إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الكاتبة آمنة الرميلي لـ"الصباح": المشهد الأدبي في تونس حيّ وما يخذله هو ضعف التسويق ومحدودية المتابعة النقدية

حوار محسن بن احمد

شدّت الروائية والجامعية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في سوسة آمنة الرميلي الاهتمام والانتباه على حد سواء بكتاباتها السردية التي تلتقط فيها تفاصيل الواقع اليومي بلغة إبداعية سلسة وممتعة، فجاءت أعمالها ناقلة وموثقة للقضايا الاجتماعية والسياسية والدفاع عن الحريات والعدالة الاجتماعية. والديمقراطي هو مسارها الذي جعلت منه خريطة طريقها في كل ما له علاقة بالإبداع بمختلف تفرعاته واتجاهاته وأنواعه.

ستكون آمنة الرميلي حاضرة في الدورة القادمة لأيام قرطاج السينمائية من خلال العرض الأول لفيلم "النافورة" للمخرجة الكبيرة سلمى بكار، والذي كانت مساهمتها ومشاركتها فيه بشكل كبير، وهو ما تكشفه لنا في هذا الحوار معها، الذي كان في ذات الوقت فرصة للتعرف أكثر على الكثير من تفاصيل علاقتها بالكتابة الإبداعية في تونس اليوم.

*الدكتورة آمنة الرميلي ستكون حاضرة في الدورة القادمة لأيام قرطاج السينمائية من خلال فيلم "النافورة". ماذا يمكن الكشف عنه بخصوص هذا الحضور المنتظر؟

-طالما حضرت في سنوات مضت أيام قرطاج السينمائية، أحضر متفرجة ومستهلكة لما أمكن من الأفلام المعروضة، وكانت غالبًا أفلامًا ملتزمة بقضايا إنسانية كبرى. فيما بعد، أصبحت أكتفي بالمتابعة عن بعد. هذه الدورة، دورة 2024، هي دورة مخصوصة بالنسبة إليّ، إذ سأحضرها إن شاء الله لأتابع فيلم "النافورة" الذي تشاركت فيه كتابة السيناريو مع المخرجة الكبيرة سلمى بكّار. وأقرّ بأنني عشت تجربة رائعة مختلفة تمامًا عمّا كنت أكتبه في الرواية والقصة والشعر والبحث. أن أكون شريكة سلمى بكّار في كتابة السيناريو فهذا يعني أنني قد دخلت مدرسة سينمائية عالية الجودة وأنني حظيت بفرصة هائلة للتعرف إلى تقنيات الكتابة السينمائية.

سيخصص لفيلم "النافورة" عرض عالميّ خاص بمناسبة تكريم المخرجة سلمى بكّار في هذه الدورة، وأنا في شوق قويّ إلى حضور هذا العرض وهذا الحفل التكريمي المستحق.

*هل من تفاصيل خاصة كانت لك مع تجربة ولادة "النافورة"؟

-تفاصيل ولادة "النافورة" كثيرة، وكل تفصيل فيها أجمل من الآخر! كنت أقدّم محاضرة في ملتقى المبدعات العربيات بسوسة (دورة 2017)، أتحدث فيها عن عوالم روايتي "توجان" وعلاقتي بالشخصيات التي بنيتها في تلك الرواية، وفي نهاية المداخلة، جاءتني سلمى بكّار إلى المنصة وقالت لي بتواضعها المعروف: "أنا أشبهك كثيرًا في التعامل مع شخصياتي في الأفلام التي أخرجها!" وكانت تلك أجمل مفاجأة. فأنا من المعجبات بسينما سلمى بكّار ولم أفوّت فيلمًا من أفلامها. من هناك انطلقت قصة السيناريو، فبعد أيام، سألتني سلمى عمّا إذا كنت أحبّ أن أشاركها في كتابة فيلمها الجديد "النافورة"، فكانت استجابتي فورية. وانطلقت عملية الكتابة وإعادة الكتابة، والتوقف عن الكتابة بموجب ظروف كثيرة، منها المادي ومنها المعنوي ومنها الجغرافي، فأنا في سوسة وسلمى في العاصمة. دامت كتابة سيناريو "النافورة" أكثر من أربع سنوات، راجعناه أكثر من مرة مشهدًا مشهدًا وكلمة كلمة تقريبًا. كان همّنا أن نكتب نصًا سينمائيًا جميلًا قبل كل شيء. وأرجو أن نكون قد نجحنا في ذلك.

*إلى أي حد كانت مساهمتك في تحديد أبطال الفيلم؟

-المشاركة القوية في كتابة السيناريو بيني وبين سلمى بكّار جعلها تمنحني مشاركات أخرى لا تقلّ أهمية، ومنها إطلاعي على مراحل الكاستينغ بما فيه من وجوه جديدة وأخرى معروفة، ومنها إعلامي بأسماء الممثلين أصحاب الأدوار الرئيسية في الفيلم. وكنت أعطيها رأيي في اختياراتها، وإن كنا نجد أنفسنا غالبًا متّفقتين تمامًا على اختياراتها الأولى. وهي العليمة طبعًا بسجلّ الممثلين التونسيين ومن يصلح لهذا الدور ومن يصلح لآخر. وأحب أن أقول إنّ اختيارات سلمى بكّار تتمّ في ضوء الشروط الدرامية وحدها ولا تهتمّ كثيرًا بالوجوه الناجحة أو بالأسماء اللامعة في دنيا التمثيل. وأضيف شيئًا مهمًا: النجم الوحيد في نظر سلمى بكّار هو الفيلم وليس الممثل أو الممثلة!

*من وجهة نظرك بصفتك كاتبة روائية... ما الذي يشدك في سينما المخرجة سلمى بكار؟

-تخصّص هذه الدورة لأيام قرطاج السينمائية 2024 عرضًا تكريميًا خاصًا لمسيرة سلمى بكّار وتجربتها السينمائية المميزة، وهو ما يعني أنّ هذه المخرجة التونسية هي صاحبة مشروع وطني في السينما التونسية وأنّها جزء مهمّ من تاريخ السينما التونسية وتملك عينا سينمائية متفرّدة ورؤية فنية لا تدلّ إلا عليها ولا تقود إلا إليها. ويعود هذا التميز في سينما سلمى بكّار إلى مجموعة من الشروط هي ما يشدّني شخصيًا إلى أفلامها، منها ما هو فني يتعلّق بطرافة القصة وعمق السيناريو وحركة الكاميرا وإدارة الممثلين ولعبة الإضاءة والاختيارات الموسيقية الدقيقة، ومنها ما هو فكري إيديولوجي يتعلّق أساسًا بقضية المرأة. فكل أفلام سلمى بكّار من "فاطمة 75"، أول أفلامها، إلى "رقصة النار" إلى "خشخاش" إلى "الجايدة" حتى "النافورة" فيلمها الجديد في دورة 2024 لأيام قرطاج السينمائية، تكون المرأة هي محور الفيلم ومنطلقه ومنتهاه. سلمى بكّار هي سليلة فكر الطاهر الحدّاد وابنة المدرسة البورقيبية فيما يتعلق بقضايا تحرّر المرأة التونسية والمساواة الكاملة بينها وبين الرجل.

*إلى أي حد يمكن اعتبار "النافورة" بداية التأسيس لتجربة سينمائية بالنسبة لك؟

-"النافورة" هو أول تجربة لي في كتابة السيناريو وأول لقاء لي مع الكتابة السينمائية. ورغم أنني كتبت النص الأوبرالي الممسرح في مناسبتين اثنتين: الأولى "أوبرا سالم" لحّنها د. سمير الفرجاني وغنّتها مجموعات مختلفة من الأصوات الأوبرالية التونسية كان آخر عرض لها في اختتام المهرجان السيمفوني بالجم هذه الصائفة، والثانية "أوبرا شهرزاد" لحّنها كذلك د. سمير الفرجاني وغنّتها الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة، ورغم كتابة "السيناريو الأوبرالي"، فإنّ السيناريو السينمائي هو تجربة مختلفة، لها شروطها ومقوماتها وخصائصها، وهي بالفعل مغامرة فنية جديدة وممتعة، خاصة وهي تتمّ في حضرة المخرجة سلمى بكّار.

*أي الأسئلة التي تحركك وتحفزك على الكتابة؟

-في مرحلة القراءة وإدمان القراءة، وقد بدأت باكرًا جدًا منذ سنوات الابتدائي الأولى، كنت أتساءل بعد كلّ رواية أو قصة أو قصيدة: كيف يمكن لهؤلاء أن يكتبوا هذا الذي كتبوه؟ ومن أين تأتيهم هذه الأفكار المدهشة الممتعة التي تخطفني خطفًا وتقحمني في عوالمها فلا أعود منها إلا مع آخر كلمة فيها؟ بعد مراحل من القراءات الكثيفة المتنوعة باللغتين العربية والفرنسية بدأتُ أطرح هذا السؤال: هل يمكن أن أكتب مثلهم؟ في البداية كانت الإجابة حاسمة: لا! فاكتفيت بكتابات انفعالية وجدانية لم تغادر كرّاساتها الأولى. حين تخرّجت وبدأت التدريس في التعليم الثانوي، ما كان لتجربة التعليم الصعبة اللذيذة المركّبة إلا أن تدفعني دفعًا إلى الكتابة. القسم والتلاميذ والدرس وهيبة العملية التعلّمية وهبتني مجموعتي القصصية الأولى "يوميات تلميذ.. حزين" (1998) التي استقبلت بنجاح فاق توقّعاتي وأحلامي، وهي لا تزال تطبع ويعاد طبعها ويستقبلها التلاميذ بشغف كبير. بعد ذلك تتالت المجموعات القصصية والروايات، وتوّجت هذه النصوص بجوائز كثيرة (ثلاثة جوائز كومار ذهبي، جائزتان من الكريديف، جائزة أدب الطفل، جائزة نادي القصة..). وطبيعي أن تتغيّر الأسئلة مع كل نص جديد: كيف أتجاوز ما كتبت؟ من هو القارئ الذي أنسج الخطاب من أجله؟ هل أكتب لي أم للآخر؟ كيف ألاعب الكتلة اللغوية وأخرق قوانينها ونماذجها المتيبّسة؟ كيف أقول فيما أكتب تونس ورموزها وأحلامها وكوابيسها خاصة؟

*ماذا تقولين عن علاقتك بشخصيات أثرك الإبداعي؟

-يرى البنيويون أن الشخصية السردية "كائن ورقيّ" لا وجود له خارج النص وأنها "صوت" لغويّ مكتف بوجوده داخل شبكة النص. وفي المناهج التالية للبنيوية كالإنشائية والتداولية والإنشائية التلفّظية أصبحت الشخصية كائنات لا تصنعها اللغة وحدها وإنما تصنعها الذات الكاتبة وتمرّر إليها ـ وعيا ولاوعيا ـ مواقفها وآراءها وكوامنها وتحمّلها خططها السردية الممكنة. الشخصيات هي ذوات متشظية من ذات كبرى هي الذات المؤلّفة، ولذا نحن لا نتحدّث عن "علاقة" الكاتب/ة بالشخصيات وإنّما عمّا تحويه الشخصية من آثار من يكتب وعلاماته.

ولا أتصوّر أنّ علاقتي بشخصياتي تختلف كثيرًا عن علاقة أيّ كاتب أو كاتبة بشخصياتها. الصناعة، الإنماء، التطوير، المراجعة، التحويل.. هي علاقة صناعية وجدانية نفسية. تتعبني بعض الشخصيات وتمتعني أخرى، أجرّ بعضها وتجرّني بعضها، أتحكّم بانضباط في شخصية وتنفلت مني شخصية أخرى وتطلّ بي على عوالم ما كنت لأطلّ عليها لولاها!

*بالعودة إلى رحلتك مع الكتابة اكتشفت أن البداية كانت مع البحث في فكر الطاهر الحداد. ما هي قراءتك لدوره في مسار التحديث بتونس؟

-من حسن حظّ تونس أنّها أنجبت الطاهر الحدّاد! أحيانًا أتساءل: كيف كانت ستكون تونس لولا كتاب "امرأتنا في الشريعة والمجتمع"؟ كيف كانت ستكون وضعية المرأة التونسية لولا تلك المعركة الفكرية الدينية الاجتماعية التي تسبّب فيها ظهور كتاب الطاهر الحدّاد وأفكاره سنة 1930؟ لقد كانت معركة حاسمة حققت نقلة نوعية في المجتمع التونسي خاصة حين تنزّلت أفكار الحدّاد ومقترحاته في روح القانون التونسي منذ فجر الاستقلال بفضل الزعيم الكبير الحبيب بورقيبة حين أصدر بدعم من مكونات الدولة الحديثة مجلة الأحوال الشخصية سنة 1956، وقد سبقت الدستور التونسي نفسه الذي ظهر سنة 1957.

نحن مدينون وخاصة مدينات للطاهر الحدّاد أولًا وبورقيبة ثانيًا بترسانة القوانين المدنية الحداثية التي أسس لها الحدّاد وقنّنها بورقيبة وطوّرتها النضالات النسوية على امتداد عقود.

*أي تأثير لهذا المصلح في تحديد مسارك الإبداعي؟

-أنا متأكدة أنّ الطاهر الحدّاد من الأطياف الخفية التي تدور في رأسي وأنا أكتب. يكفي أنّني ألتزم بصياغة شخصيات حرّة مقاومة قوية وفيّة لمبادئها، مخترقة للثوابت وخاصة الشخصيات النسائية. كان بحثي الأكاديمي الأول متعلّقًا بالطاهر الحدّاد، تحديدًا بالخصومة التي فجّرها كتابه "امرأتنا في الشريعة والمجتمع". قرأت كلّ ما كتب الحدّاد تقريبًا (إلا ما لم ينشر بعد) وجلّ ما كتب حوله، وتشبّعت بأفكاره وأحلامه وشجاعته وحرّيته ومقاومته لكل صنوف الاضطهاد المادي والمعنوي. الطاهر الحدّاد يسكن روحي.

*صرّحت في أحد حواراتك "أنا دائمًا أكتب وممحاة في يدي". هل يعني هذا أنك تخافين القارئ؟

-قد تكون الكتابة في بداياتها فعلاً تلقائيًا أقرب إلى التكلّم مع الآخرين بشكل مختلف حيث يكون الكلام حروفًا على ورقة. ومع تقدّم التجربة، تصبح الكتابة فعلًا جادًا مربكًا بل مخيفًا ما دام يذهب إلى قرّاء مختلفي الأذواق، كثيرين أو قليلين، مختصّين أو هواة. من هنا ألتزم بإعادة الكتابة والمراجعة والمحو والتبديل بلا هوادة. احترامي للقارئ يصل نوعًا من الخوف حتى أنني لا أنشر رواية إلا بعد أن أعرضها على "فريق" من القراء ما قبل النشر وأنتظر آراءهم وردود أفعالهم وعليها أقيس رأي القراء وأستشرف ردود أفعالهم.

*اتفق النقاد وكل من له علاقة بالشأن الروائي بدرجة أولى أن روايتك "شط الأرواح" مثلت الاستثناء في الإبداع السردي. كيف عشت رحلة كتابة هذا الأثر؟

-أنا سعيدة بنجاح "شط الأرواح" وسعيدة أكثر بما حظيت به من عناية القراء المختصين. لا أدري ما إذا كانت استثناء في الإبداع السردي كما يقول السؤال ولكن ما أدريه أنّها شغلت بعض الباحثين في الجامعة التونسية فاتّخذوها مدوّنة بحث لأطروحاتهم في الدكتوراه أو لرسائلهم في الماجستير، ولعلّ هذا علامة على أنّها رواية فيها بعض اختلاف وشيء من الإضافة في الفعل السردي.

دامت رحلة كتابتها أربع أو خمس سنوات، وخضعتْ لمراجعات كثيرة وفتحتُ بموجبها ملفات الهجرة السرية وعدت إلى قصص الحرقة والحرّاقين. وكان أعظم ما حصل من كتابة "شط الأرواح" أنني التقيتُ ببطلها الواقعي "شمس الدين مرزوق" بعد أن حوّلته الرواية إلى شخصية تخييلية "خير الدين المنسي" ذاك المواطن التونسي ذو الإنسانية العالية المتطوّع لدفن جثث الحرّاقين، يقذفها البحر على شاطئ جرجيس، يرفعها ويدفنها في مقبرة الغرباء بقطع النظر عن جنسيتها أو دينها أو لونها.

*الفت "الأوبرا". ماذا تحتفظ ذاكرتك بخصوص هذه التجربة؟

-ذكرت في سؤال سابق أنني كتبت نصوصًا مخصصة للأوبرا. ولئن تحدثت عن "الأوبرا الممسرحة"، فإنّ تجربتي مع القصيدة المخصصة للغناء الأوبرالي انطلقت مع السوبرانو التونسية "يسرى زكري" والملحن التونسي "جلّول عيّاد"، وحققنا نجاحات كبيرة لم تحظ للأسف بعناية الإعلام التونسي. وأخص بالذّكر الأوبرا باللهجة التونسية. ليُسرى زكري أكثر من أغنية أوبرالية باللهجة التونسية يأتي على رأسها "أوبرا حشّاد" التي قدّمتها في المسرح البلدي (2015) ثم قدّمتها في بودابست على أهم مسرح من مسارحها بمناسبة احتفال السفارة التونسية بالمجر بعيد الاستقلال. وكان حفلا عظيمًا حضره سفراء العالم العرب وغير العرب، واستمعوا إلى موسيقى أوبرالية تونسية كلمة وصوتًا ولحنًا، واستمعوا إلى التغني بالرمز النضالي الوطني فرحات حشّاد.

*ما هي قراءتك للمشهد الأدبي في تونس اليوم؟

-المشهد الأدبي في تونس حيّ. فيه حركة جيدة، تنشر الكثير من الروايات والدواوين والبحوث الجادة ولكن ما يخذل هذه الحركة هو ضعف التسويق ومحدودية المتابعة النقدية.

*هل أنصف النقد تجربتك الإبداعية؟

-قد أكون أنا مقصّرة في متابعة ما يكتب حول كتبي، روايات ومجموعات قصصية، لأنني لا أتابع بدقة ما يكتب عنها ولا أعرف عدد البحوث الجامعية التي حظيت بها رواياتي. أكتفي بما يصلني ولا أبذل جهدًا في رصد كل ما كتب عمّا كتبت.

*أي مستقبل للكتاب الورقي اليوم في ظل تعدد وسائل النشر الإلكترونية؟

-بدأنا نتحسّس مشكلة الكتاب الورقي منذ بدأنا نخوض في الحديث عن "الكتاب الرقمي". لمن منهما ستكون الغلبة؟ الجواب صعب نظرًا إلى أنّ السباق بينهما غير متكافئ، ولكن ألم تتغلّب السلحفاة على الأرنب في تلك الحكاية البعيدة؟!

الكاتبة  آمنة الرميلي لـ"الصباح": المشهد الأدبي في تونس حيّ وما يخذله هو ضعف التسويق ومحدودية المتابعة النقدية

حوار محسن بن احمد

شدّت الروائية والجامعية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في سوسة آمنة الرميلي الاهتمام والانتباه على حد سواء بكتاباتها السردية التي تلتقط فيها تفاصيل الواقع اليومي بلغة إبداعية سلسة وممتعة، فجاءت أعمالها ناقلة وموثقة للقضايا الاجتماعية والسياسية والدفاع عن الحريات والعدالة الاجتماعية. والديمقراطي هو مسارها الذي جعلت منه خريطة طريقها في كل ما له علاقة بالإبداع بمختلف تفرعاته واتجاهاته وأنواعه.

ستكون آمنة الرميلي حاضرة في الدورة القادمة لأيام قرطاج السينمائية من خلال العرض الأول لفيلم "النافورة" للمخرجة الكبيرة سلمى بكار، والذي كانت مساهمتها ومشاركتها فيه بشكل كبير، وهو ما تكشفه لنا في هذا الحوار معها، الذي كان في ذات الوقت فرصة للتعرف أكثر على الكثير من تفاصيل علاقتها بالكتابة الإبداعية في تونس اليوم.

*الدكتورة آمنة الرميلي ستكون حاضرة في الدورة القادمة لأيام قرطاج السينمائية من خلال فيلم "النافورة". ماذا يمكن الكشف عنه بخصوص هذا الحضور المنتظر؟

-طالما حضرت في سنوات مضت أيام قرطاج السينمائية، أحضر متفرجة ومستهلكة لما أمكن من الأفلام المعروضة، وكانت غالبًا أفلامًا ملتزمة بقضايا إنسانية كبرى. فيما بعد، أصبحت أكتفي بالمتابعة عن بعد. هذه الدورة، دورة 2024، هي دورة مخصوصة بالنسبة إليّ، إذ سأحضرها إن شاء الله لأتابع فيلم "النافورة" الذي تشاركت فيه كتابة السيناريو مع المخرجة الكبيرة سلمى بكّار. وأقرّ بأنني عشت تجربة رائعة مختلفة تمامًا عمّا كنت أكتبه في الرواية والقصة والشعر والبحث. أن أكون شريكة سلمى بكّار في كتابة السيناريو فهذا يعني أنني قد دخلت مدرسة سينمائية عالية الجودة وأنني حظيت بفرصة هائلة للتعرف إلى تقنيات الكتابة السينمائية.

سيخصص لفيلم "النافورة" عرض عالميّ خاص بمناسبة تكريم المخرجة سلمى بكّار في هذه الدورة، وأنا في شوق قويّ إلى حضور هذا العرض وهذا الحفل التكريمي المستحق.

*هل من تفاصيل خاصة كانت لك مع تجربة ولادة "النافورة"؟

-تفاصيل ولادة "النافورة" كثيرة، وكل تفصيل فيها أجمل من الآخر! كنت أقدّم محاضرة في ملتقى المبدعات العربيات بسوسة (دورة 2017)، أتحدث فيها عن عوالم روايتي "توجان" وعلاقتي بالشخصيات التي بنيتها في تلك الرواية، وفي نهاية المداخلة، جاءتني سلمى بكّار إلى المنصة وقالت لي بتواضعها المعروف: "أنا أشبهك كثيرًا في التعامل مع شخصياتي في الأفلام التي أخرجها!" وكانت تلك أجمل مفاجأة. فأنا من المعجبات بسينما سلمى بكّار ولم أفوّت فيلمًا من أفلامها. من هناك انطلقت قصة السيناريو، فبعد أيام، سألتني سلمى عمّا إذا كنت أحبّ أن أشاركها في كتابة فيلمها الجديد "النافورة"، فكانت استجابتي فورية. وانطلقت عملية الكتابة وإعادة الكتابة، والتوقف عن الكتابة بموجب ظروف كثيرة، منها المادي ومنها المعنوي ومنها الجغرافي، فأنا في سوسة وسلمى في العاصمة. دامت كتابة سيناريو "النافورة" أكثر من أربع سنوات، راجعناه أكثر من مرة مشهدًا مشهدًا وكلمة كلمة تقريبًا. كان همّنا أن نكتب نصًا سينمائيًا جميلًا قبل كل شيء. وأرجو أن نكون قد نجحنا في ذلك.

*إلى أي حد كانت مساهمتك في تحديد أبطال الفيلم؟

-المشاركة القوية في كتابة السيناريو بيني وبين سلمى بكّار جعلها تمنحني مشاركات أخرى لا تقلّ أهمية، ومنها إطلاعي على مراحل الكاستينغ بما فيه من وجوه جديدة وأخرى معروفة، ومنها إعلامي بأسماء الممثلين أصحاب الأدوار الرئيسية في الفيلم. وكنت أعطيها رأيي في اختياراتها، وإن كنا نجد أنفسنا غالبًا متّفقتين تمامًا على اختياراتها الأولى. وهي العليمة طبعًا بسجلّ الممثلين التونسيين ومن يصلح لهذا الدور ومن يصلح لآخر. وأحب أن أقول إنّ اختيارات سلمى بكّار تتمّ في ضوء الشروط الدرامية وحدها ولا تهتمّ كثيرًا بالوجوه الناجحة أو بالأسماء اللامعة في دنيا التمثيل. وأضيف شيئًا مهمًا: النجم الوحيد في نظر سلمى بكّار هو الفيلم وليس الممثل أو الممثلة!

*من وجهة نظرك بصفتك كاتبة روائية... ما الذي يشدك في سينما المخرجة سلمى بكار؟

-تخصّص هذه الدورة لأيام قرطاج السينمائية 2024 عرضًا تكريميًا خاصًا لمسيرة سلمى بكّار وتجربتها السينمائية المميزة، وهو ما يعني أنّ هذه المخرجة التونسية هي صاحبة مشروع وطني في السينما التونسية وأنّها جزء مهمّ من تاريخ السينما التونسية وتملك عينا سينمائية متفرّدة ورؤية فنية لا تدلّ إلا عليها ولا تقود إلا إليها. ويعود هذا التميز في سينما سلمى بكّار إلى مجموعة من الشروط هي ما يشدّني شخصيًا إلى أفلامها، منها ما هو فني يتعلّق بطرافة القصة وعمق السيناريو وحركة الكاميرا وإدارة الممثلين ولعبة الإضاءة والاختيارات الموسيقية الدقيقة، ومنها ما هو فكري إيديولوجي يتعلّق أساسًا بقضية المرأة. فكل أفلام سلمى بكّار من "فاطمة 75"، أول أفلامها، إلى "رقصة النار" إلى "خشخاش" إلى "الجايدة" حتى "النافورة" فيلمها الجديد في دورة 2024 لأيام قرطاج السينمائية، تكون المرأة هي محور الفيلم ومنطلقه ومنتهاه. سلمى بكّار هي سليلة فكر الطاهر الحدّاد وابنة المدرسة البورقيبية فيما يتعلق بقضايا تحرّر المرأة التونسية والمساواة الكاملة بينها وبين الرجل.

*إلى أي حد يمكن اعتبار "النافورة" بداية التأسيس لتجربة سينمائية بالنسبة لك؟

-"النافورة" هو أول تجربة لي في كتابة السيناريو وأول لقاء لي مع الكتابة السينمائية. ورغم أنني كتبت النص الأوبرالي الممسرح في مناسبتين اثنتين: الأولى "أوبرا سالم" لحّنها د. سمير الفرجاني وغنّتها مجموعات مختلفة من الأصوات الأوبرالية التونسية كان آخر عرض لها في اختتام المهرجان السيمفوني بالجم هذه الصائفة، والثانية "أوبرا شهرزاد" لحّنها كذلك د. سمير الفرجاني وغنّتها الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة، ورغم كتابة "السيناريو الأوبرالي"، فإنّ السيناريو السينمائي هو تجربة مختلفة، لها شروطها ومقوماتها وخصائصها، وهي بالفعل مغامرة فنية جديدة وممتعة، خاصة وهي تتمّ في حضرة المخرجة سلمى بكّار.

*أي الأسئلة التي تحركك وتحفزك على الكتابة؟

-في مرحلة القراءة وإدمان القراءة، وقد بدأت باكرًا جدًا منذ سنوات الابتدائي الأولى، كنت أتساءل بعد كلّ رواية أو قصة أو قصيدة: كيف يمكن لهؤلاء أن يكتبوا هذا الذي كتبوه؟ ومن أين تأتيهم هذه الأفكار المدهشة الممتعة التي تخطفني خطفًا وتقحمني في عوالمها فلا أعود منها إلا مع آخر كلمة فيها؟ بعد مراحل من القراءات الكثيفة المتنوعة باللغتين العربية والفرنسية بدأتُ أطرح هذا السؤال: هل يمكن أن أكتب مثلهم؟ في البداية كانت الإجابة حاسمة: لا! فاكتفيت بكتابات انفعالية وجدانية لم تغادر كرّاساتها الأولى. حين تخرّجت وبدأت التدريس في التعليم الثانوي، ما كان لتجربة التعليم الصعبة اللذيذة المركّبة إلا أن تدفعني دفعًا إلى الكتابة. القسم والتلاميذ والدرس وهيبة العملية التعلّمية وهبتني مجموعتي القصصية الأولى "يوميات تلميذ.. حزين" (1998) التي استقبلت بنجاح فاق توقّعاتي وأحلامي، وهي لا تزال تطبع ويعاد طبعها ويستقبلها التلاميذ بشغف كبير. بعد ذلك تتالت المجموعات القصصية والروايات، وتوّجت هذه النصوص بجوائز كثيرة (ثلاثة جوائز كومار ذهبي، جائزتان من الكريديف، جائزة أدب الطفل، جائزة نادي القصة..). وطبيعي أن تتغيّر الأسئلة مع كل نص جديد: كيف أتجاوز ما كتبت؟ من هو القارئ الذي أنسج الخطاب من أجله؟ هل أكتب لي أم للآخر؟ كيف ألاعب الكتلة اللغوية وأخرق قوانينها ونماذجها المتيبّسة؟ كيف أقول فيما أكتب تونس ورموزها وأحلامها وكوابيسها خاصة؟

*ماذا تقولين عن علاقتك بشخصيات أثرك الإبداعي؟

-يرى البنيويون أن الشخصية السردية "كائن ورقيّ" لا وجود له خارج النص وأنها "صوت" لغويّ مكتف بوجوده داخل شبكة النص. وفي المناهج التالية للبنيوية كالإنشائية والتداولية والإنشائية التلفّظية أصبحت الشخصية كائنات لا تصنعها اللغة وحدها وإنما تصنعها الذات الكاتبة وتمرّر إليها ـ وعيا ولاوعيا ـ مواقفها وآراءها وكوامنها وتحمّلها خططها السردية الممكنة. الشخصيات هي ذوات متشظية من ذات كبرى هي الذات المؤلّفة، ولذا نحن لا نتحدّث عن "علاقة" الكاتب/ة بالشخصيات وإنّما عمّا تحويه الشخصية من آثار من يكتب وعلاماته.

ولا أتصوّر أنّ علاقتي بشخصياتي تختلف كثيرًا عن علاقة أيّ كاتب أو كاتبة بشخصياتها. الصناعة، الإنماء، التطوير، المراجعة، التحويل.. هي علاقة صناعية وجدانية نفسية. تتعبني بعض الشخصيات وتمتعني أخرى، أجرّ بعضها وتجرّني بعضها، أتحكّم بانضباط في شخصية وتنفلت مني شخصية أخرى وتطلّ بي على عوالم ما كنت لأطلّ عليها لولاها!

*بالعودة إلى رحلتك مع الكتابة اكتشفت أن البداية كانت مع البحث في فكر الطاهر الحداد. ما هي قراءتك لدوره في مسار التحديث بتونس؟

-من حسن حظّ تونس أنّها أنجبت الطاهر الحدّاد! أحيانًا أتساءل: كيف كانت ستكون تونس لولا كتاب "امرأتنا في الشريعة والمجتمع"؟ كيف كانت ستكون وضعية المرأة التونسية لولا تلك المعركة الفكرية الدينية الاجتماعية التي تسبّب فيها ظهور كتاب الطاهر الحدّاد وأفكاره سنة 1930؟ لقد كانت معركة حاسمة حققت نقلة نوعية في المجتمع التونسي خاصة حين تنزّلت أفكار الحدّاد ومقترحاته في روح القانون التونسي منذ فجر الاستقلال بفضل الزعيم الكبير الحبيب بورقيبة حين أصدر بدعم من مكونات الدولة الحديثة مجلة الأحوال الشخصية سنة 1956، وقد سبقت الدستور التونسي نفسه الذي ظهر سنة 1957.

نحن مدينون وخاصة مدينات للطاهر الحدّاد أولًا وبورقيبة ثانيًا بترسانة القوانين المدنية الحداثية التي أسس لها الحدّاد وقنّنها بورقيبة وطوّرتها النضالات النسوية على امتداد عقود.

*أي تأثير لهذا المصلح في تحديد مسارك الإبداعي؟

-أنا متأكدة أنّ الطاهر الحدّاد من الأطياف الخفية التي تدور في رأسي وأنا أكتب. يكفي أنّني ألتزم بصياغة شخصيات حرّة مقاومة قوية وفيّة لمبادئها، مخترقة للثوابت وخاصة الشخصيات النسائية. كان بحثي الأكاديمي الأول متعلّقًا بالطاهر الحدّاد، تحديدًا بالخصومة التي فجّرها كتابه "امرأتنا في الشريعة والمجتمع". قرأت كلّ ما كتب الحدّاد تقريبًا (إلا ما لم ينشر بعد) وجلّ ما كتب حوله، وتشبّعت بأفكاره وأحلامه وشجاعته وحرّيته ومقاومته لكل صنوف الاضطهاد المادي والمعنوي. الطاهر الحدّاد يسكن روحي.

*صرّحت في أحد حواراتك "أنا دائمًا أكتب وممحاة في يدي". هل يعني هذا أنك تخافين القارئ؟

-قد تكون الكتابة في بداياتها فعلاً تلقائيًا أقرب إلى التكلّم مع الآخرين بشكل مختلف حيث يكون الكلام حروفًا على ورقة. ومع تقدّم التجربة، تصبح الكتابة فعلًا جادًا مربكًا بل مخيفًا ما دام يذهب إلى قرّاء مختلفي الأذواق، كثيرين أو قليلين، مختصّين أو هواة. من هنا ألتزم بإعادة الكتابة والمراجعة والمحو والتبديل بلا هوادة. احترامي للقارئ يصل نوعًا من الخوف حتى أنني لا أنشر رواية إلا بعد أن أعرضها على "فريق" من القراء ما قبل النشر وأنتظر آراءهم وردود أفعالهم وعليها أقيس رأي القراء وأستشرف ردود أفعالهم.

*اتفق النقاد وكل من له علاقة بالشأن الروائي بدرجة أولى أن روايتك "شط الأرواح" مثلت الاستثناء في الإبداع السردي. كيف عشت رحلة كتابة هذا الأثر؟

-أنا سعيدة بنجاح "شط الأرواح" وسعيدة أكثر بما حظيت به من عناية القراء المختصين. لا أدري ما إذا كانت استثناء في الإبداع السردي كما يقول السؤال ولكن ما أدريه أنّها شغلت بعض الباحثين في الجامعة التونسية فاتّخذوها مدوّنة بحث لأطروحاتهم في الدكتوراه أو لرسائلهم في الماجستير، ولعلّ هذا علامة على أنّها رواية فيها بعض اختلاف وشيء من الإضافة في الفعل السردي.

دامت رحلة كتابتها أربع أو خمس سنوات، وخضعتْ لمراجعات كثيرة وفتحتُ بموجبها ملفات الهجرة السرية وعدت إلى قصص الحرقة والحرّاقين. وكان أعظم ما حصل من كتابة "شط الأرواح" أنني التقيتُ ببطلها الواقعي "شمس الدين مرزوق" بعد أن حوّلته الرواية إلى شخصية تخييلية "خير الدين المنسي" ذاك المواطن التونسي ذو الإنسانية العالية المتطوّع لدفن جثث الحرّاقين، يقذفها البحر على شاطئ جرجيس، يرفعها ويدفنها في مقبرة الغرباء بقطع النظر عن جنسيتها أو دينها أو لونها.

*الفت "الأوبرا". ماذا تحتفظ ذاكرتك بخصوص هذه التجربة؟

-ذكرت في سؤال سابق أنني كتبت نصوصًا مخصصة للأوبرا. ولئن تحدثت عن "الأوبرا الممسرحة"، فإنّ تجربتي مع القصيدة المخصصة للغناء الأوبرالي انطلقت مع السوبرانو التونسية "يسرى زكري" والملحن التونسي "جلّول عيّاد"، وحققنا نجاحات كبيرة لم تحظ للأسف بعناية الإعلام التونسي. وأخص بالذّكر الأوبرا باللهجة التونسية. ليُسرى زكري أكثر من أغنية أوبرالية باللهجة التونسية يأتي على رأسها "أوبرا حشّاد" التي قدّمتها في المسرح البلدي (2015) ثم قدّمتها في بودابست على أهم مسرح من مسارحها بمناسبة احتفال السفارة التونسية بالمجر بعيد الاستقلال. وكان حفلا عظيمًا حضره سفراء العالم العرب وغير العرب، واستمعوا إلى موسيقى أوبرالية تونسية كلمة وصوتًا ولحنًا، واستمعوا إلى التغني بالرمز النضالي الوطني فرحات حشّاد.

*ما هي قراءتك للمشهد الأدبي في تونس اليوم؟

-المشهد الأدبي في تونس حيّ. فيه حركة جيدة، تنشر الكثير من الروايات والدواوين والبحوث الجادة ولكن ما يخذل هذه الحركة هو ضعف التسويق ومحدودية المتابعة النقدية.

*هل أنصف النقد تجربتك الإبداعية؟

-قد أكون أنا مقصّرة في متابعة ما يكتب حول كتبي، روايات ومجموعات قصصية، لأنني لا أتابع بدقة ما يكتب عنها ولا أعرف عدد البحوث الجامعية التي حظيت بها رواياتي. أكتفي بما يصلني ولا أبذل جهدًا في رصد كل ما كتب عمّا كتبت.

*أي مستقبل للكتاب الورقي اليوم في ظل تعدد وسائل النشر الإلكترونية؟

-بدأنا نتحسّس مشكلة الكتاب الورقي منذ بدأنا نخوض في الحديث عن "الكتاب الرقمي". لمن منهما ستكون الغلبة؟ الجواب صعب نظرًا إلى أنّ السباق بينهما غير متكافئ، ولكن ألم تتغلّب السلحفاة على الأرنب في تلك الحكاية البعيدة؟!

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews