إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

إحياء‭ ‬ذكرى‭ ‬أحداث‭ ‬ساقية‭ ‬سيدي‭ ‬يوسف.. حضور‭ ‬تونسي‭-‬جزائري‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭.. ‬وتطلع‭ ‬إلى‭ ‬شراكة‭ ‬إستراتيجية

أحيت‭ ‬تونس‭ ‬والجزائر،‭ ‬أمس‭ ‬السبت،‭ ‬الذكرى‭ ‬الـ67‭ ‬لأحداث‭ ‬ساقية‭ ‬سيدي‭ ‬يوسف‭ ‬تخليدا‭ ‬لأحداث‭ ‬يوم‭ ‬8‭ ‬فيفري‭ ‬1958‭ ‬التي‭ ‬امتزجت‭ ‬فيها‭ ‬الدماء‭ ‬التونسيين‭ ‬والجزائريين‭ ‬اثر‭ ‬سقوط‭ ‬عشرات‭ ‬الشهداء‭ ‬والجرحى،‭ ‬في‭ ‬عدوان‭ ‬شنه‭ ‬المستعمر‭ ‬الفرنسي‭. ‬ولا‭ ‬تعد‭ ‬مناسبة‭ ‬إحياء‭ ‬ذكرى‭ ‬أحداث‭ ‬ساقية‭ ‬سيدي‭ ‬يوسف‭ ‬مناسبة‭ ‬فقط‭ ‬للتذكير‭ ‬بالنضال‭ ‬المشترك‭ ‬ضد‭ ‬الاستعمار‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬مناسبة‭ ‬أيضا‭ ‬لمزيد‭ ‬تطوير‭ ‬علاقات‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬والتي‭ ‬تعرف‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬تحركات‭ ‬حثيثة‭ ‬بمتابعة‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬البلدين‭ .‬

وتزامنا‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬العلاقات‭ ‬التونسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬البلدين‭ ‬شهد‭ ‬إحياء‭ ‬الذكرى‭ ‬الحالية‭ ‬لأحداث‭ ‬ساقية‭ ‬سيدي‭ ‬يوسف‭ ‬حضورا‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬ممثلا‭ ‬في‭  ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬كمال‭ ‬المدّوري،‭ ‬بتكليف‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد،‭ ‬ونظيره‭ ‬الوزير‭ ‬الأول‭ ‬الجزائري‭ ‬نذير‭ ‬العرباوي،‭ ‬الذي‭ ‬رافقه‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أعلنت‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬المصادر‭ ‬الجزائرية‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬والجماعات‭ ‬المحلية‭ ‬والتهيئة‭ ‬العمرانية،‭ ‬ووزير‭ ‬المجاهدين‭ ‬وذوي‭ ‬الحقوق،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كاتب‭ ‬الدولة‭ ‬لدى‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية،‭ ‬المكلف‭ ‬بالجالية‭ ‬الوطنية‭ ‬بالخارج‭.‬

وتمّ‭ ‬موكب‭ ‬إحياء‭ ‬هذه‭ ‬الذكرى،‭ ‬وفق‭ ‬بلاغ‭ ‬لرئاسة‭ ‬الحكومة،‭ ‬بحضور‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬حكومتي‭ ‬البلدين‭ ‬وسفير‭ ‬الجزائر‭ ‬بتونس‭ ‬وثلة‭ ‬من‭ ‬الإطارات‭ ‬الجهوية‭ ‬وممثلي‭ ‬الغرفتين‭ ‬النيابيتين‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬مناضلي‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية‭ ‬لكلا‭ ‬البلدين‭.‬

‭ ‬وترتبط‭ ‬وقائع‭ ‬أحداث‭ ‬ساقية‭ ‬سيدي‭ ‬يوسف،‭ ‬بالعملية‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬شنتها‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الفرنسي‭ ‬على‭ ‬قرية‭ ‬ساقية‭ ‬سيدي‭ ‬يوسف،‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬الحدود‭ ‬الجزائرية‭ ‬التونسية،‭ ‬كرد‭ ‬فعل‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬التونسي‭ ‬للثورة‭ ‬الجزائرية،‭ ‬والتي‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬سقوط‭ ‬70‭ ‬شخصا‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬تلاميذ،‭ ‬و148‭ ‬جريحا‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬الجزائريين‭ ‬والتونسيين‭.‬

وفي‭ ‬كلمته‭ ‬الافتتاحية‭ ‬بالمناسبة‭ ‬أكد‭ ‬كمال‭ ‬المدوري‭ ‬على‭ ‬متانة‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬المشتركة‭ ‬بينهما‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتهرب‭ ‬والجريمة‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‭ ‬والتي‭ ‬تتطلب‭ ‬تنسيقا‭ ‬متواصلا‭.‬

مقترحات‭ ‬عملية

كما‭ ‬تحدث‭ ‬المدوري‭ ‬عن‭ ‬التطلع‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬تعزيز‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬صعيد‭ ‬ودعا‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص‭ ‬إلى‭ ‬التسريع‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الوزارية‭ ‬الثنائية‭ ‬لتجاوز‭ ‬مختلف‭ ‬الصعوبات‭ ‬المسجلة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬ذات‭ ‬الأولوية‭ ‬ورفع‭ ‬توصيات‭ ‬ومقترحات‭ ‬علمية‭ ‬وناجعة‭ ‬لقيادة‭ ‬البلدين‭ ‬للحسم‭ ‬فيها‭ ‬وتحقيق‭ ‬الشراكة‭ ‬المتكاملة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬تضمنت‭ ‬كلمة‭ ‬الوزير‭ ‬الأول‭ ‬الجزائري‭ ‬تأكيدا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬ذكرى‭ ‬أحداث‭ ‬ساقية‭ ‬سيدي‭ ‬يوسف‭ ‬‮«‬تعتبر‭ ‬منارة‭ ‬من‭ ‬منارات‭ ‬تاريخ‭ ‬النضال‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬ضد‭ ‬الاستعمار‭ ‬الفرنسي‭ ‬الغاشم‭ ‬وهي‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭ ‬الجماعية‭ ‬للشعبين‭ ‬الشقيقين‭ ‬محطة‭ ‬من‭ ‬محطات‭ ‬العار‭ ‬التي‭ ‬تلطخ‭ ‬التاريخ‭ ‬الاستعماري‭ ‬الفرنسي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يدعي‭ ‬التحضر‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬ارتكب‭ ‬المجازر‭ ‬والجرائم‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المدنيين‭ ‬العزل‮»‬‭.‬

تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مدينة‭ ‬ساقية‭ ‬سيدي‭ ‬يوسف‭ ‬‮«‬ستشهد‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الأسبوع‭ ‬تظاهرات‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالذكرى‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬أغلبها‭ ‬اقتصادية‭ ‬لبحث‭ ‬سبل‭ ‬دعم‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ملتقى‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬التونسيين‭ ‬والجزائريين‭ ‬الذي‭ ‬تنظّمه‭ ‬غرفة‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬بالشمال‭ ‬الغربي‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالذكرى‭ ‬67‭ ‬لحوادث‭ ‬ساقية‭ ‬سيدي‭ ‬يوسف‭ (‬08‭ ‬فيفري‭ ‬1958‭)‬،‭ ‬بهدف‭ ‬مناقشة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المسائل‭ ‬المتعلّقة‭ ‬بتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وتنمية‭ ‬المبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬والنهوض‭ ‬بمستوى‭ ‬عيش‭ ‬متساكني‭ ‬الشريط‭ ‬الحدودي‭ ‬للبلدين‭.‬‮»‬

اتفاقيات‭ ‬تعاون‭ ‬وشراكة

ويذكر‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬التونسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬تعرف‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬حركية‭ ‬مكثفة‭ ‬من‭ ‬زيارات‭ ‬متبادلة‭ ‬وتنسيق‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬داخلية‭ ‬وإقليمية‭ ‬مشتركة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إمضاء‭ ‬اتفاقيات‭ ‬تعاون‭ ‬وشراكة‭ ‬مع‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬الشريط‭ ‬الحدودي‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭. ‬وقد‭ ‬أمضى‭ ‬الطرفان‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬8‭ ‬جانفي‭ ‬الفارط‭ ‬بمدينة‭ ‬طبرقة،‭ ‬اتفاقية‭ ‬تعاون‭ ‬تضمنت‭ ‬25‭ ‬مشروعا‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الطاقة‭ ‬والسياحة‭ ‬والنقل‭ ‬والتصدي‭ ‬لحرائق‭ ‬الغابات،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأول‭ ‬للجنة‭ ‬متابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬مقترحات‭ ‬المشاريع‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬حظيت‭ ‬بموافقة‭ ‬الجانبين‭ ‬التونسي‭ ‬والجزائري‭ ‬باللجنة‭ ‬الثنائية‭ ‬التونسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬لتنمية‭ ‬المناطق‭ ‬الحدودية‭ ‬المنعقد‭ ‬بالجزائر‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬جانفي‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬بالجزائر‭.‬

وتهم‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬7‭ ‬ولايات‭ ‬حدودية‭ ‬تونسية‭ ‬وهي‭ ‬جندوبة‭ ‬والكاف‭ ‬والقصرين‭ ‬وقفصة‭ ‬وتوزر‭ ‬وقبلي‭ ‬وتطاوين‭ ‬و5‭ ‬ولايات‭ ‬حدودية‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الجزائري‭ ‬ولايات‭ ‬ورقلة‭ ‬والوادي‭ ‬والطارف‭ ‬وسوق‭ ‬أهراس‭ ‬وتبسة‭. ‬وكانت‭ ‬تونس‭ ‬والجزائر‭ ‬قد‭ ‬وقعتا‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬أشغال‭ ‬اللجنة‭ ‬الكبرى‭ ‬المشتركة‭ ‬المنعقدة‭ ‬بالجزائر‭ ‬العاصمة‭ ‬على‭ ‬26‭ ‬اتفاقية‭ ‬ومذكرة‭ ‬تفاهم‭ ‬وبروتوكول،‭ ‬توصلت‭ ‬لجنة‭ ‬المتابعة‭ ‬التونسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬إلى‭ ‬عقدها‭ .‬

وشملت‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬16‭ ‬قطاعا‭ ‬وزاريا‭ ‬تهم‭ ‬شؤون‭ ‬المجاهدين‭ ‬والتربية‭ ‬والثقافة‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والداخلية‭ ‬والتجارة‭ ‬والنقل‭ ‬والسياحة‭ ‬والعمل‭ ‬والصناعة‭ ‬والتكوين‭ ‬المهني‭ ‬والشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬والسكن‭ ‬والرقمنة،‭ ‬والطاقة‭ ‬والاستثمار‭.‬

◗‭ ‬م‭.‬ي

إحياء‭ ‬ذكرى‭ ‬أحداث‭ ‬ساقية‭ ‬سيدي‭ ‬يوسف.. حضور‭ ‬تونسي‭-‬جزائري‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭.. ‬وتطلع‭ ‬إلى‭ ‬شراكة‭ ‬إستراتيجية

أحيت‭ ‬تونس‭ ‬والجزائر،‭ ‬أمس‭ ‬السبت،‭ ‬الذكرى‭ ‬الـ67‭ ‬لأحداث‭ ‬ساقية‭ ‬سيدي‭ ‬يوسف‭ ‬تخليدا‭ ‬لأحداث‭ ‬يوم‭ ‬8‭ ‬فيفري‭ ‬1958‭ ‬التي‭ ‬امتزجت‭ ‬فيها‭ ‬الدماء‭ ‬التونسيين‭ ‬والجزائريين‭ ‬اثر‭ ‬سقوط‭ ‬عشرات‭ ‬الشهداء‭ ‬والجرحى،‭ ‬في‭ ‬عدوان‭ ‬شنه‭ ‬المستعمر‭ ‬الفرنسي‭. ‬ولا‭ ‬تعد‭ ‬مناسبة‭ ‬إحياء‭ ‬ذكرى‭ ‬أحداث‭ ‬ساقية‭ ‬سيدي‭ ‬يوسف‭ ‬مناسبة‭ ‬فقط‭ ‬للتذكير‭ ‬بالنضال‭ ‬المشترك‭ ‬ضد‭ ‬الاستعمار‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬مناسبة‭ ‬أيضا‭ ‬لمزيد‭ ‬تطوير‭ ‬علاقات‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬والتي‭ ‬تعرف‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬تحركات‭ ‬حثيثة‭ ‬بمتابعة‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬البلدين‭ .‬

وتزامنا‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬العلاقات‭ ‬التونسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬البلدين‭ ‬شهد‭ ‬إحياء‭ ‬الذكرى‭ ‬الحالية‭ ‬لأحداث‭ ‬ساقية‭ ‬سيدي‭ ‬يوسف‭ ‬حضورا‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬ممثلا‭ ‬في‭  ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬كمال‭ ‬المدّوري،‭ ‬بتكليف‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد،‭ ‬ونظيره‭ ‬الوزير‭ ‬الأول‭ ‬الجزائري‭ ‬نذير‭ ‬العرباوي،‭ ‬الذي‭ ‬رافقه‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أعلنت‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬المصادر‭ ‬الجزائرية‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬والجماعات‭ ‬المحلية‭ ‬والتهيئة‭ ‬العمرانية،‭ ‬ووزير‭ ‬المجاهدين‭ ‬وذوي‭ ‬الحقوق،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كاتب‭ ‬الدولة‭ ‬لدى‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية،‭ ‬المكلف‭ ‬بالجالية‭ ‬الوطنية‭ ‬بالخارج‭.‬

وتمّ‭ ‬موكب‭ ‬إحياء‭ ‬هذه‭ ‬الذكرى،‭ ‬وفق‭ ‬بلاغ‭ ‬لرئاسة‭ ‬الحكومة،‭ ‬بحضور‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬حكومتي‭ ‬البلدين‭ ‬وسفير‭ ‬الجزائر‭ ‬بتونس‭ ‬وثلة‭ ‬من‭ ‬الإطارات‭ ‬الجهوية‭ ‬وممثلي‭ ‬الغرفتين‭ ‬النيابيتين‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬مناضلي‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية‭ ‬لكلا‭ ‬البلدين‭.‬

‭ ‬وترتبط‭ ‬وقائع‭ ‬أحداث‭ ‬ساقية‭ ‬سيدي‭ ‬يوسف،‭ ‬بالعملية‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬شنتها‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الفرنسي‭ ‬على‭ ‬قرية‭ ‬ساقية‭ ‬سيدي‭ ‬يوسف،‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬الحدود‭ ‬الجزائرية‭ ‬التونسية،‭ ‬كرد‭ ‬فعل‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬التونسي‭ ‬للثورة‭ ‬الجزائرية،‭ ‬والتي‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬سقوط‭ ‬70‭ ‬شخصا‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬تلاميذ،‭ ‬و148‭ ‬جريحا‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬الجزائريين‭ ‬والتونسيين‭.‬

وفي‭ ‬كلمته‭ ‬الافتتاحية‭ ‬بالمناسبة‭ ‬أكد‭ ‬كمال‭ ‬المدوري‭ ‬على‭ ‬متانة‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬المشتركة‭ ‬بينهما‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتهرب‭ ‬والجريمة‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‭ ‬والتي‭ ‬تتطلب‭ ‬تنسيقا‭ ‬متواصلا‭.‬

مقترحات‭ ‬عملية

كما‭ ‬تحدث‭ ‬المدوري‭ ‬عن‭ ‬التطلع‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬تعزيز‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬صعيد‭ ‬ودعا‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص‭ ‬إلى‭ ‬التسريع‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الوزارية‭ ‬الثنائية‭ ‬لتجاوز‭ ‬مختلف‭ ‬الصعوبات‭ ‬المسجلة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬ذات‭ ‬الأولوية‭ ‬ورفع‭ ‬توصيات‭ ‬ومقترحات‭ ‬علمية‭ ‬وناجعة‭ ‬لقيادة‭ ‬البلدين‭ ‬للحسم‭ ‬فيها‭ ‬وتحقيق‭ ‬الشراكة‭ ‬المتكاملة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬تضمنت‭ ‬كلمة‭ ‬الوزير‭ ‬الأول‭ ‬الجزائري‭ ‬تأكيدا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬ذكرى‭ ‬أحداث‭ ‬ساقية‭ ‬سيدي‭ ‬يوسف‭ ‬‮«‬تعتبر‭ ‬منارة‭ ‬من‭ ‬منارات‭ ‬تاريخ‭ ‬النضال‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬ضد‭ ‬الاستعمار‭ ‬الفرنسي‭ ‬الغاشم‭ ‬وهي‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭ ‬الجماعية‭ ‬للشعبين‭ ‬الشقيقين‭ ‬محطة‭ ‬من‭ ‬محطات‭ ‬العار‭ ‬التي‭ ‬تلطخ‭ ‬التاريخ‭ ‬الاستعماري‭ ‬الفرنسي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يدعي‭ ‬التحضر‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬ارتكب‭ ‬المجازر‭ ‬والجرائم‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المدنيين‭ ‬العزل‮»‬‭.‬

تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مدينة‭ ‬ساقية‭ ‬سيدي‭ ‬يوسف‭ ‬‮«‬ستشهد‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الأسبوع‭ ‬تظاهرات‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالذكرى‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬أغلبها‭ ‬اقتصادية‭ ‬لبحث‭ ‬سبل‭ ‬دعم‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ملتقى‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬التونسيين‭ ‬والجزائريين‭ ‬الذي‭ ‬تنظّمه‭ ‬غرفة‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬بالشمال‭ ‬الغربي‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالذكرى‭ ‬67‭ ‬لحوادث‭ ‬ساقية‭ ‬سيدي‭ ‬يوسف‭ (‬08‭ ‬فيفري‭ ‬1958‭)‬،‭ ‬بهدف‭ ‬مناقشة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المسائل‭ ‬المتعلّقة‭ ‬بتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وتنمية‭ ‬المبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬والنهوض‭ ‬بمستوى‭ ‬عيش‭ ‬متساكني‭ ‬الشريط‭ ‬الحدودي‭ ‬للبلدين‭.‬‮»‬

اتفاقيات‭ ‬تعاون‭ ‬وشراكة

ويذكر‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬التونسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬تعرف‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬حركية‭ ‬مكثفة‭ ‬من‭ ‬زيارات‭ ‬متبادلة‭ ‬وتنسيق‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬داخلية‭ ‬وإقليمية‭ ‬مشتركة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إمضاء‭ ‬اتفاقيات‭ ‬تعاون‭ ‬وشراكة‭ ‬مع‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬الشريط‭ ‬الحدودي‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭. ‬وقد‭ ‬أمضى‭ ‬الطرفان‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬8‭ ‬جانفي‭ ‬الفارط‭ ‬بمدينة‭ ‬طبرقة،‭ ‬اتفاقية‭ ‬تعاون‭ ‬تضمنت‭ ‬25‭ ‬مشروعا‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الطاقة‭ ‬والسياحة‭ ‬والنقل‭ ‬والتصدي‭ ‬لحرائق‭ ‬الغابات،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأول‭ ‬للجنة‭ ‬متابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬مقترحات‭ ‬المشاريع‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬حظيت‭ ‬بموافقة‭ ‬الجانبين‭ ‬التونسي‭ ‬والجزائري‭ ‬باللجنة‭ ‬الثنائية‭ ‬التونسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬لتنمية‭ ‬المناطق‭ ‬الحدودية‭ ‬المنعقد‭ ‬بالجزائر‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬جانفي‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬بالجزائر‭.‬

وتهم‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬7‭ ‬ولايات‭ ‬حدودية‭ ‬تونسية‭ ‬وهي‭ ‬جندوبة‭ ‬والكاف‭ ‬والقصرين‭ ‬وقفصة‭ ‬وتوزر‭ ‬وقبلي‭ ‬وتطاوين‭ ‬و5‭ ‬ولايات‭ ‬حدودية‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الجزائري‭ ‬ولايات‭ ‬ورقلة‭ ‬والوادي‭ ‬والطارف‭ ‬وسوق‭ ‬أهراس‭ ‬وتبسة‭. ‬وكانت‭ ‬تونس‭ ‬والجزائر‭ ‬قد‭ ‬وقعتا‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬أشغال‭ ‬اللجنة‭ ‬الكبرى‭ ‬المشتركة‭ ‬المنعقدة‭ ‬بالجزائر‭ ‬العاصمة‭ ‬على‭ ‬26‭ ‬اتفاقية‭ ‬ومذكرة‭ ‬تفاهم‭ ‬وبروتوكول،‭ ‬توصلت‭ ‬لجنة‭ ‬المتابعة‭ ‬التونسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬إلى‭ ‬عقدها‭ .‬

وشملت‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬16‭ ‬قطاعا‭ ‬وزاريا‭ ‬تهم‭ ‬شؤون‭ ‬المجاهدين‭ ‬والتربية‭ ‬والثقافة‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والداخلية‭ ‬والتجارة‭ ‬والنقل‭ ‬والسياحة‭ ‬والعمل‭ ‬والصناعة‭ ‬والتكوين‭ ‬المهني‭ ‬والشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬والسكن‭ ‬والرقمنة،‭ ‬والطاقة‭ ‬والاستثمار‭.‬

◗‭ ‬م‭.‬ي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews