◄ مشاركة مميزة للثنائي محمد علي شبيل وجهاد خمير.. وظهور ملفت للفرقة الإيطالية «آرس نوفا نابولي»
افتتحت ليلة أمس السبت الدورة العاشرة لأيام قرطاج الموسيقية في سهرة انتظمت بقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة بالعاصمة، استقطبت عددًا هامًا من أهل الموسيقى من تونس وضيوفها، وحضرتها وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي. وكان عنوانها الأبرز البساطة والاختزال، إذ دامت أقل من ساعة وتولى تقديمها مهدي شمام الذي أكد على أهمية برمجة المهرجان، مشجعًا الجمهور على أن يكون في الموعد على امتداد أسبوع من العروض والفقرات المتنوعة.
كانت الانطلاقة بأداء الفنان محمد علي شبيل (دالي) للنشيد الوطني على إيقاع صوت البيانو بأصابع العازف جهاد خميري، قبل أن تتولى الفنانة ورئيسة لجنة التنظيم درصاف الحمداني تقديم كلمة مقتضبة شددت فيها بالخصوص على أنها جسدت حلمها بوجودها على رأس أيام قرطاج الموسيقية في أن تجمع بين كل الحالات التي يتمنى الفنان أن يعيشها وهو على الركح، بأن يكون بين الجمهور ويحلم بأن يعيش فرحة العروض مكتملة العدد وأن يعيش تلك العاطفة الجياشة التي تنهمر فيها الدموع من فرط السعادة بنجاح عرض موسيقي.
إثر ذلك، أطلت المجموعة الإيطالية آرس نوفا نابولي على الركح وغيرت مستوى الإيقاع بدرجة عالية، وأدخلت البهجة عزفًا وغناءً ورقصًا بالألحان الصادرة عن آلات الأكورديون والباص والكمان والقيثارة والطبل والمندولين، قبل أن يعود الثنائي دالي شبيل وجهاد خميري للركح لتقديم فقرة غنائية مستلهمة من التراث الموسيقي، أكد فيها الثنائي التناغم بينهما (بين المطرب والعازف على البيانو)، وهو ما مكنهما من التموقع في الساحة الموسيقية جيدًا واكتساب قاعدة جماهيرية تستهويها محاولات المزج بين الألوان الموسيقية التونسية وموسيقات العالم.
وواضح من هندسة عرض الافتتاح أن المنظمين أرادوا باقتراحهم لفقرة غنائية للفرقة الإيطالية آرس نوفا نابولي وأيضًا من خلال استضافة الثنائي محمد علي شبيل وجهاد خميري ليطلا على الجمهور في مناسبتين، أن يقدموا طبقًا تمهيديًا لعشاق الموسيقى تحفيزًا لهم للإقبال على أطباق أخرى ينتظر أن تكون في مستوى ما يتوقعه الجمهور.
إذن، إن كان عرض الفنانة الإسبانية لا خوسي
(La Jose) أبرز عنوانين في السهرة، وقد انطلق مباشرة بعد انتهاء مراسم الافتتاح، فإنها حملت مفاجآت أخرى تمثلت كما قلنا في ظهور المجموعة الإيطالية آرس نوفا نابولي (Ars Nova Napoli) التي قدمت للجمهور فقرات من أغانيها المعروفة لدى محبي موسيقاها، وكانت بمثابة الحافز لمشاهدة عرضها المبرمج لليوم الأحد 19 جانفي، بداية من الثالثة بعد الظهر بشارع الحبيب بورقيبة.
مع العلم أنها المرة الأولى التي تحيي فيها هذه الفرقة التي تعتبر إحدى أشهر الفرق الموسيقية المختصة فيما يعرف بالموسيقى الشعبية النابولية عروضا في تونس، وقد تمت استضافتها بدعم من الإدارة العامة للترفيه بوزارة الثقافة والمعهد الثقافي الإيطالي بتونس.
وفرقة آرس نوفا نابولي تتميز بأداء الأغاني الجنوبية الإيطالية التقليدية بشكل مثير، وذلك طبعًا إلى جانب رصيدها الخاص.
وقد تمكنت الفرقة بقيادة مارشيلو سكويلانتي (الذي يقدم ورشة عمل خلال أيام قرطاج الموسيقية) منذ بداياتها في عام 2009، من إحياء أنماط موسيقية متنوعة من بينها الغناء الصقلي وما يسمى بالتارانتيلا الكالابريا، والريبيتيكو اليوناني، وموسيقى البلقان، وذلك وفق ما عرفناه عن هذه المجموعة التي تستضيفها بلادنا، والتي نعتقد أن الجمهور سيحب كثيرًا المزج بين أصوات الأكورديون والكمان والبوق والمندولين ومزمار القربة «غايتا» والباص المزدوج والطبول المتنوعة، خاصة أن الفرقة تنهل من الثقافة المتوسطة الثرية بالألحان الشعبية الخالدة.
وواضح أن عروض فرقة آرس نوفا نابولي تتميز بحضور قوي على المسرح، وتقدم إيقاعات مغرية للجمهور من خلال الإيقاعات الطربية التي تشعر بأنها قريبة جدًا من الذائقة التونسية والمتوسطية عمومًا، فهي ببساطة تنثر عطر التاريخ والأصالة.
ونشير إلى أن الفرقة التي انطلقت في أزقة وسط مدينة نابولي التاريخية، وساحات إيطاليا وأسواقها، وصلت إلى أهم المهرجانات في العالم، وقبل أن تحل بتونس كانت قد مرت بالعراق وكوريا والصين والمغرب وغيرها.
وإذا ما عدنا إلى نجمة السهرة، الفنانة الإسبانية لا خوسي، فإننا نشير إلى أنها بكل بساطة متعددة المواهب. فهي تغني وترقص وتؤلف كلمات أغانيها التي تستلهمها من إيمانها بالإنسان، لذلك هي تغني للمحبة وللحرية. وتتميز الفنانة بحضورها الركحي اللافت الذي كثيرًا ما يتفاعل معه الجمهور، وكيف لا وهي تمزج بين الفلامنكو والسامبا والرقص الشرقي والإيقاعات الأفروكوبية المحبوبة في كل مكان تقريبًا.
لا خوسي من مواليد إسبانيا في 1983، وقد تمكنت بفضل موهبتها واختياراتها الموسيقية أن تجوب العالم صحبة فرقتها التي تتميز بتناغم واضح بين مختلف عناصرها، مع العلم أنها إضافة إلى الغناء والرقص وتأليف الأغاني، هي أستاذة للغناء، مما يجعلها فنانة متكاملة وخاصة متمكنة من أصول الأداء، إضافة إلى تشبثها بالجذور من خلال التركيز على الأنماط الموسيقية الأصيلة.
للتذكير، فإن الدورة الجديدة لأيام قرطاج الموسيقية التي تتواصل إلى غاية 24 جانفي الجاري، برمجت ست عروض كبرى، إضافة إلى 18 عرضًا موزعة بين عدة فضاءات بمدينة الثقافة، وعروض الشارع، والورشات المتخصصة، وسوق الآلات.
◗ ح. س
◄ مشاركة مميزة للثنائي محمد علي شبيل وجهاد خمير.. وظهور ملفت للفرقة الإيطالية «آرس نوفا نابولي»
افتتحت ليلة أمس السبت الدورة العاشرة لأيام قرطاج الموسيقية في سهرة انتظمت بقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة بالعاصمة، استقطبت عددًا هامًا من أهل الموسيقى من تونس وضيوفها، وحضرتها وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي. وكان عنوانها الأبرز البساطة والاختزال، إذ دامت أقل من ساعة وتولى تقديمها مهدي شمام الذي أكد على أهمية برمجة المهرجان، مشجعًا الجمهور على أن يكون في الموعد على امتداد أسبوع من العروض والفقرات المتنوعة.
كانت الانطلاقة بأداء الفنان محمد علي شبيل (دالي) للنشيد الوطني على إيقاع صوت البيانو بأصابع العازف جهاد خميري، قبل أن تتولى الفنانة ورئيسة لجنة التنظيم درصاف الحمداني تقديم كلمة مقتضبة شددت فيها بالخصوص على أنها جسدت حلمها بوجودها على رأس أيام قرطاج الموسيقية في أن تجمع بين كل الحالات التي يتمنى الفنان أن يعيشها وهو على الركح، بأن يكون بين الجمهور ويحلم بأن يعيش فرحة العروض مكتملة العدد وأن يعيش تلك العاطفة الجياشة التي تنهمر فيها الدموع من فرط السعادة بنجاح عرض موسيقي.
إثر ذلك، أطلت المجموعة الإيطالية آرس نوفا نابولي على الركح وغيرت مستوى الإيقاع بدرجة عالية، وأدخلت البهجة عزفًا وغناءً ورقصًا بالألحان الصادرة عن آلات الأكورديون والباص والكمان والقيثارة والطبل والمندولين، قبل أن يعود الثنائي دالي شبيل وجهاد خميري للركح لتقديم فقرة غنائية مستلهمة من التراث الموسيقي، أكد فيها الثنائي التناغم بينهما (بين المطرب والعازف على البيانو)، وهو ما مكنهما من التموقع في الساحة الموسيقية جيدًا واكتساب قاعدة جماهيرية تستهويها محاولات المزج بين الألوان الموسيقية التونسية وموسيقات العالم.
وواضح من هندسة عرض الافتتاح أن المنظمين أرادوا باقتراحهم لفقرة غنائية للفرقة الإيطالية آرس نوفا نابولي وأيضًا من خلال استضافة الثنائي محمد علي شبيل وجهاد خميري ليطلا على الجمهور في مناسبتين، أن يقدموا طبقًا تمهيديًا لعشاق الموسيقى تحفيزًا لهم للإقبال على أطباق أخرى ينتظر أن تكون في مستوى ما يتوقعه الجمهور.
إذن، إن كان عرض الفنانة الإسبانية لا خوسي
(La Jose) أبرز عنوانين في السهرة، وقد انطلق مباشرة بعد انتهاء مراسم الافتتاح، فإنها حملت مفاجآت أخرى تمثلت كما قلنا في ظهور المجموعة الإيطالية آرس نوفا نابولي (Ars Nova Napoli) التي قدمت للجمهور فقرات من أغانيها المعروفة لدى محبي موسيقاها، وكانت بمثابة الحافز لمشاهدة عرضها المبرمج لليوم الأحد 19 جانفي، بداية من الثالثة بعد الظهر بشارع الحبيب بورقيبة.
مع العلم أنها المرة الأولى التي تحيي فيها هذه الفرقة التي تعتبر إحدى أشهر الفرق الموسيقية المختصة فيما يعرف بالموسيقى الشعبية النابولية عروضا في تونس، وقد تمت استضافتها بدعم من الإدارة العامة للترفيه بوزارة الثقافة والمعهد الثقافي الإيطالي بتونس.
وفرقة آرس نوفا نابولي تتميز بأداء الأغاني الجنوبية الإيطالية التقليدية بشكل مثير، وذلك طبعًا إلى جانب رصيدها الخاص.
وقد تمكنت الفرقة بقيادة مارشيلو سكويلانتي (الذي يقدم ورشة عمل خلال أيام قرطاج الموسيقية) منذ بداياتها في عام 2009، من إحياء أنماط موسيقية متنوعة من بينها الغناء الصقلي وما يسمى بالتارانتيلا الكالابريا، والريبيتيكو اليوناني، وموسيقى البلقان، وذلك وفق ما عرفناه عن هذه المجموعة التي تستضيفها بلادنا، والتي نعتقد أن الجمهور سيحب كثيرًا المزج بين أصوات الأكورديون والكمان والبوق والمندولين ومزمار القربة «غايتا» والباص المزدوج والطبول المتنوعة، خاصة أن الفرقة تنهل من الثقافة المتوسطة الثرية بالألحان الشعبية الخالدة.
وواضح أن عروض فرقة آرس نوفا نابولي تتميز بحضور قوي على المسرح، وتقدم إيقاعات مغرية للجمهور من خلال الإيقاعات الطربية التي تشعر بأنها قريبة جدًا من الذائقة التونسية والمتوسطية عمومًا، فهي ببساطة تنثر عطر التاريخ والأصالة.
ونشير إلى أن الفرقة التي انطلقت في أزقة وسط مدينة نابولي التاريخية، وساحات إيطاليا وأسواقها، وصلت إلى أهم المهرجانات في العالم، وقبل أن تحل بتونس كانت قد مرت بالعراق وكوريا والصين والمغرب وغيرها.
وإذا ما عدنا إلى نجمة السهرة، الفنانة الإسبانية لا خوسي، فإننا نشير إلى أنها بكل بساطة متعددة المواهب. فهي تغني وترقص وتؤلف كلمات أغانيها التي تستلهمها من إيمانها بالإنسان، لذلك هي تغني للمحبة وللحرية. وتتميز الفنانة بحضورها الركحي اللافت الذي كثيرًا ما يتفاعل معه الجمهور، وكيف لا وهي تمزج بين الفلامنكو والسامبا والرقص الشرقي والإيقاعات الأفروكوبية المحبوبة في كل مكان تقريبًا.
لا خوسي من مواليد إسبانيا في 1983، وقد تمكنت بفضل موهبتها واختياراتها الموسيقية أن تجوب العالم صحبة فرقتها التي تتميز بتناغم واضح بين مختلف عناصرها، مع العلم أنها إضافة إلى الغناء والرقص وتأليف الأغاني، هي أستاذة للغناء، مما يجعلها فنانة متكاملة وخاصة متمكنة من أصول الأداء، إضافة إلى تشبثها بالجذور من خلال التركيز على الأنماط الموسيقية الأصيلة.
للتذكير، فإن الدورة الجديدة لأيام قرطاج الموسيقية التي تتواصل إلى غاية 24 جانفي الجاري، برمجت ست عروض كبرى، إضافة إلى 18 عرضًا موزعة بين عدة فضاءات بمدينة الثقافة، وعروض الشارع، والورشات المتخصصة، وسوق الآلات.