إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في ذكرى تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل.. الطبوبي: المنظمة تعيش "مخاضا داخليا" والخلافات النقابية تشتدّ

حلّت الذكرى 79 تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل هذه السنة والمنظمة تعيش أزمة داخلية طاحنة لا يمكن تجاهلها أو إنكارها، وقد انتظم بالمناسبة أمس تجمّع عمالي تحت عنوان «المفاوضة الجماعية استحقاق وطني» وقد أشرف الأمين العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي على هذا التجمّع بحضور عدد من أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد والمؤرّخ عبد اللطيف الحناشي الذي قدّم محاضرة حول تأسيس الاتحاد ومساهمته في تجذير المشروع الوطني والاجتماعي.

ولئن كان هذا التجمّع مناسبة للتذكير بأدوار الاتحاد الريادية في الدفاع عن المشروع الوطني وفي حماية حقوق الطبقة الشغيلة وحقوق العمال، إلا أن المشاكل التي تمرّ بها المنظمة داخليا كانت تلقي بظلالها على هذا التجمّع العمالي، ناهيك وأن المكتب التنفيذي للاتحاد يواجه أزمة عاصفة داخله بعد فشل الوساطات النقابية التي قادها الأمين العام السابق لاتحاد الشغل حسين العباسي وكذلك الأمين العام المساعد السابق المولدي الجندوبي في رأب الصدع حيث ما زالت «مجموعة الخمسة» داخل المكتب التنفيذي تتمسّك بمطلبها في عقد مؤتمر استثنائي هذه السنة لتفادي مزيد من الانشقاق والتصدّع داخل المنظمة العريقة، فيما تواصل المعارضة النقابية بموقفها المعارض لكل القيادة النقابية بشقيها سواء «مجموعة الخمسة» أو «مجموعة العشرة» بقيادة الأمين العام نور الدين الطبوبي.

فترة تأمّل ومخاض داخلي

خلال كلمته بالأمس، قال الأمين العام لاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي أن التأسيس الفعلي للاتحاد كمنظمة كان منذ 79 عاما على يد الزعيم فرحات حشاد، لكن العمل النقابي انطلق قبل ذلك بسنين، ولكن المؤامرات والتواطؤ مع الاستعمار هي أسباب تأخير التأسيس، كما أضاف أن الاتحاد العام التونسي للشغل هو اليوم من أعتى المنظمات النقابية في العالم وقد راكم تجارب تاريخ الحركة العمالية في تونس منذ قرن من الزمن.

كما وجّه الطبوبي خلال كلمته الافتتاحية رسالة لمن وصفهم بأنهم «يروجون إلى فكرة شمال وجنوب»،وفق تعبيره، مؤكدا أنه لا تقسيم في الاتحاد وأن الحركة العمالية ستبقى موحدة رغم كل الصعوبات، كما وصف الطبوبي العمل النقابي بالمهمة الصعبة مشدّدا على ضرورة احترام ما وصفه بـ «الاختلاف داخل الوحدة» منتقدا في ذلك ما وصفها بدعوات البعض لحلّ الاتحاد والحملات التي يتعرّض لها والتي قال عنها الأمين العام أنها ليست بالأمر الجديد وأن المنظمة ستتجاوز كل ذلك. كما أشار الطبوبي إلى أنه يتفهّم كل التساؤلات المطروحة اليوم حول دور الاتحاد وطنيا، كما أضاف أن الاتحاد لن يتخلّى عن دوره الاجتماعي ولا عن خوض معركة الحريات الفردية والعامة ولكنه مع ذلك فهو دائما يدرس خطواته جيدا.

في كلمته أيضا اعترف الطبوبي مجدّدا بالأزمة الداخلية التي يعيشها الاتحاد دون أن يسمّي أطراف الأزمة حيث قال «لنا إشكاليات داخلية لا ننكرها وهذا نابع من احترام الاختلاف ولم نمنع أحدا من التعبير عن رأيه والجميع يجتهد لكن على الأقلية أن تحترم رأي الأغلبية»، مشيرا إلى أن ما يميّز الاتحاد عن الآخرين أنهم في الاتحاد يعترفون بالنقائص ويناقشون خلافاتهم داخل الهياكل، قائلا:« نعم لنا خلافات داخلية ولكن ما يميزها أنها ليست خلافات ذاتية أو شخصية، وإنما هي اختلافات من أجل تجويد وتطوير العمل النقابي ومن أجل تجاوز الهنات والمعوقات»، مشيرا إلى أن المنظمة تعيش فترة تأمل ومخاض داخلي هو بمثابة ظاهرة صحية ديناميكية للتقييم من أجل مستقبل أفضل للحركة النقابية.

وفي هذا السياق انتقد الطبوبي من شكّك في ميزانية الاتحاد، مؤكّدا أن كل القائمات المالية للاتحاد مراقبة من طرف مصالح رئاسة الحكومة.

ومن النقاط الأخرى التي تعرض لها الطبوبي في كلمته هو تجديد دعوته إلى حوار اجتماعي مسؤول وشفاف وجادّ لتحسين القدرة الشرائية في ظل تواصل ارتفاع الأسعار، وفق قوله. وأضاف الطبوبي في ذات السياق أن «الشهرية ما عادش شادّة جمعة»، وأنهم من دعاة حوار مسؤول وشفاف يفضي إلى نتائج ملموسة ويحسّن القدرة الشرائية للأجراء.. قائلا:«نحن قوة اقتراح وخير ونضال والحقوق تفتك ولا تُهدى»، كما كشف الطبوبي أنهم بصدد الإعداد إلى تجمّع عمالي نقابي كبير حول المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص والعام والوظيفة العمومية.

الصراعات داخل المنظمة متواصلة

بالتزامن مع ذكرى التأسيس واصلت المعارضة النقابية ضغطها ونقدها ورفضها لكل ما تقترحه القيادة النقابية حيث دعت إلى حراك نضالي ميداني يهدف إلى ترحيل ما أسمته بـ«القيادة البيروقراطية» وذلك لإيقاف ما تصفه بمسار العبث بالمنظمة والتلاعب بمصالح العمال والشغالين، وفق نص البيان الذي أصدرته أول أمس الجمعة.

والأزمة داخل المنظمة لا تختزل فقط في المعارضة النقابية بل في أزمة المكتب التنفيذي الذي انقسم إلى مجموعتين وهي أزمة داخل الأزمة، حيث ما زالت مجموعة الخمسة تصرّ على موقفها المطالب بمؤتمر استثنائي وتهدد بالدخول في اعتصام مفتوح بمقر المنظمة، خاصة وأن الاجتماعات التي عقدت بين الشقين لم تتمكن من رأب الصدع، ومازالت مجموعة الخمسة وهم كل من منعم عميرة وأنور بن قدور وصلاح الدين السالمي وعثمان الجلولي والطاهر البرباري متمسكين بموقفهم بما يعني فشل مبادرة المصالحة التي اقترحها حسين العباسي وبالتالي من المتوقع أن تمضي مجموعة الخمسة في تنفيذ ما أعلنته سابقا بعقد ندوة صحفية يكشفون فيها للرأي العام عن الأوضاع التي وصلت إليها المنظمة الشغيلة وأسباب اتخاذهم قرار الدخول في اعتصام مفتوح داخل مقر الاتحاد.

وفي انتظار التطورات التي ستأتي بها الأيام القادمة فانه من المؤكد أن القيادة النقابية مطالبة بلعب دور اكبر في حلّ كل هذه الخلافات وفي التنازل من أجل مستقبل المنظمة العريقة.

منية العرفاوي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في ذكرى تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل..   الطبوبي: المنظمة تعيش "مخاضا داخليا" والخلافات النقابية تشتدّ

حلّت الذكرى 79 تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل هذه السنة والمنظمة تعيش أزمة داخلية طاحنة لا يمكن تجاهلها أو إنكارها، وقد انتظم بالمناسبة أمس تجمّع عمالي تحت عنوان «المفاوضة الجماعية استحقاق وطني» وقد أشرف الأمين العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي على هذا التجمّع بحضور عدد من أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد والمؤرّخ عبد اللطيف الحناشي الذي قدّم محاضرة حول تأسيس الاتحاد ومساهمته في تجذير المشروع الوطني والاجتماعي.

ولئن كان هذا التجمّع مناسبة للتذكير بأدوار الاتحاد الريادية في الدفاع عن المشروع الوطني وفي حماية حقوق الطبقة الشغيلة وحقوق العمال، إلا أن المشاكل التي تمرّ بها المنظمة داخليا كانت تلقي بظلالها على هذا التجمّع العمالي، ناهيك وأن المكتب التنفيذي للاتحاد يواجه أزمة عاصفة داخله بعد فشل الوساطات النقابية التي قادها الأمين العام السابق لاتحاد الشغل حسين العباسي وكذلك الأمين العام المساعد السابق المولدي الجندوبي في رأب الصدع حيث ما زالت «مجموعة الخمسة» داخل المكتب التنفيذي تتمسّك بمطلبها في عقد مؤتمر استثنائي هذه السنة لتفادي مزيد من الانشقاق والتصدّع داخل المنظمة العريقة، فيما تواصل المعارضة النقابية بموقفها المعارض لكل القيادة النقابية بشقيها سواء «مجموعة الخمسة» أو «مجموعة العشرة» بقيادة الأمين العام نور الدين الطبوبي.

فترة تأمّل ومخاض داخلي

خلال كلمته بالأمس، قال الأمين العام لاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي أن التأسيس الفعلي للاتحاد كمنظمة كان منذ 79 عاما على يد الزعيم فرحات حشاد، لكن العمل النقابي انطلق قبل ذلك بسنين، ولكن المؤامرات والتواطؤ مع الاستعمار هي أسباب تأخير التأسيس، كما أضاف أن الاتحاد العام التونسي للشغل هو اليوم من أعتى المنظمات النقابية في العالم وقد راكم تجارب تاريخ الحركة العمالية في تونس منذ قرن من الزمن.

كما وجّه الطبوبي خلال كلمته الافتتاحية رسالة لمن وصفهم بأنهم «يروجون إلى فكرة شمال وجنوب»،وفق تعبيره، مؤكدا أنه لا تقسيم في الاتحاد وأن الحركة العمالية ستبقى موحدة رغم كل الصعوبات، كما وصف الطبوبي العمل النقابي بالمهمة الصعبة مشدّدا على ضرورة احترام ما وصفه بـ «الاختلاف داخل الوحدة» منتقدا في ذلك ما وصفها بدعوات البعض لحلّ الاتحاد والحملات التي يتعرّض لها والتي قال عنها الأمين العام أنها ليست بالأمر الجديد وأن المنظمة ستتجاوز كل ذلك. كما أشار الطبوبي إلى أنه يتفهّم كل التساؤلات المطروحة اليوم حول دور الاتحاد وطنيا، كما أضاف أن الاتحاد لن يتخلّى عن دوره الاجتماعي ولا عن خوض معركة الحريات الفردية والعامة ولكنه مع ذلك فهو دائما يدرس خطواته جيدا.

في كلمته أيضا اعترف الطبوبي مجدّدا بالأزمة الداخلية التي يعيشها الاتحاد دون أن يسمّي أطراف الأزمة حيث قال «لنا إشكاليات داخلية لا ننكرها وهذا نابع من احترام الاختلاف ولم نمنع أحدا من التعبير عن رأيه والجميع يجتهد لكن على الأقلية أن تحترم رأي الأغلبية»، مشيرا إلى أن ما يميّز الاتحاد عن الآخرين أنهم في الاتحاد يعترفون بالنقائص ويناقشون خلافاتهم داخل الهياكل، قائلا:« نعم لنا خلافات داخلية ولكن ما يميزها أنها ليست خلافات ذاتية أو شخصية، وإنما هي اختلافات من أجل تجويد وتطوير العمل النقابي ومن أجل تجاوز الهنات والمعوقات»، مشيرا إلى أن المنظمة تعيش فترة تأمل ومخاض داخلي هو بمثابة ظاهرة صحية ديناميكية للتقييم من أجل مستقبل أفضل للحركة النقابية.

وفي هذا السياق انتقد الطبوبي من شكّك في ميزانية الاتحاد، مؤكّدا أن كل القائمات المالية للاتحاد مراقبة من طرف مصالح رئاسة الحكومة.

ومن النقاط الأخرى التي تعرض لها الطبوبي في كلمته هو تجديد دعوته إلى حوار اجتماعي مسؤول وشفاف وجادّ لتحسين القدرة الشرائية في ظل تواصل ارتفاع الأسعار، وفق قوله. وأضاف الطبوبي في ذات السياق أن «الشهرية ما عادش شادّة جمعة»، وأنهم من دعاة حوار مسؤول وشفاف يفضي إلى نتائج ملموسة ويحسّن القدرة الشرائية للأجراء.. قائلا:«نحن قوة اقتراح وخير ونضال والحقوق تفتك ولا تُهدى»، كما كشف الطبوبي أنهم بصدد الإعداد إلى تجمّع عمالي نقابي كبير حول المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص والعام والوظيفة العمومية.

الصراعات داخل المنظمة متواصلة

بالتزامن مع ذكرى التأسيس واصلت المعارضة النقابية ضغطها ونقدها ورفضها لكل ما تقترحه القيادة النقابية حيث دعت إلى حراك نضالي ميداني يهدف إلى ترحيل ما أسمته بـ«القيادة البيروقراطية» وذلك لإيقاف ما تصفه بمسار العبث بالمنظمة والتلاعب بمصالح العمال والشغالين، وفق نص البيان الذي أصدرته أول أمس الجمعة.

والأزمة داخل المنظمة لا تختزل فقط في المعارضة النقابية بل في أزمة المكتب التنفيذي الذي انقسم إلى مجموعتين وهي أزمة داخل الأزمة، حيث ما زالت مجموعة الخمسة تصرّ على موقفها المطالب بمؤتمر استثنائي وتهدد بالدخول في اعتصام مفتوح بمقر المنظمة، خاصة وأن الاجتماعات التي عقدت بين الشقين لم تتمكن من رأب الصدع، ومازالت مجموعة الخمسة وهم كل من منعم عميرة وأنور بن قدور وصلاح الدين السالمي وعثمان الجلولي والطاهر البرباري متمسكين بموقفهم بما يعني فشل مبادرة المصالحة التي اقترحها حسين العباسي وبالتالي من المتوقع أن تمضي مجموعة الخمسة في تنفيذ ما أعلنته سابقا بعقد ندوة صحفية يكشفون فيها للرأي العام عن الأوضاع التي وصلت إليها المنظمة الشغيلة وأسباب اتخاذهم قرار الدخول في اعتصام مفتوح داخل مقر الاتحاد.

وفي انتظار التطورات التي ستأتي بها الأيام القادمة فانه من المؤكد أن القيادة النقابية مطالبة بلعب دور اكبر في حلّ كل هذه الخلافات وفي التنازل من أجل مستقبل المنظمة العريقة.

منية العرفاوي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews