عضو بالجمعية التونسية لمقاومة الأمراض المنقولة جنسيا و"السيدا" وعلاج الإدمان لـ"الصباح": تزايد الإصابة بفيروس "السيدا" وضرورة مراجعة القوانين للحد من انتشاره
تونس – الصباح
تحتفل تونس وسائر بلدان العالم باليوم العالمي للإيدز في غرة ديسمبر من كل عام. وقد أصبح هذا اليوم مناسبة من أشهر الأيام الدولية المتعلقة بالصحة وفرصة رئيسية لرفع الوعي، وإحياء ذكرى من قضوا بهذا المرض خاصة وأن الأمم المتحدة تسعى من خلال هذا اليوم إلى تحقيق هدف منشود وهو القضاء على الإيدز باعتباره تهديداً للصحة العامة بحلول عام 2030.
وفي هذا السياق، وحول واقع انتشار المرض في تونس، تحدث المكلف بالمشاريع بالجمعية التونسية لمقاومة الأمراض المنقولة جنسيا و"السيدا" وعلاج الإدمان، فوزي الدريدي لـ "الصباح"، آخر المعطيات المتعلقة بانتشار مرض "السيدا" في بلادنا.
وقال فوزي الدريدي، "إن "السيدا" ظهرت في العالم خلال الثمانينات وفي تونس سجلت أول الحالات سنة 1986 فيما أصبحت تسجل سنويا أكثر من 400 حالة إصابة بـ"السيدا" خلال السنوات الأربع الأخيرة"، وأشار إلى وجود 25 مركزا للتقصي اللااسمي والمجاني لفيروس نقص المناعة البشري المتسبب في مرض "السيدا".
مرض صامت
وذكر محدثنا بان "السيدا" هو مرض ينتشر ولكن اكتشافه يكون صعبا باعتبار أنه مرض صامت وتصنفه منظمة الصحة لعالمية كمرض مزمن حيث لا تبرز أية علامات تبين الإصابة به، ولكن فقط يمكن اكتشافه عبر القيام بالتحاليل ويتم ذلك عن طريق التقصي السريع الذي يقدم نتيجة سريعة. وأضاف:"هو تحليل تكون عادة نتيجته صحيحة بنسبة 99% ولكن لمزيد التثبت يتوجب القيام بإجراء تحليل للدم في مخبر التحاليل".
كما واصل محدثنا التوضيح بأن فيروس "السيدا" يتعايش مع المريض بين 12 و13 سنة، كما أن طرق انتقاله تتعلق أساسا بالعلاقات الجنسية غير المحمية أو من الأم إلى الجنين خلال الحمل أو أثناء الولادة. وثالثا عن طريق الدم وخاصة لدى مستعملي المخدرات بالحقن. مؤكدا أن النسبة مرتفعة لدى مستعملي المخدرات ولكن عموما ما عدا ذلك فإن "السيدا" ليست مرضا معديا.
موضحا أن الفيروس يعيش في جسم الإنسان ويتكاثر بسرعة ويستهدف مباشرة خلايا جهاز المناعة. الأمر الذي يجعل مناعة المريض تضعف ويكون عرضة إلى العديد من الأمراض التي تسمى بـ"الأمراض الانتهارية".
أما فيما يتعلق بالأرقام قال فوزي الدريدي:"إن التوقعات وفقا للدراسات الصادرة عن وزارة الصحة تشير إلى تسجيل 7086 حالة في تونس حاليا من بينهم فقط 1847 معروفين لدى مصالح الجمعيات التي تعمل بالتنسيق مع وزارة الصحة في إطار البرنامج الوطني لمكافحة مرض "السيدا" والبقية تجري عملية التحقق من إصابتهم باعتبار وأن هناك من يتقدم بصفة طوعية.
كما أفاد الدريدي بان وزارة الصحة تجري دراسة كل سنتين لدى الفئات ذات السلوكيات المحفوفة بالمخاطر لتقصي مرض "السيدا" وهم أساسا "عاملات الجنس بمقابل"، ومستعملي المخدرات عن طريق الحقن"، باعتبار أن هذه الفئات التي ترتفع لديهم نسب الإصابة وتصل إلى 11 % وفقا لآخر إحصائية في الغرض.
كما أوضح أن النسب تبين أن 8% من الرجال وعند عاملات الجنس 0.5 %، مؤكدا أن الأرقام تتغير من دراسة إلى أخرى.
وأكد محدثنا في ختام حديثه أنه من المنتظر أن يتم انجاز دراسة جديدة حول انتشار "السيدا" في تونس في أوائل 2025 .
يجدر التذكير أن مدير مكتب تونس لمنظمة "محامون بلا حدود» رامي خويلي، قال منذ فترة في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، على هامش مؤتمر وطني حول «فيروس نقص المناعة البشرية وحقوق الفئات الهشة في تونس: نحو مقاربة شاملة» أن عدد الإصابات السنوية الجديدة بفيروس "السيدا" ظل مستقرا إلى حدود سنة 2010 حيث يتم تسجيل ما يقارب 70 حالة سنويا، غير أن هذا الرقم شهد تناميا مستمرا ليبلغ عدد الإصابات الجديدة سنة 2022 ما يعادل 150 إصابة.
وأضاف أن الإحصائيات الدولية أظهرت تراجعا ملحوظا في عدد الإصابات الجديدة في أغلب دول العالم ما عدا دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط التي تضاعف فيها عدد الإصابات الجديدة خلال السنوات الأخيرة.
ولفت إلى أن تفاقم الحالات الحاملة للفيروس يدل على وجود إشكاليات في علاقة بنفاذ الفئات المصابة إلى العلاج جراء القوانين التي وصفها بـ«البالية» والتي تجرم الأشخاص والفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، ومن بينهم المثليين، وتعرضهم المتكرر للوصم والتمييز.
ودعا خويلي إلى ضرورة العمل على تغيير المنظومة القانونية الزجرية التي تجرم بصورة قاسية الأشخاص والفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس مما يعرضهم للإقصاء والتهميش، وهو ما يؤدي بالتالي إلى صعوبة وصولهم للخدمات التوعوية والتحسيسية وتمكينهم من وسائل الوقاية والحماية من الإصابة بفيروس "السيدا" وصعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية والاجتماعية والقانونية.
أميرة الدريدي
عضو بالجمعية التونسية لمقاومة الأمراض المنقولة جنسيا و"السيدا" وعلاج الإدمان لـ"الصباح": تزايد الإصابة بفيروس "السيدا" وضرورة مراجعة القوانين للحد من انتشاره
تونس – الصباح
تحتفل تونس وسائر بلدان العالم باليوم العالمي للإيدز في غرة ديسمبر من كل عام. وقد أصبح هذا اليوم مناسبة من أشهر الأيام الدولية المتعلقة بالصحة وفرصة رئيسية لرفع الوعي، وإحياء ذكرى من قضوا بهذا المرض خاصة وأن الأمم المتحدة تسعى من خلال هذا اليوم إلى تحقيق هدف منشود وهو القضاء على الإيدز باعتباره تهديداً للصحة العامة بحلول عام 2030.
وفي هذا السياق، وحول واقع انتشار المرض في تونس، تحدث المكلف بالمشاريع بالجمعية التونسية لمقاومة الأمراض المنقولة جنسيا و"السيدا" وعلاج الإدمان، فوزي الدريدي لـ "الصباح"، آخر المعطيات المتعلقة بانتشار مرض "السيدا" في بلادنا.
وقال فوزي الدريدي، "إن "السيدا" ظهرت في العالم خلال الثمانينات وفي تونس سجلت أول الحالات سنة 1986 فيما أصبحت تسجل سنويا أكثر من 400 حالة إصابة بـ"السيدا" خلال السنوات الأربع الأخيرة"، وأشار إلى وجود 25 مركزا للتقصي اللااسمي والمجاني لفيروس نقص المناعة البشري المتسبب في مرض "السيدا".
مرض صامت
وذكر محدثنا بان "السيدا" هو مرض ينتشر ولكن اكتشافه يكون صعبا باعتبار أنه مرض صامت وتصنفه منظمة الصحة لعالمية كمرض مزمن حيث لا تبرز أية علامات تبين الإصابة به، ولكن فقط يمكن اكتشافه عبر القيام بالتحاليل ويتم ذلك عن طريق التقصي السريع الذي يقدم نتيجة سريعة. وأضاف:"هو تحليل تكون عادة نتيجته صحيحة بنسبة 99% ولكن لمزيد التثبت يتوجب القيام بإجراء تحليل للدم في مخبر التحاليل".
كما واصل محدثنا التوضيح بأن فيروس "السيدا" يتعايش مع المريض بين 12 و13 سنة، كما أن طرق انتقاله تتعلق أساسا بالعلاقات الجنسية غير المحمية أو من الأم إلى الجنين خلال الحمل أو أثناء الولادة. وثالثا عن طريق الدم وخاصة لدى مستعملي المخدرات بالحقن. مؤكدا أن النسبة مرتفعة لدى مستعملي المخدرات ولكن عموما ما عدا ذلك فإن "السيدا" ليست مرضا معديا.
موضحا أن الفيروس يعيش في جسم الإنسان ويتكاثر بسرعة ويستهدف مباشرة خلايا جهاز المناعة. الأمر الذي يجعل مناعة المريض تضعف ويكون عرضة إلى العديد من الأمراض التي تسمى بـ"الأمراض الانتهارية".
أما فيما يتعلق بالأرقام قال فوزي الدريدي:"إن التوقعات وفقا للدراسات الصادرة عن وزارة الصحة تشير إلى تسجيل 7086 حالة في تونس حاليا من بينهم فقط 1847 معروفين لدى مصالح الجمعيات التي تعمل بالتنسيق مع وزارة الصحة في إطار البرنامج الوطني لمكافحة مرض "السيدا" والبقية تجري عملية التحقق من إصابتهم باعتبار وأن هناك من يتقدم بصفة طوعية.
كما أفاد الدريدي بان وزارة الصحة تجري دراسة كل سنتين لدى الفئات ذات السلوكيات المحفوفة بالمخاطر لتقصي مرض "السيدا" وهم أساسا "عاملات الجنس بمقابل"، ومستعملي المخدرات عن طريق الحقن"، باعتبار أن هذه الفئات التي ترتفع لديهم نسب الإصابة وتصل إلى 11 % وفقا لآخر إحصائية في الغرض.
كما أوضح أن النسب تبين أن 8% من الرجال وعند عاملات الجنس 0.5 %، مؤكدا أن الأرقام تتغير من دراسة إلى أخرى.
وأكد محدثنا في ختام حديثه أنه من المنتظر أن يتم انجاز دراسة جديدة حول انتشار "السيدا" في تونس في أوائل 2025 .
يجدر التذكير أن مدير مكتب تونس لمنظمة "محامون بلا حدود» رامي خويلي، قال منذ فترة في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، على هامش مؤتمر وطني حول «فيروس نقص المناعة البشرية وحقوق الفئات الهشة في تونس: نحو مقاربة شاملة» أن عدد الإصابات السنوية الجديدة بفيروس "السيدا" ظل مستقرا إلى حدود سنة 2010 حيث يتم تسجيل ما يقارب 70 حالة سنويا، غير أن هذا الرقم شهد تناميا مستمرا ليبلغ عدد الإصابات الجديدة سنة 2022 ما يعادل 150 إصابة.
وأضاف أن الإحصائيات الدولية أظهرت تراجعا ملحوظا في عدد الإصابات الجديدة في أغلب دول العالم ما عدا دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط التي تضاعف فيها عدد الإصابات الجديدة خلال السنوات الأخيرة.
ولفت إلى أن تفاقم الحالات الحاملة للفيروس يدل على وجود إشكاليات في علاقة بنفاذ الفئات المصابة إلى العلاج جراء القوانين التي وصفها بـ«البالية» والتي تجرم الأشخاص والفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، ومن بينهم المثليين، وتعرضهم المتكرر للوصم والتمييز.
ودعا خويلي إلى ضرورة العمل على تغيير المنظومة القانونية الزجرية التي تجرم بصورة قاسية الأشخاص والفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس مما يعرضهم للإقصاء والتهميش، وهو ما يؤدي بالتالي إلى صعوبة وصولهم للخدمات التوعوية والتحسيسية وتمكينهم من وسائل الوقاية والحماية من الإصابة بفيروس "السيدا" وصعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية والاجتماعية والقانونية.