج،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬‮«‬أن‭ ‬يستبطن‭ ‬كل‭ ‬مسؤول،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الـمسؤولية‭ ‬التي‭ ‬يتحمّلها،‭ ‬آمال‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬وأن‭ ‬يشعر‭ ‬بتطلعاته‭ ‬ويسعى‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬العاجلة‭ ‬وتذليل‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬تعترض‭ ‬المواطنين‮»‬‭.‬

واعتبر‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬‮«‬أن‭ ‬الإرث‭ ‬ثقيل‭ ‬وحجم‭ ‬الخراب‭ ‬كبير‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتحلى‭ ‬كل‭ ‬مسؤول‭ ‬بعقلية‭ ‬المناضل‭ ‬الذي‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬وطنه‭ ‬وشعبه‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬شعاره‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬وقت‭ ‬إنني‭ ‬فداء‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬العزيز‮»‬‭.‬

في‭ ‬المقابل‭ ‬تؤكد‭ ‬الإقالات‭ ‬المتتالية‭ ‬والمتواصلة‭ ‬للمسؤولين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المناصب‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬ينشده‭ ‬الرئيس‭ ‬ويطلبه‭ ‬من‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬التي‭ ‬يرأسها‭ ‬لا‭ ‬يجده‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬قرارات‭ ‬ونتائج‭ ‬وحلول‭ ‬أو‭ ‬بداية‭ ‬حلول‭ ‬لبعض‭ ‬الإشكاليات‭ ‬العالقة‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭. ‬

◗‭ ‬م‭.‬ي

 

شدد‭ ‬دوما‭ ‬على‭ ‬الانسجام..  أي‭ ‬دور‭ ‬للمسؤول‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية؟

‮«‬المسؤولية‭ ‬تكليف‭ ‬وليست‭ ‬تشريفا‮»‬،‭ ‬هذا‭ ‬تقريبا‭ ‬تلخيص‭ ‬لفحوى‭ ‬كلام‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬وتصريحاته‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مناسبة‭ ‬خلال‭ ‬اجتماعاته‭ ‬مع‭ ‬رؤساء‭ ‬الحكومات‭ ‬المتعاقبين‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الوزراء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬في‭ ‬الدولة‭.‬

ويثار‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬إقالة‭ ‬لمسؤول‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬أسئلة‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬يريده‭ ‬الرئيس‭ ‬وما‭ ‬تنجزه‭ ‬الحكومة‭ ‬بمسؤوليها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭. ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يعتبر‭ ‬فيه‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬لا‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬انسجام‭ ‬مع‭ ‬خيارات‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يقول‭ ‬آخرون،‭ ‬أن‭ ‬للواقع‭ ‬والوضع‭ ‬الراهن‭ ‬للبلاد‭ ‬اكراهاته‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬يطلب‭ ‬أحيانا‭ ‬من‭ ‬المسؤول‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬متاحا‭ ‬بالنجاعة‭ ‬والسرعة‭ ‬المطلوبتين‭ ‬بسبب‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬التعقيدات‭ ‬والإشكاليات‭.‬

في‭ ‬لقائه‭ ‬الأخير‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬كمال‭ ‬المدّوري‭ ‬الخميس‭ ‬13‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬أكّد‭ ‬رئيس‭ ‬الدّولة‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬على‭ ‬‮«‬ضرورة‭ ‬استيعاب‭ ‬عديد‭ ‬المسؤولين‭ ‬أنهم‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬دستور‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬2022‭. ‬فبعض‭ ‬التصريحات‭ ‬والممارسات‭ ‬لا‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬روح‭ ‬الدستور‭ ‬الذي‭ ‬أقره‭ ‬الشعب‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬قطيعة‭ ‬تامة‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬أحكامه‭ ‬الواضحة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬قراءات‭ ‬متعدّدة‭ ‬ولا‭ ‬تأويلا‮»‬‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬سبقه‭ ‬وتناول‭ ‬أساسا،‭ ‬سير‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي،‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬وفق‭ ‬بلاغ‭ ‬الرئاسة‭ ‬مجدّدا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الانسجام‭ ‬بين‭ ‬أعضاء‭ ‬الفريق‭ ‬الحكومي‭ ‬ومراعاة‭ ‬الضوابط‭ ‬التي‭ ‬تمليها‭ ‬المسؤوليات‭ ‬داخل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‮»‬‭.‬

وشدّد‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬‮«‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬يستحضر‭ ‬كلّ‭ ‬مسؤول‭ ‬أنّ‭ ‬تونس‭ ‬يحكمها‭ ‬الدستور‭ ‬الذي‭ ‬أقره‭ ‬الشعب‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الاستفتاء‭ ‬يوم‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬2022‭ ‬ويقطع‭ ‬مع‭ ‬رواسب‭ ‬الدستور‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يُهدّد‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬وحدتها‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬كيانها‮»‬‭.‬

إيجاد‭ ‬الحلول

كما‭ ‬دعا‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬وفق‭ ‬بلاغ‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬كلّ‭ ‬مسؤول‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ألاّ‭ ‬يكتفي‭ ‬بتشخيص‭ ‬الأوضاع‭ ‬بل‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يبادر‭ ‬بتقديم‭ ‬تصوّرات‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬انتظارات‭ ‬الشعب،‭ ‬فالتشخيص‭ ‬معلوم‭ ‬ويجب‭ ‬العمل‭ ‬بسرعة‭ ‬قصوى‭ ‬لإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬المناسبة‭ ‬لمختلف‭ ‬مشاغل‭ ‬المواطنين‮»‬‭.‬

ليست‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يرد‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬محمول‭ ‬على‭ ‬المسؤول‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬الذي‭ ‬يحرص‭ ‬في‭ ‬جل‭ ‬لقاءاته‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬والوزراء‭ ‬وبقية‭ ‬المسؤلين‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬ترديد‭ ‬المفردات‭ ‬ذاتها‭.‬

فخلال‭ ‬إشرافه‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬جانفي‭ ‬الفارط،‭ ‬على‭ ‬اجتماع‭ ‬لأعضاء‭ ‬الحكومة‭ ‬شدّد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬على‭ ‬‮«‬وحدة‭ ‬الدولة‭ ‬وضرورة‭ ‬الانسجام‭ ‬الكامل‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬مؤسساتها‭. ‬فللدولة‭ ‬سياسة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬دستورها‭ ‬وفي‭ ‬ظلّ‭ ‬تشريعاتها‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬أصنافها‮»‬‭.‬

كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬بلاغ‭ ‬الرئاسة‭ ‬حول‭ ‬فحوى‭ ‬اللقاء‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬‮«‬أكد‭ ‬مجدّدا،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬كل‭ ‬مسؤول‭ ‬أنه‭ ‬يحمل‭ ‬أمانة‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬مثالا‭ ‬في‭ ‬التعفّف‭ ‬والزُهد‭ ‬وفي‭ ‬البذل‭ ‬والعطاء‭ ‬ويعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الانتظارات‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬التونسي‭ ‬في‭ ‬أسرع‭ ‬الأوقات‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬المجالين‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬متصل‭ ‬جدد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬خلال‭ ‬إشرافه‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬جانفي‭ ‬الفارط‭ ‬بقصر‭ ‬قرطاج‭ ‬على‭ ‬اجتماع‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬‮«‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تتنزّل‭ ‬كل‭ ‬التشريعات‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬روح‭ ‬الدستور‭ ‬ومقاصده‭ ‬وعلى‭ ‬مزيد‭ ‬البذل‭ ‬والعطاء‭ ‬والانسجام‭ ‬وأن‭ ‬يشعر‭ ‬كلّ‭ ‬مسؤول‭ ‬بانتظارات‭ ‬الشعب‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬تلبيتها‭ ‬باستنباط‭ ‬حلول‭ ‬وباستشراف‭ ‬للمستقبل‭ ‬وفق‭ ‬فكر‭ ‬جديد‭ ‬وبروح‭ ‬المناضل‭ ‬الذي‭ ‬يضع‭ ‬المصلحة‭ ‬العليا‭ ‬للوطن‭ ‬فوق‭ ‬كلّ‭ ‬اعتبار‭ ‬فلا‭ ‬جدوى‭ ‬من‭ ‬تشريعات‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬مقاربات‭ ‬تقليدية‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الرتق‭ ‬وأنصاف‭ ‬الحلول‭ ‬فإمّا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الحلّ‭ ‬جذريا‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يكون‮»‬‭.‬

المسؤولية‭ ‬أمانة

مضيفا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬‭..‬المسؤولية‭ ‬أمانة‭ ‬والاستجابة‭ ‬لمطالب‭ ‬شعبنا‭ ‬واجب‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬استقلال‭ ‬قرارنا‭ ‬الوطني‭ ‬من‭ ‬أقدس‭ ‬الواجبات‭ ‬ومن‭ ‬أثقل‭ ‬الأمانات‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬18‭ ‬ديسمبر‭ ‬الفارط‭ ‬شدّد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد،‭ ‬أثناء‭ ‬اجتماع‭ ‬لأعضاء‭ ‬الحكومة‭ ‬بقصر‭ ‬قرطاج،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬‮«‬أن‭ ‬يستبطن‭ ‬كل‭ ‬مسؤول،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الـمسؤولية‭ ‬التي‭ ‬يتحمّلها،‭ ‬آمال‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬وأن‭ ‬يشعر‭ ‬بتطلعاته‭ ‬ويسعى‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬العاجلة‭ ‬وتذليل‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬تعترض‭ ‬المواطنين‮»‬‭.‬

واعتبر‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬‮«‬أن‭ ‬الإرث‭ ‬ثقيل‭ ‬وحجم‭ ‬الخراب‭ ‬كبير‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتحلى‭ ‬كل‭ ‬مسؤول‭ ‬بعقلية‭ ‬المناضل‭ ‬الذي‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬وطنه‭ ‬وشعبه‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬شعاره‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬وقت‭ ‬إنني‭ ‬فداء‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬العزيز‮»‬‭.‬

في‭ ‬المقابل‭ ‬تؤكد‭ ‬الإقالات‭ ‬المتتالية‭ ‬والمتواصلة‭ ‬للمسؤولين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المناصب‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬ينشده‭ ‬الرئيس‭ ‬ويطلبه‭ ‬من‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬التي‭ ‬يرأسها‭ ‬لا‭ ‬يجده‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬قرارات‭ ‬ونتائج‭ ‬وحلول‭ ‬أو‭ ‬بداية‭ ‬حلول‭ ‬لبعض‭ ‬الإشكاليات‭ ‬العالقة‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭. ‬

◗‭ ‬م‭.‬ي

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews