إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

يهدّد عديد المهن والاختصاصات.. قريبا إستراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي

مختص في الذكاء الاصطناعي لـ"الصباح": هذه مخاطر وتحديات الذكاء الاصطناعي

تونس-الصباح

أي مٌستقبل لبعض المهن والقطاعات في ظل هيمنة مصطلح الذكاء الاصطناعي؟ سٌؤال يطرح نفسه في الوقت الذي تستعد فيه الهياكل الرسمية بمعية الأطراف المتداخلة إلى بلورة الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي للسنوات العشر المقبلة، علما أن تونس قد احتضنت مؤخرا منتديات دولية حول الذكاء الاصطناعي في خطوة يراد من خلالها مواكبة المستجدات في هذا المجال.

وفي هذا الخصوص أورد المختص في الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على سوق الشغل، رازي الملياني، في تصريح لـ"الصباح"، أن الذكاء الاصطناعي يشكل في تونس مثلما هو الشأن في العالم اليوم تهديدا، ويفرض تحديات كبيرة على بعض القطاعات على غرار قطاع مراكز النداء الى جانب بعض الاختصاصات الأخرى "كالمطورين" في مجال الإعلامية مشيرا الى أن هذين المجالين يمكن الاستغناء عنهما عبر آلية الذكاء الاصطناعي. مشيرا في هذا الخصوص الى "أن دولة السويد وعبر آلية الذكاء الاصطناعي قامت بإنجاز 2 ملايين و300 مكالمة هاتفية تضاهي في جوهرها ما ينجزه 70 شخصا في مراكز عملهم".

واعتبر محدثنا أن الجانب التوعوي يظل هاما في ما يتعلق بمسالة الذكاء الاصطناعي، فبالنظر الى مزاياه التي يقدمها إلا أنه تحدوه عديد المخاطر والإشكاليات في علاقة أساسا بمسألة الأمن السيبرني ومدى تأثيراته على الجمهور بما أنه يمكن أن يوفر معلومات خاطئة يتقبلها الجمهور، مشددا في السياق ذاته على أهمية المراهنة على الجانب التوعوي للوقوف على سلبيات وإيجابيات الذكاء الاصطناعي، الذي يظل الى اليوم مجالا جديدا يلفه الغموض.

وبالتوازي مع تصريحات الملياني، جدير بالذكر أن مدير مدرسة الاتصالات والوزير الأسبق، محمد ناصر عمار، كان قد أورد مؤخرا في تصريح "لموزاييك اف ام"، أن عدة خبراء يؤكدون أن الذكاء الاصطناعي سيعوض 50 % من المهن، ليس فقط الصغرى منها، بل حتى تلك التي تهم أيضا اختصاصات خريجي الجامعات وأصحاب الشهائد العليا من بينهم الخبراء المحاسبون والمترجمون والصحفيون من ذلك أن مؤسسة إعلامية مختصة في تجميع ما تكتبه الصحافة بفرنسا قامت بالاستغناء عن 60 % من صحفييها، مضيفا أن تونس ليست متأخرة في مجال الذكاء الاصطناعي ولديها من الكفاءات الشابة المتمكنة من هذا العلم الجديد لمواكبتها لتكنولوجياته المتطورة لكن ينبغي تشجيعها للبقاء في تونس.

وتجدر الإشارة إلى أن تونس في نفس السياق بصدد إعداد الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي للسنوات العشر المقبلة. وفي هذا الخصوص أكد رئيس نادي مسؤولي نظم المعلومات بتونس، حاتم الطريقي على هامش تصريحاته الإعلامية مؤخرا، أن وزارة تكنولوجيات الاتصال تعمل على إعداد الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي للسنوات العشر المقبلة، بالتعاون مع مختلف الأطراف المتداخلة، من بينها نادي نظم المعلومات بتونس. ومن المقرر الإعلان عنها خلال الأسابيع المقبلة من قبل اللجنة الوطنية المكلفة بالإستراتيجية.

وأضاف الطريقي، على هامش النسخة العاشرة من المنتدى الدولي لمديري نظم المعلومات الذي احتضنته تونس في الفترة من 7 إلى 9 نوفمبر الجاري، أن المنتدى يشهد مشاركة أكثر من 700 شخص من 21 دولة، من بينهم 153 مدير نظم معلومات من دول إفريقيا جنوب الصحراء.

وعلى مدار دوراته السابقة، استعرض المنتدى قضايا أساسية تهم الشركات الإفريقية، بدءًا بالتحول الرقمي ووصولاً إلى الأمن السيبراني والذكاء الاصطناع علما أن هذا المنتدى قد لعب دورًا حاسمًا في إعادة تعريف المشهد الرقمي في القارة الإفريقية.

وتجدر الإشارة أيضا إلى أن تونس احتضنت مؤخرا

فعاليات المؤتمر الدولي الأول حول الذكاء الاصطناعي والطاقة الخضراء IEEE ICAIGE 2024، الذي انعقد بمدينة ياسمين الحمامات في الفترة من 10 إلى 12 أكتوبر الماضي، ببادرة من الجمعية التونسية للطاقة المتجددة بالتعاون مع جامعة سوسة. وقد جمع المؤتمر نخبة من الباحثين والخبراء المحليين والدوليين لمناقشة آخر التطورات والابتكارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والطاقة المستدامة.

يذكر أيضا أن تونس قد حلت في المرتبة الحادية والسبعين عالميا والثامنة عربيا في مؤشر الذكاء الاصطناعي الذي تطلقه "Tortoise Media" في نسخته الخامسة.

ويقيس هذا المؤشر عمليات التبني العالمي ودرجات التحقق والتطوير في 83 دولة على أساس 122 مؤشرا مختلفا مجمعة في 3 ركائز للتحليل وهي التنفيذ والابتكار والاستثمار، علما أن الولايات المتحدة والصين، احتلتا المركزين الأول والثاني عالميا فيما احتلت السعودية المرتبة الأولى عربيا.

منال حرزي

 

 

 

 

 

يهدّد عديد المهن والاختصاصات.. قريبا إستراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي

مختص في الذكاء الاصطناعي لـ"الصباح": هذه مخاطر وتحديات الذكاء الاصطناعي

تونس-الصباح

أي مٌستقبل لبعض المهن والقطاعات في ظل هيمنة مصطلح الذكاء الاصطناعي؟ سٌؤال يطرح نفسه في الوقت الذي تستعد فيه الهياكل الرسمية بمعية الأطراف المتداخلة إلى بلورة الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي للسنوات العشر المقبلة، علما أن تونس قد احتضنت مؤخرا منتديات دولية حول الذكاء الاصطناعي في خطوة يراد من خلالها مواكبة المستجدات في هذا المجال.

وفي هذا الخصوص أورد المختص في الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على سوق الشغل، رازي الملياني، في تصريح لـ"الصباح"، أن الذكاء الاصطناعي يشكل في تونس مثلما هو الشأن في العالم اليوم تهديدا، ويفرض تحديات كبيرة على بعض القطاعات على غرار قطاع مراكز النداء الى جانب بعض الاختصاصات الأخرى "كالمطورين" في مجال الإعلامية مشيرا الى أن هذين المجالين يمكن الاستغناء عنهما عبر آلية الذكاء الاصطناعي. مشيرا في هذا الخصوص الى "أن دولة السويد وعبر آلية الذكاء الاصطناعي قامت بإنجاز 2 ملايين و300 مكالمة هاتفية تضاهي في جوهرها ما ينجزه 70 شخصا في مراكز عملهم".

واعتبر محدثنا أن الجانب التوعوي يظل هاما في ما يتعلق بمسالة الذكاء الاصطناعي، فبالنظر الى مزاياه التي يقدمها إلا أنه تحدوه عديد المخاطر والإشكاليات في علاقة أساسا بمسألة الأمن السيبرني ومدى تأثيراته على الجمهور بما أنه يمكن أن يوفر معلومات خاطئة يتقبلها الجمهور، مشددا في السياق ذاته على أهمية المراهنة على الجانب التوعوي للوقوف على سلبيات وإيجابيات الذكاء الاصطناعي، الذي يظل الى اليوم مجالا جديدا يلفه الغموض.

وبالتوازي مع تصريحات الملياني، جدير بالذكر أن مدير مدرسة الاتصالات والوزير الأسبق، محمد ناصر عمار، كان قد أورد مؤخرا في تصريح "لموزاييك اف ام"، أن عدة خبراء يؤكدون أن الذكاء الاصطناعي سيعوض 50 % من المهن، ليس فقط الصغرى منها، بل حتى تلك التي تهم أيضا اختصاصات خريجي الجامعات وأصحاب الشهائد العليا من بينهم الخبراء المحاسبون والمترجمون والصحفيون من ذلك أن مؤسسة إعلامية مختصة في تجميع ما تكتبه الصحافة بفرنسا قامت بالاستغناء عن 60 % من صحفييها، مضيفا أن تونس ليست متأخرة في مجال الذكاء الاصطناعي ولديها من الكفاءات الشابة المتمكنة من هذا العلم الجديد لمواكبتها لتكنولوجياته المتطورة لكن ينبغي تشجيعها للبقاء في تونس.

وتجدر الإشارة إلى أن تونس في نفس السياق بصدد إعداد الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي للسنوات العشر المقبلة. وفي هذا الخصوص أكد رئيس نادي مسؤولي نظم المعلومات بتونس، حاتم الطريقي على هامش تصريحاته الإعلامية مؤخرا، أن وزارة تكنولوجيات الاتصال تعمل على إعداد الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي للسنوات العشر المقبلة، بالتعاون مع مختلف الأطراف المتداخلة، من بينها نادي نظم المعلومات بتونس. ومن المقرر الإعلان عنها خلال الأسابيع المقبلة من قبل اللجنة الوطنية المكلفة بالإستراتيجية.

وأضاف الطريقي، على هامش النسخة العاشرة من المنتدى الدولي لمديري نظم المعلومات الذي احتضنته تونس في الفترة من 7 إلى 9 نوفمبر الجاري، أن المنتدى يشهد مشاركة أكثر من 700 شخص من 21 دولة، من بينهم 153 مدير نظم معلومات من دول إفريقيا جنوب الصحراء.

وعلى مدار دوراته السابقة، استعرض المنتدى قضايا أساسية تهم الشركات الإفريقية، بدءًا بالتحول الرقمي ووصولاً إلى الأمن السيبراني والذكاء الاصطناع علما أن هذا المنتدى قد لعب دورًا حاسمًا في إعادة تعريف المشهد الرقمي في القارة الإفريقية.

وتجدر الإشارة أيضا إلى أن تونس احتضنت مؤخرا

فعاليات المؤتمر الدولي الأول حول الذكاء الاصطناعي والطاقة الخضراء IEEE ICAIGE 2024، الذي انعقد بمدينة ياسمين الحمامات في الفترة من 10 إلى 12 أكتوبر الماضي، ببادرة من الجمعية التونسية للطاقة المتجددة بالتعاون مع جامعة سوسة. وقد جمع المؤتمر نخبة من الباحثين والخبراء المحليين والدوليين لمناقشة آخر التطورات والابتكارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والطاقة المستدامة.

يذكر أيضا أن تونس قد حلت في المرتبة الحادية والسبعين عالميا والثامنة عربيا في مؤشر الذكاء الاصطناعي الذي تطلقه "Tortoise Media" في نسخته الخامسة.

ويقيس هذا المؤشر عمليات التبني العالمي ودرجات التحقق والتطوير في 83 دولة على أساس 122 مؤشرا مختلفا مجمعة في 3 ركائز للتحليل وهي التنفيذ والابتكار والاستثمار، علما أن الولايات المتحدة والصين، احتلتا المركزين الأول والثاني عالميا فيما احتلت السعودية المرتبة الأولى عربيا.

منال حرزي

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews