- رئيسة مخبر البحث بمعهد التغذية زهير الرايس بتونس: ربع تلاميذ الابتدائي يعانون من نقص في الحديد والأكلة المدرسية في قفص الاتهام
- مدير عام الصحة: لاحظنا انتشار السمنة بين الأطفال وخاصة الذين لا يتناولون أكلة صحية
-مدير ديوان الخدمات المدرسية بوزارة الصحة: هدفنا تمتيع أكثر ما يمكن من التلاميذ بالأكلة الصحية المتكاملة
نظم أمس الثلاثاء، المعهد الوطني للتغذية والتكنولوجيا الغذائية ورشة عمل تحت عنوان «أنظمة التموين المبتكرة لخدمة مطاعم مدرسية ذات جودة عالية وزراعة محلية مرنة في تونس» وذلك تحت إشراف وزارة الصحة وفي إطار مشروع البحث المموّل من مركز البحوث من أجل التنمية الدولية بكندا. وشارك في هذه التظاهرة ممثلين عن الوزارات المعنية والهياكل المختصة والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني.
وضمن هذه الورشة أطلق المعهد الوطني زهير قلال للتغذية والتكنولوجيا الغذائية مشروع بحث لتحسين الأكلة المدرسية في تونس. وفي هذا السياق قال مدير عام الصحة عبد الرزاق بوزويتة في تصريح لـ«الصباح»، «إن مشروع البحث هذا غايته الوقاية، حيث أن وزارة الصحة وضعت برنامجا مهما هدفه الوقاية من الأمراض غير المعدية وخاصة السمنة وضغط الدم».
وأوضح محدثنا أنهم لاحظوا انتشار السمنة بين الأطفال وخاصة الذين لا يتناولون أكلة صحية. وشدد على أن الهدف اليوم هو تشجيع الطفل على التغذية السليمة والطبيعية التي تجعل التلميذ في المدرسة يبتعد عن كل الأكلات المعلبة وغير السليمة.
وأضاف محدثنا أن هدف الطب المدرسي الذي يعتبر طبا وقائيا يضم التلقيح والعيادات المدرسية وذلك في إطار إتباع إستراتيجية وقائية.
وحول الأكلة المدرسية في بعض المطاعم علق محدثنا بأن هناك مجهودا لتوفير أكلة متوازنة ولكن الهدف هو تطوير عقلية التلميذ نحو القضاء على الأكلات المعلبة والسريعة وغير الصحية والتشجيع على تغيير ما يعرف بـ«عادات الأكلة وتحسين نوعية الأكل.
25 % من التلاميذ بالمدارس الابتدائية يعانون من نقص في الحديد
وفي هذا السياق قالت جليلة العاتي الأستاذة الجامعية المختصة في التغذية ورئيسة مخبر البحث بمعهد التغذية زهير الرايس بتونس في تصريح لـ«الصباح» أن المشروع ممول من مركز البحوث للتنمية الدولية وبقيمة تمويل أكثر من 2 مليار دينار ويمتد المشروع على 42 شهرا. كما انه يستهدف 60 مدرسة في عدة مناطق من جهات مختلفة، حيث سيتم بصفة مبدئية تطبيق التجربة على 30 مدرسة وفي مرحلة ثانية سيتم مواصلة تطبيق المشروع في الثلاثين مدرسة المتبقية وتتوزع هذه المدارس على 3 ولايات وهي كل من القيروان وسليانة ونابل بمعدل 20 مدرسة في كل ولاية. وأوضحت انه سيتم في مرحلة أولى تجهيز المدارس بمطاعم في الولايات الثلاث لتطبيق التجربة ومن ثم يتم تعميمها في مراحل لاحقة.
وقالت محدثتنا إن اختيار المدارس تم بالتوافق مع وزارة التربية التي تمتلك مطعما في بعض المدارس الابتدائية وتقدم أغلبية المطاعم بالمدارس الابتدائية «لمجة» وليس أكلة متكاملة ومتوازنة.
كما أفادت الأستاذة الجامعية المختصة في التغذية انه سيتم في مرحلة ثانية تطبيق نموذج جديد لتزويد هذه المطاعم بلوازمها لأن المطاعم تتزود حاليا من ديوان الخدمات المدرسية. وبينت أن الهدف من هذا البرنامج هو أن كل جهة تزود المطعم من قبل منتجين محليين لكل جهة. مؤكدة أن الهدف من البرنامج اقتصادي واجتماعي بالأساس، بحيث يدخل المنتجون المحليون في عملية التزود وسوق الإنتاج. أما الهدف الثاني فهو صحي للتلاميذ حيث أن معهد التغذية يسعى إلى أن تكون عملية تحضير التغذية عبر استعمال أساليب مستدامة.
وأعلنت جليلة العاتي الأستاذة الجامعية مختصة في التغذية في المعهد الوطني للتغذية في تقييمها للأكلة المدرسية بأن الأكلة المتوفرة بأغلبية المطاعم المدرسية حاليا بعيدة كل البعد عن توفير حاجيات التلميذ حيث يتم منحهم بسكويت معلبا مع خبز وجبن «سندويتش بالهريسة والتن» داعية إلى ضرورة مراجعة المسألة لأن أكلة التلميذ الذي يكون متواجدا بالمدرسة من السابعة صباحا إلى الخامسة مساء لا توفر سوى 10 % من حاجياته من الطاقة وبالنسبة للحاجيات التغذية مثل الفيتامينات والأملاح بينت أنها ضعيفة في «لمجة» التلميذ. وأكدت أنه تم إعداد جدول متكامل لمختلف المطاعم المدرجة بالبرنامج بتحديد وتحسين نوعية اللمجة المقدمة. وأرجعت محدثتنا هذا الوضع المتردي إلى إشكال بشري أساسا بسبب نقص الأعوان والعملة.
وقالت أيضا إنه تم سنة 2024 إجراء مسح وطني لتقييم الحالة الغذائية للتلميذ بالمدارس الابتدائية وتبين من خلال هذا المسح أن هناك انتشارا لأمراض نقص الحديد وفقر الدم والفيتامين «أ» والفيتامين «د» والسمنة حيث أكدت أن 25 % من التلاميذ بالمدارس الابتدائية من 6 الى 12 سنة يشتكون من نقص في الحديد.
ربع تلاميذ الابتدائي يتمتعون بالأكلة المدرسية
ومن جهته أفاد محمد جوهر الماجري مدير ديوان الخدمات المدرسية بوزارة التربية في تصريح لـ«الصباح» ان هناك أكثر من 4600 مدرسة ابتدائية من بينها 2600 مدرسة تقدم أكلة مدرسية بنسبة 50 % وهناك 24 مدرسة ابتدائية تقدم «أكلة ساخنة» وحوالي 20 مدرسة ابتدائية بها مطاعم ولكن بسبب نقص الموارد البشرية فإنها لا تعمل موضحا بان حوالي 4000 تلميذ ابتدائي يستفيدون من الأكلة الساخنة في حوالي 24 مدرسة.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك حوالي 2 ملايين و250 تلميذا في مراحل الإعدادي والثانوي وابتدائي من بينهم أكثر من مليون و200 تلميذ ابتدائي يتمتعون بالأكلة الجافة وساخنة حوالي 311 ألف تلميذ، أي أن حوالي ربع تلاميذ الابتدائي يتمتعون بالأكلة المدرسية وفقا لما تضمنته آخر الإحصائيات، موضحا أن الأكلة المدرسية تتوزع إلى نوعين، مدارس تقدم أكلة ساخنة، مثل «الكسكسي» إضافة الى «السلاطة»، واللحم والغلال وهناك أخرى تقدم أكلة جافة.
أميرة الدريدي
- رئيسة مخبر البحث بمعهد التغذية زهير الرايس بتونس: ربع تلاميذ الابتدائي يعانون من نقص في الحديد والأكلة المدرسية في قفص الاتهام
- مدير عام الصحة: لاحظنا انتشار السمنة بين الأطفال وخاصة الذين لا يتناولون أكلة صحية
-مدير ديوان الخدمات المدرسية بوزارة الصحة: هدفنا تمتيع أكثر ما يمكن من التلاميذ بالأكلة الصحية المتكاملة
نظم أمس الثلاثاء، المعهد الوطني للتغذية والتكنولوجيا الغذائية ورشة عمل تحت عنوان «أنظمة التموين المبتكرة لخدمة مطاعم مدرسية ذات جودة عالية وزراعة محلية مرنة في تونس» وذلك تحت إشراف وزارة الصحة وفي إطار مشروع البحث المموّل من مركز البحوث من أجل التنمية الدولية بكندا. وشارك في هذه التظاهرة ممثلين عن الوزارات المعنية والهياكل المختصة والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني.
وضمن هذه الورشة أطلق المعهد الوطني زهير قلال للتغذية والتكنولوجيا الغذائية مشروع بحث لتحسين الأكلة المدرسية في تونس. وفي هذا السياق قال مدير عام الصحة عبد الرزاق بوزويتة في تصريح لـ«الصباح»، «إن مشروع البحث هذا غايته الوقاية، حيث أن وزارة الصحة وضعت برنامجا مهما هدفه الوقاية من الأمراض غير المعدية وخاصة السمنة وضغط الدم».
وأوضح محدثنا أنهم لاحظوا انتشار السمنة بين الأطفال وخاصة الذين لا يتناولون أكلة صحية. وشدد على أن الهدف اليوم هو تشجيع الطفل على التغذية السليمة والطبيعية التي تجعل التلميذ في المدرسة يبتعد عن كل الأكلات المعلبة وغير السليمة.
وأضاف محدثنا أن هدف الطب المدرسي الذي يعتبر طبا وقائيا يضم التلقيح والعيادات المدرسية وذلك في إطار إتباع إستراتيجية وقائية.
وحول الأكلة المدرسية في بعض المطاعم علق محدثنا بأن هناك مجهودا لتوفير أكلة متوازنة ولكن الهدف هو تطوير عقلية التلميذ نحو القضاء على الأكلات المعلبة والسريعة وغير الصحية والتشجيع على تغيير ما يعرف بـ«عادات الأكلة وتحسين نوعية الأكل.
25 % من التلاميذ بالمدارس الابتدائية يعانون من نقص في الحديد
وفي هذا السياق قالت جليلة العاتي الأستاذة الجامعية المختصة في التغذية ورئيسة مخبر البحث بمعهد التغذية زهير الرايس بتونس في تصريح لـ«الصباح» أن المشروع ممول من مركز البحوث للتنمية الدولية وبقيمة تمويل أكثر من 2 مليار دينار ويمتد المشروع على 42 شهرا. كما انه يستهدف 60 مدرسة في عدة مناطق من جهات مختلفة، حيث سيتم بصفة مبدئية تطبيق التجربة على 30 مدرسة وفي مرحلة ثانية سيتم مواصلة تطبيق المشروع في الثلاثين مدرسة المتبقية وتتوزع هذه المدارس على 3 ولايات وهي كل من القيروان وسليانة ونابل بمعدل 20 مدرسة في كل ولاية. وأوضحت انه سيتم في مرحلة أولى تجهيز المدارس بمطاعم في الولايات الثلاث لتطبيق التجربة ومن ثم يتم تعميمها في مراحل لاحقة.
وقالت محدثتنا إن اختيار المدارس تم بالتوافق مع وزارة التربية التي تمتلك مطعما في بعض المدارس الابتدائية وتقدم أغلبية المطاعم بالمدارس الابتدائية «لمجة» وليس أكلة متكاملة ومتوازنة.
كما أفادت الأستاذة الجامعية المختصة في التغذية انه سيتم في مرحلة ثانية تطبيق نموذج جديد لتزويد هذه المطاعم بلوازمها لأن المطاعم تتزود حاليا من ديوان الخدمات المدرسية. وبينت أن الهدف من هذا البرنامج هو أن كل جهة تزود المطعم من قبل منتجين محليين لكل جهة. مؤكدة أن الهدف من البرنامج اقتصادي واجتماعي بالأساس، بحيث يدخل المنتجون المحليون في عملية التزود وسوق الإنتاج. أما الهدف الثاني فهو صحي للتلاميذ حيث أن معهد التغذية يسعى إلى أن تكون عملية تحضير التغذية عبر استعمال أساليب مستدامة.
وأعلنت جليلة العاتي الأستاذة الجامعية مختصة في التغذية في المعهد الوطني للتغذية في تقييمها للأكلة المدرسية بأن الأكلة المتوفرة بأغلبية المطاعم المدرسية حاليا بعيدة كل البعد عن توفير حاجيات التلميذ حيث يتم منحهم بسكويت معلبا مع خبز وجبن «سندويتش بالهريسة والتن» داعية إلى ضرورة مراجعة المسألة لأن أكلة التلميذ الذي يكون متواجدا بالمدرسة من السابعة صباحا إلى الخامسة مساء لا توفر سوى 10 % من حاجياته من الطاقة وبالنسبة للحاجيات التغذية مثل الفيتامينات والأملاح بينت أنها ضعيفة في «لمجة» التلميذ. وأكدت أنه تم إعداد جدول متكامل لمختلف المطاعم المدرجة بالبرنامج بتحديد وتحسين نوعية اللمجة المقدمة. وأرجعت محدثتنا هذا الوضع المتردي إلى إشكال بشري أساسا بسبب نقص الأعوان والعملة.
وقالت أيضا إنه تم سنة 2024 إجراء مسح وطني لتقييم الحالة الغذائية للتلميذ بالمدارس الابتدائية وتبين من خلال هذا المسح أن هناك انتشارا لأمراض نقص الحديد وفقر الدم والفيتامين «أ» والفيتامين «د» والسمنة حيث أكدت أن 25 % من التلاميذ بالمدارس الابتدائية من 6 الى 12 سنة يشتكون من نقص في الحديد.
ربع تلاميذ الابتدائي يتمتعون بالأكلة المدرسية
ومن جهته أفاد محمد جوهر الماجري مدير ديوان الخدمات المدرسية بوزارة التربية في تصريح لـ«الصباح» ان هناك أكثر من 4600 مدرسة ابتدائية من بينها 2600 مدرسة تقدم أكلة مدرسية بنسبة 50 % وهناك 24 مدرسة ابتدائية تقدم «أكلة ساخنة» وحوالي 20 مدرسة ابتدائية بها مطاعم ولكن بسبب نقص الموارد البشرية فإنها لا تعمل موضحا بان حوالي 4000 تلميذ ابتدائي يستفيدون من الأكلة الساخنة في حوالي 24 مدرسة.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك حوالي 2 ملايين و250 تلميذا في مراحل الإعدادي والثانوي وابتدائي من بينهم أكثر من مليون و200 تلميذ ابتدائي يتمتعون بالأكلة الجافة وساخنة حوالي 311 ألف تلميذ، أي أن حوالي ربع تلاميذ الابتدائي يتمتعون بالأكلة المدرسية وفقا لما تضمنته آخر الإحصائيات، موضحا أن الأكلة المدرسية تتوزع إلى نوعين، مدارس تقدم أكلة ساخنة، مثل «الكسكسي» إضافة الى «السلاطة»، واللحم والغلال وهناك أخرى تقدم أكلة جافة.