إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

‮"‬ذبح"‮.. ‬دفن‭.. ‬وأسرار‭ ‬تكشف‭ ‬بعد‭ ‬سنوات.. "مجازر" ‬‭ ‬عائلية‭ ‬‮"تضرب" ‬‭ ‬االروابط‭ ‬الأسرية‭..

‭ ‬

‮«‬مذابح‮»‬‭ ‬عائلية‭ ‬ضربت‭ ‬مؤخرا‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬التونسية،‭ ‬القاتل‭ ‬ليس‭ ‬بغريب‭ ‬عن‭ ‬العائلة‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أفرادها‭ ‬والضحايا‭ ‬ابن،‭ ‬زوجة،‭ ‬شقيق،‭ ‬أم‭.. ‬كلهم‭ ‬فارقوا‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬غادرة‭ ‬من‭ ‬أقرب‭ ‬المقربين‭ ‬اليهم‭.. ‬لحظة‭ ‬لم‭ ‬تتوقعها‭ ‬الضحية‭ ‬فكانت‭ ‬حياته‭ ‬هي‭ ‬الثمن‭.. ‬وأما‭ ‬الجناة‭ ‬فبعضهم‭ ‬خطط‭ ‬لـ«الحرقة‮»‬‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬قتل‭ ‬و«دفن‮»‬‭ ‬وكتم‭ ‬السر‭ ‬وواصل‭ ‬حياته‭ ‬وكأن‭ ‬شيئا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭. ‬

في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬يكون‭ ‬‮«‬المرض‭ ‬النفسي‮»‬‭ ‬أحد‭ ‬المحركات‭ ‬الرئيسية‭ ‬لبعض‭ ‬الجرائم‭ ‬ولكن‭ ‬حالات‭ ‬القتل‭ ‬أو‭ ‬المذابح‭ ‬العائلية‭ ‬التي‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يرتكبها‭ ‬الأقارب‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬أقاربهم‭ ‬تكون‭ ‬بدوافع‭ ‬مختلفة‭ ‬وأسباب‭ ‬عديدة‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬المرض‭ ‬النفسي‭.‬

أول‭ ‬جريمة‭ ‬قتل‭ ‬في‭ ‬2025‭ ‬تأتي‭ ‬بعد‭ ‬موجة‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬25‭ ‬جريمة‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬نساء‭.. ‬جريمة‭ ‬قتل‭ ‬ذهبت‭ ‬ضحيتها‭ ‬امرأة‭ ‬في‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬عمرها‭ ‬حيث‭ ‬استفاقت‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬الموافق‭ ‬لـ20‭ ‬جانفي‭ ‬2025‭ ‬منطقة‭ ‬الثلايجية‭ ‬من‭ ‬معتمدية‭ ‬زانوش‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬قفصة‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬جريمة‭ ‬بشعة‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬أم‭ ‬وابنها‭ ‬ذي‭ ‬الأربع‭ ‬سنوات‭ ‬بعد‭ ‬ذبحهما‭ ‬بآلة‭ ‬حادة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأب‭ ‬وتحصنه‭ ‬بالفرار‭ . ‬

وتحولت‭ ‬وحدات‭ ‬من‭ ‬الحرس‭ ‬الوطني‭ ‬بالجهة‭ ‬وممثل‭ ‬عن‭ ‬النيابة‭ ‬العمومية‭ ‬بالمحكمة‭ ‬الابتدائية‭ ‬بقفصة‭ ‬لمعاينة‭ ‬جثتيْ‭ ‬الضحيتين‭ ‬لعرضها‭ ‬على‭ ‬الطبيب‭ ‬الشرعي‭ ‬ليتم‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬الزوج‭ ‬القاتل‭ ‬قبل‭ ‬فراره‭ ‬الى‭ ‬الجزائر‭.‬

بعدها‭ ‬بيوم‭ ‬شهدت‭ ‬مدينة‭ ‬قليبية‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬نابل‭ ‬مساء‭ ‬الثلاثاء‭ ‬21‭ ‬جانفي‭ ‬2025‭ ‬حادثة‭ ‬مروعة،‭ ‬حيث‭ ‬أقدم‭ ‬شاب‭ ‬في‭ ‬العشرينات‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬على‭ ‬سكب‭ ‬مادة‭ ‬البنزين‭ ‬على‭ ‬والدته‭ ‬وإضرام‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬جسدها‭ ‬أثناء‭ ‬استعداد‭ ‬الأسرة‭ ‬لتناول‭ ‬وجبة‭ ‬العشاء‭.‬

وتدخلت‭ ‬وحدات‭ ‬الحماية‭ ‬المدنية‭ ‬بسرعة‭ ‬لإخماد‭ ‬النيران‭ ‬وإنقاذ‭ ‬الضحية،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬نقلها‭ ‬بشكل‭ ‬فوري‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬المحلي‭ ‬بقليبية‭. ‬ونظرًا‭ ‬لخطورة‭ ‬الحروق‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها،‭ ‬تم‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬الحروق‭ ‬البليغة‭ ‬ببن‭ ‬عروس‭ ‬لتلقي‭ ‬العناية‭ ‬الطبية‭ ‬اللازمة‭.‬

وخلال‭ ‬الليلة‭ ‬الفاصلة‭ ‬بين‭ ‬23‭ ‬و‭ ‬24‭ ‬جانفي‭ ‬جدت‭ ‬جريمة

صادمة‭ ‬بجهة‭ ‬الشراحيل‭ ‬التابعة‭ ‬لمعتمدية‭ ‬المكنين‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬المنستير‭ ‬حيث‭ ‬أقدم‭ ‬كهل‭ ‬ناهز‭ ‬الستين‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬شقيقه‭ ‬الأكبر‭ ‬والبالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬64‭ ‬عاما‭ ‬حيث‭ ‬أصابه‭ ‬بالة‭ ‬صلبة‭ ‬على‭ ‬الرأس‭ ‬حتى‭ ‬فارق‭ ‬الحياة‭ ‬الارث‭.‬

‭ ‬و‭ ‬تحصن‭ ‬القاتل‭ ‬بالفرار‭ ‬اثر‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمة‭ ‬وتم‭ ‬القاءالقبض‭ ‬عليه‭ ‬بمدينة‭ ‬سوسة‭. ‬

وتم‭ ‬فتح‭ ‬تحقيق‭ ‬في‭ ‬خصوص‭ ‬جريمة‭ ‬القتل‭ ‬العمد‭ ‬مع‭ ‬سابقية‭ ‬القصد‭ ‬وتنقل‭ ‬قاضي‭ ‬التحقيق‭ ‬وعاين‭ ‬الجثة‭ ‬وأذن‭ ‬للطبيب‭ ‬الشرعي‭ ‬بتشريحها‭ ‬ومعرفة‭ ‬اسباب‭ ‬الوفاة‭ ‬التي‭ ‬يبدو‭ ‬حسب‭ ‬الأبحاث‭ ‬الأولية‭ ‬ان‭ ‬سبب‭ ‬القتل‭ ‬يعود‭ ‬لخلافات‭ ‬حول‭ ‬الإرث‭. ‬

زوجته‭ ‬كشفت‭ ‬السر‭.. ‬

حادث‭ ‬اخرى‭ ‬صادمة‭ ‬شهدتها‭ ‬أمس‭ ‬الاول‭ ‬ولاية‭ ‬المهدية‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬ظهرت‭ ‬ادلة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬قتل‭ ‬إمرأة‭ ‬بمدينة‭ ‬الشابة‭ ‬التابعة‭ ‬لولاية‭ ‬المهدية‭ ‬لذلك‭ ‬قرّرت‭ ‬دائرة‭ ‬الاتهام‭ ‬بمحكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬بالمنستير،‭ ‬استئناف‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬أطوارها‭ ‬إلى‭ ‬سنة‭ ‬2018‭. ‬

وفي‭ ‬تصريح‭ ‬لـ‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬أوضح‭ ‬مساعد‭ ‬الوكيل‭ ‬العام‭ ‬والناطق‭ ‬الرسمي‭ ‬باسم‭ ‬محاكم‭ ‬المنستير‭ ‬والمهدية‭ ‬فريد‭ ‬بن‭ ‬جحا،‭ ‬أنّه‭ ‬بعد‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمة،‭ ‬اتصلت‭ ‬زوجة‭ ‬القاتل‭ ‬بالنيابة‭ ‬العمومية،‭ ‬وأفادت‭ ‬بأنّ‭ ‬زوجها‭ (‬من‭ ‬مواليد‭ ‬1977‭) ‬هو‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬زوجة‭ ‬عمه‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭. ‬

وكان‭ ‬تمّ‭ ‬حفظ‭ ‬القضية‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2018،‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬أدلة‭ ‬كافية‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمة‭. ‬

وبعد‭ ‬كشف‭ ‬خيوطها‭ ‬وإيقاف‭ ‬الجاني‭ ‬تم‭ ‬استنطاقه‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬دائرة‭ ‬الاتهام،‭ ‬وإصدار‭ ‬بطاقة‭ ‬إيداع‭ ‬بالسجن‭ ‬ضدّه،‭ ‬وإرجاع‭ ‬القضية‭ ‬الى‭ ‬قاضي‭ ‬التحقيق‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬الحقائق‭ ‬والمعطيات‭ ‬الجديدة‭.‬

وأضاف‭ ‬محدثنا‭ ‬أنّ‭ ‬الزوجة‭ ‬صرحت‭ ‬بأنّ‭ ‬القاتل‭ ‬زوجها‭ ‬مبينة‭ ‬ان‭ ‬صورة‭ ‬الواقعة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬ان‭ ‬زوجها‭ ‬كان‭ ‬دخل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬إلى‭ ‬منزل‭ ‬زوجة‭ ‬عمّه‭ ‬الهالكة‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬1959‭ ‬استولى‭ ‬على‭ ‬مصوغها‭ ‬ثم‭ ‬قتلها‭ ‬بدم‭ ‬بارد‭ ‬وغادر‭ ‬المنزل‭.‬

جريمة‭ ‬أخرى‭ ‬انكشف‭ ‬فيها‭ ‬سر‭ ‬خطير‭.. ‬سر‭ ‬جريمة‭ ‬قتل‭ ‬دفن‭ ‬طيلة‭ ‬23‭ ‬سنة‭ ‬لينكشف‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬منطلق‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬الجريمة‭ ‬كان‭ ‬اثر‭ ‬تقدم‭ ‬امرأة‭ ‬لأعوان‭ ‬الحرس‭ ‬الوطني‭ ‬بالسبيخة‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬القيروان‭ ‬للإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬تورط‭ ‬زوجها‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬شقيقه‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2001‭ ‬ودفنه‭ ‬تحت‭ ‬أرضية‭ ‬مطبخ‭ ‬منزل‭ ‬العائلة‭.‬

وبإشعار‭ ‬النيابة‭ ‬العمومية‭ ‬تقرر‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الجثة‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬حفر‭ ‬المكان‭ ‬المذكور‭ ‬واستخراج‭ ‬الجثة،‭ ‬وحسب‭ ‬ذات‭ ‬المعطيات‭ ‬فقد‭ ‬بينت‭ ‬الأبحاث‭ ‬أن‭ ‬المتوفى‭ ‬تخاصم‭ ‬سنة‭ ‬2001‭ ‬مع‭ ‬شقيقته‭ ‬وكان‭ ‬عمره‭ ‬آنذاك‭ ‬17‭ ‬عاما‭ ‬ليتدخل‭ ‬شقيقهما‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬21‭ ‬عاما‭ ‬واعتدى‭ ‬عليه‭ ‬بواسطة‭ ‬هراوة‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬الى‭ ‬وفاته،‭ ‬ليتفق‭ ‬مع‭ ‬والدتهما‭ ‬على‭ ‬دفنه‭ ‬تحت‭ ‬أرضية‭ ‬مطبخ‭ ‬المنزل‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬بصدد‭ ‬التشييد‭.‬

وخلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬نشب‭ ‬خلاف‭ ‬بين‭ ‬الزوج‭ ‬وزوجته‭ ‬حيث‭ ‬اعتدى‭ ‬عليها‭ ‬بالعنف‭ ‬لتقوم‭ ‬لاحقا‭ ‬بإشعار‭ ‬الجهات‭ ‬الأمنية‭ ‬بالسبيخة‭ ‬بأسرار‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬زوجها‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثة‭ ‬وعشرين‭ ‬عاما‭.‬

الجريمة‭ ‬العائلية‭ ‬والمرض‭ ‬النفسي‭.. ‬

‭ ‬إن‭ ‬مرتكبي‭ ‬المذابح‭ ‬العائلية‭ ‬لا‭ ‬يعانون‭ ‬–‭ ‬عادةً‭- ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬عقلية‭ ‬أو‭ ‬فصام‭ ‬أو‭ ‬اضطرابات‭ ‬في‭ ‬التفكير‭. ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬الادعاء‭ ‬بأنهم‭ ‬مرضى‭ ‬نفسيون،‭ ‬ولكنهم‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يتمتعون‭ ‬بقدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬‮«‬الأنا‭ ‬العليا‮»‬‭ ‬وفق‭ ‬درلسة‭ ‬أعدها‭ ‬البروفيسور‭ ‬‮«‬جاك‭ ‬ليفين‮»‬‭ ‬أستاذ‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬وعلم‭ ‬الجريمة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬نورث‭ ‬إيسترن‭ ‬في‭ ‬بوسطن،

مضيفا‭ ‬أن‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يخطط‭ ‬بطريقة‭ ‬منهجية‭ ‬لقتل‭ ‬عائلته‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬عادةً‭ ‬مجنونًا،‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬مرتبكًا‭ ‬لارتكاب‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬التي‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬العدم‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬ما‭ ‬خطير‭ ‬قد‭ ‬حدث،‭ ‬فقتل‭ ‬العائلة‭ ‬ليس‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬طبيعيًا‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬سيء‭ ‬مهما‭ ‬بلغت‭ ‬درجة‭ ‬سوئه‭.‬

ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ ‬قد‭ ‬عانوا‭ ‬من‭ ‬الإحباطات‭ ‬الطويلة‭ ‬والمتراكمة،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬اليأس‭ ‬لفترات‭ ‬طويلة،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬يحِدّ‭ ‬الإحباط‭ ‬من‭ ‬قدرات‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص،‭ ‬مما‭ ‬يصيبهم‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬الإحباط،‭ ‬وكأنها‭ ‬دائرة‭ ‬مغلقة‭ ‬لذا،‭ ‬ربما‭ ‬تأتي‭ ‬حادثة‭ ‬بسيطة‭ ‬وأخيرة،‭ ‬تكون‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬القشة‭ ‬التي‭ ‬تقصم‭ ‬ظهر‭ ‬البعير‮»‬،‭ ‬لكنها‭ ‬بالتأكيد‭ ‬لا‭ ‬تُحيلهم‭ ‬إلى‭ ‬الجنون‭. .‬

ومن‭ ‬المهم‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ ‬وهم‭ ‬يرتكبون‭ ‬جرائمهم،‭ ‬لا‭ ‬يُلقون‭ ‬باللوم‭ ‬على‭ ‬أنفسهم،‭ ‬وإلا‭ ‬لقاموا‭ ‬بتناول‭ ‬مضادات‭ ‬الاكتئاب‭ ‬أو‭ ‬اندفعوا‭ ‬نحو‭ ‬الانتحار‭.‬

هم‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يوجهون‭ ‬اللوم‭ ‬إلى‭ ‬عوامل‭ ‬خارجية‭ ‬محيطة‭ ‬لذلك،‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ -‬الذين‭ ‬نجوا‭ ‬بعد‭ ‬قتل‭ ‬عائلاتهم‭- ‬لا‭ ‬يعبرون‭ ‬عن‭ ‬الشعور‭ ‬بالندم‭ ‬أو‭ ‬يصفون‭ ‬أنفسهم‭ ‬بالأشرار‭. ‬

العوامل‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للجرائم‭ ‬العائلية‭.. ‬

الباحث‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬ممدوح‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬وضع‭ ‬الجريمة‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬وارتفاع‭ ‬منسوب‭ ‬العنف‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله‭ ‬وتمظهراته‭ ‬قد‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬خطير‭ ‬وكارثي‭ ‬يهدد‭ ‬الإستقرار‭ ‬المجتمعي‭ ‬و‭ ‬الأمن‭ ‬الشامل‭ ‬للدولة‭ ‬،لا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬الجريمة‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬وحشية‭ ‬وفظاعة‭ ‬،تحدث‭ ‬أمام‭ ‬مرأى‭ ‬الناس‭ ‬ومسمعهم‭ ‬،عرضية‭ ‬و‭ ‬عابرة‭ ‬،تافهة،‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬تاريخ‭ ‬ولا‭ ‬ذاكرة‭ ‬بل‭ ‬تبدو‭ ‬أحياناً‭ ‬بلا‭ ‬معنى‭ ‬،بلا‭ ‬أحداث‭ ‬ولا‭ ‬أسباب‭ ‬ومجانية‭. ‬

واعتبر‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬ليس‭ ‬كارثياً‭ ‬فعندما‭ ‬نقارن‭ ‬بين‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬مع‭ ‬سائر‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬،نلاحظ‭ ‬أن‭ ‬مستويات‭ ‬الجريمة‭ ‬رغم‭ ‬إرتفاعها‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬تعتبر‭ ‬معتدلة‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬تبعث‭ ‬على‭ ‬الخطر‭ ‬،إذ‭ ‬حلت‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬10‭ ‬عربيا‭ ‬و‭ ‬65‭ ‬عالميا‭ ‬ضمن‭ ‬التقرير‭ ‬السنوي‭ ‬لمؤشر‭ ‬الجريمة‭ ‬العالمي‭ ‬لعام‭ ‬2019‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬بإصداره‭ ‬موسوعة‭ ‬قاعدة‭ ‬البيانات‭ ‬‮«‬‭ ‬نامبيو‮»‬‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬118‭ ‬دولة‭ ‬شملها‭ ‬التقرير‭.‬

ويضيف‭ ‬الباحث‭ ‬ممدوح‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬ملاحظته‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الجريمة‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬تطور‭ ‬جريمة‭ ‬النقمة‭ ‬والانتقام‭ ‬وتحول‭ ‬العنف‭ ‬الى‭ ‬ثقافة‭ ‬يتم‭ ‬التطبيع‭ ‬معه‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬لغة‭ ‬التخاطب‭ ‬أمست‭ ‬كذلك‭ ‬عنيفة‭ ‬و‭ ‬أصبحت‭ ‬الثقافة‭ ‬العنيفة‭ ‬لغة‭ ‬تسويقية‭ ‬إستهلاكية‭ ‬نلاحظها‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬الافلام‭ ‬الكارتونية‭ ‬الموجهة‭ ‬للاطفال‭ ‬أو‭ ‬برامج‭ ‬الكاميرا‭ ‬الخفية‭ ‬والبرامج‭ ‬التلفزية‭ ‬الحوارية‭.‬

ويضيف‭ ‬ممدوح‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬أن‭ ‬تصاعد‭ ‬الفردانية‭ ‬أدى‭ ‬الى‭ ‬ارتفاع‭ ‬الثقل‭ ‬الذي‭ ‬يوجد‭ ‬على‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مجتمع‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬الإستهلاك‭ ‬التظاهري‭ ‬والمشهدية‭ ‬وهيمنة‭ ‬الصورة‭ ‬إذ‭ ‬أصبحوا‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬متطلباته‭ ‬،بالتوازي‭ ‬تتٱكل‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬كالاسرة‭ ‬والمدرسة‭ ‬ليجد‭ ‬الفرد‭ ‬نفسه‭ ‬يواجه‭ ‬الصدمات‭ ‬بمفرده‭ ‬دون‭ ‬سند‭ ‬مؤسسي‭ ‬فلا‭ ‬العائلة‭ ‬تساند‭ ‬ولا‭ ‬الدولة‭ ‬ولا‭ ‬إلانتماءات‭ ‬المختلفة‭ ‬تساند‭ ‬فيصبح‭ ‬التصرف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الجريمة‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬المتاح‭ ‬مما‭ ‬يؤشر‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬هشاشة‭ ‬نفسية‭ ‬وإجتماعية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ضعف‭ ‬أدوار‭ ‬المؤسسات‭ ‬و‭ ‬إنحلالها‭.‬

وعندما‭ ‬يعجز‭ ‬الفرد‭ ‬على‭ ‬تقييم‭ ‬سلوكه‭ ‬لغياب‭ ‬المرجعية‭ ‬القيمية‭ ‬وطغيان‭ ‬اللامعيارية‭ ‬وتشوش‭ ‬خريطة‭ ‬القيم‭ ‬مثل‭ ‬تراجع‭ ‬قيم‭ ‬العلم‭ ‬والعمل‭ ‬والأخلاق‭ ‬والحس‭ ‬المدني‭ ‬والاحساس‭ ‬بالواجب‭ ‬و‭ ‬المسؤولية‭ ‬وإحترام‭ ‬الملك‭ ‬العمومي‭ ‬والمال‭ ‬العام‭ ‬يصبح‭ ‬عنيفا‭ ‬مع‭ ‬نفسه‭ ‬ومع‭ ‬الٱخرين‭ ‬فتكثر‭ ‬حالات‭ ‬القتل‭ ‬البشع‭ ‬والهجرة‭ ‬السرية‭ ‬والادمان‭ ‬على‭ ‬المخدرات‭ ‬وعدم‭ ‬الإلتزام‭ ‬بقانون‭ ‬الطرقات‭ ‬وما‭ ‬ينجر‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬حوادث‭ ‬قاتلة‭.‬

مفيدة‭ ‬القيزاني

 

‮"‬ذبح"‮.. ‬دفن‭.. ‬وأسرار‭ ‬تكشف‭ ‬بعد‭ ‬سنوات..   "مجازر" ‬‭ ‬عائلية‭ ‬‮"تضرب" ‬‭ ‬االروابط‭ ‬الأسرية‭..

‭ ‬

‮«‬مذابح‮»‬‭ ‬عائلية‭ ‬ضربت‭ ‬مؤخرا‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬التونسية،‭ ‬القاتل‭ ‬ليس‭ ‬بغريب‭ ‬عن‭ ‬العائلة‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أفرادها‭ ‬والضحايا‭ ‬ابن،‭ ‬زوجة،‭ ‬شقيق،‭ ‬أم‭.. ‬كلهم‭ ‬فارقوا‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬غادرة‭ ‬من‭ ‬أقرب‭ ‬المقربين‭ ‬اليهم‭.. ‬لحظة‭ ‬لم‭ ‬تتوقعها‭ ‬الضحية‭ ‬فكانت‭ ‬حياته‭ ‬هي‭ ‬الثمن‭.. ‬وأما‭ ‬الجناة‭ ‬فبعضهم‭ ‬خطط‭ ‬لـ«الحرقة‮»‬‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬قتل‭ ‬و«دفن‮»‬‭ ‬وكتم‭ ‬السر‭ ‬وواصل‭ ‬حياته‭ ‬وكأن‭ ‬شيئا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭. ‬

في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬يكون‭ ‬‮«‬المرض‭ ‬النفسي‮»‬‭ ‬أحد‭ ‬المحركات‭ ‬الرئيسية‭ ‬لبعض‭ ‬الجرائم‭ ‬ولكن‭ ‬حالات‭ ‬القتل‭ ‬أو‭ ‬المذابح‭ ‬العائلية‭ ‬التي‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يرتكبها‭ ‬الأقارب‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬أقاربهم‭ ‬تكون‭ ‬بدوافع‭ ‬مختلفة‭ ‬وأسباب‭ ‬عديدة‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬المرض‭ ‬النفسي‭.‬

أول‭ ‬جريمة‭ ‬قتل‭ ‬في‭ ‬2025‭ ‬تأتي‭ ‬بعد‭ ‬موجة‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬25‭ ‬جريمة‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬نساء‭.. ‬جريمة‭ ‬قتل‭ ‬ذهبت‭ ‬ضحيتها‭ ‬امرأة‭ ‬في‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬عمرها‭ ‬حيث‭ ‬استفاقت‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬الموافق‭ ‬لـ20‭ ‬جانفي‭ ‬2025‭ ‬منطقة‭ ‬الثلايجية‭ ‬من‭ ‬معتمدية‭ ‬زانوش‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬قفصة‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬جريمة‭ ‬بشعة‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬أم‭ ‬وابنها‭ ‬ذي‭ ‬الأربع‭ ‬سنوات‭ ‬بعد‭ ‬ذبحهما‭ ‬بآلة‭ ‬حادة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأب‭ ‬وتحصنه‭ ‬بالفرار‭ . ‬

وتحولت‭ ‬وحدات‭ ‬من‭ ‬الحرس‭ ‬الوطني‭ ‬بالجهة‭ ‬وممثل‭ ‬عن‭ ‬النيابة‭ ‬العمومية‭ ‬بالمحكمة‭ ‬الابتدائية‭ ‬بقفصة‭ ‬لمعاينة‭ ‬جثتيْ‭ ‬الضحيتين‭ ‬لعرضها‭ ‬على‭ ‬الطبيب‭ ‬الشرعي‭ ‬ليتم‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬الزوج‭ ‬القاتل‭ ‬قبل‭ ‬فراره‭ ‬الى‭ ‬الجزائر‭.‬

بعدها‭ ‬بيوم‭ ‬شهدت‭ ‬مدينة‭ ‬قليبية‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬نابل‭ ‬مساء‭ ‬الثلاثاء‭ ‬21‭ ‬جانفي‭ ‬2025‭ ‬حادثة‭ ‬مروعة،‭ ‬حيث‭ ‬أقدم‭ ‬شاب‭ ‬في‭ ‬العشرينات‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬على‭ ‬سكب‭ ‬مادة‭ ‬البنزين‭ ‬على‭ ‬والدته‭ ‬وإضرام‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬جسدها‭ ‬أثناء‭ ‬استعداد‭ ‬الأسرة‭ ‬لتناول‭ ‬وجبة‭ ‬العشاء‭.‬

وتدخلت‭ ‬وحدات‭ ‬الحماية‭ ‬المدنية‭ ‬بسرعة‭ ‬لإخماد‭ ‬النيران‭ ‬وإنقاذ‭ ‬الضحية،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬نقلها‭ ‬بشكل‭ ‬فوري‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬المحلي‭ ‬بقليبية‭. ‬ونظرًا‭ ‬لخطورة‭ ‬الحروق‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها،‭ ‬تم‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬الحروق‭ ‬البليغة‭ ‬ببن‭ ‬عروس‭ ‬لتلقي‭ ‬العناية‭ ‬الطبية‭ ‬اللازمة‭.‬

وخلال‭ ‬الليلة‭ ‬الفاصلة‭ ‬بين‭ ‬23‭ ‬و‭ ‬24‭ ‬جانفي‭ ‬جدت‭ ‬جريمة

صادمة‭ ‬بجهة‭ ‬الشراحيل‭ ‬التابعة‭ ‬لمعتمدية‭ ‬المكنين‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬المنستير‭ ‬حيث‭ ‬أقدم‭ ‬كهل‭ ‬ناهز‭ ‬الستين‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬شقيقه‭ ‬الأكبر‭ ‬والبالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬64‭ ‬عاما‭ ‬حيث‭ ‬أصابه‭ ‬بالة‭ ‬صلبة‭ ‬على‭ ‬الرأس‭ ‬حتى‭ ‬فارق‭ ‬الحياة‭ ‬الارث‭.‬

‭ ‬و‭ ‬تحصن‭ ‬القاتل‭ ‬بالفرار‭ ‬اثر‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمة‭ ‬وتم‭ ‬القاءالقبض‭ ‬عليه‭ ‬بمدينة‭ ‬سوسة‭. ‬

وتم‭ ‬فتح‭ ‬تحقيق‭ ‬في‭ ‬خصوص‭ ‬جريمة‭ ‬القتل‭ ‬العمد‭ ‬مع‭ ‬سابقية‭ ‬القصد‭ ‬وتنقل‭ ‬قاضي‭ ‬التحقيق‭ ‬وعاين‭ ‬الجثة‭ ‬وأذن‭ ‬للطبيب‭ ‬الشرعي‭ ‬بتشريحها‭ ‬ومعرفة‭ ‬اسباب‭ ‬الوفاة‭ ‬التي‭ ‬يبدو‭ ‬حسب‭ ‬الأبحاث‭ ‬الأولية‭ ‬ان‭ ‬سبب‭ ‬القتل‭ ‬يعود‭ ‬لخلافات‭ ‬حول‭ ‬الإرث‭. ‬

زوجته‭ ‬كشفت‭ ‬السر‭.. ‬

حادث‭ ‬اخرى‭ ‬صادمة‭ ‬شهدتها‭ ‬أمس‭ ‬الاول‭ ‬ولاية‭ ‬المهدية‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬ظهرت‭ ‬ادلة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬قتل‭ ‬إمرأة‭ ‬بمدينة‭ ‬الشابة‭ ‬التابعة‭ ‬لولاية‭ ‬المهدية‭ ‬لذلك‭ ‬قرّرت‭ ‬دائرة‭ ‬الاتهام‭ ‬بمحكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬بالمنستير،‭ ‬استئناف‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬أطوارها‭ ‬إلى‭ ‬سنة‭ ‬2018‭. ‬

وفي‭ ‬تصريح‭ ‬لـ‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬أوضح‭ ‬مساعد‭ ‬الوكيل‭ ‬العام‭ ‬والناطق‭ ‬الرسمي‭ ‬باسم‭ ‬محاكم‭ ‬المنستير‭ ‬والمهدية‭ ‬فريد‭ ‬بن‭ ‬جحا،‭ ‬أنّه‭ ‬بعد‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمة،‭ ‬اتصلت‭ ‬زوجة‭ ‬القاتل‭ ‬بالنيابة‭ ‬العمومية،‭ ‬وأفادت‭ ‬بأنّ‭ ‬زوجها‭ (‬من‭ ‬مواليد‭ ‬1977‭) ‬هو‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬زوجة‭ ‬عمه‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭. ‬

وكان‭ ‬تمّ‭ ‬حفظ‭ ‬القضية‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2018،‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬أدلة‭ ‬كافية‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمة‭. ‬

وبعد‭ ‬كشف‭ ‬خيوطها‭ ‬وإيقاف‭ ‬الجاني‭ ‬تم‭ ‬استنطاقه‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬دائرة‭ ‬الاتهام،‭ ‬وإصدار‭ ‬بطاقة‭ ‬إيداع‭ ‬بالسجن‭ ‬ضدّه،‭ ‬وإرجاع‭ ‬القضية‭ ‬الى‭ ‬قاضي‭ ‬التحقيق‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬الحقائق‭ ‬والمعطيات‭ ‬الجديدة‭.‬

وأضاف‭ ‬محدثنا‭ ‬أنّ‭ ‬الزوجة‭ ‬صرحت‭ ‬بأنّ‭ ‬القاتل‭ ‬زوجها‭ ‬مبينة‭ ‬ان‭ ‬صورة‭ ‬الواقعة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬ان‭ ‬زوجها‭ ‬كان‭ ‬دخل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬إلى‭ ‬منزل‭ ‬زوجة‭ ‬عمّه‭ ‬الهالكة‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬1959‭ ‬استولى‭ ‬على‭ ‬مصوغها‭ ‬ثم‭ ‬قتلها‭ ‬بدم‭ ‬بارد‭ ‬وغادر‭ ‬المنزل‭.‬

جريمة‭ ‬أخرى‭ ‬انكشف‭ ‬فيها‭ ‬سر‭ ‬خطير‭.. ‬سر‭ ‬جريمة‭ ‬قتل‭ ‬دفن‭ ‬طيلة‭ ‬23‭ ‬سنة‭ ‬لينكشف‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬منطلق‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬الجريمة‭ ‬كان‭ ‬اثر‭ ‬تقدم‭ ‬امرأة‭ ‬لأعوان‭ ‬الحرس‭ ‬الوطني‭ ‬بالسبيخة‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬القيروان‭ ‬للإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬تورط‭ ‬زوجها‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬شقيقه‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2001‭ ‬ودفنه‭ ‬تحت‭ ‬أرضية‭ ‬مطبخ‭ ‬منزل‭ ‬العائلة‭.‬

وبإشعار‭ ‬النيابة‭ ‬العمومية‭ ‬تقرر‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الجثة‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬حفر‭ ‬المكان‭ ‬المذكور‭ ‬واستخراج‭ ‬الجثة،‭ ‬وحسب‭ ‬ذات‭ ‬المعطيات‭ ‬فقد‭ ‬بينت‭ ‬الأبحاث‭ ‬أن‭ ‬المتوفى‭ ‬تخاصم‭ ‬سنة‭ ‬2001‭ ‬مع‭ ‬شقيقته‭ ‬وكان‭ ‬عمره‭ ‬آنذاك‭ ‬17‭ ‬عاما‭ ‬ليتدخل‭ ‬شقيقهما‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬21‭ ‬عاما‭ ‬واعتدى‭ ‬عليه‭ ‬بواسطة‭ ‬هراوة‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬الى‭ ‬وفاته،‭ ‬ليتفق‭ ‬مع‭ ‬والدتهما‭ ‬على‭ ‬دفنه‭ ‬تحت‭ ‬أرضية‭ ‬مطبخ‭ ‬المنزل‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬بصدد‭ ‬التشييد‭.‬

وخلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬نشب‭ ‬خلاف‭ ‬بين‭ ‬الزوج‭ ‬وزوجته‭ ‬حيث‭ ‬اعتدى‭ ‬عليها‭ ‬بالعنف‭ ‬لتقوم‭ ‬لاحقا‭ ‬بإشعار‭ ‬الجهات‭ ‬الأمنية‭ ‬بالسبيخة‭ ‬بأسرار‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬زوجها‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثة‭ ‬وعشرين‭ ‬عاما‭.‬

الجريمة‭ ‬العائلية‭ ‬والمرض‭ ‬النفسي‭.. ‬

‭ ‬إن‭ ‬مرتكبي‭ ‬المذابح‭ ‬العائلية‭ ‬لا‭ ‬يعانون‭ ‬–‭ ‬عادةً‭- ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬عقلية‭ ‬أو‭ ‬فصام‭ ‬أو‭ ‬اضطرابات‭ ‬في‭ ‬التفكير‭. ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬الادعاء‭ ‬بأنهم‭ ‬مرضى‭ ‬نفسيون،‭ ‬ولكنهم‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يتمتعون‭ ‬بقدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬‮«‬الأنا‭ ‬العليا‮»‬‭ ‬وفق‭ ‬درلسة‭ ‬أعدها‭ ‬البروفيسور‭ ‬‮«‬جاك‭ ‬ليفين‮»‬‭ ‬أستاذ‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬وعلم‭ ‬الجريمة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬نورث‭ ‬إيسترن‭ ‬في‭ ‬بوسطن،

مضيفا‭ ‬أن‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يخطط‭ ‬بطريقة‭ ‬منهجية‭ ‬لقتل‭ ‬عائلته‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬عادةً‭ ‬مجنونًا،‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬مرتبكًا‭ ‬لارتكاب‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬التي‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬العدم‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬ما‭ ‬خطير‭ ‬قد‭ ‬حدث،‭ ‬فقتل‭ ‬العائلة‭ ‬ليس‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬طبيعيًا‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬سيء‭ ‬مهما‭ ‬بلغت‭ ‬درجة‭ ‬سوئه‭.‬

ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ ‬قد‭ ‬عانوا‭ ‬من‭ ‬الإحباطات‭ ‬الطويلة‭ ‬والمتراكمة،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬اليأس‭ ‬لفترات‭ ‬طويلة،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬يحِدّ‭ ‬الإحباط‭ ‬من‭ ‬قدرات‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص،‭ ‬مما‭ ‬يصيبهم‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬الإحباط،‭ ‬وكأنها‭ ‬دائرة‭ ‬مغلقة‭ ‬لذا،‭ ‬ربما‭ ‬تأتي‭ ‬حادثة‭ ‬بسيطة‭ ‬وأخيرة،‭ ‬تكون‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬القشة‭ ‬التي‭ ‬تقصم‭ ‬ظهر‭ ‬البعير‮»‬،‭ ‬لكنها‭ ‬بالتأكيد‭ ‬لا‭ ‬تُحيلهم‭ ‬إلى‭ ‬الجنون‭. .‬

ومن‭ ‬المهم‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ ‬وهم‭ ‬يرتكبون‭ ‬جرائمهم،‭ ‬لا‭ ‬يُلقون‭ ‬باللوم‭ ‬على‭ ‬أنفسهم،‭ ‬وإلا‭ ‬لقاموا‭ ‬بتناول‭ ‬مضادات‭ ‬الاكتئاب‭ ‬أو‭ ‬اندفعوا‭ ‬نحو‭ ‬الانتحار‭.‬

هم‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يوجهون‭ ‬اللوم‭ ‬إلى‭ ‬عوامل‭ ‬خارجية‭ ‬محيطة‭ ‬لذلك،‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ -‬الذين‭ ‬نجوا‭ ‬بعد‭ ‬قتل‭ ‬عائلاتهم‭- ‬لا‭ ‬يعبرون‭ ‬عن‭ ‬الشعور‭ ‬بالندم‭ ‬أو‭ ‬يصفون‭ ‬أنفسهم‭ ‬بالأشرار‭. ‬

العوامل‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للجرائم‭ ‬العائلية‭.. ‬

الباحث‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬ممدوح‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬وضع‭ ‬الجريمة‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬وارتفاع‭ ‬منسوب‭ ‬العنف‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله‭ ‬وتمظهراته‭ ‬قد‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬خطير‭ ‬وكارثي‭ ‬يهدد‭ ‬الإستقرار‭ ‬المجتمعي‭ ‬و‭ ‬الأمن‭ ‬الشامل‭ ‬للدولة‭ ‬،لا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬الجريمة‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬وحشية‭ ‬وفظاعة‭ ‬،تحدث‭ ‬أمام‭ ‬مرأى‭ ‬الناس‭ ‬ومسمعهم‭ ‬،عرضية‭ ‬و‭ ‬عابرة‭ ‬،تافهة،‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬تاريخ‭ ‬ولا‭ ‬ذاكرة‭ ‬بل‭ ‬تبدو‭ ‬أحياناً‭ ‬بلا‭ ‬معنى‭ ‬،بلا‭ ‬أحداث‭ ‬ولا‭ ‬أسباب‭ ‬ومجانية‭. ‬

واعتبر‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬ليس‭ ‬كارثياً‭ ‬فعندما‭ ‬نقارن‭ ‬بين‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬مع‭ ‬سائر‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬،نلاحظ‭ ‬أن‭ ‬مستويات‭ ‬الجريمة‭ ‬رغم‭ ‬إرتفاعها‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬تعتبر‭ ‬معتدلة‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬تبعث‭ ‬على‭ ‬الخطر‭ ‬،إذ‭ ‬حلت‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬10‭ ‬عربيا‭ ‬و‭ ‬65‭ ‬عالميا‭ ‬ضمن‭ ‬التقرير‭ ‬السنوي‭ ‬لمؤشر‭ ‬الجريمة‭ ‬العالمي‭ ‬لعام‭ ‬2019‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬بإصداره‭ ‬موسوعة‭ ‬قاعدة‭ ‬البيانات‭ ‬‮«‬‭ ‬نامبيو‮»‬‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬118‭ ‬دولة‭ ‬شملها‭ ‬التقرير‭.‬

ويضيف‭ ‬الباحث‭ ‬ممدوح‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬ملاحظته‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الجريمة‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬تطور‭ ‬جريمة‭ ‬النقمة‭ ‬والانتقام‭ ‬وتحول‭ ‬العنف‭ ‬الى‭ ‬ثقافة‭ ‬يتم‭ ‬التطبيع‭ ‬معه‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬لغة‭ ‬التخاطب‭ ‬أمست‭ ‬كذلك‭ ‬عنيفة‭ ‬و‭ ‬أصبحت‭ ‬الثقافة‭ ‬العنيفة‭ ‬لغة‭ ‬تسويقية‭ ‬إستهلاكية‭ ‬نلاحظها‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬الافلام‭ ‬الكارتونية‭ ‬الموجهة‭ ‬للاطفال‭ ‬أو‭ ‬برامج‭ ‬الكاميرا‭ ‬الخفية‭ ‬والبرامج‭ ‬التلفزية‭ ‬الحوارية‭.‬

ويضيف‭ ‬ممدوح‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬أن‭ ‬تصاعد‭ ‬الفردانية‭ ‬أدى‭ ‬الى‭ ‬ارتفاع‭ ‬الثقل‭ ‬الذي‭ ‬يوجد‭ ‬على‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مجتمع‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬الإستهلاك‭ ‬التظاهري‭ ‬والمشهدية‭ ‬وهيمنة‭ ‬الصورة‭ ‬إذ‭ ‬أصبحوا‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬متطلباته‭ ‬،بالتوازي‭ ‬تتٱكل‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬كالاسرة‭ ‬والمدرسة‭ ‬ليجد‭ ‬الفرد‭ ‬نفسه‭ ‬يواجه‭ ‬الصدمات‭ ‬بمفرده‭ ‬دون‭ ‬سند‭ ‬مؤسسي‭ ‬فلا‭ ‬العائلة‭ ‬تساند‭ ‬ولا‭ ‬الدولة‭ ‬ولا‭ ‬إلانتماءات‭ ‬المختلفة‭ ‬تساند‭ ‬فيصبح‭ ‬التصرف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الجريمة‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬المتاح‭ ‬مما‭ ‬يؤشر‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬هشاشة‭ ‬نفسية‭ ‬وإجتماعية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ضعف‭ ‬أدوار‭ ‬المؤسسات‭ ‬و‭ ‬إنحلالها‭.‬

وعندما‭ ‬يعجز‭ ‬الفرد‭ ‬على‭ ‬تقييم‭ ‬سلوكه‭ ‬لغياب‭ ‬المرجعية‭ ‬القيمية‭ ‬وطغيان‭ ‬اللامعيارية‭ ‬وتشوش‭ ‬خريطة‭ ‬القيم‭ ‬مثل‭ ‬تراجع‭ ‬قيم‭ ‬العلم‭ ‬والعمل‭ ‬والأخلاق‭ ‬والحس‭ ‬المدني‭ ‬والاحساس‭ ‬بالواجب‭ ‬و‭ ‬المسؤولية‭ ‬وإحترام‭ ‬الملك‭ ‬العمومي‭ ‬والمال‭ ‬العام‭ ‬يصبح‭ ‬عنيفا‭ ‬مع‭ ‬نفسه‭ ‬ومع‭ ‬الٱخرين‭ ‬فتكثر‭ ‬حالات‭ ‬القتل‭ ‬البشع‭ ‬والهجرة‭ ‬السرية‭ ‬والادمان‭ ‬على‭ ‬المخدرات‭ ‬وعدم‭ ‬الإلتزام‭ ‬بقانون‭ ‬الطرقات‭ ‬وما‭ ‬ينجر‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬حوادث‭ ‬قاتلة‭.‬

مفيدة‭ ‬القيزاني

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews