إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

إثر تهاطل كميات هامة من الأمطار بمختلف الجهات.. استبشار بموسم فلاحي واعد وتدعيم إيرادات السدود

❞‭ ‬نحو‭ ‬امتلاء‭ ‬السدود‭ ‬بنسبة‭ ‬34‭ % ‬‭ ‬❝

كميات‭ ‬هامة‭ ‬من‭ ‬الأمطار‭ ‬تهاطلت‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬جهات‭ ‬الجمهورية‭ ‬من‭ ‬الشمال‭ ‬إلى‭ ‬الجنوب‭ ‬منذ‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬الفارط‭ ‬5‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭. ‬كميات‭ ‬استبشر‭ ‬بها‭ ‬الفلاح‭ ‬كما‭ ‬المواطن‭ ‬نظرا‭ ‬لأهميتها‭ ‬في‭ ‬تدعيم‭ ‬إيرادات‭ ‬السدود‭. ‬وحول‭ ‬مدى‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمطار‭ ‬الأخير‭ ‬لإيرادات‭ ‬السدود‭ ‬أكد‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬والموارد‭ ‬المائية،‭ ‬حسين‭ ‬الرحيلي،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ»الصباح‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الأمطار‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬تونس‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬الوضع‭ ‬المائي‭ ‬ورفع‭ ‬منسوب‭ ‬السدود،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأوضاع‭ ‬الحالية‭ ‬أفضل‭ ‬مقارنة‭ ‬بالأعوام‭ ‬السابقة،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تتطلب‭ ‬إدارة‭ ‬حكيمة‭ ‬للموارد‭ ‬المائية‭ ‬لضمان‭ ‬استدامتها‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التغيرات‭ ‬الطارئة‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬الأمطار‭ ‬نتيجة‭ ‬للتغيرات‭ ‬المناخية‭.‬

وأبرز‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬ترتفع‭ ‬نسبة‭ ‬امتلاء‭ ‬السدود‭ ‬إلى‭ ‬34‭ % ‬بحجم‭ ‬إيرادات‭ ‬يفوق‭ ‬803‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬كعب‭.‬

وأبرز‭ ‬أن‭ ‬أكبر‭ ‬كميات‭ ‬الأمطار‭ ‬التي‭ ‬نزلت‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬الغربي‭ ‬والساحل‭ ‬والوطن‭ ‬القبلي،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬امتلاء‭ ‬السدود‭ ‬ارتفعت‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬بكميات‭ ‬كبيرة‭ ‬نظرا‭ ‬لنزول‭ ‬أعلى‭ ‬كميات‭ ‬من‭ ‬الأمطار‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬سدود‭ ‬كبيرة،‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬تحديد‭ ‬الكميات‭ ‬التي‭ ‬ستغذي‭ ‬السدود‭ ‬بعد‭ ‬سيلان‭ ‬الأودية‭ ‬ووصولها‭ ‬إلى‭ ‬أقرب‭ ‬السدود‭.‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬المياه‭ ‬مهمة‭ ‬للزراعة‭ ‬وتغذية‭ ‬المائدة‭ ‬المائية،‭ ‬وأردف‭ ‬مبينا‭ ‬أنه‭ ‬ورغم‭ ‬أهمية‭ ‬التساقطات‭ ‬فإن‭ ‬ارتفاع‭ ‬الإيرادات‭ ‬يتم‭ ‬ببطء‭ ‬كون‭ ‬أكبر‭ ‬الكميات‭ ‬المسجلة‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬فيها‭ ‬السدود‭ ‬الكبيرة‭ ‬المتواجدة‭ ‬في‭ ‬أقصى‭ ‬الشمال‭.‬

وأشار‭ ‬حسين‭ ‬الرحيلي‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬المائية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التحول‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الخارطة‭ ‬المطرية‭ ‬يفرض‭ ‬إدخال‭ ‬تغييرات‭ ‬على‭ ‬سياسة‭ ‬تعبئة‭ ‬الموارد‭ ‬المائية،‭ ‬وفق‭ ‬تأكيده،‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬القيام‭ ‬بدراسات‭ ‬وبحوث‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المالية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تغيير‭ ‬طرق‭ ‬تعبئة‭ ‬الموارد‭ ‬ومراجعة‭ ‬خارطة‭ ‬السدود‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬والخارطة‭ ‬المطرية‭. ‬

وأوضح‭ ‬الرحيلي‭ ‬أن‭ ‬الأمطار‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬البلاد‭ ‬ساهمت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬معنويات‭ ‬الفلاحين‭ ‬وتحسين‭ ‬الزراعة‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كميات‭ ‬الأمطار‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق،‭ ‬مثل‭ ‬الوطن‭ ‬القبلي‭ ‬والساحل‭ ‬وجنوب‭ ‬تونس‭ ‬تضاعفت،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬تحسنًا‭ ‬ملحوظًا‭ ‬مقارنة‭ ‬بفترات‭ ‬الجفاف‭ ‬الطويلة‭ ‬التي‭ ‬عاشتها‭ ‬البلاد‭.‬

انتفاع‭ ‬مختلف‭ ‬الزراعات‭.. ‬وخاصة‭ ‬3‭ ‬منها

ومن‭ ‬جانبه‭ ‬وحول‭ ‬فوائدة‭ ‬التساقطات‭ ‬على‭ ‬الزراعات‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬أفاد‭ ‬فوزي‭ ‬الزياني‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬الزراعية‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬الأمطار‭ ‬مهمة‭ ‬عند‭ ‬نزولها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت،‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬ايجابية‭ ‬على‭ ‬الزراعات،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الغراسات‭ ‬تزرع‭  ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مواسم‭ ‬مثل‭ ‬الخضر‭ ‬الورقية‭ ‬والطماطم‭ ‬والبصل‭ ‬والبطاطا‭..‬

والأهم‭ ‬من‭ ‬هذا،‭ ‬حسب‭ ‬قوله،‭ ‬أن‭ ‬الأمطار‭ ‬جاءت‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬طالت‭ ‬فترة‭ ‬الجفاف‭ ‬وأول‭ ‬منتفع‭ ‬هي‭ ‬المائدة‭ ‬المائية‭ ‬التي‭ ‬تغذت،‭ ‬إذ‭ ‬ارتفع‭ ‬منسوب‭ ‬الآبار‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬جهات‭ ‬الجمهورية‭ ‬ما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬التخفيض‭ ‬من‭ ‬ملوحة‭ ‬مياهها‭ ‬وملوحة‭ ‬التربة‭ ‬التي‭ ‬تأثرت‭ ‬بالجفاف،‭ ‬كما‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تغذية‭ ‬التربة‭ ‬التي‭ ‬استنزفت‭ ‬بسبب‭ ‬كثرة‭ ‬استعمال‭ ‬الأسمدة‭ ‬الكيمياوية‭ ‬التي‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬تفقير‭ ‬التربة،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬خير‭ ‬سماد‭ ‬هي‭ ‬الأمطار،‭ ‬وفق‭ ‬الزياني‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬الزراعات‭ ‬التي‭ ‬ستنتفع‭ ‬بهذه‭ ‬الأمطار‭ ‬هي‭ ‬الزراعات‭ ‬الكبرى‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬لهذه‭ ‬الأمطار‭ ‬تأثيرا‭ ‬ايجابيا‭ ‬على‭ ‬أشجار‭ ‬الزيتون‭ ‬والأشجار‭ ‬المثمرة،‭ ‬حسب‭ ‬محدثنا،‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬نزول‭ ‬الأمطار‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬مفيد‭ ‬جدا‭ ‬لأشجار‭ ‬الزيتون‭ ‬باعتبارها‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬التحريش‭ ‬والتنوير‭ ‬استعدادا‭ ‬للموسم‭ ‬المقبل،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬ممتازة‭ ‬لمواسم‭ ‬الخضراوات‭ ‬التي‭ ‬تغرس‭ ‬3‭ ‬و4‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬وخاصة‭ ‬الخضراوات‭ ‬التي‭ ‬تزرع‭ ‬خلال‭ ‬فصل‭ ‬الربيع‭.‬

كما‭ ‬لهذه‭ ‬الأمطار‭ ‬أهمية‭ ‬على‭ ‬زراعات‭ ‬الربيع‭ ‬والصيف‭ ‬ما‭ ‬سيدعم‭ ‬الإنتاجية‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬تراجع‭ ‬الأسعار‭ ‬ما‭ ‬سيدعم‭ ‬قفة‭ ‬المواطن‭.‬

وأردف‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬الزراعية‭ ‬فوزي‭ ‬الزياني‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬الأمطار‭ ‬ستؤثر‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬تربية‭ ‬الماشية‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬المراعي‭ ‬الطبيعية‭ ‬ستخفف‭ ‬حمل‭ ‬تكلفة‭ ‬الأعلاف‭ ‬على‭ ‬المربين‭ ‬وهذا‭ ‬طبعا‭ ‬سيخفض‭ ‬أسعار‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء‭ ‬وأضاحي‭ ‬العيد‭. ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأمطار‭ ‬مهمة‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬موارد‭ ‬السدود‭ ‬وخاصة‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الموسم‭ ‬الفلاحي‭ ‬واعد‭ ‬كذلك‭ ‬الشأن‭ ‬للموسم‭ ‬القادم‭ ‬بفضل‭ ‬تدعيم‭ ‬المائدة‭ ‬المائية‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬تحلية‭ ‬المياه‭ ‬وهذا‭ ‬يعتبر‭ ‬إيجابيا‭.‬

موسم‭ ‬واعد

ولفت‭ ‬مصدرنا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬تواصل‭ ‬نزول‭ ‬الأمطار‭ ‬خلال‭ ‬الشهر‭ ‬الحالي‭ ‬والقادم‭ ‬ستكون‭ ‬المواسم‭ ‬الفلاحية‭ ‬القادمة‭ ‬جد‭ ‬واعدة‭. ‬وسجل‭ ‬المعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للرصد‭ ‬الجوي‭ ‬كميات‭ ‬هامة‭ ‬من‭ ‬الأمطار‭ ‬بلغت‭ ‬في‭ ‬قابس‭ ‬58‭ ‬مم‭ ‬وشنني‭ ‬50‭ ‬مم‭ ‬ومطماطة‭ ‬الجديدة‭ ‬35‭ ‬مم‭ ‬والمطوية‭ ‬43‭ ‬مم،‭ ‬وغنوش‭ ‬والحامة‭ ‬36‭ ‬مم،‭ ‬ومنزل‭ ‬الحبيب‭ ‬26‭ ‬مم،‭ ‬ومنزل‭ ‬الحبيب‭ ‬ومارث‭ ‬10،‭ ‬سيدي‭ ‬التواتي‭ ‬11‭ ‬مم‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كميات‭ ‬جد‭ ‬ممتازة‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬زغوان‭ ‬إذ‭ ‬بلغت‭ ‬في‭ ‬الجوف‭ ‬61‭ ‬مم،‭ ‬وزغوان‭ ‬60‭ ‬مم،‭ ‬وجرادو‭ ‬50‭ ‬مم،‭ ‬والفحص‭ ‬40‭ ‬مم،‭ ‬وسد‭ ‬الكبير‭ ‬36‭ ‬مم،‭ ‬ومقرن‭ ‬32‭ ‬مم،‭  ‬والناظور‭ ‬وسد‭ ‬الرمل‭ ‬30‭ ‬مم،‭ ‬وصواف‭ ‬28‭ ‬مم،‭ ‬وبئر‭ ‬مشارڤة‭ ‬25‭.‬

أما‭ ‬القيروان‭ ‬المدينة‭ ‬فقد‭ ‬بلغت‭ ‬كميات‭ ‬الأمطار‭ ‬فيها‭ ‬46‭ ‬مم،‭ ‬وبوحجلة‭ ‬49‭ ‬مم،‭ ‬والسبيخة33‭ ‬مم،‭ ‬والعلم‭ ‬31‭ ‬مم،‭ ‬والعلا‭ ‬26‭ ‬مم،‭ ‬وعين‭ ‬جلولة‭ ‬والوسلاتية‭ ‬25‭ ‬مم،‭ ‬ونبهانة‭ ‬ونصر‭ ‬الله‭ ‬24‭ ‬مم،‭ ‬والحاجب‭ ‬22‭ ‬مم،‭ ‬وسد‭ ‬سيدي‭ ‬سعد‭ ‬21‭ ‬مم،‭ ‬وسد‭ ‬الهوارب‭ ‬20‭ ‬مم‭.‬

كما‭ ‬بلغت‭ ‬الكميات‭ ‬المسجلة‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬المهدية‭ ‬66‭ ‬مم‭ ‬هبيرة،‭ ‬وأولاد‭ ‬الشامخ‭ ‬ورجيش58‭ ‬مم،‭ ‬وشربان‭ ‬وقصور‭ ‬الساف‭ ‬54‭ ‬مم،‭ ‬والشابة‭ ‬48‭ ‬مم،‭ ‬والسواسي‭ ‬46‭ ‬مم،‭ ‬وملولش‭ ‬45‭ ‬مم،‭ ‬وسلقطة‭ ‬43‭ ‬مم،‭ ‬وبومرداس‭ ‬41‭ ‬مم،‭ ‬والمهدية‭ ‬وسيدي‭ ‬علوان‭ ‬40‭ ‬مم،‭ ‬والجم‭ ‬39‭ ‬مم،‭ ‬مع‭ ‬تسجيل‭ ‬كميات‭ ‬هامة‭ ‬في‭ ‬ولايات‭ ‬نابل‭ ‬وسوسة‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬والجنوب‭ ‬التونسي‭.‬

حنان‭ ‬قيراط

إثر تهاطل كميات هامة من الأمطار بمختلف الجهات.. استبشار بموسم فلاحي واعد وتدعيم إيرادات السدود

❞‭ ‬نحو‭ ‬امتلاء‭ ‬السدود‭ ‬بنسبة‭ ‬34‭ % ‬‭ ‬❝

كميات‭ ‬هامة‭ ‬من‭ ‬الأمطار‭ ‬تهاطلت‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬جهات‭ ‬الجمهورية‭ ‬من‭ ‬الشمال‭ ‬إلى‭ ‬الجنوب‭ ‬منذ‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬الفارط‭ ‬5‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭. ‬كميات‭ ‬استبشر‭ ‬بها‭ ‬الفلاح‭ ‬كما‭ ‬المواطن‭ ‬نظرا‭ ‬لأهميتها‭ ‬في‭ ‬تدعيم‭ ‬إيرادات‭ ‬السدود‭. ‬وحول‭ ‬مدى‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمطار‭ ‬الأخير‭ ‬لإيرادات‭ ‬السدود‭ ‬أكد‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬والموارد‭ ‬المائية،‭ ‬حسين‭ ‬الرحيلي،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ»الصباح‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الأمطار‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬تونس‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬الوضع‭ ‬المائي‭ ‬ورفع‭ ‬منسوب‭ ‬السدود،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأوضاع‭ ‬الحالية‭ ‬أفضل‭ ‬مقارنة‭ ‬بالأعوام‭ ‬السابقة،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تتطلب‭ ‬إدارة‭ ‬حكيمة‭ ‬للموارد‭ ‬المائية‭ ‬لضمان‭ ‬استدامتها‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التغيرات‭ ‬الطارئة‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬الأمطار‭ ‬نتيجة‭ ‬للتغيرات‭ ‬المناخية‭.‬

وأبرز‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬ترتفع‭ ‬نسبة‭ ‬امتلاء‭ ‬السدود‭ ‬إلى‭ ‬34‭ % ‬بحجم‭ ‬إيرادات‭ ‬يفوق‭ ‬803‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬كعب‭.‬

وأبرز‭ ‬أن‭ ‬أكبر‭ ‬كميات‭ ‬الأمطار‭ ‬التي‭ ‬نزلت‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬الغربي‭ ‬والساحل‭ ‬والوطن‭ ‬القبلي،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬امتلاء‭ ‬السدود‭ ‬ارتفعت‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬بكميات‭ ‬كبيرة‭ ‬نظرا‭ ‬لنزول‭ ‬أعلى‭ ‬كميات‭ ‬من‭ ‬الأمطار‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬سدود‭ ‬كبيرة،‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬تحديد‭ ‬الكميات‭ ‬التي‭ ‬ستغذي‭ ‬السدود‭ ‬بعد‭ ‬سيلان‭ ‬الأودية‭ ‬ووصولها‭ ‬إلى‭ ‬أقرب‭ ‬السدود‭.‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬المياه‭ ‬مهمة‭ ‬للزراعة‭ ‬وتغذية‭ ‬المائدة‭ ‬المائية،‭ ‬وأردف‭ ‬مبينا‭ ‬أنه‭ ‬ورغم‭ ‬أهمية‭ ‬التساقطات‭ ‬فإن‭ ‬ارتفاع‭ ‬الإيرادات‭ ‬يتم‭ ‬ببطء‭ ‬كون‭ ‬أكبر‭ ‬الكميات‭ ‬المسجلة‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬فيها‭ ‬السدود‭ ‬الكبيرة‭ ‬المتواجدة‭ ‬في‭ ‬أقصى‭ ‬الشمال‭.‬

وأشار‭ ‬حسين‭ ‬الرحيلي‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬المائية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التحول‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الخارطة‭ ‬المطرية‭ ‬يفرض‭ ‬إدخال‭ ‬تغييرات‭ ‬على‭ ‬سياسة‭ ‬تعبئة‭ ‬الموارد‭ ‬المائية،‭ ‬وفق‭ ‬تأكيده،‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬القيام‭ ‬بدراسات‭ ‬وبحوث‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المالية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تغيير‭ ‬طرق‭ ‬تعبئة‭ ‬الموارد‭ ‬ومراجعة‭ ‬خارطة‭ ‬السدود‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬والخارطة‭ ‬المطرية‭. ‬

وأوضح‭ ‬الرحيلي‭ ‬أن‭ ‬الأمطار‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬البلاد‭ ‬ساهمت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬معنويات‭ ‬الفلاحين‭ ‬وتحسين‭ ‬الزراعة‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كميات‭ ‬الأمطار‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق،‭ ‬مثل‭ ‬الوطن‭ ‬القبلي‭ ‬والساحل‭ ‬وجنوب‭ ‬تونس‭ ‬تضاعفت،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬تحسنًا‭ ‬ملحوظًا‭ ‬مقارنة‭ ‬بفترات‭ ‬الجفاف‭ ‬الطويلة‭ ‬التي‭ ‬عاشتها‭ ‬البلاد‭.‬

انتفاع‭ ‬مختلف‭ ‬الزراعات‭.. ‬وخاصة‭ ‬3‭ ‬منها

ومن‭ ‬جانبه‭ ‬وحول‭ ‬فوائدة‭ ‬التساقطات‭ ‬على‭ ‬الزراعات‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬أفاد‭ ‬فوزي‭ ‬الزياني‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬الزراعية‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬الأمطار‭ ‬مهمة‭ ‬عند‭ ‬نزولها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت،‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬ايجابية‭ ‬على‭ ‬الزراعات،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الغراسات‭ ‬تزرع‭  ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مواسم‭ ‬مثل‭ ‬الخضر‭ ‬الورقية‭ ‬والطماطم‭ ‬والبصل‭ ‬والبطاطا‭..‬

والأهم‭ ‬من‭ ‬هذا،‭ ‬حسب‭ ‬قوله،‭ ‬أن‭ ‬الأمطار‭ ‬جاءت‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬طالت‭ ‬فترة‭ ‬الجفاف‭ ‬وأول‭ ‬منتفع‭ ‬هي‭ ‬المائدة‭ ‬المائية‭ ‬التي‭ ‬تغذت،‭ ‬إذ‭ ‬ارتفع‭ ‬منسوب‭ ‬الآبار‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬جهات‭ ‬الجمهورية‭ ‬ما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬التخفيض‭ ‬من‭ ‬ملوحة‭ ‬مياهها‭ ‬وملوحة‭ ‬التربة‭ ‬التي‭ ‬تأثرت‭ ‬بالجفاف،‭ ‬كما‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تغذية‭ ‬التربة‭ ‬التي‭ ‬استنزفت‭ ‬بسبب‭ ‬كثرة‭ ‬استعمال‭ ‬الأسمدة‭ ‬الكيمياوية‭ ‬التي‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬تفقير‭ ‬التربة،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬خير‭ ‬سماد‭ ‬هي‭ ‬الأمطار،‭ ‬وفق‭ ‬الزياني‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬الزراعات‭ ‬التي‭ ‬ستنتفع‭ ‬بهذه‭ ‬الأمطار‭ ‬هي‭ ‬الزراعات‭ ‬الكبرى‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬لهذه‭ ‬الأمطار‭ ‬تأثيرا‭ ‬ايجابيا‭ ‬على‭ ‬أشجار‭ ‬الزيتون‭ ‬والأشجار‭ ‬المثمرة،‭ ‬حسب‭ ‬محدثنا،‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬نزول‭ ‬الأمطار‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬مفيد‭ ‬جدا‭ ‬لأشجار‭ ‬الزيتون‭ ‬باعتبارها‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬التحريش‭ ‬والتنوير‭ ‬استعدادا‭ ‬للموسم‭ ‬المقبل،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬ممتازة‭ ‬لمواسم‭ ‬الخضراوات‭ ‬التي‭ ‬تغرس‭ ‬3‭ ‬و4‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬وخاصة‭ ‬الخضراوات‭ ‬التي‭ ‬تزرع‭ ‬خلال‭ ‬فصل‭ ‬الربيع‭.‬

كما‭ ‬لهذه‭ ‬الأمطار‭ ‬أهمية‭ ‬على‭ ‬زراعات‭ ‬الربيع‭ ‬والصيف‭ ‬ما‭ ‬سيدعم‭ ‬الإنتاجية‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬تراجع‭ ‬الأسعار‭ ‬ما‭ ‬سيدعم‭ ‬قفة‭ ‬المواطن‭.‬

وأردف‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬الزراعية‭ ‬فوزي‭ ‬الزياني‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬الأمطار‭ ‬ستؤثر‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬تربية‭ ‬الماشية‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬المراعي‭ ‬الطبيعية‭ ‬ستخفف‭ ‬حمل‭ ‬تكلفة‭ ‬الأعلاف‭ ‬على‭ ‬المربين‭ ‬وهذا‭ ‬طبعا‭ ‬سيخفض‭ ‬أسعار‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء‭ ‬وأضاحي‭ ‬العيد‭. ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأمطار‭ ‬مهمة‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬موارد‭ ‬السدود‭ ‬وخاصة‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الموسم‭ ‬الفلاحي‭ ‬واعد‭ ‬كذلك‭ ‬الشأن‭ ‬للموسم‭ ‬القادم‭ ‬بفضل‭ ‬تدعيم‭ ‬المائدة‭ ‬المائية‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬تحلية‭ ‬المياه‭ ‬وهذا‭ ‬يعتبر‭ ‬إيجابيا‭.‬

موسم‭ ‬واعد

ولفت‭ ‬مصدرنا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬تواصل‭ ‬نزول‭ ‬الأمطار‭ ‬خلال‭ ‬الشهر‭ ‬الحالي‭ ‬والقادم‭ ‬ستكون‭ ‬المواسم‭ ‬الفلاحية‭ ‬القادمة‭ ‬جد‭ ‬واعدة‭. ‬وسجل‭ ‬المعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للرصد‭ ‬الجوي‭ ‬كميات‭ ‬هامة‭ ‬من‭ ‬الأمطار‭ ‬بلغت‭ ‬في‭ ‬قابس‭ ‬58‭ ‬مم‭ ‬وشنني‭ ‬50‭ ‬مم‭ ‬ومطماطة‭ ‬الجديدة‭ ‬35‭ ‬مم‭ ‬والمطوية‭ ‬43‭ ‬مم،‭ ‬وغنوش‭ ‬والحامة‭ ‬36‭ ‬مم،‭ ‬ومنزل‭ ‬الحبيب‭ ‬26‭ ‬مم،‭ ‬ومنزل‭ ‬الحبيب‭ ‬ومارث‭ ‬10،‭ ‬سيدي‭ ‬التواتي‭ ‬11‭ ‬مم‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كميات‭ ‬جد‭ ‬ممتازة‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬زغوان‭ ‬إذ‭ ‬بلغت‭ ‬في‭ ‬الجوف‭ ‬61‭ ‬مم،‭ ‬وزغوان‭ ‬60‭ ‬مم،‭ ‬وجرادو‭ ‬50‭ ‬مم،‭ ‬والفحص‭ ‬40‭ ‬مم،‭ ‬وسد‭ ‬الكبير‭ ‬36‭ ‬مم،‭ ‬ومقرن‭ ‬32‭ ‬مم،‭  ‬والناظور‭ ‬وسد‭ ‬الرمل‭ ‬30‭ ‬مم،‭ ‬وصواف‭ ‬28‭ ‬مم،‭ ‬وبئر‭ ‬مشارڤة‭ ‬25‭.‬

أما‭ ‬القيروان‭ ‬المدينة‭ ‬فقد‭ ‬بلغت‭ ‬كميات‭ ‬الأمطار‭ ‬فيها‭ ‬46‭ ‬مم،‭ ‬وبوحجلة‭ ‬49‭ ‬مم،‭ ‬والسبيخة33‭ ‬مم،‭ ‬والعلم‭ ‬31‭ ‬مم،‭ ‬والعلا‭ ‬26‭ ‬مم،‭ ‬وعين‭ ‬جلولة‭ ‬والوسلاتية‭ ‬25‭ ‬مم،‭ ‬ونبهانة‭ ‬ونصر‭ ‬الله‭ ‬24‭ ‬مم،‭ ‬والحاجب‭ ‬22‭ ‬مم،‭ ‬وسد‭ ‬سيدي‭ ‬سعد‭ ‬21‭ ‬مم،‭ ‬وسد‭ ‬الهوارب‭ ‬20‭ ‬مم‭.‬

كما‭ ‬بلغت‭ ‬الكميات‭ ‬المسجلة‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬المهدية‭ ‬66‭ ‬مم‭ ‬هبيرة،‭ ‬وأولاد‭ ‬الشامخ‭ ‬ورجيش58‭ ‬مم،‭ ‬وشربان‭ ‬وقصور‭ ‬الساف‭ ‬54‭ ‬مم،‭ ‬والشابة‭ ‬48‭ ‬مم،‭ ‬والسواسي‭ ‬46‭ ‬مم،‭ ‬وملولش‭ ‬45‭ ‬مم،‭ ‬وسلقطة‭ ‬43‭ ‬مم،‭ ‬وبومرداس‭ ‬41‭ ‬مم،‭ ‬والمهدية‭ ‬وسيدي‭ ‬علوان‭ ‬40‭ ‬مم،‭ ‬والجم‭ ‬39‭ ‬مم،‭ ‬مع‭ ‬تسجيل‭ ‬كميات‭ ‬هامة‭ ‬في‭ ‬ولايات‭ ‬نابل‭ ‬وسوسة‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬والجنوب‭ ‬التونسي‭.‬

حنان‭ ‬قيراط

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews